يا أيّها الإنسان: أنت أخي.

[سالم علي الجرو]

أعوذ بالله من الشطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) د

[المائدة: 48]

.

الصراعات الدينية اليوم

تنذر بالخطر حيث بلغ شرها في الصراعات بين أتباع الديانة الواحدة التي قسمها أتباعها، ومزقوها إلى فرق ومذاهب يعادي بعضها البعض الآخر، بل ويكفر بعضها البعض الآخر.

كيف ستدوم حياة لإنسان ، آمنة مستقرة وهو أي الإنسان ينشر ثقافة الكراهية؟
للإنسان قيمة كبيرة: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) [الإسراء: 70]. إن القرآن الكريم في مجمله إما حديثا إلى الإنسان أو حديثا عن الإنسان، ويقرر أن الكون كله مسخر للإنسان: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. وقد نسب إلى الإمام علي -كرم الله وجهه– قوله يخاطب الإنسان:

دواؤك فيك وما تبصر = ودواؤك منك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير = وفيك انطوى العالم الأكبر

إن ا كلمة الإخاء رددها الإنسان على مرّ العصور ليقينه بتغليب الأخوّة الإنسانية على ما سواها ، لكن الصراعات هي التي أوجدت القوة في مكان والضعف في مكان فاستغل الأقوياء الضعفاء وأذلوهم.

صيانة الإنسان وحمايته

(كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه).
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه، قالوا: يا رسول الله وما بوائقه؟ قال: شره).
(أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدرى لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت).