المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!


فتح مكة

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
قديم 08-04-2002, 12:04 PM   #1
ابن حضرموت
حال نشيط

افتراضي فتح مكة

لقد كان من حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أعلن أبو سفيان إسلامه ، أن أمر العباس أن يقف به عند مضيق الوادي ، الذي ستمر فيه جنود الله تعالى ، حتى يبصر بعينه كيف أصبحت قوة الإسلام ، وإلام انقلبت حال أولئك الذين هاجروا من مكة قلة مشتتين مستضعفين ‍! .. وحتى تكون هذه العبرة البالغة أول مثبت لدينة ومؤيد لعقيدته .

وأخذ أبو سفيان يتأمل الكتائب التي تمر ، واحدة إثر أخرى ، وهو في دهشة وذهول مما يرى ‍‍!.. والتفت يقول للعباس، وهو لا يزال تحت تأثير بقايا من الفكر الجاهلي وأوهامه ،

لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً ! ..

فأيقظه العباس من بقايا غفلته السابقة قائلاً: يا أبا سفيان إنها النبوة .

أيّ ملك هذا الذي تقول ؟ .. لقد ألقى الملك والمال والجاه تحت قدميه يوم أن عرضتم عليه كل ذلك علية في مكة ، وهو يعاني من تعذيبكم وإيذائكم له ، وهل ألجأتموه إلى الهجرة من بلدة إلا لأنه رفض أن يستبدل الملك الذي عرضتموه عليه بالنبوة التي كان ي دعوكم إلى الإيمان بها .

إنها النبوة ! ..
تلك هي الكلمة التي أدارتها الحكمة الإلهية على لسان العباس ، حتى تصبح الرد الباقي إلى يوم القيامة على كل من يتوهم أو يوهم أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت ابتغاء ملك أو زعامة ، أو إحياء قوميه أو عصبيه وهي كلمة جاءت عنواناً لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها ، فقد كانت ساعات عمره ومراحله كلها دليلاً ناطقاً على أنه إنما بعث لتبليغ رسالة الله إلى الناس ، لا لإنشاء ملك لنفسه على الأرض .

تأملات في كيفية دخوله صلى الله عليه وسلم إلى مكة
لقد رأينا فيما يرويه البخاري عن عبد الله بن المغفل أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو على مشارف مكة يقرأ سورة الفتح ، يرجّع في تلاوته لها ، والترجيع كيفية معينه في القراءة يترنم بها القارئ . وهذا يدل - كما نرى - أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مستغرقا في حالة شهود مع الله تعالى أثناء دخوله مكة ، فما كانت لنشوة الظفر والنصر العظيم إلى نفسه من سبيل ولم يكن شيء من التعاظم أو التجبر ليستولي على شيء من مشاعره ، إنما هو الانسجام التام مع شهود الله تعالى والشكر على نصره وتأييده .

ويزيد في تصوير هذا المعنى ما رواه ابن إسحاق من أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل من ذي طوى كان يضع رأسه تواضعاً لله ،حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى أن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل .

وهذا يعني أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مندمجاً في حالة من العبودية التامة لله تعالى إذ رأى ثمرة القيام بأمر ربه ، ونظر إلى نتيجة كل ما قد كان لقيه من العذاب من قومه ، وكيف أن الله أعاده إلى البلدة التي أخرجته عزيزاً منصوراً مكرماً ! ..إنها الساعة التي ينبغي أن تمتلئ بشكر الله تعالى وحده ، وينبغي أن يفيض الزمن كله فيها بمعنى العبودية التامة لله تعالى .

وهكذا يجب أن تكون حال المسلمين دائماً ، عبودية مطلقه لله في السراء والضراء ، في الرخاء والشدة ، وليس من شأن المسلمين إطلاقاً أن يتظاهروا بالذل لله تعالى كلما حاقت بهم مصيبة أو كرب ، حتى إذا انكشف الكرب وزال الضر ، أسكرتهم الفرحة بل أسكرهم الطغيان عن كل شيء ، ومرّوا من جنب أوامر الله تعالى وأحكامه ساهين لا هين كأنهم لك يدعوه ويتذللوا له في كشف ضر مسّهم

فتح مكة 8 هـ

[سببه هو إعانة قريش بني بكر على خزاعة الداخلة في عهده صلى الله عليه وسلم]

[ خروج عمرو الخزاعي لطلب النصرة منه صلى الله عليه وسلم]

[خروج أبي سفيان إلى المدينة ليثبت العقد ورجوعه بالخيبة ]

[ تجهيز الجيش ]

كتابة حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش بمسيره صلى الله عليه وسلم إليهم
وإخبار الوحي له صلى الله عليه وسلم بذلك

[ لقاؤه صلى الله عليه وسلم العباس وأبا سفيان بن الحارث ابن عمه وعبد الله ابن أبي أمية ابن عمته ]

[إيقاد النيران بمر الظهران ]

[ لقاء العباس أبا سفيان وركوبه معه إليه صلى الله عليه وسلم ]

[رجوع أبي سفيان إلى قريش ]

[دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ]

[مقاتلة المسلمين بعض سفهاء قريش ]

[ دخول المسجد ]

[دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة ]

[إبقاء مفتاح الكعبة في آل عثمان بن طلحة ]

[أذان بلال على الكعبة ]

فصل [صلاة الفتح ]


فصل في الفتح الأعظم
الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ودخل الناس به في دين الله أفواجا وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا خرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتائب الإسلام وجنود الرحمن سنة ثمان لعشر مضين من رمضان واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري . وقال ابن سعد : بل استعمل عبد الله بن أم مكتوم

[سببه هو إعانة قريش بني بكر على خزاعة الداخلة في عهده صلى الله عليه وسلم]
وكان السبب الذي جر إليه وحدا إليه فيما ذكر إمام أهل السير والمغازي والأخبار محمد بن إسحاق بن يسار أن بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة عدت على خزاعة وهم على ماء يقال له الوتير : فبيتوهم وقتلوا منهم وكان الذي هاج ذلك أن رجلا من بني الحضرمي يقال له مالك بن عباد خرج تاجرا فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله فعدت بنو بكر على رجل من بني خزاعة فقتلوه فعدت خزاعة على بني الأسود وهم سلمى وكلثوم وذؤيب فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم هذا كله قبل المبعث فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء الإسلام حجز بينهم وتشاغل الناس بشأنه فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش وقع الشرط أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فعل ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فعل فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فلما استمرت الهدنة اغتنمها بنو بكر من خزاعة وأرادوا أن يصيبوا منهم الثأر القديم

[ خروج عمرو الخزاعي لطلب النصرة منه صلى الله عليه وسلم]
فخرج نوفل بن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر فبيت خزاعة

وهم على الوتير فأصابوا منهم رجالا وتناوشوا واقتتلوا وأعانت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفيا ليلا ذكر ابن سعد منهم صفوان بن أمية وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص حتى حازوا خزاعة إلى الحرم فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك . فقال كلمة عظيمة لا إله له اليوم يا بني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟ فلما دخلت خزاعة مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى لهم يقال له رافع ويخرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني أصحابه فقال

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

يا رب إني ناشد محمدا

ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا

قد كنتم ولدا وكنا والدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

فانصر هداك الله نصرا أبدا

أبيض مثل البدر يسمو صعدا

فيهم رسول الله قد تجردا

في فيلق كالبحر يجري مزبدا

إن سيم خسفا وجهه تربدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا

وزعموا أن لست تدعو أحدا

وجعلوا لي في كداء رصدا

هم بيتونا بالوتير هجدا

وهم أذل وأقل عددا


وقتلونا ركعا وسجدا

يقول قتلنا وقد أسلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت يا عمرو بن سالم )ثم عرضت سحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب )ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما أصيب منهم وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم رجعوا إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس (كأنكم بأبي سفيان وقد جاء ليشد العقد ويزيد في المدة ).

ومضى بديل بن ورقاء في أصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان وقد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا الذي صنعوا فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء قال من أين أقبلت يا بديل ؟ فظن أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال سرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي قال أوما جئت محمدا ؟ قال لا فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان : لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى فأتى مبرك راحلته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيها النوى فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا .

[خروج أبي سفيان إلى المدينة ليثبت العقد ورجوعه بالخيبة ]
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ قالت بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس فقال والله لقد أصابك بعدي شر . ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أنا بفاعل ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به ثم جاء فدخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة وحسن غلام يدب بين يديهما فقال يا علي إنك أمس القوم بي رحما وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لي إلى محمد فقال ويحك يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت إلى فاطمة فقال " هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ؟ قالت والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني قال والله ما أعلم لك شيئا يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك قال أوترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا والله ما أظنه ولكني ما أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قريش قالوا : ما وراءك ؟ قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا ثم جئت عمر بن الخطاب فوجدته أعدى العدو ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم قد أشار علي بشيء صنعته فوالله ما أدري هل يغني عني شيئا أم لا ؟ قالوا : وبم أمرك ؟ قال أمرني أن أجير بين الناس ففعلت فقالوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال لا . قالوا : ويلك والله إن زاد الرجل على أن لعب بك قال لا والله ما وجدت غير ذلك .

[ تجهيز الجيش ]
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وأمر أهله أن يجهزوه فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنها وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي بنية أمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيزه ؟ قالت نعم فتجهز قال فأين ترينه يريد قالت لا والله ما أدري . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة فأمرهم بالجد والتجهيز وقال ) اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها (فتجهز الناس .

كتابة حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش بمسيره صلى الله عليه وسلم إليهم
وإخبار الوحي له صلى الله عليه وسلم بذلك
فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتابا يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ثم أعطاه امرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في قرون في رأسها ثم خرجت به وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث عليا والزبير . وغير ابن إسحاق يقول بعث عليا والمقداد والزبير فقال انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش فانطلقا تعادى بهما خيلهما حتى وجدا المرأة بذلك المكان فاستنزلاها وقالا : معك كتاب ؟ فقالت ما معي كتاب ففتشا رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي - رضي الله عنه - أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك فلما رأت الجد منه قالت أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليهما فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا فقال ما هذا يا حاطب ؟ فقال لا تعجل علي يا رسول الله والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت ولا بدلت ولكني كنت امرءا ملصقا في قريش لست من أنفسهم ولي فيهم أهل وعشيرة وولد وليس لي فيهم قرابة يحمونهم وكان من معك لهم قرابات يحمونهم فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد خان الله ورسوله وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم .

ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم والناس صيام حتى إذا كانوا بالكديد - وهو الذي تسميه الناس اليوم قديدا - أفطر وأفطر الناس معه .



[ لقاؤه صلى الله عليه وسلم العباس وأبا سفيان بن الحارث ابن عمه وعبد الله ابن أبي أمية ابن عمته ]
ثم مضى حتى نزل مر الظهران وهو بطن مر ومعه عشرة آلاف وعمى الله الأخبار عن قريش فهم على وجل وارتقاب وكان أبو سفيان يخرج يتحسس الأخبار فخرج هو وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار وكان العباس قد خرج قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة وقيل فوق ذلك وكان ممن لقيه في الطريق ابن عمه أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية لقياه بالأبواء وهما ابن عمه وابن عمته فأعرض عنهما لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى والهجو فقالت له أم سلمة لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي لأبي سفيان فيما حكاه أبو عمر ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين )[ يوسف 91 ] . فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه قولا ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )[ يوسف 92 ] فأنشده أبو سفيان أبياتا منها :

لتغلب خيل اللات خيل محمد

لعمرك إني حين أحمل راية

فهذا أواني حين أهدى فأهتدي

لكالمدلج الحيران أظلم ليله

على الله من طردت كل مطرد

هداني هاد غير نفسي ودلني


فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال (أنت طردتني كل مطرد )وحسن إسلامه بعد ذلك .

ويقال إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم حياء منه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وشهد له بالجنة وقال (أرجو أن يكون خلفا من حمزة )ولما حضرته الوفاة قال (لا تبكوا علي فوالله ما نطقت بخطيئة منذ أسلمت )





[إيقاد النيران بمر الظهران ]
فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران نزله عشاء فأمر الجيش فأوقدوا النيران فأوقدت عشرة آلاف نار وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه



[ لقاء العباس أبا سفيان وركوبه معه إليه صلى الله عليه وسلم ]

وركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطابة أو أحدا يخبر قريشا ليخرجوا يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها عنوة قال والله إني لأسير عليها إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا قال يقول بديل هذه والله خزاعة حمشتها الحرب فيقول أبو سفيان خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها قال فعرفت صوته فقلت : أبا حنظلة فعرف صوتي فقال أبا الفضل ؟ قلت نعم قال ما لك فداك أبي وأمي ؟ قال قلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله قال فما الحيلة فداك أبي وأمي ؟ قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك فركب خلفي ورجع صاحباه قال فجئت به فكلما مررت به على نار من نيران المسلمين قالوا : " من هذا ؟ " فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليها قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال من هذا ؟ وقام إلي فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وركضت البغلة فسبقت فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه عمر فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه فقلت والله لا يناجيه الليلة أحد دوني فلما أكثر عمر في شأنه قلت مهلا يا عمر فوالله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت مثل هذا قال مهلا يا عباس " فوالله لإسلامك كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به فذهبت فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ " قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى شيئا بعد قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيئا فقال له العباس ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق فقال العباس : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن

وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها ففعل فمرت القبائل على راياتها كلما مرت به قبيلة قال يا عباس من هذه ؟ فأقول سليم قال فيقول ما لي ولسليم ثم تمر به القبيلة فيقول يا عباس من هؤلاء ؟ فأقول مزينة فيقول ما لي ولمزينة حتى نفدت القبائل ما تمر به قبيلة إلا سألني عنها فإذا أخبرته بهم قال ما لي ولبني فلان حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد قال سبحان الله يا عباس من هؤلاء ؟ قال قلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار قال ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ثم قال والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما قال قلت يا أبا سفيان إنها النبوة قال فنعم إذا قال قلت النجاء إلى قومك . وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مر بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا . فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد ؟ قال وما قال فقال كذا وكذا فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ما نأمن أن يكون له في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعز الله فيه قريشا .

ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى قيس ابنه ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه قال أبو عمر وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزع منه الراية دفعها إلى الزبير .



[
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة مصطفى عبدالوهاب الهدار من السادة سقيفة الحوار الإسلامي 3 11-14-2011 07:10 AM
الحاجة ليلي التركية.. نجاح رحلة القدوم إلى مكة بعد 5 محاولات في 110 أعوام سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) الســقيفه العـامه 3 11-10-2011 03:22 PM
مكة المكرمة: الدفاع المدني يطالب بإغلاق غار حراء وجبل ثور من السادة سقيفة الحوار الإسلامي 5 06-13-2011 10:04 PM
النقاد يتوقعون سيرك أهداف هلالي في شباك الوحدة والإعلاميين اهتموا بالبعد التاريخي و.. محمد نور السقيفه الرياضيه 0 04-15-2011 04:23 AM
التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين .!! أبوعوض الشبامي الســقيفه العـامه 37 11-14-2010 10:16 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas