ثورة شعب دولة الجنوب العربي يقودها شعب كامل ؟؟ لاعصابات حزبية عميلة

[حد من الوادي]

لماذا يا بعض أخوتنا الجنوبيين ؟!


السبت 09 سبتمبر 2017 11:43 صباحاً
علي ثابت القضيبي


مؤخراً ، لاحظتُ البعض في وسائل التواصل يميل الى القدحِ في المجلس الإنتقالي الجنوبي ، أو الى التشكيك في فعاليته وخطواته ، أو الحديث عن خفوت حضوره على الأرض مؤخراً ..أو..أو.. !! طبعاً كجنوبيين ، كنّا توّاقين جداً الى إيجاد كيان جنوبي موحّداً يقودنا ويمثلنا ويتحدّثُ بإسمنا ، وفي المليونيتين اللتي وُلِدَ فيهما المجلس كانت حشودنا تفوق التّصوّر ، وهما متقاربتان زمنيّا ! ووُلد هذا الكيان في ظروف معروفة للجميع بالنسبة لاوضاع جنوبنا ، وبالنسبة لإمكانياته وخلافه ..

إن فترة وجود المجلس في جنوبنا هي فترة لاتكاد تُذكر بقياس زمن فعالية المكونات السياسية بمختلف أشكالها وفي كل بلدان المعمورة .. ثم هو ليس مُكون حكومة بديلة لإدارة البلاد كما توقّع البعض لحظة تشكيله وقيامه ، أو كما يريد البعض منه أن يكون ، وهؤلاء قصيري نظر ولاشك ، ولذلك كانت تخرج عبارات عند بدء تشكيله على شاكلة : لماذا لايوفّر لنا الكهرباء ؟! ولكن يمكنه قيادة عملية تشكيل حكومة بديلة تقوم بأعباء إدارة البلاد إذا إقتضت الظروف ، والأهم إذا توافر الى جانب ذلك شيئ من الدعم والموقف الإقليمي وربما الدولي الى جانبه ، ولأننا حتى اللحظة تحت غطاء التحالف العربي في حالة هذه الحرب ، وايضاً تحت طائلة حزمة من القرارات الدوليه الخاصة بهذه الرقعة من الأرض مجتمعة ..



البعض ، وهم جنوبيين بكل أسف ، عندما يقدحون في المجلس الإنتقالي وقيادته فإنما يفعلون ذلك على أساسٍ مناطقي غالباً ، أو لأنهم سيفعلون ذلك مع أي مكون تخرج قيادته أو تشكيلته أو رأسه من خارج منطقتهم ! أو لأنهم يكنّون مايفترضونه ثأراً عالقاً مع محافظاتٍ أو مديريات بعينها ، وهذا منطق مريض وقبيح ايضا ، لأن الناس كل الناس هنا في الجنوب قد طووا هذه الصفحات السوداء ، ولأن المجلس الإنتقالي في تشكيلته وفي غايته وهدف قيامه لايخصّ منطقة أو مديرية أو محافظة أو من يرأسهُ ومن في تشكيلته !! إنه لكل الجنوب من المهرة الى باب المندب ..



ثم هل يُراهن مثل هؤلاء على طروحاتٍ مُغايرةٍ للمجلس الإنتقالي أو مايصبو إليهِ ؟ بل وبعد كلّ ماطحن جنوبنا في وحدته مع الشمال ، أو بعد تكشّف الكثير من الفضائع البشعة التي ليس آخرها إمكانية تفرّد مليشيات الحوثيين بكل جغرافيا الشمال ، ومن ثَمّ إرتماءها في حضن إيران الشيعيّة الصّفوية الى الأبد !! أو أن كل هذا لايعني لهم شيئاً البتّه ، ولكن لابدّ من إختلاق حالةٍ من العداء أو الضدّيّة مع هذا المجلس وقيادته وجماهيره ومشروعه الجنوبي !! لا حول ولا قوة إلا بالله ..



ياإخوتي الجنوبيين ، لقد جاء هذا المجلس في ظرفٍ إستثنائي ، ووجوده حقّقَ قفزةٍ نوعيةٍ متفردّةٍ للجنوب وقضيّته وأوضاعه الراهنة ، وعلينا جميعاً أن نحرص على أن لانضع العصيّ في دواليب حركته ومساره أو تشويههِ ، وعلينا جميعاً أن نؤازره ونلتفّ حوله ، كلّ منا في مجاله وموقعهِ ، ويمكن أن ننتقد وبموضوعيه بعض الإختلالات التي ربما تشوبُ بعض أدائهِ ، فاللحظة جد عصيبةٍ ومربكةٍ .. أليس كذلك ؟!


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}