عدو الجد ما يود ( بقلم : ناب بن عاطف جابر )

[قاسم المنصوب]

عدو الجد ما يود ( بقلم : ناب بن عاطف جابر )

التاريخ: السبت 14 نوفمبر 2009
الموضوع: كتابات حرة



استاء الكثير من الأخوة الجنوبيين في الحزب الاشتراكي من عودة بعض قيادات الحراك من سياسيين و مشايخ قبائل و رجال دين وبعض الكتاب إلى التاريخ و إسقاط الأطماع الزيدية في القرون الماضية التي أدت إلى غزو و احتلال للجنوب في تلك الفترة على الوضع الاحتلالي للجنوب اليوم . بل أن بعض القيادات الجنوبية استهجنت ذكر بعض مشايخ القبائل الجنوبية سنية الجنوب الخالصة والفخر بها و التذكير بأن الشعب الجنوبي كله على دينٍ واحد و على مذهبٍ واحد.


. حقيقةً أنا من المتفهمين لهذا الموقف لأن الحزب الاشتراكي اليمني هو خليط من الجنوبيين و الشماليين , ولو كنت منتمياً للحزب لكان موقفي هو نفس موقف الأخوة الجنوبيين في الحزب الاشتراكي اليمني في السعي للقضاء على هذه النزعة العدائية المعتمدة على فكر ديني مذهبي لا يمثلنا كحزب علماني و استذكار أحداث تاريخية مرت عليها مئات السنيين قد تؤدي إلى شق الحزب الاشتراكي اليمني الذي أنتمي إليه إلى فريق جنوبي من أحفاد الغازي السابق و فريق جنوبي من أحفاد الثائر السابق . و إذا فشلت في القضاء على هذا الفكري التاريخي الديني كنت سأقدم استقالتي و اعتزال الحياة السياسية.


ولكن بالمقابل لو وضع الأخوة الكوادر الجنوبية للحزب الاشتراكي أنفسهم في موقف أي جنوبي يسعى إلى حريته و استعادة أرضه و كرامته , فإنهم لن يألوا جهداً في استخدام كل المعطيات على الأرض سواءً التاريخية أو الحالية على الصعيد المحلي أو الخارجي لإثبات حقهم في استرداد وطنهم .


وهذا الأسلوب في استخدام كل المعطيات هو فكر سياسي محض , ولو قمنا بقراءة بسيطة لممارسات الطرف الآخر نظام صنعاء على الصعيد الإعلامي و عن حججه الواهية التي يسعى من خلالها للإبقاء على الوضع الحالي كما هو لما لمنا أي جنوبي يبحث في متاهات التاريخ لأثيات حقه في الحرية. فإذا قبلنا من نظام صنعاء الربط بين الحراك الجنوبي و تنظيم القاعدة و الحوثي حتى أقنع العالم و المحيط الإقليمي بصوابية نظريته و مازال على هذا النهج المعتمد على الأكاذيب و التضليل ولم يصدر من اللقاء المشترك و الحزب الاشتراكي اليمني أي حملة إعلامية مضادة لهذا النهج سوى مجهودات فردية من الكوادر الجنوبية للحزب الاشتراكي, فحريٌ بنا تقبل التوجه الجنوبي باستعادة حقائق التاريخ الاستعماري الزيدي للجنوب في مواجهة أكاذيب الحاضر للنظام الرامية إلى إزهاق دعوة الحرية للشعب الجنوبي .


على أني أرى أن كل من سكن الجنوب و أحس بمعانات الجنوبيين و شارك أبناء الجنوب في كل مآسيه و خرج إلى الشارع في ثورته السلمية المباركة التي تعد تحولاً تاريخياً في تاريخ المنطقة هو مواطنٌ جنوبيٌ كامل المواطنة , ولا أبالغ إذا قلت هو أكثر جنوبيةً ووطنيةً من الجنوبي الذي ما يزال إلى جانب النظام الاستبدادي في صنعاء , و بكل صراحة إذا قلت أن ما يقوم به بعض الجنوبيين من أصول شمالية أكثر فعالية في تعزيز قضيتنا الجنوبية بل و أكثر إزعاجاً لنظام صنعاء من مئات الناشطين السياسيين الجنوبيين من أصول جنوبية و على سبيل المثال لا الحصر أذكر الوالد عبدالله الأصنج حفظه الله و بعض الإعلاميين لا أريد ذكر أسمائهم لكي لا يقال أني أحابي أصدقائي .


و خلاصة القول أن الاستخدام السياسي لكل المعطيات على الأرض سواء التاريخية أو الحالية الدينية أو غير الدينية لا يفسد للود قضية في حدود الحفاظ على الوحدة الوطنية الجنوبية التي مصدرها كل من سكن الجنوب و شارك في بناءة هو الجنوبي و كل من رفع شعار الحرية و الإنعتاق من الوضع القائم هو الجنوبي , و كل من حمل القضية الجنوبية بين جوانحه و سعى لها هو الجنوبي , و كل من سعى في طريق استرداد الأرض و الثروة و الكرامة هو الجنوبي , وكل من قال كلمة حقٍ في هذا المنعطف الخطير من تاريخ أمتنا تفضي إلى حريتنا فهو الجنوبي . و عليه فنحن نقبل القول الماثور عدو الجد ما يود سياسياً ولا نقبله فكرياً.
__________________