شكرا علي الموضوع و المجهود المميز
رحم الله الشيخ كــــــشـــــك
أسمح لي ياحبيب / عبدالقادر على إضـــــــــــــــــــافة
نهاية الشيخ كشك وانتقاله إلى الرفيق الاعلى حيث احفظها وارودها في كل مجلس عند الحديث عنه رحمه الله:
كانت نهاية الشيخ المجاهد الراحل بحق هي حسن الختام .. فقد توضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته ، كان يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد ، فدخل الصلاة وصلى ركعة ، وفي الركعة الثانية ، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها أسلم الروح إلى بارئه .. متوضئاً مصلياً
ساجداً .. وبقدر ما كان الحزن يعتصر المعزّين .. بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة الحسنة .. فالمرء يُبعث على ما مات عليه ، لذلك فإن الداعية الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة الوفاة ..قال لأبنائه : لم آت مُعزياً .. وإنما أتيت مهنئاً .. وحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر عبد الحميد كشك مع أسرته وفي لقاء المجتمع بأبنائه رحمة الله عليه ، كانت لنا لقاءات مع أفراد الأسرة جميعاً .. وظل أبناؤه يتحدثون عن مآثره كوالد ومُربٍ .. فقال ابنه عبد المنعم : هل تعلم أن والدي لم يضرب أي واحد منا نحن الثمانية طوال حياته أبداً .. وهل تعلم أنه قام بتحفيظنا القرآن الكريم بنفسه ، رغم ضيق وقته ، وكثرةُ شواغله وهمومه ، ثم قال : كان والدي – رحمه الله – يظل في محبسه هذا بجوار الهاتف ، يرد على أسئلة واستفسارات الناس لمدة طويلة كل يوم كانت تصل في بعض الأيام إلى أكثر من خمس ساعات .. وعندما كنا نشفق عليه من هذا الجهد المزعج ، كان يقول : لا بد أن أعمل هذا ، لكي يكون راتبي من وزارة الأوقاف حلالاً .
ثم قال : إن ابنتي ' هالة ' هو الذي سماها بهذا الاسم .. وعندما سألناه لماذا ؟ قال : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُحب هذا الاسم ، لأن خديجة أم المؤمنين رضوان الله عليها كان لها أخت اسمها هالة ، وكانت تشبهها تماماً ، وبعد وفاة السيدة خديجة كانت أختها هالة كلما رآها الرسول صلى
الله عليه وسلم ازداد سروراً ، وكان كلما طرق بابه طارق يقول : اللهم هالة لذلك فقد أطلق عليها هذا الاسم الحبيب للحبيب صلى الله عليه وسلم ، ونحن نعتبر أن الذخيرة التي تركها الراحل الكبير من الأشرطة التي تضم خطبه
ودروسه ، كانت من أهم روافد التربية الاسلامية خلال العشرين سنةً الماضية وقد كتب الله لها الذيوع والانتشار في شتى أنحاء الأرض ، وقد وصلت إلى 425 خُطبة جمعة ، وأكثر من ثلاثة آلاف درس ، وكانت آخر خطبه رضوان الله عليه هي
الخطبة رقم 425 الشهيرة قبيل اعتقاله عام 1981 م ، والتي بدأها بقوله تعالى ' ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدنهم هواء '
( إبراهيم : 42، 43 ) ، وظل بعدها رهين المحبسين إلى أن لقي ربه ساجداً في الخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1417 هـ الجمعة الموافق 6 ديسمبر لعام 1996 م 0