المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ملف القومية العربية ( 2 ) بين عهدي الخلافة الإسلامية و العلمانية الأتاتوركية

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-27-2010, 09:27 PM   #1
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي ملف القومية العربية ( 2 ) بين عهدي الخلافة الإسلامية و العلمانية الأتاتوركية


بـسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

ثمّ أمّا بعد:-


فإنّه عطفا على الجزء الأول من ملف "القومية العربية" وما حواه من تعليقات من بعض الإخوان والأصدقاء والتي اتسمت بين القبول والرفض والتأييد والإعتراض.. رأيت أنه من واجبي تفنيذ تلك التعليقات والتوضيح أكثر على استفساراتهم خاصة منها ما يتعلّق بالقوميات الأخرى.. وعن رأي بعض الإخوان ممّن يختلفون معي في الرأي أو يناقضون تصوراتي حول الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني والجنرال مصطفى أتاتورك.. فإنّي لا أجد بدّا من التوضيح كما لا أجد في هذا الطرح خروجا عن المقام بل بالعكس فإنه ممّا يزيد الرؤيا وضوحا في تصفح ملف القومية العربية قبل ظهورها للناس وما قبل عصر نشأتها وظروفها وأسبابها.


طرح عليّ أحد الإخوان سؤالا مفاده:
لماذا البكاء على السلطان عبد الحميد وصبّ نيران الغضب على مصطفى كمال اتاتورك ونعته بابشع الاوصاف وكأنه المسؤل عن انهيار امتنا العربيه والاسلاميه؟ .

الجواب:
أما البكاء على الخليفة السلطان عبد الحميد فإنّه لم يقتصر على نفر أو حتى قوم وإنما قد بكى الخليفة والخلافة من بعده أمّة عظيمة متعددة الأعراق واللغات وقد صدق بكاءها المستمر حتى اليوم حيث ما زال دمع العين على الأوجان مسفوح وما زال القلب في أسى وحزن متألم مجروح.

وأمّا عن سيرة مصطفى كمال أتاتورك الذي طرح عليّ البعض سؤالا فيما إذا كنت من المقلدين في طرحي لبعض السلفيين ..

الجواب: كلاّ، لست من المقلدين في الطرح ولـكنني أتبّع عواطف أمّة كانت عظيمة ثم فجأة وجدت نفسها ضائعة.
وهل ينكر أحدا أن اتاتورك علماني ؟ .. هو يعترف بذلك .. بل أضيف إلى علمانيته إلحاده الذي لم يخفى على أحد من عوام النّاس .. والرجل يفخر ويفتخر ويفاخر بإلحاده.
وكون الرجل من سلالة يهود الدونمه ليس دعاية مبغضة من المسلمين جرّاء ما أبداه أتاتورك علنا من كره للإسلام وأهله بل أنّ هذا النسب قد أرّخه الكاتب آرمسترونغ في كتابه "الذئب الأغير" عن حياة اتاتورك وأدواره التي لعبها وكذلك فإن معظم المؤرخين الأتراك قد وضحوا ذلك وسجلّوه في كتبهم..
وكونه عدو العروبة والإسلام.. لا ينكره عوام النّاس فما بال المثقفين والعارفين والمتعلمين الذين لا يجهلون حقيقة الرجل.
ولنترك جانبا شواهد النّاس أو مزاعمها ولننظر إلى أقوال وأفعال الرجل فهي أصدق بيانا من قول أو زعم آخر.:

- أتاتورك أحد أخسّ العملاء من الذين تآمروا مع اليهود والأرمن وقوى الكفر كافة على عزل خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني رضي الله تعالى عنه في سنة 1909م بعد أن رفض شيخ الإسلام في تركيا الإستجابة إلى مطالبهم بخلع الخليفة ويتحمل أتاتورك ومن معه من الأوغاد مسئولية إضطرابات 31 مارس وتبعاتها من حرق المصاحف وسفك الدماء ونهب الممتلكات وهتك أعراض المسلمات.

- وفي سنة 1924 م وجّه مرسومه العدائي للدين وللأمة بإلغاء الخلافة نهائيا بل وقام شخصيا بطرد الخليفة "الصوري" عبد المجيد وجميع أفراد أسرته ونفيهم من البلاد بعد حكم إسلامي امتدّ إلى سبعة قرون فتختفي بموجبه امبراطورية عظمى في التأريخ وتغرب شمس الخلافة الإسلامية التي ظلّت تشعّ على الأمة ثلاثة عشر قرن ونيّف.

- لم يكتفي أتاتورك بذلك حيث أنه مطالب من أسياده بأكثر من إلغاء الخلافة فقام بإلغاء وزارات الأوقاف والمحاكم الشرعية وكلّ ما يتصّل بالإسلام من وزارة أو إدارة.

- تبع إلغاءه للخلافة الإسلامية إلغاء الشريعة الإسلامية من المؤسسات التشريعية.

- تحوّل الدولة التركية من دينية إلى مدنية جاهلية "علمانية" وتتحوّل معها المدارس الدينية إلى مدارس مدنية متغربة.

- إلغاء الحرف العربي وتحويله إلى الحرف اللاتيني واستبداله التقويم العربي الهجري بالتقويم الغربي الميلادي.

- استهزاء الملعون بالقرآن الكريم وآياته والطعن فيها في كلّ منبر والتندّر بها في حلقات الفسق والمجون وعلى موائد السكر والعربدة.

- منع الطربوش التركي الشرقي واستبداله بالقبعة اليهودية والفرنجية ومنع اللباس الإسلامي عامة وحظر كلّ ما له علاقة بالمظاهر الإسلامية المعروفة والسماح بالمظهر الغربي المنكر.

- أباح شرب الكحول والمسكرات والزنا والعهر والفواحش علنا بلا حسيب ولا رقيب.. بل أنه كان من رواد الخمر والزنا.. حيث أصابه الزنا بالسيلان وأصابته الخمر بالكبد.. وقضى نحبه زانيا يعاقر الخمر بشراهة. الله تعالى وحده يعلم بخاتمته إن كانت خيرا أو شرّا.

- منع التعدد في الزيجات وحظر الطلاق المفتوح.

- منع آذان الله أكبر من على منارات المساجد بلغة القرآن.

- الغاءه لأكبر وأشهر مسجدين تاريخيين آيا صوفيا و محمد الفاتح في مدينة الإسلام إسلام بول (إسطنبول) وحولهما إلى متحف ومستودع.

- إلغاء أعياد المسلمين كالجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى وحلّ محلّها أعياد الأعداء.

- فصل الجندي التركي من الجيش إذا ما صلّى في مسجد أو كانت ترتدي زوجته الحجاب الشرعي.

- شنّه لحملة تصفية جسدية وسلسلة من الإغتيالات للعديد من رموز الدين والمحافظين على دينهم وتراثهم الإسلامي.

- وتأتي المهزلة الرديئة الكبرى ليس فيما نصّ عليه دستوره وحاشيته 1928 من إغفال نصوصه على دين الدولة بل تغييره لنصّ القسم الذي يقسمه رجال الدولة عند توليهم المناصب الرسمية، ولأن أتاتورك لا يعترف بالله فجعلهم يقسمون بشرفهم.. وأي شرف هو إذا ما أتاك من زنيم الحسب والنسب ووضيع الخلق والمثل ومنكر الدين والإيمان.


هل رأيتم يا سادتي أو سمعتم أنه يوجد في الغرب مثل هذه الأحكام.؟
قرارات ودساتير لم تخطر حتى على عتاة العلمانية في الغرب ولم ينحى تفكيرهم أبدا إلى هذا المنحنى الهدّام للقيم والمبادئ والدين.. بل تركوا شعوبهم حرّة فيما تفعله فمن شاء صلّى في الكنيسة ومن شاء سكر في البار (الخمارة).
........

أكتفي بهذا القدر من المصائب التي حلّت بأمّة الإسلام والعرب بسبب هذا الرجل الذي جاء طامة على الأمة كافة وعلى بني قومه وجلدته خاصة.. ليصبح هذا الرجل فيما بعد شمعة يستضيء بها كلّ مجرم وأفّاك أثيم ودربا يسير عليه كلّ طاغية ومستبد زنيم.. وقد التحق بمدرسته كثير منهم وما زلنا نسمع ما يقولون ونبصر ما يفعلون.

طبعا، ليس أتاتورك وحده من يتحمّل مسؤولية إنهيار الأمة العربية والإسلامية.. هناك لاعبون آخرون منهم صغارا ومنهم أصغر من صغير ومنهم من يتسلّق على الكبير ويحسب نفسه منهم وكلّ بحسب حجمه ودوره.. لـكن ذنب أتاتورك أنّه كان أشجع الجبناء وأفصح المنافقين.. ولا نبرئ الأمة، أعظم أمّة وخير الأمم، التي كانت على شفا الإنهيار ولم تكن بحاجة إلاّ إلى زقّة فتقع .. وجاءت الزقّة من بعض ربائبها وأبناءها الذين صبوا حمم بغضهم وعداوتهم للدين وللأمة أكثر من المعتدين المحيطين بها من كلّ جانب وبانحطاط هذه الشرذمة من أربابها وأولادها حطّت الأمة العليا العظيمة من عليّ.

وسؤال آخر جاء في التعليق على الجزء الأول من موضوع ملف القومية العربية حول القائد أتاتورك:
الا تعتقد ان في مثل هذا القول أهانه للامه التركيه التي تعشق الرجل الى حد القداسه كونه الرجل الذي حفظ لتركيا وحدتها بعد ان تقرر تقسيمها الى دويلات بعد الحرب العالميه الاولى او ازالتها عن الوجود كما حصل للامبراطوريه الهنقاريه النمساويه ؟؟


الجواب:
أولا: ان الأعداء وعملائهم جعلوا من صنيعهم قديسا فما كان من الرعاع والجهّال والمستعبدين والمستضعفين إلاّ أن صدقوا وآمنوا بأن صاحبهم هو المسيح المنقذ للأمة التركية والعربية والإسلامية.

ثانيا: جميع تلك المدن التي سقطت إنما بسبب أتاتورك وعصابته .. لم يكن خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد حيّا .. إذن فليس فضلا من أتاتورك والعصابة لـكن قد قيل في الأمثال: " من خرق يرقع "" وكما كانوا المسئولين عمّا جرى .. عليهم تحمّل المسؤولية كاملة وتصحيح ما لحق تلك المسئوليات من تبعات وعواقب وخيمة جزاء شرّ أفعالهم.

ثالثا: لم يكن في مقدور الأعداء تقسيم تركيا إلى دويلات في ذلك الوقت لأن في الجيش التركي الحميدي من الجنود المسلمين الذين رباهم الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني على الجهاد والشهادة ما سوف يكبدهم خسائر مرعبة.. وقد تكبدوا فعلا في معاركهم مع هذا الجيش ما يقارب ربع مليون من جنودهم بين قتيل وجريح وغريق ومفقود.. :

- ففي غاليبولي 1913 تكبد البلغار خسائر رهيبة في الأرواح والمعدات وانسحبوا مخلفين آلاف القتلى وألوف الجرحى ممّا جعل قائدهم يصف تلك الواقعة بأنها أسوأ ضربة في تأريخ الأمة البلغارية قاطبة.

- ومن أشهر المعارك في التأريخ كانت معركة الدردنيل 1915 حيث تجمع الحلفاء من الإنجليز تحت قيادة نجمهم في الحرب العالمية اللاحقة تشرشل والفرنساويين والطليان والبلغار واليونان للفتك بالجيش التركي لـكن شاء الله تعالى أن تفشل ريحهم ويتمزق جمعهم وفروا تاركين وراءهم أكثر من مائة وخمسين ألف بين قتيل وجريح وغريق وكان من ضمن المغرقين قائد الأسطول البحري الإنجليزي ومعه عدة قطع بحرية.

- وفي معركة هاريتان 1917 خسر الإنجليز ما يقارب سبعة الاف قتيل.

- أما في معركة أزمير الشهيرة 1920 فقد نجح الجيش التركي المسلم بقيادة أتاتورك من تصفية اليونانيين تماما موقعا بين صفوفهم آلاف القتلى والجرحى.

- وفي معركة مرعش من نفس العام 1920 أبيدت الحامية الفرنسية برمتها وقتل جميع جنودها البالغ عددهم ألفي جندي.

- وفي نفس العام 1920 نجح أتاتورك وجيشه العظيم بإبادة كلّ القوات الإيطالية المرابطة على طول طريق لقونيه وتمّ أسر جميع ظباط المراقبة التابعين للحلفاء وهرب من كتبت له النجاة من حمي ذاك الوطيس.

- وحمل العام 1921 ما حمل من الأنباء المفزعة والمرعبة والضحايا من البشر والسلاح ممّا تقطعت له قلوب وأفئدة الأعداء.


وهذه الأعداد تعتبر ضخمة جدا في ذلك الوقت.. ممّا جعل الحلفاء من أعداء الأمة يتراجعون القهقرى ويراجعون ويعيدون حساباتهم خاصة وأن من أهدافهم صدّ الروس ولن يقوى على الدبّ الروسي إلا النمر التركي ففضلوا الصلح مع تركيا واستقطعوا لها الاسكندرون من الشام (وقد تمّ) وكذا الموصل من العراق (لم يتمّ) ..

أمّة العرب لم تأتي بمعارك كتلك ولا حتى بمعركة واحدة مثلها وإلاّ لما كان هذا حالها ولما تمكن الغرب من تجزئتها وتمزيقها، لـكن لأنها كانت لقمة سهلة مستساغة وجد الأعداء من يهود ونصارى الفرصة لتقسيمها تحت مشرطة سايكس وبيكو على طاولة بوكر وقزازة وولكر ونفخة شيغارة...

تلك المعجزات الحربية الخارقة ليست صنيعة رجل واحد كما صورها لنا الغرب لتضخيم رجلهم وتمجيده.. بل هي من روائع المجاهدين الشمم.. والجيش التركي قد اشتهر بشجاعته وبسالته كما اشتهر عن الرجل التركي القوة وشدّة البأس حتى أضحى تقييم شجاعته عند أعداءه مضرب الأمثال.. حيث ما يزال ذلك المثل الفرنسي الشهير خالدا:
Il est fort comme un turc
وهو تشبيه للرجل القوي بالتركي.

والتأريخ التركي الإسلامي قد سجل لنا مواقف من الشجاعة لا تنسى مذ السلطان عثمان الأول حتى السلطان عبد الحميد الثاني مرورا بمراد الأول ومحمد الفاتح وبايزيد وسليم وسليمان وغيرهم من السلاطين الغزاة المجاهدين.. بل أن دستورهم ينصّ على أن لا يتولى أمر المسلمين إلاّ غازي ومجاهد في سبيل الله.. وهكذا بقي الخليفة العثماني يحتفظ بلقب السلطان الغازي.

ومن باب العلم والتذكير فإن الأوروبيين الشرقيين أشرس وأقوى وأشدّ بأسا من جيرانهم الغربيين.. وهؤلاء هم من واجهتهم الامبراطورية العثمانية وكسرت شوكتهم في حروب مريرة مع الصرب والبلغار والرومان والروس واليونان والألبان والمجر ..

فعلى يد السلطان العثماني الغازي محمد الثاني كانت نهاية القائد المجرم المرعب الكونت دراكولا وجيشه على مفرق الدانوب وقد نسجت حول الكونت دراكولا أخبار صحيحة وأساطير خرافية بل أنه اليوم في رومانيا يعدّ بطل قومي لأبناء وطنه ويحفّ ويحتفل به رغما من جرائمه المشينة وظلمه الفادح على أبناء شعبه قبل عدوه وجنونه وشهوة الدم المستشرية في عروقه ، لـكن نكالا بالإسلام وأهله تقام تلك الأعياد بالتعظيم والتمجيد له من أعداء الإسلام.

صور أخرى من المشاهد البطولية المؤثرة للمقاتل والمجاهد التركي تحت راية الخليفة السلطان.. كم كان عجيبا وعظيما جيش محمد الفاتح.. هؤلاء جنوده يحفرون بمعاولهم وأظافرهم سراديب وأنفاق ليخرجوا على الأعداء من تحتهم وكأنهم مردة من الشياطين قد انفتحت لهم أبواب الجحيم .. ويصبّ الزيت المغلي بالنار والمياه الساخنة الحارقة على رؤوس الأتراك فتنثر شعر الرجل وتسلخ جلده حتى العظم دون أن يهزّ ذلك شعرة واحدة في رأس المقاتلين ويستمرون في عملهم الجهادي البطولي ثم يرى السلطان الفاتح بأن الحصار قد طال على القسطنطينية فعزم الرجال الأتراك على حمل السفن فوق أكتافهم على البرّ الآخر أمام أنظار العدو وعبروا بالسفن على الأكتاف ماشيين على الأقدام حتى الضفة الأخرى من الشمال وإذا بالحصار يطبق على القسطنطينية من شمال ومن جنوب فلا عون ولا مساعدة ولا ما يؤكل أو يشرب بل حرب تستعر من فوق القسطنطينية ومن تحتها وعن جنوب وشمال ولا يسمع العدو ولا يرى سوى لمعان السيوف والرماح ودوي البنادق والمدافع والمنجنيق وصهيل الخيول وصرير العربات ودقّ وقرع الطبول والنفير والأبواق حتى أصيب العدو بالهلع والجنون. وكان الفتح المبين.. وصدق الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلّم: "ستفتح القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجند جنده".

بهذا الميراث العظيم من القوة والبسالة والشجاعة والإقدام في قلب الرجل التركي واجه أتاتورك أعداء تركيا .. ولا ننسى بأن أتاتورك نفسه قد استعان بالمشايخ في أول الأمر والدعاة ورجال الدين للدعوة إلى الجهاد ونفر الجند خفافا وثقالا إلى أوتون معارك ضارية في سبيل إعلاء كلمة الله والشهادة. هكذا استغلّ اتاتورك فعل الدين في نفوس رجاله وروح الإسلام لبثّ الحماسة في قلوب الجند ثمّ ارتدّ فتردّى عندما كافأ العلماء والفقهاء والمشايخ والأخيار من عباد الله الصالحين بالقتل والنفي والسجن والتشريد بعد أن حقّق أغراضه السياسية التي لا تختلف كثيرا عن غرض أعداءه.

ليس ذلك بغضا منا في الرجل لـكننا كما جميع المسلمين قد بغضنا أفعاله .. وليس هناك من لم يبغضها.. ومع كلّ أفعاله المشينة فإننا نحفظ للرجل قيمته العسكرية.
هنا شهادة أحد كبار معارضيه الشاعر التركي "رضا توفيق" الذي حرّر قصيدته وفي أبياتها ما يغني عن الشرح والبيان في وصفه الخليفة عبد الحميد بالعظيم وأتاتورك بوصفه شيطان وقد ندم الشاعر رضا توفيق إنما بعد فوات الأوان.. وحبّر أبياته بقوله:

عندما يذكر التاريخ اسمك
يكون الحق في جانبك ومعك
أيها السلطان العظيم
كنا نحن الذين افترينا دون حياء
على أعظم سياسي العصر
قلنا: إن السلطان ظالم
وإن السلطان مجنون
قلنا لا بد من الثورة على السلطان
وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان...


لم يصدّق أمير الشعر وملك الشعراء أحمد شوقي بك الذي أرّخ أحداث ووقائع أمّة العرب والإسلام شعرا.. لم يصدّق أن أتاتورك الذي لقبه بخالد الترك وشبّه معاركه بمعارك صلاح الدين ووصف معركة أزمير ببدر الثانية و... و... إنّما كان رجلا سفيها عربيدا ظهر لينصر الكفار على حساب أمة العرب والإسلام. ولم يخفي شوقي ندمه على ما قال فقد كان الندم مؤثرا لـكنه رأى نفسه مخدوعا من ثعلب مكار وعزاء شوقي أنه ليس وحده المخدوع بأتاتورك.. كيف، والأمة التركية كلّها قد انخدعت فيه حتى لقبوه بأبي الأتراك.. كانت الخدعة محبوكة أكبر حتى من أتاتورك نفسه.

كيف رأى شوقي ذلك الرجل بعد انجلاء غبار المعارك وبعد كشفه على حقيقته..؟
هل يسكت؟ هل يصمت؟ يأبى الشهم الشجاع السكوت والصمت ويأبى إلاّ أن يتحرّر فيحرّر لنا أجمل الأبيات مكللة بالعار على جبين أتاتورك:

بَكتِ الصلاة وتلك فِتنةُ عابثٍ * بالشرع عربيدِ القضاء وَقاحِ
أفتى خُزَعبلةٍ وقال ضلالة * وأتى بكفر في البلاد بُواحِ
إن الذين جرى عليهم فِقْهُهُ * خُلقِوا لفِقِهِ كتبية وسِلاحِ
نَقَل الشرائعَ والعقائد والقُرى * والناسَ نَقْلَ كتائب في الساحِ
تركته كالشبح المؤلة أمه * لم تَسْلُ بَعْدُ عبادة الأشباحِ
غرته طاعات الجموع ودولة * وَجَد السواد لها هوى المرتاح


ولم يكتفي شوقي بقرع أتاتورك ونعته بالعابث والعربيد والوقح وأنه الضال الكافر.. بل مال على الجموع والشعرب التي هللت وقدست وحمدت وسبحت لرذائل أتاتورك وعصابته واستسلمت وسلمت له وللعصابة التي يقودها زمام أمورها لأنها رضيت بخلع خليفتها وتقبلت طاغيا مستبدا، وهاك شوقي يرمي تلك الشعوب والجموع السود بالجهل والعبودية:

مجدُ الأمور زواله في زَلةٍ * لا ترْج لاسمك بالأمور خلوداً
خلعته دون المسلمين عِصابةُ * لم يجعلوا للمسلمين وجوداً
يقضون ذلك عن سواد غافل * خُلِقَ السواد مضَلَلا ومَسْودا
إلـيّ نظرت إلى الشعوب فلم أجد * كالجهل داءً للشعوب مُبيْدا
وإذا سبي الفردُ المسلط مجلساً * ألفيت أحرار الرجال عبيدا


إنّها وربي لحكم محكمات من لسان شوقي.. أجاد الوصف فجاز له التعبير.

كما يذكر بعض الإخوة بأن البكاء والعويل على السلطان عبد الحميد وصبّ نيران الغضب على مصطفى كمال اتاتورك ونعته بأبشع الاوصاف إنّما روجت له الدعاية السلفية في الجزيرة العربية مذ انطلاقة ثورة يوليو في مصر بقيادة ناصر وبأن شيوخ وعلماء السلطان من بعض السلفيين هم الذين حاربوا الامبراطورية العثمانية وانتصروا عليها بقوة السلاح.

أولا: لم تكن البداية من ثورة يوليو 52 وقائدها فهذه الثورة لم تواجه أمامها امبراطورية لأن الحالة قد أضحت " انفراطورية " ثم انّ خروج جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا والكواكبي وثورة 19 بقيادة سعد زغلول وحركة الإخوان المسلمون ، كلّ هذه الأحداث خرجت مبكرة قبل ظهور الثورة الناصرية.

أما الأفغاني ومحمد عبده فإن كانا قد اجتهدا بدعوى الإصلاح والتعليم والتنوير فقد جاء اجتهادهما خطأ.. كذلك كانت بداية رشيد رضا قبل تحوله بعد وفاة أستاذه محمد عبده.. وممّن خرج علينا بعدهم من تلاميذهم يأتي ذكر قاسم أمين وطـه حسين والثلّة المتأخرة من أرباب الإصلاح أو الإنحراف.

لقد كانت بداية إصلاح السلطان عبد الحميد وأثرها في المجتمع الإسلامي خير من إصلاحهم حيث بدأ الخليفة بإنشاء السكة الحديد وبناء الجامعة الإسلامية وتحديث الجيش وبعث الجنود إلى المانيا للتدريب وشراء أحدث الأسلحة حيث باشر باقتناء الغواصات قبل بريطانيا.. وقام على تطوير التعليم والأخذ بعلوم التكنولوجيا الحديثة.. وفرض اللغة العربية في المدارس وغيرها من الإصلاحات التي تفيد الأمة وتستفيد منها الأجيال.. بل نجح في تكوين أفضل جهاز مخابرات يقوم على توفير المعلومات وتسريبها إلى مكتب الخليفة مباشرة فور صدورها وتحريرها من السفارات الأجنبية الكبرى... لـكن الأعداء فطنوا إلى ما وراء ذلك الإنبعاث وما غرض السلطان وأهدافه وما غايته فعملوا كلّ ما بوسعهم للتخلّص منه حتى لا تقوم لهذه الأمة قائمة بعدها.. لقد كان عبد الحميد رجلهم المطلوب حيّا أو ميتا.. لأن بوجوده يستحيل تمرير مؤامراتهم ونجاح أهدافهم وتحقيق مآربهم وكلّ ما يتطلعون إليه.. وتمّ لهم المراد وفجعت الأمة بمصيبة لم تبرأ وتتعافى منها حتى اليوم.

وصدق السلطان عبد الحميد في رسالته التي تنبأ بها قائلا:
بلغوا الدكتور هرتزل أن يوفر على اليهود ملايينهم لأنني لن أتخلّى لهم عن شبر من أرض فلسطين.. لقد جاهد شعبي على هذه الأرض المقدسة وروى ترابها بدمه.. وليس السلطان عبد الحميد بتارك ما استردّه عمر.. لن تنزع مني فلسطين إلاّ بعد أن تنزع روحي حتى آخر نفس وسأجاهدكم على أرضها حتى آخر قطرة من دمي. ولو عمل المبضع في جسدي فقطعه إربا إربا لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة .. بلغوهم أن هذا الأمر لن يكون أبدا.. أبدا.. لن ينالوا مرادهم ولن يحققوا أحلامهم ولن يدركوا مبتغاهم ونحن على قيد الحياة. أما إذا مزقّت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.
التوقيع: السلطان عبد الحميد الثاني ، اسطمبول 1901


وصدق السلطان الشجاع الهمام خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني وشاهدنا عين اليقين كيف أخذت فلسطين بلا ثمن بعد زوال الخلافة وغياب الخليفة.

ثانيا: إن الذين حاربوا الامبراطورية العثمانية هم البدو من الأعراب عبّاد الذهب والفضة والجنيهات والدراهم والدنانير وجيش الشريف الحسين بن علي وبنوه الذي طمع بالخلافة وبتتويجه ملكا على العرب لـكن خاب ظنه وفشل مسعاه بعد أن نكث العدو بوعوده له وبهذا يكون قد استحقّ جزاء عمله بنهايته المؤلمة من بعد إصابة بدنه بالفالج.. حاشا أن تكون الشماتة من وراء القصد..ولا نملك إلاّ أن نسأل الله تعالى له العفو والرحمة والمغفرة.
ويا سبحان الله !
في يوم الإثنين للخامس من شهر حزيران سنة 1916م أعلن شريف مكة الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية المسلمة ويشاء القدر أنّه في نفس يوم الإثنين من نفس التاريخ الخامس من نفس الشهر حزيران سنة 1967م تقع الهزيمة الكبرى على رأس العرب من اليهود .. كانت الهزيمة الكبرى والطامة العظمى التي لم يعهد العرب مثيلا لها في تأريخهم الحديث.

ثالثا: لم ينتصر بدو الأعراب ولا جيش الشريف الحسين على الجيش التركي المسلم الباسل الذي قاتل في صفوفه أيضا قسم من العرب بقوة السلاح لـكنهم انتصروا بحلفاءهم الغربيين من إنجليز وفرنساويين وغيرهم..
ويحكي لنا التاريخ عن الملحمة الكبرى التي خاضها القائد المغوار فخر الدين باشا مع جنوده البواسل في الدفاع عن مدينة الرسول صلّ الله عليه وآله وسلّم والحرم المدني الشريف بشجاعة قلّ نظيرها في التأريخ .. رافضا الاستسلام وإطاعة أوامر الصدر الأعظم وتنفيذ أوامر الخليفة "الصوري" في اسطنبول.. معلنا أن مدينة محمد رسول الله صلّ الله عليه وسلّم وأصحابه رضوان الله عليهم ليست كباقي المدن.. واستمرت الحرب واستمرت المفاوضات ليرسل جوابه مع وزير العدل ( إن الخليفة يعد الآن أسيرا في يد الحلفاء، لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، وإنني أرفض تطبيق أوامره وأرفض الاستسلام ) ولم يقدر عليه الأعداء من بوارجهم الحربية كما لم يقدر عليه أمراءه من تركيا.. وعند خروج البطل من المسجد النبوي الشريف إلى خيمته كانت هناك الآلاف من قوات البدو يحيطون بالخيمة ويشتاقون إلى رؤية هذا البطل الأسطورة، وما أن ظهر حتى ارتجت الصحراء بنداء اسمه وتمجيده من قوات البدو.. الرجل الذي شهدت له أعداءه قبل أنصاره (والفضل ما شهدت به الأعداء).


يتبع الجزء الثالث وفيه ذكر بقية القوميات: الفرس، الكرد والبربر من ملف القومية العربية.



نجد الحسـيني

التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 12-27-2010 الساعة 10:08 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-27-2010, 11:40 PM   #2
ابوحضرموت الكثيري
حال متالّق
 
الصورة الرمزية ابوحضرموت الكثيري

افتراضي

يثبت المقال مع أطيب التحايا أستاذنا العزيز نجد الحسيني
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-28-2010, 03:41 PM   #3
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

بدء مشاركتي وحومها حول شخص مثًل كمسمار صلب دق في الجدار الخرساني للأمه
العربيه والتي سرعان ما تصدًع جدارها تحت ضربات المطرقة اليهوديه التي دقًت ذاك
المسمار الفولاذي ليصدًع ويهد البناء ولم يكن ذاك المسمار سوا مصطفى كمال أتاتورك وكم هي كثيره تلك
المسامير التي دقت بالمطارق الأنجلوا صهيونيه على جانب حائط الأمه العربيه في ايران الشاه رضا بهلوي وأندونيسيا أحمد سوكارنو وباكستان محمد علي جناح.

هنا دعوني أنقل لكم ماقاله أحمد شوقي ثم سوف ناتي على تفاصيل المقال في هذا المقام
أن أسعفنا الوقت كي نماري ولن نجاري كاتبنا القدير نجد الحسيني .

قصيدة أحمد شوقي بعد قيام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة الأسلاميه وطرد آخر الخلفاء العثمانيين
ضَـجَّـتْ عليكِ مـآذنٌ ومـنابرٌ
وبَـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ
الهـندُ والهــةٌ ومصـرُ حــزينـةٌ
تـَبْـكي عليـكِ بمَدمَـعٍ سَـحّاحِ
والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وفَارسٌ
أَمَحَا من الأرضِ الخلافةَ ماحِ؟
هتـكوا بأيديـهم مُـلاءَةَ فخــرِهِــم
مَوْشِــــيَّـةً بمـــواهــــب الفَــــتَّاحِ
نَــزعوا عــن الأعنـاق خيرَ قِــلادة
ونَضَـوْا عن الأَعطاف خير وِشــاح
حَسَــبٌ أتى طُــولُ الليـــالي دُونَهُ
قـد طـــاحَ بينَ عشـــيَّـةٍ وصــباحِ
وعَـلاقـةٌ فُـصِـمَت عُـرَى أَســبابها
كــانــت أَبــــرَّ عـلائـــقِ الأرواحِ
جَــمَعَت على البـرِّ الحُضورَ، وربما
جمَـعتْ عـــليه ســـــرائرَ النُّـــزَّاحِ
نَظَمتْ صفوف المسلمين وخطوهم
في كـــلِّ غَــــدوةِ جمــعــةٍ ورواحِ
هجومه على مصطفى كمال
بكت الصلاةُ، وتلك فتنةُ عابثٍ
بالشرع، عِرْبـِيد القضاءِ، وقاح
أفتى خُـزَعْبـِلَـةً وقـال ضـــلالةً،
وأتـى بكــــفر في البــلادِ بواحِ
هو ركن مملكــةٍ، وحائط دولةٍ،
وقريـعُ شــهباءٍ، وكبشُ نِـطـاحِ
أأقولُ من أَحيا الجماعةَ مُلْحِـدٌ؟
وأقولُ من ردَّ الحـقوقَ إِباحِـي؟
نقلَ الشـرائعَ والعقـائدَ والقرَى
والنَّاسَ نَـقْلَ كتائـبٍ في السَّـاحِ

التعديل الأخير تم بواسطة الخليفي الهلالي ; 12-28-2010 الساعة 03:45 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-28-2010, 05:38 PM   #4
ابوحضرموت الكثيري
حال متالّق
 
الصورة الرمزية ابوحضرموت الكثيري

افتراضي

لاتنسون المسمار الصغير الذي غًز في جنوب الجزيرة العربية الذي تآمر لتدمير ما للجنوب العربي من حضارة وكان ينادي بتدمير دول الخليج العربي أنه الكلب اليمني الشمالي عبد الفتاح أسماعيل غير ان عناية رب العالمين شلت تآمراته وردة كيده الى نحرة وقُدر أن يموت محترقاً بقذيفة البحرية في دبابة كان يستقلها للفرار خلسة بعد إشعاله لفتيل مؤامرته بين الجنوبيين في عدن سنة 1986 م .
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 10:13 PM   #5
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحضرموت الكثيري [ مشاهدة المشاركة ]
يثبت المقال مع أطيب التحايا أستاذنا العزيز نجد الحسيني

ثبتك الله تعالى بالقول الثابت يا أبا حضرموت من آل كثير النشامى وأحسن الله تعالى إليك جزاء إحسانك.
وشكرا من أخ يبثّك من أعماقه أسمى آيات المودة والإكرام.
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 10:28 PM   #6
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي [ مشاهدة المشاركة ]
بدء مشاركتي وحومها حول شخص مثًل كمسمار صلب دق في الجدار الخرساني للأمه
العربيه والتي سرعان ما تصدًع جدارها تحت ضربات المطرقة اليهوديه التي دقًت ذاك
المسمار الفولاذي ليصدًع ويهد البناء ولم يكن ذاك المسمار سوا مصطفى كمال أتاتورك وكم هي كثيره تلك
المسامير التي دقت بالمطارق الأنجلوا صهيونيه على جانب حائط الأمه العربيه في ايران الشاه رضا بهلوي وأندونيسيا أحمد سوكارنو وباكستان محمد علي جناح.

هنا دعوني أنقل لكم ماقاله أحمد شوقي ثم سوف ناتي على تفاصيل المقال في هذا المقام
أن أسعفنا الوقت كي نماري ولن نجاري كاتبنا القدير نجد الحسيني .

قصيدة أحمد شوقي بعد قيام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة الأسلاميه وطرد آخر الخلفاء العثمانيين
ضَـجَّـتْ عليكِ مـآذنٌ ومـنابرٌ
وبَـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ
الهـندُ والهــةٌ ومصـرُ حــزينـةٌ
تـَبْـكي عليـكِ بمَدمَـعٍ سَـحّاحِ
والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وفَارسٌ
أَمَحَا من الأرضِ الخلافةَ ماحِ؟
هتـكوا بأيديـهم مُـلاءَةَ فخــرِهِــم
مَوْشِــــيَّـةً بمـــواهــــب الفَــــتَّاحِ
نَــزعوا عــن الأعنـاق خيرَ قِــلادة
ونَضَـوْا عن الأَعطاف خير وِشــاح
حَسَــبٌ أتى طُــولُ الليـــالي دُونَهُ
قـد طـــاحَ بينَ عشـــيَّـةٍ وصــباحِ
وعَـلاقـةٌ فُـصِـمَت عُـرَى أَســبابها
كــانــت أَبــــرَّ عـلائـــقِ الأرواحِ
جَــمَعَت على البـرِّ الحُضورَ، وربما
جمَـعتْ عـــليه ســـــرائرَ النُّـــزَّاحِ
نَظَمتْ صفوف المسلمين وخطوهم
في كـــلِّ غَــــدوةِ جمــعــةٍ ورواحِ
هجومه على مصطفى كمال
بكت الصلاةُ، وتلك فتنةُ عابثٍ
بالشرع، عِرْبـِيد القضاءِ، وقاح
أفتى خُـزَعْبـِلَـةً وقـال ضـــلالةً،
وأتـى بكــــفر في البــلادِ بواحِ
هو ركن مملكــةٍ، وحائط دولةٍ،
وقريـعُ شــهباءٍ، وكبشُ نِـطـاحِ
أأقولُ من أَحيا الجماعةَ مُلْحِـدٌ؟
وأقولُ من ردَّ الحـقوقَ إِباحِـي؟
نقلَ الشـرائعَ والعقـائدَ والقرَى
والنَّاسَ نَـقْلَ كتائـبٍ في السَّـاحِ

أغلى تحية لرفيع المقام الخليفي الهلالي،
بل أن أتاتورك قد ظهر أشرّ من مسمار يدّق أو خنجر مسموم يغرز في خاصرة الأمة على حين غفلة من وعيها التي لم يعود إليها حتى زماننا.
وكما ذكرت ليس أتاتورك وحده بساحة تعجّ بالمتنافسين.. لـكنه يمتاز عنهم بسبقه عليهم في مختلف الميادين.
رحم الله تعالى أمير القوافي وشاعر الأمة أحمد شوقي بك.. فقد كتب تاريخ أمته شعرا كما لم يسبقه أو يلحق به أحد من الشعراء.
عميق المحبة وجزيل الوداد للطيب الغالي الخليفي الهلالي.
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 10:39 PM   #7
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحضرموت الكثيري [ مشاهدة المشاركة ]
لاتنسون المسمار الصغير الذي غًز في جنوب الجزيرة العربية الذي تآمر لتدمير ما للجنوب العربي من حضارة وكان ينادي بتدمير دول الخليج العربي أنه الكلب اليمني الشمالي عبد الفتاح أسماعيل غير ان عناية رب العالمين شلت تآمراته وردة كيده الى نحرة وقُدر أن يموت محترقاً بقذيفة البحرية في دبابة كان يستقلها للفرار خلسة بعد إشعاله لفتيل مؤامرته بين الجنوبيين في عدن سنة 1986 م .

أضحك الله سنّك كما أضحكتني يالكثيري..
اوعى لا حدا يسمعك.. خاصة الزعيم مسرور.
بس يابو حضرموت.. قلّبت الصفحات وراء بعض.. فما يزال بيننا وبين الرئيس عبد الفتاح اسماعيل جبال وبحور .. فالمشوار في أوّله وما زالت المسافة بعيدة والسفر طويل.
عالطاير، يحسب للرئيس عبد الفتاح أنّه سياسي وشاعر ومثقف وأديب وتلك لعمري صفات قلّما تتوفّر مجتمعة في سياسي محترف أو حتى منحرف.
ألف التحايا والإكرام.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas