المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الحكم في اليمن بين المكيافيلية و الكواكبية

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-15-2011, 12:59 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الحكم في اليمن بين المكيافيلية و الكواكبية


الحكم في اليمن بين المكيافيلية و الكواكبية

2011/01/14 الساعة 22:13:11 أسامة إسحاق

المكيافيلية نسبة إلى مكيافيلي معلم المستبدين والطغاة ( 1469 - 1527) مفكر وفيلسوف سياسي إيطالي ولد إبان عصر النهضة وأصبح الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الاستبدادي ، أشهر كتبه على الإطلاق كتاب "الأمير" ، والذي هدف منه مكيافيلي أن يكتب لأحد الأمراء المستبدين مرجع يضم له التعليمات للسيطرة على الدولة والشعب ، وهو صاحب المقولة المشهورة "الغاية تبرر الوسيلة" .

الكواكبية نسبة إلى عبد الرحمن الكواكبي مصارع الاستعباد والاستبداد 1854 – 1902) ) مفكر وعلامة عربي سوري ورائد من رواد الحركة الإصلاحية العربية , أشهر كتبه على الإطلاق كتاب "طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد" معاكس تماماً لكتاب "الأمير" , عرض فيه ما أسماه داء الاستبداد السياسي.

كتب مكيافيلي كتاب الأمير وصارت أفكاره مصدراً ومرجعاً أساسياً لكل نظام مستبد يسعى للحفاظ على سطوته وجبروته , ووضح في الكتاب كيفية السيطرة المطلقة على الدولة والشعب مستبيحاً أي وسيلة تحقق ذلك , كل شيئ مباح ( القتل , الخداع , الكذب , الوحشية , التستر برداء الأخلاق والدين ...الخ) , وقدم نصائحه المجانية للحكام في ذلك الكتاب نذكر منها : "الغاية تبرر الوسيلة" , "خير لك أن يخشاك الناس على أن يحبوك" , "الحاكم المخادع سيجد دائماً من يستجيب لخداعه" , "لمعرفة مدى ذكاء الحاكم انظر للذين جمعهم من حوله" , "الناس بسطاء ويرضخون بسهولة من أجل احتياجاتهم الضرورية اليومية لذلك لديهم الاستعداد لقبول خداع من يخدعهم" , "الناس يخافون من الحاكم الباطش أكثر من الحاكم الطيب" , "من الضروري للحاكم أن يفترض أن جميع الناس الذين يحكمهم جبلوا على الشر وأنهم ان تركت لهم الحرية فسوف يتصرفون بموجب طبيعتهم الشريرة" , "الحاكم الداهية لا يلتزم بعهد او وعد كان قد تعهد به ان كان ذلك ضد مصلحته عندما يزول السبب الذي من أجله قطع على نفسه هذا العهد" .

كتاب الأمير يعد المرجع الأساسي لكل حاكم مستبد يتعلم من خلاله فن السيطرة على الشعب وفن التجويع والتجهيل ليضمن بعد ذلك انشغالهم عن السلطة للبحث عن إشباع الثلاثية الأساسية المتمثلة في المأكل والمسكن والجنس , ويذكر في الكتاب أن من أهم نقاط الاستحواذ والسيطرة على أي منطقة في البلاد هو إرسال الأقارب والمؤيدين له والمنتفعين من نظامه ليستولوا على أهم المناطق والأراضي وممتلكات الآخرين , وستظل الأمور على ما يرام طالما أن أصحاب القرار هم الفئة المستفيده من نظام الحاكم.

وينبه مكيافيلي الحاكم بأنه سيتكلف أموالاً كبيره اذا حاول السيطرة على المناطق داخل منطقة حكمه بدون إرسال أصحاب الثقة وليس الكفاءة للسيطرة على الأماكن الهامة والمفصلية في البلاد , والضرر سيقع فقط على العوام البسطاء الذين ستؤخذ بيوتهم وأراضيهم لمنحها للمقيمين الجدد , وأما من تبقى من العوام ممن لم تصبهم مضرة فمن السهل جدا تهدأتهم , حيث أنهم لا محالة سيخشون لقاء نفس المصير إن حاولوا الاعتراض بتجريدهم من ممتلكاتهم ووظائفهم , وكما قيل بأن تجربة ما هو أسوأ قد تؤدي بالمرء إلى أن يقنع بما هو سيئ، بدل أن يتطلع إلى ما هو أفضل.

ويقدم كتاب الأمير نصيحة مفادها أن الرجال المؤثرين ضمن منطقة الحكم يجب أن يستمالوا ويتم تعميق مصالحهم مع الحكم أو يتم تشويه صورهم او حتى أبادتهم , فالخوف لا يكون من العوام ولكن من محركي العوام , ويلقن مكيافيلي الحاكم في الكتاب عن كيفية الحفاظ على عرشه بطريقة لا تجعل الشعب يثور عليه حتى لو أرتكب جرائمه الوحشية في حقهم , بمعني كيفية إرتكاب الجرائم بشكل لائق ومهذب !! (يقتل القتيل ويمشي في جنازته هي أساسها فكرة مكيافيلية) .

ينصح كتاب الأمير الحاكم عندما يستولي على أي مدينة بوجوب التخطيط لجميع جرائمه مرة واحدة , فالأخطاء يفضل أن تكون دفعة واحدة على أن تكون موزعة في دفعات يكون تأثيرها شديد على صورة الحاكم , وحتى إذا حصل تذمر من الناس بعد ارتكاب الأخطاء دفعة واحدة فيتم إلقاء اللوم مباشرة على احدهم ليكون شماعة الحدث ويؤكد من خلالها الحاكم حرصه على مصلحة الشعب وأنه لن يتهاون مع المخطأين في حق شعبه , فيخرج منها منتصر بدلاً أن يكون منهزماً, كما أن مكيافيلي ينصح الحاكم بعمل العكس إذا أراد أن يهب الشعب المزايا والهبات , فيجب أن يكون إعطاؤها للشعب بشكل متقطع حتى لو كانت الهبات ضئيلة فيتم تقسيمها لأكثر من دفعة لكي يستمتع الشعب بها ويشعر بفائدتها وتنطبع في أدمغتهم صورة إيجابية عن الحاكم.

كما يؤكد كتاب الأمير مراراً على الحاكم بأن لا يقيم وزناً كبيراً للشعب , ولكن يجب عليه في الطرف الآخر أن يغدق على بطانته والمقربين منه والداعمين لحكمه ويمنحهم المزيد من الامتيازات والتسهيلات , فكل ما تعمقت مصالح أصحاب القرار في الدولة بمصالح الحاكم أصبح من الصعب على القلة المنادين بالتغيير عمل أي شيء , فعامة الناس يحكمون على الأشياء من مظهرها الخارجي , وهذا العالم لا يتكون إلا من هؤلاء العامة , ويضيف مكيافيلي قائلاً : "لا أعتقد أن هناك من يخالفني القول بأنه من يبني على الشعب يبني على الطين".

كما يؤكد مكيافيلي بأن الحاكم إذا لم يستطع التوفيق بين أن يكون محبوباً أو يكون مهاباً ومصدر للخوف فلا بد أن يكون مهاباً ومصدر لخوف شعبه , ولا يوجد ضير في أن يكون هناك بين الفينة والأخرى من يكون عبرة لمن تسول لهم أنفسهم التجرؤ على الحاكم أو المطالبة بالتغيير أو التمرد على السلطة , حيث يضيف قائلاً : أن تنفيذ حكم الإعدام في عدد قليل من الناس لن يؤذي أحدا غيرهم.

ينبه كتاب الأمير الحاكم إلى شيء ضروري بأنه لن يحفظ العرش إلا مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" , لذلك لا يجب أن يتردد في أن يخدع شعبه أحياناً ويطلق لهم الوعود والتي يعلم بأنه لن يستطيع تنفيها وذلك في سبيل غسل أدمغتهم بأن التوجه سيكون إصلاحياً نفعياً ومن السهل اختلاق الأعذار فيما بعد , ولا يوجد أيضا أي مانع بأن يرى بعض الفساد في منطقة حكمه دون أن يحرك ساكناً , لأنه يعلم أن المفسدين هم أركان حكمه ومسألة معالجة تلك القضايا ستظهر ما لا يجب أن يراه العوام من الناس , لذلك لا ضير بأن يخرج على الناس ويصرح على رؤوس الأشهاد بأنه سيحارب الفساد والمفسدين وسيرى الحاكم عندئذ الشعب يصفق له ويشد على يديه , ولا مانع من أستغباء الشعب بأن يصرح بما يعلم في قراره نفسه بأنه كاذب لأن معظم الناس جهلاء أغبياء والقليل فقط من يفهم ما خلف السطور.

ولإقناع الشعب بصلاح الحاكم يؤكد كتاب الأمير بأن على الحاكم لبس ثياب المتدين والظهور على فترات مدروسة بمظهر المحافظ على الدين وتعاليمه وتطبيق شرائعه ولكن خلف الكواليس يعمل ما يحلو له , فهذا بلا شك أحد الوسائل الناجعة لإسكات الشعب المتدين والذي تنطلي عليه مثل هذه الحيل.

كما ينصح مكيافيلي الحاكم بأن لا يحفظ العهد إذا ظهر في وقت ما أنه ضد مصلحته الشخصية كحاكم , وأن لا يستمر في الوفاء بوعد انتهت أسباب الارتباط به , فكلنا نستطيع الرؤية ولكن هم قلة قليلة من تدرك واقع الحال وحقيقته , وبما أن الحاكم أستطاع تجذير حكمه من خلال المقربين له فهذه القلة التي أدركت واقع الحال لن تستطيع مواجهة الكثرة والسلطة والمصالح التي ارتبطت مع معظم المرتبطين بالحاكم , وسيلجأ الكثير من أصحاب المصالح للمناداة بدوام استمرار الحاكم لأن استمرار ذلك الحاكم يعني استمرار لمصالحهم والتي ستنهار بمجرد انهيار الحاكم فيصبح حكم الحاكم المستبد مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم فيدافعون عن الحاكم وسلطته أكثر من الحاكم نفسه.

كما يؤكد مكيافيلي على الحاكم بضرورة ظهوره أمام شعبه بين الفترة والأخرى بأنه الواحد والوحيد الذي يمتلك حلول لمشاكل البلاد وبدونه ستغرق البلاد , ولذلك وجب عليه أن يكون أحياناً وراء افتعال بعض المشاكل التي تؤرق الشعب ولا يحلها أحد سواه , فهذه النظرة تعمق نظرة الحاكم الآلة لدى الشعب , كما يجب على الحاكم أن لا يتردد في زرع بعض الفتن والعداء بين طوائف الناس داخل منطقة حكمه ومن ثم يقوم هو بنفسه بالقضاء عليها وإراحة الناس من شرها , وبذلك ينخدع الشعب بأن الحاكم هو الزعيم العظيم الملهم وحامي الحمى الذي لا ينام ولا يهدأ له بال من أجل حماية مصالح شعبه الحبيب .

ويضيف مكيافيلي قائلاً : ما من شك أن الحكام يصبحون عظماء حين يتغلبون على ما يواجهونه من معارضة ومن صعاب , مما جعل البعض يرى أن على الحاكم العاقل أن يثير العداء بين الرعية بدهاء حين تسنح الفرصة حتى تزداد عظمته حين يسيطر على الموقف ويقضي على بذور الفتنة.

في الطرف الآخر من كتاب "الأمير" وصاحبه مكيافيلي ظهر كتاب الكواكبي الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" والذي هو على النقيض تماماً من كتاب الأمير ويحاول أن يفضح أسلوب الحاكم المستبد :

يؤكد الكواكبي في كتابه بأن المستبد في لحظة جلوسه على العرش يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً , وأن حكومته ستكون على شاكلته , كما تؤكد حروف كتابه على مفهوم "كما يولى عليكم تكونون" , فالحاكم المستبد لا تكون حكومته إلا نتاج لمنهجه مستبدة في كل فروعها من المستبد الأكبر إلى الشرطي حتى الفراش فكلهم امتداد لخدمة تلك المنهجية الاستبدادية دون أن يدركوا.

ويشير الكواكبي أن كل صنف لا يكون إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً , لأن الأسافل لا يهمهم كرامة وحسن سمعة ولكن غايتهم ان يبرهنوا لرؤسائهم بأنهم على شاكلتهم وأنصار لمنهجهم , فتصبح المراتب في الدولة المستبدة معكوسة وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفة وقرباً , ولهذا لا بد أن يكون الوزير العظيم المستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.

ويؤكد الكواكبي بظهور فئة في دولة الاستبداد من المتعاظمين باسم الدين يقولون (يا بؤساء : هذا قضاء من السماء لا مرد له , فالواجب تلقيه بالصبر و الرضاء و الالتجاء إلى الدعاء , فاربطوا أسنتكم عن اللغو و الفضول , و اربطوا قلوبكم بأهل السكينة و الخمول , و إياكم و التدبير فإن الله غيور , و ليكن وردكم : اللهم انصر سلطاننا , و آمنا في أوطاننا , و اكشف عنا البلاء , أنت حسبنا و نعم الوكيل).

وينوه كذلك بأن الإستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية وكذلك في الأخلاق الحسنة , فيعمل على إفسادها ومحوها , ويشير كذلك بقوله أن الاستبداد يقلب القيم رأساً على عقب بحيث يصبح طالب الحق فاجراً , وتارك الحق مطيعاً , والمشتكي المتظلم مفسداً , والباحث المشكك ملحداً , والخامل المسكين صالحا أميناً , والرحمة مرضاً , والنفاق سياسة , والتحايل كياسة , والدناءة لطفا , والنذالة دماثة , وأن الدولة المستبدة ترغم حتى الأخيار من الناس على ألفة الرياء والنفاق.

ويضيف الكواكبي بأن المتأمل في حالة كل رئيس ومرؤوس يرى كل سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزيادته ، وأن الاستبداد والعلم ضدان متغالبان ، فكل إرادة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل، وأنه ما انتشر نور العلم في أمة قط إلا وتكسرت فيها قيود الأسر، وساء مصير المستبدين، من رؤساء سياسة أو رؤساء دين.

أختم بأربعة مقولات , كارل ساغان "إذا كنا مخدوعين لوقت طويل، فإننا نميل إلى رفض كل دليل على أننا خدعنا " , نابليون "الدين شيء ممتاز لإبقاء العامة من الناس هادئين" , معاوية بن أبي سفيان: "إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حِلما تحته غضب وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا, فإن نكثناهم نكثوا بنا، ثم لا ندري أتكون لنا الدائرة أم علينا" . هنتنجتون :" في الإسلام الله هو القيصر، في الصين واليابان القيصر هو الله، في الأرثوذكسية الله هو الشريك الأصغر للقيصر، في الغرب ما لقيصر لقيصر وما لله لله".

وكن على ثقة يا بلادي العظيم بأن روحي وجسدي من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي فداء لك.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas