هل كان إبن حزم جهمياُ ..أم أنه كان سلفياً ؟؟؟

[( masterkey )]

من أغرب تناقضات السلفية ومعهم الوهابية هو تصنيفهم لإبن حزم .. فهم يعتبرون إبن حزم رحمه الله من أئمة السلف .. وماجعلهم يضعونه في هذه المرتبة السلفية الكبيرة هو قوله بأن كل الصحابة في الجنة .. وهذا القول يخدم نظريتهم القائلة بأن ( الصحابة جميعهم عدول ) ..

ولكنهم ينسون أن إبن حزم له من شذوذات الأقوال الكثير .. فهو مثلاً يقول بأن الصحابة كلهم في الجنة ( وهذا ماطاروا به السلفية فرحاً وبهذا القول جعلوه سلفيا ) .. ولكنه يقول في موضعٍ آخر : أن بعض الصحابة كذبوا (1) على النبي صلى الله عليه وسلم ( راجع الأحكام 2/83) .. وصححه إبن تيمية في ( الصارم المسلول ) وقال : إسناده صحيح ولم نعلم له علّة .

والتناقض الآخر للسلفية ومعهم الوهابية حول أقوال إبن حزم هو أنهم يأخذون ويقبلون من إبن حزم ثنائه على أبي الغادية وهو أحد المبشرين بالنار .. وينكرون على إبن حزم ذمّه للوليد بن عقبة إبن ابي معيط الفاسق بنص القرآن ..

وهم أيضاً يعتبرون إبن حزم ( جهمياً ) والجهمية عندهم كفاراً .. وما جعلهم يعتبرونه جهمياً .. قوله بأن القرآن مخلوق .. وكذلك نفيه لكل الصفات .. فهو لايجيز إشتقاق الصفات من الأسماء ويرى بأن قول ( صفات الله ) بدعة ليس لها دليل من الكتاب والسنة .. وهو يرفض بأن تكون لله صفاتاً أصلاً ..

وهو بقوله هذا يخالف فيه غلاة السلفية ومنهم الوهابية .. وبما أنهم ينسبون إبن حزم للجهمية والجهمية عندهم كفارا .. فيلزمهم تكفير إبن حزم .. وعلى إفتراض عدم إلزامهم بتكفيره .. فكيف ينسبونه للجهمية في موضع .. وينسبونه للسلفية في موضع آخر ؟؟ وهل يمكن لنا القول بان الجهمية من السلفية ؟؟ فإن أنكروا ذلك نقول كيف أدخلتم إبن حزم وهو جهميا حسب تعريفكم له في السلفية ؟؟؟
هكذا نجدهم يدورون في حلقات متداخلة من التناقضات التي لانهاية لها ...
__________________________________________________ __

(1) حديث الحارث بن ضرار الخزاعي وبعث النبي الوليد بن عقبة لبني المصطلق وكذب الوليد على النبي .. ( راجع مسند أحمد 6/396 طبعة دار الفكر ) ..