محادثة الرجال - خاطرتي بعد لقاء الأستاذ هيثم الحميري.

[بلّسود]

التقيتُ اليوم ولأوّل مرةٍ بالأستاذ الشاعر أبي صالح؛ هيثم الحميري, الذي تعرّفتُ عليهِ من خلال قصائدهِ الجميلة على صفحات الإنترنت, وأحببتهُ وأحببتُ تواضعهُ الجمِّ معي برغم أنني أدركتُ أنهُ شخصية ليست بالبسيطة في مقاييس هذه الأيام, وأدركتُ أن جلوسهُ معي, وطلبهُ للقائي مرّات عدة, واتصالاتهِ بي, كان تواضعاً منه, ويكفي أنهُ مثل والدي في العمر, أطال الله عمريهما..
عرفتُ اليوم ما معنى محادثةُ الرجال..
وأدركتُ اليوم بأنهُ ليس شيء أسر إلى ذي اللب، ولا أحسن موقعاً في القلب، من محادثة العقلاء، ومجالسة الأدباء, كما قال الأقدمون, وإن ذلك مما تفتق به الأذهان، وينفسح به الجنان، ويزيد في اللب، ويحيا به القلب، وقد قال بعض الشعراء:
وما بقيت من اللذات إلا *** محادثة الرجال ذوي العقولِ
وقد كنَّا نعدهم قليلاً، *** فقد صاروا أقل من القليلِ

وبرغم أنه كان لقاءً سريعاً إذ كان الأستاذ هيثم مشغولاً؛ لكنه بالفعل كانَ فرصة سعيدةً لي, وشرف عظيم أن ألتقي وأتعرف على مثل هولاء الرجال, وأتمنى أن يلي هذا اللقاء لقاءات أخرَ, وتواصل مستمر, فلقاءات الرِّجال روضة لا يجف نورها, وغدير لا ينضب ماؤه...

#أطيب التحيات للأستاذ الجميل: هيثم صالح الحميري.