السـن المناســب للزواج (( وجهة نظر حضرمية )) ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

لكل مجتمع من المجتمعات مميزاته وظروفه وثقافاته ووجهة نظر خاصة به حول الاجابة على سؤال شائع بين الناس حول السن المناسب للزواج ؟؟

وفي حضرموت حين كانت الحياة الاجتماعية تتميز بالبساطة ، ومنذ بدأنا نعي وندرك هناك اعراف وتقاليد كانت شائعة بين الناس حول مسألة تحديد سن الزواج للفتى أو الفتاة ... !!
وعادة كانت الفتاة تتزوج وهي دون الخامسة عشر ، والفتى قبل أن يصل الخامسة والعشرين من عمره، وربما في ظل متغيرات العصر شغل تفكير بعض منا هنا التساءل :
ماهو السن المناسب للزواج؟؟؟

ربما يقول البعض منكم:

30 سنة للرجل و20 سنة للفتاة ...!!

وقد يقول آخر:

25 سنة للرجل و20 للفتاة

وقد يقول بعض المتشددين المحافظين

20 سنة للشاب و15 سنة للفتاة...!!


لكن ماذا لو نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر اكثر واقعية ذلك أن الفتى الذي يتزوج دائما ما يضع في الاعتبار مسألة فارق السن بينه وبين من يريد أن يتزوجها ، وعادة ما يكون هذا الفارق لا يقل عن عشر أعوام أي أن عروسة المستقبل يفضلها الشاب الذي عمره 25 عاما تكون في سن 15 عاما وهكذا . وهذه القاعدة تحفظ للمرأة عبر هذا الفارق في السن بينها وبين زوجها حاجزا عمريا يجعلها لا تشعر بالوهن والكبر والشيخوخة قبل الزوج ، وتستطيع ان تظهر نفسها دائما بمظهر من هي لا زالت تصغره سنا ، ومحتفظة بفارق العمر لصالح انثوتها ، بغية أن لا يفكر التخلي عنها والزواج من غيرها .

وحول الاجابة على السؤال حول (( السن المناسب للزواج )) فمن وجهة نظري يجب مراعاة الظروف المحيطة بالشباب الظروف الاقتصادية والاجتماعية ، وإلا يصبح شأن الشاب الذي يحدد له المجتمع سن الزواج شأن ذلك الرجل الفقير الذي يذهب إلى الطبيب وهو يعاني من فقر دم ...!
ويقول له الطبيب بعد الفحص لديك فقر دم حاد عليك أن تناول 250 غراما من الكبد ثلاثة مرات في الأسبوع...!

الطبيب هنا لا يسأل الرجل عن حالته الاقتصادية و مستواه المادي ...!!
لانه لا يهتم بمعرفة حالة مرضاه الاقتصادية وهل يمتلك المريض المال الكافي لشراء تلك المواد أو شراء كل تلك الأدوية التي يصفها له ؟؟؟

وقد تذكرت قصة واقعية أنه قبل سنوات ذهب مريض يعاني من الحساسية الشديدة وكان الرجل يعاني ايضا من ظروف اقتصادية صعبة وضيق في ذات اليد ، ذهب الى مستشفى سيئون وفحصه الطبيب وكان هذا الطبيب من خريجين (( تشيكسلفاكيا )) تخصص امراض جلدية ، ولما عاين حالة المريض نصحه بالسفر الى المصحات المختصة بالعلاج الطبيعي في تشيكسلفاكيا ...؟؟؟؟
هذا الطبيب لا يعرف حالة الرجل الاقتصادية وظروفه المادية الصعبة التي ربما قد لا يجد قيمة شراء الأدوية من الصيدلية المقابلة لبوابة المستشفى ، فما بالكم بالسفر الى المصحات الطبيعية ...؟؟
لأن الطبيب كما قلت يهمه فقط معرفة حالة مريضه الصحية ، و لا يهمه معرفة حالة المريض المالية .

لهذا علينا أن ندرك أننا في هذا العصر يجب أن نضع في الاعتبار نموذج قصة المريض مع الطبيب ... من حيث معرفتنا وادراكنا بحالة رغبة الشباب للزواج ، إلا أنه لا تكون وصفات الطبيب العلاجية لمرضاه نموذجا مقياسا نطبقه على السن المناسب للزواج ... فيجب وضع الجانب الاقتصادي للشاب القادم على الزواج في محل الاعتبار والأهمية القصوى ..!!
خاصة أننا في هذا العصر أمام المغريات المادية وزيادة متطلبات الانسان وارتفاع وتيرة المصروفات التي لا تتوفر إلا بالمال .. والمال وحده .

فدعونا نستاءل أولا وبكل شفافية هل الشاب القادم على الزواج في مقدوره توفيره المال الكافي للزواج ؟؟
أو أنه ينتظر أبويه يزوجانه ومن ثم يبقى عالة عليهما ...!!

هل في مقدوره أن يقوم بتوفير احتياجات بيته ؟؟
أو أنه سيبقى رهين الحاجة والفاقة وانتظار الحسنات من الغير...!!

هل باستطاعته صرف الضروريات على زوجته واحتياجته ؟؟
أو أن يقف عاجزا عن تحقيق ذلك ومن ثم تتفاقم الخلافات وتكبر المشاكل ولربما كان اللجوء الى (( ابغض الحلال )) كحل لحياة البؤس .

يجب علينا أن نعطي اهتماما لهذا الجانب إن كان هذا الشاب القادم على الزواج يملك المال الكافي للزواج أو لا يملكه ؟؟
ولا نهيم في شطحات الجوانب الأخرى وننظر للأمر من وجهة نظر إنسانية ونتجادل حول متى يكون سن الزواج المناسب للفتى أو الفتاة ؟



..