المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


في سـوق الطّعـام

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-18-2008, 12:32 PM   #1
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي في سـوق الطّعـام

في سوق الطعام

كنت مع القوم في سوق الطّعام أبيع وأشتري ، أفنّد الحب المغشوش حسب زعمي وجهدي المتواضع رغم الصفعات التي تلحق بي بين الحين والآخر كلّما اشتبك طرفان أو أكثر ، وما أكثر الاشتباكات مع حرّات جئن إلى سوق الطعام للتزود بزّاد !!!
على ذكر الزّاد ، سألت حرّة ذات يوم:
ـ هل تريدين زادا؟ فردّت على الفور:
ـ ( وقل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم .. ) . الزّاد زاد التّقوى.............
رغم أنّي لا أدري ماذا فعلت إلا أنّي شعرت بالخجل وأيقنت أن لغة التخاطب مع هذه الحرّة الكريمة ضرب من حالات الخطر.
نأيت بنفسي بعد صفعات ولكمات على الوجه ، يسمّونها في سوق الطعام [ ضرب تحت الحزام ] .
فتحت دكّانا خاص بي ، دون سجل تجاري طبعا ، لديّ فقط تصريح من الشبامي.

سألوني:
ـ أين أنت يا المشاغب ، منذ أمد لم نرك في سوق الطّعام؟
أشرت إلى دكّاني:
ـ هناك ... في المبنى ذاك افتتحت محلاّ خاصّا بي ، فلم لا تزورني؟ . قال أحدهم:
ـ كيف نزورك وأنت تكمم الأفواه؟ ، فكلّما استعدّ أحدنا لشتم الآخر وقفت في المنتصف ، وكأنّك إمام مسجد؟. وقال آخر: أنت ثقيل تكتم الأنفاس . عرفت أن أحدنا عاجز.................
نظرت إلى من حولي ، فوجدتهم حريصين على كسب رضاه ورضاي ، فانصرفت صامتا إلى دكّاني.
زارني أحدهم وكنت به فرحا ، وقرأ:
السّمن الطبيعي
قلت له:
ـ لا . هذا المكتوب:
( اليمن الطّبيعي )
يشكو من ضعف النظر بسبب غلاء الأسعار كما قال.
كم فرحت بآخر لمّا زارني ، لكنه توعّدني ، وآخر قوله:
ــ اشرب من البحر ، فمــاذا أنت فاعل؟-------------------


رائع ومثير أن تدخل في حوار هادف ، وكم هو مزعج ومنفّر عندما تختلط الأوراق ويختلط الحابل بالنّابل وتقرأ كلاما تدفع به عصبيّة وهوى وعقدة التّفوّق.
ذات مرّة حاورت صفيّان ، ولم أدر أنه كبير بالوهم بين أقربائه ومحبّيه . يعتقد هذا المسكين أنه ملم بكلّ شيء ولا يدري أن نصف المعرفة قول:
لا أدري

منذ أن فتحت دكّاني الخاص بي وأنا أنام ، قرير العين حتى الساعة الثالثة صباحا ، وما كنت لأصحو لولا خلاطة مولينكس في مطبخ جاري الملاصق لغرفتي . زوجة جاري أو خادمته يخلطون أو يطحنون شيئا عند تمام الساعة الثالثة ، تزيد قليلا أو تنقص قليلا ، وما أن تهدأ حتى أسمع صوت محرّك رأس تريللا واقفا تحت الشّبّاك ، يستعدّ صاحبه بتسخينه والتأهّب للذهاب إلى الشّركة.
بعد صلاة الفجر ، أسمع العم عبده يصبّح على جاره صاحب البوفيه بأعلى صوته:

صباح الخير
أنا البارح ما فيه يشوف أنت . من هنا أبدأ يومي الجديد بالسماع إلى لغة جميلة نحبّها..... اسمعها مكسّرة ، أول من يتأثر بها الطفل الذي كان في ديارنا سابقا يذهب إلى مضارب البادية للتعلم ، هو اليوم في أحضان:
( بابا ... أنا اليوم يروح بقاله جيب كبز ......
ماما ما فيه بسل......
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 03-18-2008 الساعة 12:53 PM
  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2008, 08:53 AM   #2
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

( لا يسلى المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس جبل )
معنى لبيت شعر عربي
في سوق الطعام ليسوا أضداد ، إنهم في الظاهر أصحاب وكلّ من البعض منهم ـ وما أقلّهم ـ يريد أن يسمع الآخر بصوت عال وسط ضجيج فجاء ضجيج على ضجيج . قلائل هم المولولون في كلّ مكان ، لكن مولولي الأسواق لهم ضجيج وصراخ من صنف آخر . ضجيج وصراخ لا يتحدد بالكثرة ، بل تحدده الأصوات النّشاز ... العالية .
يتساوى فيه ذو العقل مع عمي البصيرة إذ لا مكان لقول حكمة في سوق ، ( يلعن الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه وأمّه )، والكيّس من تنكّر وسار فيه مبتسما لا ينصت إلا إلى ما يعنيه ولا يتكلّم إلا فيما يعنيه ولا يصمت إلا فيما يعنيه.
عندما يقول لك أحدهم: ( هذا قمح جيّد خالٍ من السّوس ) ، ويريك شعيرا فلا تجادله . هنا: لا أسف ولا اعتذار ، فكلّ قول يعبّر عن وجهة نظر ، فلو رأيت من يطلق اسم الملوخيّة على البرسيم ، ابتسم له وإلا....
نعم أنت لا تحترم وجهة نظره
إيّاك أن تقاطع مهرّجا عن فوائد النّبق ، بقولك:
ـ أحسنت ، وصلت الفكرة
يصرخ في وجهك:
ـ دعني أكمل وجهة نظري ، ثمّ يواصل التهريج:
ـ والنّبق يكثر حوله النّمل الأسود .... ( إيّاك أن تقاطعة ) ،فهو لم ينه وجهة نظره بعد . يستمر في الرّغاء حتى ينفضّ معظم من حواله لقرب صلاة الظّهر في الصباح أو الذّهاب للنوم في المساءْ.
.


قصّــة

يقال أن أحدهم سمع واعظا يتحدث عن الصلوات الخمس ، فذهب في اليوم التالي إلى قرية وجد المصلّين بها خارجين للتّو من المسجد بعد صلاة العصر، فطلب منهمالعودة للتحدّث إليهم.
عادوا وجلسوا في هدوء واشرأبّت الأعناق ، فقال هذا:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
صلوات خمس فقط في اليوم الواحد
إن الله رحيم بعباده ، فرض علينا صلوات خمس ... فقط خمس.ثمّ سألهم: كم يا إخواني؟ . فردّوا عليه: خمس.
نعم . سبحانه جلّ وعلا ، كم هو رحيم بعباده ، ماذا لو كانت عشر ، فهل سنعترض؟ . أجابوه: لا.
لا إله الله ، محمد رسول الله
جعلها خمس فقط رحمة بنا ، ماذا لو جعلها خمسة عشر؟
وهنا بدأ الطّيبون في الإنسحاب واحدا واحدا ، ولم يبق إلاهو وواحد عندما وصل إلى سؤاله المكرر:
ـ وماذا لو جعلها خمس وأربعون صلاة ؟
، فقال له:
ـ ولماذا أنت قاعد هنا؟ . إذهب إلى أهلك ، إنّكم لا تقّدرون المواعظ

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 03-19-2008 الساعة 09:30 AM
  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2008, 02:22 PM   #3
hadhramaut
حال جديد

افتراضي

اقف احتراما" لقلمك وفكرك واسمك


اقتباس :
صباح الخير
أنا البارح ما فيه يشوف أنت . من هنا أبدأ يومي الجديد بالسماع إلى لغة جميلة نحبّها..... اسمعها مكسّرة ، أول من يتأثر بها الطفل الذي كان في ديارنا سابقا يذهب إلى مضارب البادية للتعلم ، هو اليوم في أحضان:
( بابا ... أنا اليوم يروح بقاله جيب كبز ......
ماما ما فيه بسل......

رحم الله لغتنا
تحياتي لك

التعديل الأخير تم بواسطة hadhramaut ; 03-19-2008 الساعة 02:25 PM
  رد مع اقتباس
قديم 03-23-2008, 08:58 AM   #4
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadhramaut
اقف احتراما" لقلمك وفكرك واسمك




رحم الله لغتنا
تحياتي لك

أشكرك سيّدي
شرف لي ، كبير ، أن يقرأ لي ولو فرد واحد ... ولو سطرا واحد ، ثم يقف احتراما للعبد لله.

في دكّاني هذا يدور نقاش ، بعضه ممل وبعضه مفيد وبعضه مقزز . في يوم من الأيام زارني حمدي بصحبة أخيه الدكتور: وهبي ، وما هي إلا لحظات حتى وصل العدد إلى ثمانية ، أي زادونا خمسة: قنّه وابن عمّه ودكتور بيطري وطالبا علوم شرعية.
وهبي يحرص على حسن المظهر إلى درجة التكلّف ، يؤيّده الدكتور وهذا ما لفت نظري وأدهشني . تحدّث بنبرة التعالي عن منهج وسلوك بعض الكتاب الذين يهبطون بأنفسهم عندما يغرقون في العامّية والعوام ، فقاطعه قنّه بتوجيه سؤالين:
ـ مثل من من الكتاب الذين تقصدهم؟
ـ وماذا تعني بالإفراط في العامّية والعوام.
أجاب:
ـ مثل الأخ/ سالم الجرو
التفتوا إليّ جميعا فوجدوني مبتسما . قال الدكتور البيطري:
ـ كلام موجه إليك فما ردّك؟
قلت:
ـ دعه يكمل
هنا حرف مسار الحديث أحد الطالبين:
ـ عامية وإلا غير عامّية خلونا في المشكل الخطير ... الناس تزور القبور وتتوسل بالأحجار ونحن ساكتين.... ( قاطعه وهبي )
ـ أنت وين ونحن وين....
قال طالب العلم الآخر:
ـ نحن في عهد الرافضة وعلينا أن نقول شيئا.....
وهبي:
ـ عدنا إلى رافضة ونواصب ....
أضفت أنا:
ـ وكتاب غارقون في العامّية والعوام مثل سالم الجرو
  رد مع اقتباس
قديم 03-23-2008, 10:01 AM   #5
مذيع متقاعد
حال جديد

افتراضي

هكذا هي الاسواق , لذلك عليك بقراءة دعاء الدخول .

الله يعينك .
  رد مع اقتباس
قديم 03-23-2008, 02:20 PM   #6
محمد نور
مشرف قسم الرياضه والشباب
 
الصورة الرمزية محمد نور

افتراضي

حال الاسواق تسلم يا الغالي أخي سالم علي الجرو
التوقيع :
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas