البنك الدولي: أقلية تحتكر النفوذ السياسي والاقتصادي في اليمن

[حد من الوادي]

لاحظ تفاقم مستويات الحرمان .. والفساد

البنك الدولي: أقلية تحتكر النفوذ السياسي والاقتصادي في اليمن
الشورى نت- متابعات ( 01/02/2007 )



حذر البنك الدولي من خطورة تفشي في الفقر في اليمن وتركز النفوذ الاقتصادي والسياسي في أيدي عدد صغير من الأسر القوية.

ولاحظ البنك في تقرير عن " التحليل الاجتماعي لليمن" نمو ما اسماه" نظام اجتماعي طبقي ممزوج بالمحاباة كوسيلة رئيسية لتوزيع الموارد" محذرا من أن هذا النظام " يهدد بتفشي الفرقة والانقسام" في المجتمع اليمني
وأضاف أن التركز المتزايد للنفوذ الاقتصادي والسياسي يوحي بأنه يحمل في طياته مخاطر استيلاء الصفوة على خيرات التنمية وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وأظهر التقرير تركز الأرض المنتجة في أيدي عدد صغير من الأسر القوية مقابل تضاؤل وصول الفقراء للأرض سواء في الريف أو المدينة.

وارجع هذا التركز إلى تغير قواعد إدارة الموارد العامة مثل المياه والأراضي الناجم بدوره عن تزايد العشوائية وعدم كفاءة التكامل بين المعايير الحديثة والتقليدية الذي حدث خلال الثلاثة العقود الماضية.

وأكد التقرير "أن عجز النظام القضائي والآليات الرسمية عن تصحيح الاختلالات ورفع المظالم والحد من الفساد يضع الفقراء والمستضعفين في أسفل السلم الاجتماعي ويحد من حقوقهم في التصويت وقدرتهم على التصرف" طبقا لمانقلته أسبوعية " الوحدة" الرسمية الأربعاء الماضي.

ولحل هذه المشكلة حث البنك الدولي على توفير المواد والوسائل للامركزية التي قال أنها ستوفر للمواطنين فرصة لتحقيق المساواة والتعبير بشكل أكبر. وأضاف أن اللامركزية تدعم نفوذ مؤسسات المجتمع المحلي وتعد بمثابة استمرار لأشكال الأصالة للمجتمع المدني وقيم الحكمة المحلية.

ذاكراً أن المجتمع اليمني ما يزال إلى حد بعيد يتأثر بالقيم الدينية والثقافية في تعزيز الآليات التقليدية للتكامل وحل الخلافات عن طريق إحياء مبادئ الكرم ومساعدة الضعيف والعدل والتوفيق بين المتخاصمين.

اعتمد التحليل الاجتماعي لليمن على مؤشرات العقود الثلاثة الأخيرة، ملاحظاً أن المجتمع مر بتغيرات مثيرة حيث انتقل من الاقتصاد الزراعي في المحافظات الشمالية ومن الاقتصاد المقيد في المحافظات الجنوبية إلى السوق الحرة بعد الوحدة عام 90م.

وأكد التحليل أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اليمن تزداد سوءاً.

وقال أن أكثر من 40% من السكان يعيشون على أقل من دولار في اليوم فيما ازدادت مستويات الحرمان تفاقماً خلال التسعينيات من القرن الماضي، إذ ارتفع معدل فقر الغذاء من 9% عام 92 إلى 17.5 % عام 98م وارتفعت معدلات الإعالة من 33% عام 83 إلى 53% عام 2003م كما ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن من 30% عا 92 إلى 46% عام 97م.

التقرير يحذر من خطورة تدهور الأوضاع جراء تفشي الفقر وتركز النفوذ في أيدي القلة مقابل ازدياد التهميش الاقتصادي والاجتماعي للنساء والشباب والقرويين وتهميش سكان الصفيح والتوسع السريع للحياة الحضرية.


جميع الحقوق محفـوظـة© للشورى نت 2005-2006

[حد من الوادي]

جولة سريعة في الوجوه والواجهات

الحديدة.. مدينة بائسة (1-2)
الشورى نت - خاص ( 01/02/2007 )



سجل الملاحظات/ مراسل الشورى نت

يمكن ان تكون مدينة الحديدة عروساً لأي شيء، إلا ان تكون عروس البحر الحمر.

عند وصولك الى المدينة تستطيع ان تجزم ببساطة ان الفقر والعوز جاثم على صدور ابنائها ويكاد يخنقهم.

اذا لفت نظرك انتشار المجانين (المختلين عقليا ونفسيا) بمعدل عشرة في كل شارع، فكثرة المتسولين ظاهرة تبعثر كيانك..

اكثر من اسرة بكامل افرادها تنام في الشارع، والاطفال الصغار، الى عمر اربع سنوات، يبيعون الماء البارد في الشوارع ويعملون في غسيل السيارات



.

الناس هنا لايشترون احتياجاتهم بالتجزئة بل باجزاء التجزئة.

عشرات المباني الخاصة والعمارات ذات الطوابق المتعددة قد هجرها السكان لانها آيلة للسقوط وقد تهدمت جزئياً.

في حالة سريعة احصيت فقط 47 مبنى مهجوراً: 27 مابين شوارع صنعاء، والتحرير والمطراق، 13 في كل من حي الصديقية والدهمية، و7 مبان حكومية مهدمة جزئيا.

المدينة تنذر بالموت، وكأنها في حالة احتضار.

هذا مستشفى العلفي آيل للسقوط.

ينسب المستشفى الى الشهيد العلفي الذي اطلق رصاصاته مع زملائه الى جسد الطاغية الامام احمد في اوائل ستينيات القرن الماضي.

اجارك الله من الاضطرار للدخول الى قسم الاسعاف في هذا المستشفى ان جاز ان يسمى مستشفى الاسرة هنا –على قلتها- مكسرة (محطمة) والبعض بدون قوائم، والمرضى مضطجعون على البلاط.

واجهة المستشفى حيث اقسام الرقود بناها الشهيد ابراهيم الحمدي اوائل السبعينيات، اما العيادات الداخلية فمن عهد الامام لذا فالغرف متهالكة وذات رطوبة عالية، اما فناء المستشفى ممتلئ بالنفايات والمياه العادمة.

مستشفى الثورة، الذي تأسس في عهد الرئيس الحمدي وظل مغلقا ست سنوات، هو اليوم ليس احسن حالاً من العلفي.

منذ ذلكم الحين، لم يقم في المدينة أي مستشفى عام جديد فكيف سيكون حال الصحة في مدينة يتصارع ابناؤها مع الفقر المدقع؟

المدارس قديمة، وبعضها آيل للسقوط، وابرز مثال مدرسة الزبيري في شارع المواصلات.

يقول مواطنون ان اهمال صيانة المدارس مقدمة للاستيلاء عليها من قبل المتنفذين.

مدرسة الثورة التي بنيت من قبل الاتحاد السوفيتي تم الاستيلاء على فنائه –حسب المواطنين- لتكون موقفاً لسيارات مسؤولي مبنى المحافظة، وتحولت واجهة المدرسة الى دكاكين للايجار، ومع ذلك ظلت الفصول متهالكة.

لاهمية موقع المدرسة لايستبعد المواطنون ان يصحوا ذات صباح وقد تحولت الى مشروع تجاري.

يدلل المواطنون على قولهم مما حدث لنادي الضباط الذي بناه المصريون بعد ثورة سبتمبر بين شارعي المواصلات وصنعاء، طول سوره مايقارب اثنين كيلو متر.

هذه المساحة العامة، جرى الاستيلاء عليها من النافذين، وهي اليوم تحوي 13 عمارة او "فيلا" فخمة.

على هذا المنوال لايستبعد المواطنون ان تتحول المباني العامة في ساحل الكورنيش الى مباني خاصة، فهناك مبان من العهد العثماني، مثل مبنى محكمة البحث الجنائي والسجن (الشريف) لكنها اليوم مهجورة، وغير مستخدمة.

ومع كل هذه المباني العريقة، الا ان المدينة التاريخية بلا متحف.

توقعات الاستيلاء تمتد الى محلج القطن:

يفيد احد الذين كانوا يعملون في المحلج ان جزءاً من ارضية المحلج استولى عليها البنك المركزي اليمني، بينما المحلج اليوم متوقف معتبراً هذا محاولة لنهبه.

عاد الى الماضي مسترجعاً زمناً جميلاً:

كان للمحلج مكابس قطن واراضي زراعية واسعة في المراوعة ووادي زبيد، وكنا نصدر القطن الى الخارج في عهد الرئيس الحمدي، فتحقق فائق مالي كبير وتم تجهيز ورش ومخارط ومكابس جديدة.

اليوم المحلج متوقف وباقي العمال والمهندسين والاداريين في حالة بطالة مقنعة.

يضيف المواطن احمد علوي متسائلاً: من يستفيد اليوم من انتاج مزارع المحلج؟

هو يعتقد ان المحلج قادر على الشغل والتشغيل ورفد الخزينة العامة بالاموال، الا ان حالة تعطيله مقصودة حتى يتسنى للنافذين نهبه.

يؤكد: الحديدة كلها منهوبة بكل معنى الكلمة.

* * *

كل هذا البؤس يبدو من الظاهر، فكيف هو الحال لو دخلنا الى الداخل؟

في التناولة القادمة سنلقي نظرة عابرة على احد سجون المدينة.


جميع الحقوق محفـوظـة© للشورى نت 2005-2006