المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


جواز التوسل بما يحبه الله

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-23-2014, 08:43 AM   #1
بن يحيى
حال جديد

Lightbulb جواز التوسل بما يحبه الله

التوسل

الاستعانة – الاستغاثة

التوسل: هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل ، وأحد أبواب دعاءه والتوجه اليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب اليه وبابا لقضاء الحوائج منه، قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة﴾([1]).

وأما الاستغاثة : فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه.

وأما الاستعانة: فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه .

فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء واحد ، لأن المتوسل أو المستغاث أو المستعان به على القيقة هو الله وأما المتوسل به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، هذا ولم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وقراءة قرآن وغير ذلك والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسل أحدهم إلى الله ببر والديه، وتوسل الثاني بابتعاده عن الفاحشة بعد تمكنه من أسبابها، وتوسل الثالث بأمانته وحفظه لمال غيره وأدائه له كاملا ، ففرج الله عنهم ما هم فيه([2]).

وأما التوسل بغير العمل الصالح كالذوات والأشخاص فما هو في الحقيقة إلا توسل بعمله الصالح فمن توسل بشخص ما فذلك لأنه يحبه إذ يقدر صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به، أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا قال جل جلاله ﴿يبحهم ويحبونه﴾([3]) ولو تدبرنا الأمر لوجدا أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد هما من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب اليه ومسؤول عنه ومثاب عليه ، فمن قال: اللهم إنيأتوسل اليك بمحبتي لنبيك أو قال بنبيك سواء لأنه ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا المحب له والإيمان به ما توسل به فهو إذا توسل بعمله الصالح.

ثم إن المسلم عندما يتوسل أو يستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بالرجل الصالح إنما يتوسل به لما يعلم من كرامته وجاهه عند الله عز وجل ولاعتقاده بانه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة على الإمداد والإعانة ونعني ببالجاه المنزلة التي يختص الله بها من يشاء من عباده فالله سبحانه وتعالى متصق بصفة تسمى صفة الاختصاص قال عز وجل﴿يختص برحمته من يشاء﴾([4]).

والنبوة والرسالة والولاية الخاصة ليست مكتسبة بل هي محض فضل الهي واجتباء واختصاص رباني يكون بسببها لذلك العبد منزلة عند الله تسمى الجاه ، قال تعالى ﴿الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب﴾([5]) وقال سبحانه في إثبات الوجاهة والمكانة لبعض أنبيائه وملائكته عليه السلام كسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ﴿وكان عند الله وجيها﴾([6]) أي ذا وجاهة.

وقال في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ﴿وجيها في الدنيا والاخرة ومنا المقربين﴾([7]) وقال عن سيدنا جبريل عليه السلام ﴿ذي قوة عند ذي العرش مكين﴾([8]) أي صاحب مكانة.

فالإنسان عندما يتوسل إلى الله تعالى بجاه نبي أو ولي فإن ذلك يعني أنه توسل إلى الله تعالى بفعل من أفعاله خلقه لذلك النبي وسماه جاها، وبصفة من صفاته سماها اختصاصا ، وهذا من التوسل إلى الله بصفاته وأفعاله وهو مجمع على جوازه عند أهل الحق([9]).

ونحن إذ نظرنا إلى كل فرد من أفراد المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء والصالحين لا نجد في نفس أحد منهم إلا التقرب إلى الله تعالى لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية مع علمهم بأنهم كلهم عبيد لله تعالى فقلوبهم موقنة أنه جل جلاله تلفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة لا شريك له ولا رب ولا موجد سواه، ولا نافع ولا ضار إلا هو ، وأما تعظيمهم لغيره من خواص عبيده فإنما يكون بقدر منزلة ذلك العبد عند الله تعالى بحسب ما علموه فها هم يعظمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من سائر الخلق لعلمهم أنه أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم لديه ثم يعظمون بعده الأنبياء والمرسلين أكثر من غيرهم لأن درجتهم تلي درجته صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا سائر عباد الله من صحابته صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته وبقية الأولياء والصالحين على اختلاف درجاتهم وما يمتاوزن به عن غيرهم من علم وتقوى وما خدموا به هذه الشريعة المحدية ونفعا به الأمة الإسلامية من العلوم والمعارف والفتوحات والذب عن المسلمين والإسلام بعضهم بحد القلم وبعضهم بحد الحسام وما فضلهم الله به من الكرامات وخوارق العادات فهم يعتقدون الاعتقاد الجازمم الذي لا يعتريه خلل ولا يشوبه خطأ ولا زلل أنهم كلهم عبيده وأن كل ما هم عليه من مقامات ودرجات إنما هو من فضل الله عليهم فقد أثنى عليهم الله تعالى في كتابه وأثنى عليهم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديثه مبينا أوصافهم الجليلة وهي كلها ترجع إلى صدق عبوديتهم لله تعالى وحسن خدمتهم له عز وجل فعظموهم لذلك واتخذوهم وسائط لقضاء حوائجهم عنده لكونهم وإن شاركوهم في أصل العبودية له تعالى إلا أنهم امتازوا عنهم بما تفضل الله عليهم به م الرسالة والنبوة والولاية وكثرة العلم والعمل والمعرفة والطاعات وسائر الخدمات التي تليق به تعالى.

فيفهم مما مر أن غاية الأمر أن بعض المتوسلين والمستغيثين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر وهو الطبب من الله دون واسطعة عملا بالحقيقة والأصل ويكتفون بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فيادون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأولياء الصالحين ويطلبون منهم العون والإغاثة وهم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضغار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من أضرب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى مسكة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة:

1- فقد أسند الله تعالى إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه ﴿وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله﴾([10]) فما دام قد وجه الإذن الإلهي لعبد محبوب عنده فلا حر إذا في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء المتى أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه السلام قوله وأقره عليه.

2- ومثل هذا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي سلني فقال أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك فقال هو ذاك قال أعني على نفسك بكثرة السجود([11]) وسؤال الجنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغاثة وطلب لما لا يقدر عليه إلا الله ولم ينكر عليه الصلاة والسلام سؤاله ولم يقل له لا تسأل غير الله .

3- ومن المجاز قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام ﴿لأهب لك غلاما زكيا﴾([12]) فإسناد الوهب اليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده.

4- ومن ذلك أيضا قول الله جل جلاله ﴿يوما يجعل الولدان شيبا﴾([13]) فإسناد جعل الولدان شيبا إلى اليوم مجاز والجاعل الحقيقي هو الله تعالى وتبارك .

5- وقوله تعالى ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾([14]) فقد جعل الحق تعالى في هذا النص ملائكته أولياء للذين آمنوا واستقاموا وقال في نصنص أخرى ينوه أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض أيضا ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا﴾([15]) وقال أيضا: ﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون﴾([16]) .

وقال : ﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير﴾([17])، ومولاه أي ناصره فأسند الله النصرة للمؤمنين والملائكة كما أسندها إلى نفسه فلا مانع إذا أن يقول قائل: اللهم انصرني بجبريل أو يا جبريل انصرني أو اللهم انصرني وأيدني بصالحي المؤمنين وبملائكتك أو يا أيها الصالحون ويا أيها المئكة انصروني وما هو بذلك إلا مقتد بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: يا عباد الله احبسوا([18]) كما سيأتي معنا في هذا الباب إن شاء الله تعالى .

فالنصوص كلها عامة التعليق دون تخصيص حياة أو موت لأن المؤمنين لم يسلب عنه وصف الإيمان بانتقالهم إلى البرزخ فيكون بين المؤمنين من أهل البرزخ ولاية للمؤمنين في الدنيا ويكون للملائكة ولاية لجميعهم وولاية الملائكة مظهرولاية الله تعالى لعباده المؤمنين .

6- ومنها أيضا قوله تعالى : ﴿وإذا تليت عليهم آيته زادتهم إيمانا﴾([19]) مسندا الزيادة إلى الآيات لأنها سبب في الزيادة والذي يزيد حقيقة هو الله تعالى وحده.

7- ومنها قوله تعالى ﴿وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر﴾([20]) والنصر حقيقة على الله تعالى وحده.

8- ومنها قوله ﴿فالمدبرات أمرا﴾([21]) مسندا التدبير إلى الملائكة مجازا لأنهم قائمين بإبراز مقادير الله تعالى في السماء والأرض بأمره ومشيئته وبحوله وقوته والمدبر الحقيقي هو الله تعالى.

9- ومنها قوله تعالى ﴿سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ﴾([22]) مسندا الإنبات إلى الأرض والمنبت الحقيق هو الله تعالى.

10- ومنها ﴿فأعينوني بقوة﴾([23]) والمعين الحقيقي هو الله.

11- ومنها قوله جل وعلا ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا﴾([24]) مسندا التثبيت إلى الملائكة مجازا.

12- ومنها ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾([25]).

13- ومنها ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾([26]).

14- وها هو صلى الله عليه وآله وسلم يسمي المر مغيثا فيقول : اللهم اسقنا غيثا مغيثا([27]).

15- وقالت أم سيدنا إسماعيل مخاطبة سيدنا جبريل: (أغث إن كان عند غوث)([28]).

16- وقال صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لحسان بن ثابت رضي الله عنه عندما كان يقول الشعر في المسجد النبوي ويهجو به المشركين في إحدى روايات الحديث قل وروح القدس يؤيدك([29]) وفي رواية قل وروح القدس معك([30]) فنسب التأييد والمعية التي فيها الغوث والعون إلى سيدنا جبريل عليه السلام.

ويقول الشيخ ابن تيمية في فتاويه في الجزء الأول منها بعد تعريفه الاستغاثة وكلامه عنها (إن جعل الله ذلك أي الغوث على يدي غيره فالحقيقة له سبحانه وتعالى ولغيره مجاز.

وها هو الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى أيضا يتكلم عن الطلب من غير الله منوها أنه في الحقيقة طلب من الله وأنه من العبد مجاز وشرح بذلك حديث »وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله([31]).

فيقول : إنما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سأتل فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فيفهم منه الاستعانة المطلقة أما الاستعانة بالأسباب فيقصد بها الاستعانة بالله بواسطة السبب.

وقال الشيخ محمد علوي المالكي عن هذا الحديث: هذا الحديث يخطئ كثير من الناس في فهمه إذ يستدل به على أنه لا سؤال ولا استعانة مطلقا من أي وجه وبأي طريق إلا بالله ويجعل السؤال والاستعانة بغير الله من الشرك المخرج عن الملة وهو بهذا ينفي الأخذ بالأسباب والاستعانة بها ويهدم كثيرا من النصوص الواردة في هذا الباب.

والحق:

إن هذا الحديث الشريف ليس المقصود به النهي عن السؤال والاستعانة بما سوى الله كما يفيد ظاهر لفظه وإنما المقصود به النهي عن الغفلة عن كون ما جرى من الخير على يد الأسباب فهو من الله والأمر بالانتباه إلى أن ما كان من نعمة على يد المخلوقات فهي من الله وبالله فالمعنى: وإذا أردت الاستعانة بأحد من المخلوقين ولا بد لك من ذلك – فاجعل كل اعتمادك على الله وحده ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب جل جلاله ولا تكن ممن يعلمون ظاهر من هذه الاتباطات والعلاقات بين الأشياء المترتب بعضها على بعض وهم عن الذي ربط بينها غافلون.

وقد أومأ هذا الحديث نفسه إلى هذا المعنى وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام في تتمة الحديث نفسه عقيب هذه الجملة الشريفة: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فأثبت لهم كما ترى نفعا وضرا بما كتبه الله للعبد أو عليه. فهذا منه صلى الله عليه وآله وسلم توضيح لمراده.

والحديث ليس فيه أصلا لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»([32]) فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟! وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله: ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا﴾([33]) .

الأدلة من القرآن الكريم

1- قال تعالى : ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة﴾([34]): لفظ الوسيلة عام في الآية كما نرى فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات لأنه لا فرق بينهما كما سيمر معنا وهو شامل أيضا للتوسل بالأعمال الصالحة.

2- وقال تعالى: ﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾([35]) وقال سيدنا ابن عباس ومجاهد: هم عيسى عليه السلام وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم، يبتغون أي يطالبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة، وقيل الدرجة: أي يتضرعون إلى الله في طلب الدرجة العليا وقيل: الوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى وقوله: ﴿أيهم أقرب﴾ معناه ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به.

وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل الصالح ونحوه في تفسير الخازن.

3- وقال تعالى: ﴿فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه﴾: يقص الله جل وعلا علينا في هذه الآية قصة الرجل القبطي الذي استغاث بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهو من شيعته فأغاثه ن ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام كلهم جاؤوا بالتوحيد الخالص لله تعالى وعدم الإشراك به، فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى أن يغيثه وحاشا الأنبياء أن يقروا الناس على ما فيه مخالفة المولى عز وجل.

4- وقال تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾([36]) قال ابن عباس هي: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾([37]) وذكر الألوسي في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنها (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

وقيل : رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به .

5- وقال تعالى: ﴿وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين﴾([38]) قال الحافظ ابن كثير في التاريخ: قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم.

قال ابن كثير: وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه، وكان فيه طمست من ذهب كانت يغسل فيه صدور الأنبياء([39]).

وقال ابن كثير في التفسير: كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ومنهم من قال: العصا والنعلان.

وقال القرطبي: والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم([40]).

وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم التابوت بين أيديهم في حروبهم غير ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل.

6- وقال تعالى: ﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾([41]) روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.

وفي تفسير النيسابوري ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.

وقال في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن ما نصه: وكانوا يعني اليهود من قبل أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا بغيا وحسدا ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.

وفي روح المعاني للآلوسي: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

7- وقال الله تعالى ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾([42]):

في هذا النص بيان أن الصحابة رضوان الله عليهم استغاثوا بالله سبحانه فاستجاب لهم فأغاثهم وأمدهم بألف من الملائكة عليهم السلام والملائكة من جنود الله تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض لأن الخلق جميعا سواء من حيث الإمكان والحدوث وجواز تعلق صفات الله تعالى بهم.

ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون.

8- وقال تعالى ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾([43]) .

قال الزمخشري في الكشاف: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت جاؤوك تائبين من النفاق مستنصلين عما ارتكبوا فاستغفروا الله من ذلك بالإخلاص وبالغوا في الاعتذار اليك من إيذائك برد قضائك حتى انتصبت شفيعا لهم إلى الله ومستغفرا لوجدوا الله توابا أي لتاب عليهم ولم يقل واستغفرت لهم وعد عنه إلى طريقة الالتفات تفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما لاستغفاره وتنبيها على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان.

فهذه الآية وإن نزلت بسبب المنافقين المتحاكمين إلى الطاغوت فهي عامة تشمل كل عاص ومقصر، لأن ظلم النفس المذكور فيها يشمل كل معصية ثم إنها أي الآية تدل على الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حالتي حياته ووفات9ه لأن كلا من المجيء والاستغفار وقع في سياق الشرط فيدل على العموم ، الاستشفاع في حال الحياة ظاهر ليس فيه خلاف.

وورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ..﴾([44]) ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم


ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له»([45]).

وقد جاء في تفسير القرطبي ما نصه: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك روى أبو صالح عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال: قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا منك وكان فيما أنزل الله عليك ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك([46]).

فالآية دليل على جواز التوسل والاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في سائر الأحوال لأنه في قبره الشريف حي يرزق تعرض عليه أعمال أمته فيدعو لهم ويستغفر ويلحق به في جواز التوسل كل ما تثبت له هذه المزية كالشهداء والعلماء العاملين والأولياء المتقين ونحوهم والله أعلم.

هذا وقد روى هذه القصة غير من مضى من الأئمة:

1- الإمام النووي في كتابه الإيضاح([47]).

2- وابن قدامة في كتابه المغني([48]).

3- وأبو الفرج بن قدامة في كتابه الشرح الكبير([49]).

4- والشيخ منصور البهوتي في كتابه المعروف بكشفا القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي([50]) ولم يذكر واحد منهم أن هذا الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل.

الأدلة

من الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة

ونبدأ بذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأحياء:

1- عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية : ليس لي قائد وقد شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم شفعه في وشفعني في نفسي([51])، فقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك.. توسل وقوله : يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي.. استغاثة فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه قائلا: يا محمد وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر بما فيه طعن في العقيدة أو يرضى به أصلا وهذا توسل ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وقد اعتمدها علماء المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها.

2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك»([52]).

وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه ومنزلة السائلين عنده والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا وفي الحديث دليل التوسل بالعمل الصالح وهو ممشى الرجل إلى المسجد لوجه الله فالشرع لم يفرق بين التوسل بالذوات الفاضلة وبين التوسل بالعمل الصالح بل لقائل أن يقول: كيف لا يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أشرف خلق الله ويجوز التوسل بصلاة العبد وصيامه وصدقته وكلا الأمرين خلق الله.

3- وعن سيدنا علي كرم الله وجهه: ان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما قال: اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي([53]).

4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال: فيسقون وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري([54]).

ومن الشبه التي قد ترد على هذا الحديث أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسل بالعباس لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قد توفي والجواب أن يقال: هل قال لكم عمر أو العباس إن هذا التوسل لأن الرسول كان قد توفي كلا لا قال عمر ذلك ولا أشار إليه ولا قال العباس ذلك ولا أشار إليه، وهنا مسائل لابد من ذكرها:

1- ترك الشيء لا يدل على منعه كما تقرر في الأصول فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا من المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب الوسيلة لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل فهل ورد نص بتجرد الأنبياء والصالحين بموتهم مما لهم عند الله من المنزلة والجاه على أنه سيمر معنا إن شاء الله تعالى الكلام عن الروح وقوة تصرفها بعد مفارقة البدن.

2- أراد عمر ان يبين التوسل بالمفضول مع وجود الأفضل لوجود علي وعثمان رضي الله عنهما.

3- توسل عمر بالعباس في الحقيقة توسل بالنبي لأن عمر توسل به لمكانته من النبي وكونه عمه فها هو يقول عم نبينا ولم يقل بالعباس بن عبدالمطلب.

4- أراد عمر بفعله أن يبين جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الصلاح ممن ترجى بركته.

5- وعن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب([55]).

وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن([56]).

ومعنى المثلية في قوله مثل خليل الرحمن أنهم على طريقة إبراهيم عليه الصلاة والسلام في سلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين .

6- وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين([57]) فهذا حث ظاهر منه صلى الله عليه وآله وسلم على سؤال الصالحين.

7- وقال عليه الصلاة والسلام (إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفعزع إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله)([58]).

8- وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله ابسوا علي ، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم)([59]).

وفي رواية: »إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم.

وفي رواية: »إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظ يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني، وفي رواية أعينوا([60]).

وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما ، وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل ففي هذا الموقف الذي ينادي فيه الإنسان (ياالله) بفطرته ، حيث لا يرى حوله من يآنسه أو يقاسمه همه رغم هذا أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول «يا عباد الله حثا على الأخذ بالأسباب فهل بعد الحق إلا الضلال المبين».

9- عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟.....الخ([61]) .

فها هو رضي الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله.

10- وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه»([62]).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم([63]).

وهذا دليل على الاستغاثة بالحصابة والتوسل بهم إلى الله طلبا للنصر.

11- وعن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يتمثل بشعر أي طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل


وفي لفظ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل([64])


فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا الفهم، ومثل سيدنا ابن عمر لا يصدر عنه ما يشك في قبوله شرعا.

12- وعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في حديث الشفاعة: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نفصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»([65]).

وهذا الحديث ظاهر في أن الناس يتوسلون بسيد الأنام عند اشتداد الأمر عليهم ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله ، ومعلوم أن الشفاعة يوم القيامة لا تنال الكافرين بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة.

13- وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقص على أصحابه حادثة السيدة هاجر هي وابنها بعد أن تركها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة أنها كلما سمعت صوتا عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث)([66]) والمخاطب هو جبريل عليه السلام فغمز الأرض بعقبه فنبعت زمزم التي ما زالت وستبقى إلى يوم القيامة مفضلة على جميع أنواع المياه لبركتها وفائدتها فهل من المعقول أن يكرم الله السيدة هاجر بماء زمزم إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم؟!

14- وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه : يا رسول الله : إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ابسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال ابو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط»([67]).

وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى صدره.

15- ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن عمر عس([68]) ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحجدا يضحك ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ولم ير سائلا يسأل فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن الناس سألو فلم يعطوا فقطعوا السؤال والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن ياغوثاه لأمة محمد فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة([69]).

وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة.

16- وعن قتادة رضي الله عنه أنه أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فقال: لا حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمره فقال: لا ثم وضع راحته على حدقته ثم غمزها فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه([70])، فهذا توسل منه بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه.

ومثل هذا الفعل مما يختص به الله عز وجل إلا أن يكرم به أحد عباده ويأذن له بفعله .

17- وقال صلى الله عليه وآله وسلم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»([71]) فهذا دليل جواز استعانة العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى.



الأدلة على التوسل والاستغاثة

بالأموات

لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:

1- هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم؟

2- وهل يسمعون توسلنا وهم في القبور؟

3- وهل يستطيعون إثاثتنا ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية؟

الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة:

1- منها قوله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون﴾([72]).

2- وقوله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾([73]).

فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية منه.

3- ومنها قوله تعالى ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾([74]) فقد قال الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية:

(... وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ).

4- ومنها حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون»([75]).

5- ومنها حديث أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»([76]).

6- ومنها حديث الإسراء المتواتر الذي ورد من طريق بضع وأربعين صحابيا([77]) وفيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فهذا كله دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة البرزخية .

7- ومنها حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: »إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم([78]).

8- ومنها حديث سيدنا أبي طلحة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قام على القليب قليب بدر وفيه قتلى المشركين فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان قال: إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟! فقال سيدنا عمر يا رسول الله: ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! فقال رسول الله صل والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما اقول منهم([79]) وهذا قسم منه صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم يسمعون كلامه.

9- ومنها حديث سيدنا عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن امتي السلام»([80]).

10- ومنها حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد السلام»([81]).

والسلام هو الأمان فهو يدعو للمسلم بالأمان إذا يلحق به النفع وهو في قبره صلى الله عليه وآله وسلم ويرد على الحديث إشكال وهو أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة:

1- المراد بقوله (رد الله علي روحي) أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد.

2- سلمنا لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه.

3- المراد بالروح الملك الموكل بذلك.

4- المراد بالروح النطق فتجز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه.

5- أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلم عليه رجع اليه فهمه ليجيب من سلم عليه. وقد استشكل ذلك من جهة أخرى ، وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الأخرة والله أعلم انتهى كلام الحافظ بحروفه([82]).

11- ومنها حديث سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم»([83]) فهذا صريح في أنه صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لأمته وهو في الحياة البرزخية والاستغفار دعاء تنتفع منه الأمة الإسلامية جمعاء.

12- ومنها حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لاتمتهم حتى تهديهم كما هديتنا».

وفي رواية عن جابر رضي الله عنه : «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك»([84]) وهذا دليل نفع الأموات من غير الأنبياء.

13- ومنها حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: »والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد حتى لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته([85]): وفي قوله لأجبته دلالة ظاهرة على سماعه إياه.

14- ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «ما من أحد يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام»([86]).

15- ومنها أحاديث السلام على الموتى عند المرور بهم: كحديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا ذهب إلى المقابر يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية([87]).

فلولا حياة الموتى في قبورهم وصحة سماعهم لم يكن لهذه الخطابات أي معنى ولكانت بمثابة مخاطبة الجمادات.

16- ومنها حديث سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون في قبورهم»([88]).

17- ومنها حديث سيدنا أبي أمامة عندما مر به سعيد الأودي أو الأزدي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فقال له : يا سعيد إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال «إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس القبر ثم ليقل : يا فلان بن فلانة فلإإنه يسمع ولا يجيب – أي لا يستطيع الجواب- ثم ليقل: يا فلان بن فلانة المرة الثانية فإنه يستوي قاعدا ثم ليقل يافلان ابن فلانة المرة الثالثة فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تشعرون... الخ»([89]).

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ما نصه : قوله: ويستحب أن يلقن الميت بعد الدفن وحديث التلقين إسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه([90]).

18- ومنها حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلا على قبر فسمع من القبر قراءة ﴿تبارك الذي بيده الملك﴾([91]) إلى آخرها فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (هي المانعة هي المنجية)([92]).

19- ومنها ما قاله سعيد بن عبدالعزيز: (لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا ولم يقم ، ولم يخرج سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم)([93]).

20- ومنها ما رواه نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه)([94]).

21- ومنها ما ثبت أن أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهما فو الله ما دخلت إلا وأنا مشدودة حياء من عمر([95]).

22- ومنها قول سيدنا أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته : (بأبي أنت وأمي يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين)([96]).

23- ومنها ما ثبت عن سيدنا شيبان بن جسر عن أبيه أنه قال: (أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني في لحده ومعي حميد الطويل فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره)([97]).

24- ومنها قول ابن القيم رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن الورح ومداى قوة تصرفها وانتقالها بعد انفصالها عن الجسد فقد ذكر رضي الله عنه في كتابه الروح ما نصه: ففلروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ وسرعة الصعود إلى الله تعالى والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواتها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر.

وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا يقدر على مثله حال اتصالها بالدبن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد الققليل ونحو ذلك وكم قد رؤي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مقلوبة مكسورة مع كثير عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقتلهم([98]).

ويقول أيضا: فهي أي الرؤى على كثرتها وانها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت([99]) على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كانت كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على استحسانه أو استقباحه ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح([100]) ويقول صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصا بموسى وقد أخبر بانه (ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وغن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم احياء موجودون لا نراهم([101]) .

ويقول: السلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم.

25- وقد سئل الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه المسالة فأفتى بما يؤيد ذلك([102]).

26- ومنها: قول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في مرقاة الصعود: تواترت بحياة الأنبياء في قبورهم الأخبار.

وقال في إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء ما نصه( حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت بها الأخبار الدالة على ذلك).

27- ومنها قول الإمام السخاوي رضي الله عنه يحكي الإجماع على ذلك فقد قال بعد سرده الأدلة على عرض الأعمال عليه صلى الله عليه وآله وسلم من صلاة وغيرها ما نصه:

السادسة: يؤخذ من هذه الأحاديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي على الدوام وذلك أنه محال عادة أن يخلو الوجود كله من واحد يسلم عليه في ليل ونهار ونحن نؤمن ونصدق بانه صلى الله عليه وآله وسلم حي يرزق في قبره وإن جسده الشريف لا تأكله الأرض والإجماع على هذا وزاد بعض العلماء الشهداء والمؤذنين وقد صح أنه كشف عن غير واحد من العلماء والشهداء فوجدوا لم تتغير أجسامهم والأنبياء أفضل من الشهداء جزما.

28- ومنها قول الإمام السبكي في شفاء الأسقام: وأقول إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم جائز في كل حال: قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة .

29- ومنها ذكر ابن حزم للإجماع أيضا في كتابه المحلى.

30- وتأليف البيهقي لجزء خاص يثبت فيه حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم وغيرها من الأقوال التي سنتطرق اليها إن شاء الله عند ذكر أقوال العلماء في التوسل والاستعانة .

ومما قد يرد على حياة الأموات في قبورهم وسماعهم للأحياء قول الله عز وجل ﴿وما أنت بمسمع من في القبور﴾([103]) لكن هذه الآية دليل على أن الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة فهم غارقون في قبور كفرهم وعنادهم محجوبون عن نور الهداية والإيمان كما هو حال الموتى الذين في القبور وأنهم لن ينتفعوا بما يسمعونه من التذكير والموعظة فهذا مؤول لا يحمل على الظاهر والدليل عليه قول الله عز وجل ﴿إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين﴾([104])، والأموات لا يولون مدبرين بعد العظة والتذكير وإنما المراد بذلك الكفار.

يقول الإمام الطبري في تفسيره:

إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته، لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه.

﴿ولا تسمع الصم الدعاء﴾ يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه.

﴿إذا ولوا مدبرين﴾ يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه لا يسمعون له لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يسغون للحق ولا يتدبرون ولا ينصتون لقائله لكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له([105]).

ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره مثل الحي والميت)([106]).

وإن قيل قد ثبت في الحديث أن الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث... فكيف نثبت للميت النفع والتأثير ولو كان المقصود أنه مجرد واسطة؟

فالجواب : أن المعنى المقصود هنا هو أنه انقطع الثواب والنفع الذي كان يحصل عليه الميت مما كان يعمله هو بنفسه من صلاة وصيام وغير ذلك من الأعمال لأن هذه الأعمال قد توقف عنها بعد الموت إلا ما يصله من صدقة جارية كان عملها أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ولا يعني بانقطاع عمله أنه لم تعد له قدرة على فعل شيء بعد الموت لما مر من الأدلة والحجج.

ثم من اعتقد أن لأحد من الخلق تأثيرا في الحياة ينقطع عنه بانتقاله إلى البرزخ ففي عقيدته شيء من إشراك العبد لله في الأفعال والتأثير فليس لأحد من الخلق تأثير ذاتي ولا قيام له بنفسه وحولهم وقوتهم بالله تعالى هو يجري على أيد خلقه ما يشاء من المقادير في حال حياتهم الدنيوية وكذ1لك الأمر في حال الحياة البرزخية والأخروية فلو كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليغره تأثير في حياته كما توهم بعض القاصرين لصح نفيه عنه بعد انتقاله ولجاز حينئذ سؤاله ونداؤه في حياته فقط أما ما دام لا تأثير له في حياته الدنيوية كذلك لا تأثير له بعد انتقاله إلى الحياة البرزخية والله تعالى أجرى بحوله وقوته على يديه الخير في حال حياته الدنيوية هو الذي يجري على يديه بعد انتقاله ومن الذي يقيد الله تعالى ويوجب عليه أن يفتح على أيدي خلقه في حال حياتهم الدنيوية ولا يفتح على أيديهم في حال انتقالهم إلى حياة أخرى برزخية أو أخروية؟!

فالتوسل حكم مقرر جوازه من احكام الشريعة المطهرة ومعمول به في عصره لا يتغير بانتقاله عليه الصلاة والسلام كما لا تتغير بقية أحكام التشريع فلا يحق لإنسان ان يقول: هل الوضوء جائز بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وهل الصلاة جائزة بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وهكذا ومثل ذلك قولهم: هل التوسل جائز بعد موته عليه الصلاة والسلام؟!

لأنها جميعا أحكام شرعية مقررة بأدلتها ومعمول بها في حياته وبعد انتقاله([107])، فلو أجزنا التوسل بالحي دون الميت لجعلنا للحي نوع تأثير دون أن نشعر وهذا خلاف عقيدة الإسلام.

وقد مر معنا في بداية باب التوسل أن المتوسل لا يعتقد أن للمتوسل به أي تأثير من خير أو نفع إلا ما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجازا عندما قال: .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإنهم لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كبته الله عليك([108]). فأثبت لهم النفع والإضرار وحصره ضمن إرادة الله ومشيئته فالمتوسل به إذا لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى بالشفاعة عند الله تعالى في قضاء تلك الحاجة.

وإنه لم يرد نص واحد يثبت أن الله ينزع من أنبيائه وأوليائه المكانة والجاه بعد انتقالهم إلى عالم البرزخ.

أما الآن وبعد أن تبين لنا يقينا مما مر من الأدلة أن الأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا بهم ويستطيعون بقدرة الله التي أعطاهم إياها أن يغيثونا ويكونوا سبب نفع لنا رغم انتقالهم إلى الحياة البرزخية إجابة عن الأسئلة الثلاثة الماضية فننتقل إلى ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات:

1- عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما : (اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي)([109]).

2- وعن سيدنا أبي الجوزاء أوس بن عبدالله رضي الله عنه قال(قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبيلى فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)([110]).

3- وعن مالك الدار وكان خازن عمر قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله (وفي رواية يا محمداه استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره بأنكم مستقيون وقل له : عليك الكيس فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه)([111]).

4- وعن سيدناعثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضثي في حاجة له وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت اليه ولا ينظر في حاجته فلقيه الرجل فشكا ذلك اليه فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة([112]) وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال ما كانت لك حاجة فائتنا ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان بن حنيف وقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت الي حتى كلمته في فقال عثمان ابن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أو تصبر؟ قال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ائت الميضاة فتوضأ ثم ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط([113]).

5- ومن الأدلة على جواز التوسل بانبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته : القياس على جواز التبرك بآثاره المنفصلة في حال حياته وبعد مماته فلقد ثبت في أحاديث صحيحة وردت في الصحيحين أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يتبركون بشرعه وأم سليم تأخذ من عرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتضعه في زجاجة وكلما نقص زادته ماء وغيره من الأدلة التي ستمر معنا إن شاء الله في باب التبرك فبقيت إذا آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته كدواء يتشفى به بإذن الله عز وجل.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الذي انفصل من أثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته ثم بقي إلى ما بعد وفاته يأخذ الحكم وهو جعله سببا للشفاء أو التبرك والمسبب هو الله وحده يأخذ هذا الحكم ذاته بعد وفاته أيضا.

فمن باب أولى ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجاهه الكريم عند الله عز وجل فإنه لم يتبدل ولم يتغير ولم يبل ولم يخلق فالأنبياء أحياء في قبورهم يصلون والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وهذا ما قاله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وعليه الإجماع كما مر معنا.

6- وعن الهيثم بن خنيس قال: كنا عند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذ1كر أحب الناس اليك فقال: يا محمد فكأنما نشط من عقال.

وعن عبدالرحمن بن سعد قال( خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس اليك فقال محمد )([114]).

7- وذكر الحافظ ابن كثير خلال كلامه عن وقعة اليمامة ما نصه : (وحمل خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل اليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البزار وقال: أنا ابن الوليد العود أنا ابن عامر وزيد ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ (يا محمد)([115]) .

8- وها هو سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق اليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق الي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)([116]).

9- وها هو سيدنا معاذ رضي الله عنه يتذكرقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسله إلى اليمن : «فعلك تمر بقبري ومسجدي»([117]) فيأتي إلى قبره صلى الله عليه وآله وسلم ويبكي أمامه وإذا بسيدنا عمر يراه فيقول له : ما يبكيك ؟ فيقول سيدنا معاذ حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «اليسير من الرياء شرك»([118]).

10- وروى الخطيب في تاريخه عن علي بن ميمون رضي الله عنه أنه قال : سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة أجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما يبعد عني حتى تقضى وقد صح وبسند صحيح توسل الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.

11- وروى أيضا عن احمد بن جعفر القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال وهو شيخ الحنابلة في وقته يقول (ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر يعني الكاظم فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب)([119]).

12- وقال الحافظ عبدالغني المقدسي: (خرج في عضدي شيء يشبه الدمل وكان يبرأ ثم يعود ودام بذلك زمانا طويلا فسافرت إلى أصبهان وعدت إلى بغداد وهو بهذه الصفة فمضيت إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه ومسحت به القبر فبرأ ولم يعد([120]).

13- وقد قال الإمام أحمد نفسه عندما ذكر أمامه صفوان بن سليم: (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره)([121]).

14- وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه أن الإمام إبراهيم الحربي أحد أئمة الحديث قال(قبر معروف يعني الكرخي الترياق المجرب).

وأن أبا عبدالله المحاملي أحد أئمة الحديث أيضا قال: اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة وما قصده مهموم إلا فرج الله همه.

وأخرج أن الإمام عبيد الله بن عبدالرحمن بن محمد الزهري قالك سمعت أي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال: إن من قرأ عنده مائة مرة ﴿قل هو الله أحد﴾([122]) وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته.

15- وأخرج أيضا أن أحمد بن العباس الشامي قال: ( خرجت من بغداد أريد الحج فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة فقال لي: من أين خرجت قلت من بغداد خرجت منها لما رأيت فيها من ا لفساد فخفت أن يخسف بأهلها قال: ارجع ولا تخف فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لم من جميع البلايا قلت : من هم؟ قال: أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور بن عمار فرجعت وزرت القبور)([123]) .

ومن لطائف القول أن بعض الحجاج كان يقبل حديدة حجر سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم فرآه بعض المسلمين هناك فقال لأحد العلماء حوله : (انظر إلى هذا المشرك يقبل حديدة الحجرة وهو حديد صنعناه بأيدينا لا ينفع ولا يضر فنظر اليه العالم فرأى على رأسه قلنسوة فقبله منها ثم قال له: ألم نصنع هذه القلنسوة بأيدينا؟

قال: نعم .

قال لماذا قبلتها أنا ؟

قال إكراما لي لأنها على رأسي.

فقال له: وهؤلاء يقصدون ذلك).

=================================





أقوال العلماء والصالحين في التوسل والاستغاثة

1- الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:

قال في رسالته الموجهة لأهل القصيم مستنكرا بشدة على من نسب اليه تكفير المتوسل بالصالحين: (إن سليمان بن سحيم افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها: أني أكفر من توسل بالصالحين وأني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق وأني أحرق دلائل الخيرات وجوابي عن هذه المسائل ان أقول: ﴿سبحانك هذا بهتان عظيم﴾([124]))([125]).

وسئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين فأجاب بكلام كثير منه:

(... ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده)([126]) وهذا يدل على جواز التوسل عنده.

2- الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى :

سئل رضي الله عنه : هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ؟ فأجاب :

(الحمد لله التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع باتفاق المسلمين)([127]).

وقال في موضع آخر : (وكذلك مما يشرع التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم شخصا أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه في)([128]).

وقال في موضع آخر: وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ففيه حديث في السننن: (أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ! إني أصبت في بصري فادع الله لي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (توضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم أسألك وأتوجه اليك نبيك محمد يا محمد إني أتشفع بك في رد بصري اللهم شفع نبيك في وقال فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك فرد الله بصره([129]))([130]).

3- الشيخ محمد ناصر الألباني:

ذكر الشيخ الألباني أنه يجوز التوسل بأسماء الله وصفاته وبعمل الداعي ودعاء رجل صالح آخر فيما نقله عنه عيد العباسي في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه ذلك الذي قال عنه مؤلفه : إنه مقالات كتبها وألقاها الشيخ ناصر الألباني فقال:

(فمما سبق تعلم أن التوسل هو مشروع دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف الصالح وأجمع عليه المسلمون وهو:

1- التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته.

2- التوسل بعمل صالح قام به الداعي.

3- التوسل بدعاء رجل صالح.

ثم ينقل أقوال الأئمة المعتمدين في مسألة التوسل فيقول:

(فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحده وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين)([131]).

4- الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

قال الإمام أحمد للمروزي رحمهما الله تعالى : (ويتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره).

وقد مر معنا قوله عندما ذكر أماه صفوان بن سليم : (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره).

5- الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى :

قال رضي الله عنه للخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام وسأل مالكا قائلا: يا أبا عبدالله أأستقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى ؟ بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله فيك.

قال الله تعالى ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما([132])﴾([133]).

6- الإمام النووي رحمه الله تعالى:

قال رضي الله عنه : (.. واعلم أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي .. إلى أن قال: ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويقف في مقام الهيبة والإجلال فيقول: السلام عليك يا رسول الله ... إلى ان قال: ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى)([134]).

7- الإمام تقي الدين أبو الحسن السبكي رحمه الله تعالى:

قال رضي الله عنه (اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروف من فعل الأنبياء والمرسلين وسيرة السلف الصالحين والعلماء المسلمين).

وقال: (وأقول: إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم جائز في كل حال: قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد المبعث في عرصات القيامة والجنة)([135]).

8- الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:

قال رضي الله عنه (التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه والتوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله).

وقال: (ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين) أقول: ومن التوسل بالأنبياء: وذكر قصة الأعمى([136])، وأما التوسل بالصالحين حديث استسقاء سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما([137])،([138]).

وينقل رضي الله عنه إجماع الصحابة على جواز التوسل ثم يقول: (وأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلبه من ربه فقد قال عز الدين بن عبدالسلام: إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعندي (أي عند الشوكاني) أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمرين: الأول: ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله عنهم والثاني: أن التوسل إلى الله تعالى بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة، إذ لا يكون الفاضل فاضلا إلا بأعماله.

9- العلامة الشهاب الرملي الشافعي رحمه الله تعالى :

سئل رضي الله عنه فأجاب: (إن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين عيهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء الصالحين جائزة وللرسل والأنبياء والأولياء إغاثة بعد موتهم لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بعد موتهم وأما الأنبياء فإنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار فتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم.

10- الإمام السامري وصاحب التلخيص رحمهما الله تعالى:

قال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل للاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح ، وقيل يستحب([139]).

11- العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى:

ذكر انه يجوز التوسل بصالح وقيل يستحب.

12- الشيخ علاء الدين علي المرداوي الحنبلي من كبار علماء الحنابلة رحمه الله تعالى:

قال: (ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب) وقال : (والتوسل بالإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعا)([140]).

13- الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله تعالى:

قال: ( ولا يخفى على أحد من المسلمين بل وغير المسلمين ممن عنده أدنى إلمام بمعرفة هذا الدين المبين وأحوال من اتبعه من المؤمنين أن جمهور الأمة المحمدية من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والصوفية وغيرهم من الخواص والعوام من جميع مذاهب الإسلام متفقون بالقول والفعل على استحسان الاستغاثة والتوسل والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله تعالى لقضاء الحوائج الدنيوية والأخروية واستحباب شد الرحال والسفر لزيارته صلى الله عليه وآله وسلم من الأقطار البعيدة والقريبة حتى صار ذلك عندهم بمنزلة الأمور المعلومة من الدين بالضرورة بحيث لا يجهله ولا يتصور خلافه أحد بل لا يتوهم خلافه ولا يتخيله كثير من طلبة أهل العلم فضلا عن جمهور العامة الذين لا يخطر شيء من ذلك في بال أحد منهم بل ولا يجوز أنه يوجد مخالف من المسلمين في استحسان ذلك وما زالت الأمة المحمدية بحمد الله تعالى كذلك يتلقاه المتأخرون عن المتقدمين ويعتقدون كما هو الواقع أن ذلك من أفضل الطاعات وأكمل القربات).

14- الشيخ محمد الحامد رضي الله عنه :

يقول رضي الله عنه في باب نداء الصالحين : (يجوز التوسل بهم إلى الله تعالى والدعاء يكون لله سبحانه والأدلة على هذا كثيرة ومن ناداهم بقصد التوسل بهم لا يلام([141]).

وقال أيضا في باب جواز التوسل: (يجوز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام وعلى آلهم وبأوليائه رضوان الله عليهم وأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام وعلى آلهم وبأوليائه رضوان الله عليهم فإنه جائز وسائغ عند أهل الحق بل إنه مستحب إذ هو من أسباب إجابة الدعاء وليس فيه أدنى شبه بشرك لأن الله تعالى هو المدعو وحده ولا شريك له في الخلق والتأثير والاستشفاع غير الدعاء فما من وضر يلحق الداعي ولا من لوث يمس عقيدة التوحيد فيه والناس في الآخرة يستشفعون إلى الله برسله وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم([142]).

وقال أيضا في باب التوسل: ( لو كان التوسل شركا أو فيه شائبة الشرك ما علمه نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم للأعمى حين سأله أن يدعو الله له ، فقد علمه التوسل به وإجازة التوسل في حياة المتوسل به لا بعد مماته لا يعتمد شرعا وفعل عمر رضي الله عنه ليس فيه إلا التوسل بالحي وفعل الشيء لا ينفي ما عداه كما هو مقرر([143]).

ونذكر هنا أسماء أشهر من قال بالتوسل أو نقل أدلته من كبار الأمة وحفاظ السنة وبعض المعاصرين:

1- فمنهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه .

2- ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .

3- ومنهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه .

4- ومنهم الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه .

5- ومنهم الإمام أبو زكريا النووي رضي الله عنه .

6- ومنهم الإمام جلال الدين السيوطي رضي الله عنه .

7- ومنهم الإمام أبو بكر البيهقي رضي الله عنه .

8- ومنهم الإمام أبو عبدالله الحاكم رضي الله عنه .

9- ومنهم الشيخ الإمام نور الدين القاري المعروف بملا علي قاري رضي الله عنه.

10- ومنهم الإمام الحافظ القسطلاني رضي الله عنه.

11- ومنهم الإمام أبو الفرج ابن الجوزي رضي الله عنه .

12- ومنهم الإمام ابن القيم الجوزية رضي الله عنه .

13- ومنهم الإمام القاضي عياض رضي الله عنه .

14- ومنهم الإمام العلامة أحمد شهاب الدين الخفاجي رحمه الله تعالى .

15- ومنهم الإمام المحدث علي بن عبدالكافي السبكي رحمه الله تعالى

16- ومنهم العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى .

17- ومنهم العلامة الحافظ المفسر ابن كثير رضي الله عنه .

18- ومنهم العلامة المفسر أبو عبدالله القرطبي رحمه الله تعالى .

19- ومنهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى .

20- ومنهم الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى.

21- ومنهم الشيخ محمد ناصر الألباني.

22- ومنهم الشيخ العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى .

23- ومنهم الإمام العلامة ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى.

24- ومنهم الإمام العلامة الشيخ محمد عبدالباقي الزرقاني رحمه الله تعالى.

25- ومنهم العلامة الشهاب الرملي الشافعي رحمه الله تعالى.

26- ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المرداوي الحنبلي رحمه الله تعالى.

27- ومنهم الشيخ العلامة أحمد المردوي.

28- ومنهم العلامة الشيخ السامري.

29- ومنهم الشيخ يوسف النبهاني.

30- ومنهم الشيخ محمد الحامد.

فها هي يا أخي أدلة التوسل والاستغاثة قد سردت أمامك ظاهرة جليلة فانظر اليها بعين الإنصاف والبحث عن الحقيقة انظر اليها نظرة الباحث عن الطريقة التي تجمع ذلك الجسد المتشتت الأعضاء الذي أخبر عه نبي المسلمين كلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله «المسلمون كالجسد الواحد...»([144]) سائلين الله أن يهدينا سواء السبيل والحمد لله رب العالمين .





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) سورة المائدة الآية (35).

([2]) أخرجه البخاري (215) ومسلم (6884) وأحمد (2/307/308).

([3]) سورة المائدة آية 54.

([4]) سورة آل عمران الآية 74.

([5]) سورة الشورى الآية 13.

([6]) سورة الأحزاب الآية 13.

([7]) سورة آل عمران آية 45.

([8]) سورة التكوير الآية 20.

([9]) من كتاب الإسعاد.

([10]) سورة آل عمران الآية 49.

([11]) أخرجه مسلم (1094) وأبو داود (1320) والترمذي (3416) النسائي (1137) وابن ماجه (3879).

([12]) سورة مريم الآية19.

([13]) سورة المزمل الآية 17.

([14]) سورة فصلت الآية 30- 31.

([15]) سورة المائدة الآية 55.

([16]) سورة المائدة الآية 56.

([17]) سورة المائدة الآية 56.

([18]) أخرجه الطبراني في اكبير (10518) وأبو يعلى (5269) وذكره البيهقي في مجمع الزوائد (17105).

([19]) سورة الأنفال الآية 2.

([20]) سورة الأنفال الآية 72.

([21]) سورة النازعات الآ]ة5.

([22]) سورة يس الآية 36.

([23]) سورة الكهف الآية 95.

([24]) سورة الأنفال الآية 12.

([25]) سورة البقرة الآية 45.

([26]) سورة النحل الآية 43.

([27]) أخرجه البخاري اللهخ أغثنا (968) اللهم اسقنا (967).)

([28]) أخرجه البخاري 3365.

([29]) أخرجه مسلم (6345).

([30]) أخرجه البخاري (6153) ومسلم (6337) وأحمد (4/286) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1794).

([31]) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (2516) وأحمد (1/293).

([32]) أخرجه أبو داود (4832) والترمذي وقال حديث حسن (2395) وأحمد (3/38) والدارمي (1985) والبغوي (3484) والحاكم (4/128) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (554) والطيالسي (2213) وأخرجه أيضا أبو يعلى (1315).

([33]) سورة الإنسان الآية (8).

([34]) سورة المائدة الآية: 35.

([35]) سورة الإسراء الآية 56.

([36]) سورة البقرة الآية 37.

([37]) سورة الأعراف الآية23.

([38]) سورة البقرة الآية 248.

([39]) البداية والنهاية (ج2/ ص8).

([40]) تفسير القرطبي (ج3/ص247).

([41]) سورة البقرة الآية 89.

([42]) سورة الأنفال الآية9.

([43]) سورة النساء الآية 64.

([44]) سورة النساء الآية 64.

([45]) تفسير ابن كثير (ج1/ص643).

([46]) تفسير القرطبي (ج5/ص265).

([47]) الباب السادس (ص498).

([48]) (ج3/556).

([49]) (ج3/495).

([50]) (ج5/30).

([51]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/138) والنسائي في عمل اليوم والليلة (658) والترمذي (3578) وابن ماجه (1385) وقال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح وعبد بن حميد (379) وابن خزيمة (1219) والحاكم (1/313) وصححه ووافقه الذهبي وفي رواية (فرجع وقد كشف له عن بصره) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660).

([52]) أخرجه ابن ماجه (778) وأحمد (3/21) والطبراني في الدعاء (2/990) وابن السني في عمل اليوم والليلة ص(40) والبيهقي في الدعوات الكبير ص(47) وأخرجه ابن أبي شيبة (10/211 -212) وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ ابن حجر كما في أمالي الأذكار (1/72) والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/273) والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 -472) وقال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/99) رواه ابن خزيمة في صحيحه في طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده.

([53]) رواه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121) والهيثمي في مجمع الزوائد (9/257).

([54]) أخرجه البخاري (1010).

([55]) أخرجه أحمد (1/112) وفي (مجمع الزوائد 10/1667).

([56]) ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/63) وقال إسناده حسن.

([57]) أخرجه أحمد (4/324) في المسند وأبو داود (1646) والنسائي (2586).

([58]) رواه الطبراني في الكبير (3234) وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2350 ورمز لحسنه.)

([59]) أخرجه الطبراني في الكبير (10518) وأبو يعلى (5269) والهيثمي في مجمع الزوائد (17105).

([60]) أخرجه الطبراني في الكبير 17.

([61]) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (8/579).

([62]) أخرجه أبو يعلى (2182).

([63]) أخرجه البخاري (2739).

([64]) أخرجه البخاري (1008).

([65]) هذا الحديث متواتر ، وممن رواه البخاري ومسلم (194).

([66]) اخرجه البخاري (3365).

([67]) أخرجه البخاري (3648) والترمذي (3835).

([68]) تجول في البلد ليلا لينظر في احوالها.

([69])البداية والنهاية (7/97) وقال عنه : أثر جيد الإسناد

([70]) أخرجه أبو يعلى (1549) وأبو نعيم في دلائل النبوة (416) وابن حجر في أسد الغابة (4/390) والإصابة (8/138) وابن هشام في اللسيرة (2/82) مرسلا والطبراني في الكبير (19 رقم 12) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (/297 -298) (6/113) وابن كثير في الشمائل ص (568) والحاكم (3/295) وابن كثير في السيرة (3/66 -67).

([71]) أخرجه مسلم (6793) وأبو داود (4946).

([72]) سورة آل عمران الآية (169).

([73]) سورة البقرة الآية (154).

([74]) سورة التوبة الآية (105).

([75]) أخرجه أبو يعلى (3425) رمز السيوطي لحسنه، وأخرجه أيضا البيهقي في حياة الأنبياء (ص)3 وصححه والبزار في مسنده (233) (256) وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/285) وابن عدي في الكامل (9/2) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/38) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8 برقم 13812) وذكره الحافظ في المطالب العالية (3452) وصححه المناوي إسناده صحيح ويشهد له حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر أخرجه مسلم (6107) والنسائي (631) وأحمد (3/148) وأبو نعيم في الحلية (6/253) وأبو يعلى (3325) وابن حبان (50) وابن أبي شيبة (14/307 ، 308) والسيوطي في الدر المنثور (4/150) .

([76]) أخرجه أبو داود (1047) والنسائي (1373) وابن ماجه (1085) وأحمد (4/8) والدارمي (1535) وابن خزيمة (1733) وابن أبي شيبة (2/516) والبيهقي (3/248) والحاكم (1/278) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (589).

([77]) أخرجه البخاري (349) ومسلم (413) والدارمي في الرد على الجهمية وابن منده في افيمان (714) وأبو عوانة (1/133 - 135) والآجري في الشريعة ص (481 - 482).

([78]) أخرجه البخاي (1338) ومسلم (7145) وأبو داود (7145) وأبو داود (3231) والنسائي (2048) وأحمد (3/126) وعبد بن حميد (1180) والبيهقي في إثبات عذاب البقبر (13) والآجري في الشريعة ص (365) وأحمد في السنة (1355) والبيهقي في السنن (4/80 والبغوي (1522) وابن حبان (3120) .)

([79]) أخرجه البخاري (3757) ومسلم (2875) .

([80]) أخرجه النسائي (1281) في عمل اليوم والليلة (66) وأحمد (1/387) وأبو يعلى (5413) وعبدالرزاق في مصنفه (3116) وابن أبي شيبة (2/517) والدارمي (2627) والبزار (1/295) والطبراني في الكبير (1028) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/205) والبغوي (687) والخطيب في تاريخ بغداد (10415) وابن القيم في جلاء الأفهام ص (24) والحاكم (2/421) وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان (914) وفي الحديث الحث على الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه تعظيمه وإجلال منزلته حيث سخر الله تعالى الملائكة الكرام لهذا الشان العظيم.

([81]) أخرجه أبو داود (2041) وأحمد (2/527).

([82]) المقالات السنية ص (115).

([83]) أخرجه البزار (845) ورجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد (14250) وقال الحافظ العراقي في طرقح التثريب (3/297) إسناده جيد وصححه الحافظ السيوطي كما في الخصائص (2/281) وكذلك الحافظ الغماري في نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال.

([84]) أخرجه الطبراني في الكبير (4/154) وفي إتحاف السادة المتقين للزبيدي (10/385) وفي تفسير ابن كثير (4/147) وفي كنز العمال (34029) وفي الحاوي للسيوطي (2/303 - 304) .

([85]) ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (13813) ورواه أبو يعلى (6584) ورجاله رجال الصحيح .

([86]) أورده الحافظ السيوطي في الحاوي(2/170) وقال : صححه الحافظ ابن عبدالحق وهو إمام في العلل كما قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ.

([87]) أخرجه مسلم (2254) والنسائي (2036) وأحمد (6/22) وابن أبي شيبة (3/340) وابن السني في عمل اليوم والليلة (594) والبيهقي (4/79) والبغوي (1555) وابن حبان (3173).

([88]) أخرجه الترمذي (994) وابن ماجه (1474) بشطره الأول.

([89]) أخرجه الطبراني في الكبير (7979) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4248).

([90]) التلخيص الحبير (2/135) وذكره افمام النووي في المجموع (ج5/ ص243).

([91]) سورة الملك الآية1.

([92]) أخرجه الترمذي (2890) وحسنه السيوطي.

([93]) أخرجه الدارمي (93).

([94]) رواه الإمام عبدالرزاق في مصنفه بسند صحيح (3/576) حديث (6724).

([95]) أخرجه الإمام أحمد (6/202) والحافظ الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد (12704) وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين (4/7) ووافقه الذهبيس.

([96]) أخرجه البخاري (1241) والنسائي (1840) وأحمد (1/117).

([97]) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/319).

([98]) كتاب الروح ص (191).

([99]) أخرجه البخاري (22015) ومسلم (2753) وأحمد (2/5) وابن خزيمة (2182) والنسائي (تحفة الأشراف (8315) والبيهقي (4/310 - 361) والبغوي (1823) وعبدالرزاق (7688) وابن حبان (3675).

([100]) ص (25).

([101]) ص (53 - 54).

([102]) انظر الفتاوى (24/331 ، 362).

([103]) سورة فاطر الآية (22).

([104]) سورة النمل الآية (80).

([105]) المجلد (11) (ج20 /ص 12).

([106]) أخرجه البخاري رقم (6044) ومسلم (1820) وابن حبان (854).

([107]) من كتاب الإسعاد ص (22 - 23).

([108]) اخرجه الترمذي (2516) وقال: حديث حسن صحيح وأحمد (1/293).

([109]) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121) والهيثمي في مجمع الزوائد (9/275) .

([110]) أخرجه الدارمي في سننه برقم (92).

([111]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/31 ، 32) والبخاري في تاريخه (7/304) والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (63) والبيهقي في دلائل النبوة (7/47) وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/495) إسناده صحيح وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/105) وفي التفسير (1/91) إسناده صحيح.

([112]) الطنفسة: مثلثة الطاء والفاء أيضا وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء : اسم اللبساط وتطلق على حصير من سعف يكون عرضه ذراعا.

([113]) أخرجه الطبراني في الكبير (83110) وقال بعد ذكر طرقه (والحديث صحيح) وابن السني في عمل اليوم والليلة (628) وصححه الحاكم (1/526) ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3668) والمنذري في الترغيب والترهيب (1/476) ونقلا تصحيح الطبراني له والشيخ ابن تيمية في كتابه التوسل والوسيلة ص (101).

([114]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (964) وذكره الشيخ ابن تيمية في الكلم الطيب في الفصل السابع والأربعين ص 165.

([115]) البداية والنهاية (6/324).

([116]) أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (5/489) والحاكم (2/615) وصححه والطبراني في الأوسط (6498) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (13917) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن.

([117]) أخرجه أحمد (5/235) وذكره الهيثمي في المجمع (10/55).

([118]) أخرجه ابن ماجه (3989) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/55) والحاكم (1/4) وقال صحيح لا علة له ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط (7108).

([119]) من كتاب إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء للشيخ عبدالله صديق الغماري.

([120]) ذكرها الحافظ ضياء الدين المقدسي المتوفى سنة (643) في كتابه الحكايات المنثورة بخطه برقم (3834) الورقة (112) الوجه (أ) السطر (10).

([121]) تذكرة الحفاظ ص (61).

([122]) سورة الإخلاص الآية 1.

([123]) من كتاب إتحاف الأذكياء للشيخ عبدالله صديق الغماري.

([124]) سورة النور الآية (16).

([125]) الرسالة الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب القسم الخامس ص (12) ص (64).

([126]) فتاوى الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مجموعة المؤلفات القسم الثالث ص(68) التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب والغريب من الذين يقرون أسبوع محمد ابن عبدالوهاب وينكرون مولد النبي محمد بن عبدالله السنوي...).

([127]) التفاوى الكبرى (1/140).

([128]) أخرجه الترمذي وصححه في كتاب الدعوات (3578).

([129]) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات (3578) وقال حسن صحيح وأخرجه ابن ماجه في صلاة الحاجة (1385).

([130])افتاوى الكبرى (1/105).

([131]) شرح العقيدة الطحاوية للشيخ محمد ناصر الألباني ص (46).

([132]) سورة النساء الآية (64).

([133]) ذكره العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم والقسطلاني في المواهب اللدنية والسمهودي في خلاصة الوفاء والقاضي عياض في الشفا بسند صحيح وغيرهم.

([134]) كتاب المجموع (8/272).

([135]) كتاب شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام الباب الثامن وص 161.

([136]) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات (3578) وابن ماجه في صلاة الحاجة (1385).

([137]) أخرجه البخاري (2/34) و (5/25) وابن خزيمة (1421).

([138]) كتاب تحفة الذاكرين ص (37).

([139]) كشف القناع (2/29).

([140]) كتاب الإنصاف (2/456).

([141]) ردود على أباطيل ص (25) القسم الثاني.

([142]) ردود على أباطيل ص (26) القسم الثاني.

([143]) ردود على أباطيل ص (25) القسم الثاني.

([144]) أخرجه البخاري (5665) ومسلم (3586) والحاكم (4/270).
  رد مع اقتباس
قديم 12-01-2014, 10:11 PM   #2
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

لقد بذلت مجهودا في عرض الموضوع و كتابته بهذا الطول بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك ....آمين
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas