الشوق إلى عدن " الله يجمع شملنا يا عدن

[حد من الوادي]

الشوق إلى عدن


الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 05:09 صباحاً
عبدالقادر زين بن جرادي


ترفر أجنحة أشواقي إلى عدن بين الحين والأخر برغم ما أنا فيه هنا في جنات نعيم يافع أخضرار الجبال والوديان وزخات الأمطار وبرودة الجو والهدوء والسكينة ونعمة الأمن والأمان ومميزات جم تحظى بها يافع عن العذراء البتول عدن طهر المدن

الجميلة الحالمة حتى وأن لبست أساميل الثياب المليئة بالمراقع وشحوب وجهها الصبوحي .

عيونها غائرة من السهر والنوح ووجنتيها ذابلة وشفتيها ظامرة وضفائرها المجعدة .

لكن الحُسن والجمال لا يؤثر فيهما رث حالها وإنكسار نفسها .

بؤس ، شقاء ، فقر ، حزن ، جراح .

تلمم ذاتها وتغطي رأسها طرحتها ( المقرمة) السوداء المذبلة بخيوط الذهب .

تفوح من جيدها عبق الفُل والكاذي والخزام .

في داخلها إرادة قوية لم تثنيها أحداث الأزمنة التي تعاقب فيها أشرار القوم أملوها جراح ودمامل عاثوا فيها فساد .

لم يفتك بها سم أفاعيهم ولدغ العقارب .

نشروا حتى الجرب فيها .

لكنها مرقية .

تتكسر الأمواج على صخرات شواطئها .

عنيدة ، صبورة ، محتسبة .

درة في بطن محارة .

تجر النهدات على أيام كانت فيها الرائدة على مستوى الشرق الأوسط تنافس نظائرها عالمياً .

لكنها لا تيأس فمازالت سموحة ، رؤوفة ، رؤمة .

هي كنانة سهامكم .

وخزانة كنوزكم .

بها ترقون .

وبأسمها تُعرفون .

فلما تحاولون تخدشوا حيائها بعبثكم .

لا تنجسوا طهارتها .

صونوا عفافها فإنها عرضكم وعنوان كرامتكم وعاصمة عزكم

فيها نخوتكم وملامح رجولتكم

فيها الخير الوفير ما أن أطلتم فوقها أذرعكم وشمرتم سواعدكم وسقيتموها عرق جباهكم ونشرتم فوق ترابها ورود محبتكم وغرستم فيها نخيل شموخكم .

لأكلتم من فوقكم ومن بين إيديكم ومن تحت اقدامكم .

تتفجر فيها ينابيع الخير الوفير وتغدوا فوقها أسياد .

يحسدكم أهل المعمورة على موقعها وطيب هوائها وتنوع خيراتها .

حتى يحسدونكم على أسمها .

برغم المخاطر أشتاق إليك

الله الله

الله يجمع شملنا يا عدن

يا طائرة طيري على بندر عدن

زاد الهوى

زاد النوى

زاد الشجن


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}