01-07-2010, 10:20 AM | #1 | |||||
شخصيات هامه
|
( التذوق ثقافة أكثر من أن تحدّد )
( التذوق ثقافة أكبر من أن تحدد )
الشعر الشعبي له نبض القلب ومجسّات الرّوح فضلا إرفعوا أقلامكم المعوجّة وأنتم تنتقدون الشعر الشعبي دون علم . إن الشعر الشعبي وجد منذ نشوء الإنسانية وعلى مدى هذا التاريخ البعيد غطى بقاع الجغرافيا في كل قطر ومحافظة حضرموت كانت قطر بها تنوّع يوجب تنوّع المفردات ، ومن يرد النقد فليدخل من أبوابه وليكن متزوّد بمعرفة: ما هو الشعر الشعبي ، وما هي لغته؟ وكيف التعرّف على بيئته وثقافته؟ وهل للبيئة تأثيرعلى شاعر الفصحى لا سيّما الساخرين منهم؟ . وحتى زاد المعرفة لا يكفي ما لم يتمتّع بذائقة هي أكبر من أن تحدد ، وبغير ذلك فإنه يحمل قلما معوجاّ إن لم يكن يكتب بدافع الجهل أو الثأر . عندما يصف الناقد الشعر الشعبي بالتخلّف هو يخلط بين الثقافة والشعر لا يرتكز على تحليل معرفي . يقتصر على كم مفردة وكأنه وقف على بوّابة الشعر الشعبيّ بكامله ، مثال: من يزعم بأن مفردات: الظبية والعنقاء والمهرة والحصان كرمز إلى المرأة أو تشبيه الأنف بالسيف هي من مخلفات عهد قديم لم تعد لها قبول فهو العجول في طرح أرائه وفي الحكم . إنّ أعذب الشعر لشعراء معاصرين لم يخلو من تلك المفردات بل أكسب قصائدهم رونقا وجمالا إذا ما اعتبرنا مقامات ومنازل وثقافة شرائح في المجتمع. عندما نتّهم الشعر بالضّعف بالإدّعاء أنه لم يخرج عن عباية الرمزية المفرطة القديمة وأن المفردات ليست بها رقّة وليست مناسبة لعهد الشفافية ، رمز إلى المرأة بميزر أو بكرة أو فلنطة ... الخ ، علينا قراءة ثقافة البيئة التي يعيشها الشاعر، فلو رمز إلى المرأة بميزر أو بكرة أو فلنطة أو شبه الأنف بالسيف وما إلى ذلك ، فلا يعني أنه ظلّ حبيس قالب تقليدي ونوصم شعره بالضعف . هذا خالد الفيصل يقول:
ابـي لـي مهـره ماعسـفـت صغـيـره وبـنـت حـصـان =ابـوهــا الـلــي يـفــك المشـكـلـه ويـزبــن الـجـانــي *** واخوهـا لا تـعـزوى باسمـهـا فــزوا لـهـا العـربـان =يـحـق لـهـا الفـخـر فـــي قـولــة آل فـــلان جـدانــي أبـيـهـا فـــي بـحــر عـشـريــن لا زود ولا نـقـصــان =أبيهـا اقصـر طويلـة والوصـوف اشـكـال والـوانـي كيف يكون لمهرة أب يلجأ إليه الهارب ويحل المشكلة؟ كيف يكون لها أخ يهابونه العربان عندما يتعزوى بالمهرة؟ وهذه أيضا له: من بنات الريح لي صفرا جفول = كنها ظبي الفلا بجفالها منوة الخيال عساف الخيول = زينها في دقها وجلالها نرى أنه من الأنسب الإحاطة بمنظومة قيم الشاعر الثقافية التي لا تخرج عن منظومة قيم ثقافة بيئته ، ومن أين هو؟ وممّن؟ ، ما هي ثقافة القوم والأمة؟. ثقافة تضبطها الأعراف والتقاليد والدين ، في ثقافة الأمّة وثقافة المجتمع وثقافة العشيرة وثقافة الشريحة وثقافة البيت الواحد ولعل الشاعر المحضار هو الذي خاطب بشعره الغنائي الخصوصيات والتنوع في الدائرة الواحدة من خلال مفردات التنوع ، فوصل إلى وجدان البدوي والصوفية والعامة ووصل إلى وجدان العربي . كيف وصل؟ سؤال يسبق مداد الأقلام كي لا تأتي معوجّة
خـويـة درب عـمــري مـاخـذانـي دونـهــا النـسـيـان = وأنـا يـا اهـل الملامـه مـا رغبـت العيـش وحـدانـي
ابـي لـي مهـره ماعسـفـت صغـيـره وبـنـت حـصـان = ابـوهــا الـلــي يـفــك المشـكـلـه ويـزبــن الـجـانــي واخوهـا لا تـعـزوى باسمـهـا فــزوا لـهـا العـربـان = يـحـق لـهـا الفـخـر فـــي قـولــة آل فـــلان جـدانــي أبـيـهـا فـــي بـحــر عـشـريــن لا زود ولا نـقـصــان = أبيهـا اقصـر طويلـة والوصـوف اشـكـال والـوانـي أبي الجبهه كما الصبح وكما القوس اسود الحجان = وابـيـهـا نـاعـسـات ونرجـسـيـه ســــود الاعـيـانــي ابـي رمــش كـمـا ريــش يغـطـي الثـلـج فـالاوجــان = وابــي جـفـن يشـيـل الـرمــش طـربــان وكـسـلانـي ابــي خـــد كـمــا ورد تـنّـمـى فـــي طـــرف بـسـتـان = وابـي خـشـم صغـيـر ومـثـل حــد السـيـف شامـانـي ابـي البسمـه كمـا البـرق وثناياهـا كـمـا المـرجـان = شـفـاهــا جـمـرتـيـن وفـمــهــا خــاتـــم سـلـيـمـانـي ابــي شـعـر مـثـل ذيــل الـفـرس لا طـبّـت الـمـيـدان = او الـشــلال لامـــن بـــات لـيـلــه بــيــن الامـتـانــي ابــي جـيـد ســـوات ابـريــق فـضــه نـاتــق مـلـيـان = وصــــدر كــنــه مــرايــه عـلـيـهـا طــلــع رمــانــي ابـي ظهـر كمـا الـجـدول وقــدّ مـثـل غـصـن الـبـان = وخـصـر مـثـل مـجـدول الاعــلان وجـسـم رويـانــي ابـيـهــا نـابـيــة ردف وبــطـــن ظــامـــر جــوعـــان = ابـيـهـا مـدمــج ســـاق وقـدمـهـا لــســان ثـعـبـانـي ابيـهـا بـنــت عـــز مـــن رغـدهــا يـنـعـم البـسـتـان = ابــي الـرقـه وابــي الـدقـه لـهـا باطـرافـهـا شـانــي ابي المشيه كما اللـي طالـع مـن المعركـه كسبـان = وابيـهـا تــرش مـــع خطـواتـهـا مـســك وريـحـانـي ابـي صــوت الــى مـنـي سمعـتـه كــن فـيـه الـحـان = يـدغـدغ مسمـعـي ويثـيـر كــل السـحـر فـاشـجـانـي ابيهـا حـب واخـلاص وهواجيـس وفــرح واحــزان = ابيـهـا مـثـل مــا دكـتـور اهـالـي العـشـق وصـانــي ابـيـهـا لــوحــة مــــا صـورتـهــا ريــشــة الـفـنــان = ابـيـهـا جـوهــره مـــا جـابـهــا قــاصــي ولا دانــــي ابيـهـا تنتـصـر لــي مـــن زمـــان حـطـنـي نـيـشـان = وتبـشـر بـالـغـلا الـلــي مـالـفـى بـــه واحـــد ثـانــي مـهـرهـا قـلــب وشـعــر يـهــز الـقـلـب والـوجــدان = وألبـسـهـا القـصـيـد وتـصـبـح اوزانــــي وقـيـفـانـي ابي اللي فات واللي فات صعب ومن لقـى العنـوان = يــرد الـعـلـم ولا افـضــل ابـقــى اعـيــش وحـدانــي |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 01-07-2010 الساعة 10:29 AM |
||||||
01-07-2010, 10:33 AM | #2 | |||||
شخصيات هامه
|
سيبقى التواصل إن شاء الله تعالى وهو رهين بالمداخلات المثرية
|
|||||
01-07-2010, 02:16 PM | #3 | |||||
شخصيات هامه
|
الشعر العامّي الحضرمي المطوّلات وشعر الشّبواني مناسبة القول ـ مفردات ـ أعلام ـ أماكن . بين الطّلسمة والوضوح قد ندّعي أن الشعر العامي طلاسم لكنه قمّة الجمال عند أهله ومتذوّقيه وليس مطالب أن يفهمه كلّ من سمعه بل الذين يطربون له ويتذوّقون وألذواق شتّى. على من يعرض قصيدة شعبيّة حضرميّة مطولة تقديم التالي: أولاً: مناسبة القول والتاريخ. ثانيا: معرفة ما تعنيه المفردات عبر حواشي. ثالثا: تعريف الأسماء الواردة في القصيدة: أعلام وأحزاب وأخرى. رابعا: تعريف الأماكن . هنا سنقف عند قصائد لأربعة شعراء عبر اليوتيوب، هم: 1- صالح ربيّع باللسود 2- باكربان 3- باعكيم 4- الحبّاني 5- بانهيم والحارثي سنستعرض المفردات وأسماء الأماكن والأعلام وأحداث التاريخ وسنتابع القصائد بيتا بيتا لنصل إلى عمق شعر وصفي تشخيصي نقدي في بعض جوانبه لا يفهمه إلا من كان محيط بأحوال الساعة أو الأحوال التي قيلت فيه القصيدة إذا كانت قديمة . صالح بن ربيّع: " وشبام فيها ابليس والشيطان محوي عالذّبور " الذّبر: الأرض الخصبة محوي: يحتوي. حول مدينة شبام من جهات ثلاث أرض من أخصب الأراضي ، موزّعة بين ملاّكها الكثر وجاءت الفرصة الذّهبيّة بتأسيس مزرعة بدعم وإشراف ألماني أو هولندي . كان لخطوة الأولى موافقة الملاك على إزالة الحواجز الترابيّة بين القطع الصغيرة وتمهيد الأرض لتصير كلّها منبسطة غير أن الملاك رفضوا ، ولعل الشّاعر يشير إلى ضياع هذه الفرصة . " كل ما شويته طير كلته أنت وابن هام الطّيور ) ربمايشير إلى آخر الذي لا يفكّر إلا في نفسه برفقة من رمز إليه ( ابن هام الطّيور ) ابن هم الطّيور ، سيّد من آل عطاس له قصص تشبه الخرافات إلا أنها حقيقة حسب روات ثقات كأن يأتي بشيء من مكان يبعد أربعمائة كيلومتر وهو حبيس غرفة . الرمزالصورة كاملة: ربما المشهد السياسي في اليمن لم تتضح بعد معالمه ولعله خلال الأيام الأولى للوحدة اليمنيّة بدليل أن كربان أشار إلى الإقتراع على الدستور وإلى أهمّية الوحدة لكن الأكيد أن الصورة لم توضح للشاعر ربيّع الذي طلب من كربان شرح لما بين السطور: " قم ياعزيز النفس فسّر لهم ما في السّطور " لي كبير الأمل في حوار يعيد للشعر الشعبي الحضرمي مكانته ومهابته وعندها تكتمل عذوبته وسحره وجماله. |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 01-07-2010 الساعة 02:31 PM |
||||||
01-07-2010, 04:16 PM | #4 | ||||||||
مشرف سقيفة عذب القوافي
|
|
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة علي فدعق الهاشمي ; 01-07-2010 الساعة 04:18 PM |
|||||||||
01-07-2010, 05:13 PM | #5 | ||||||||
شخصيات هامه
|
أشكرك على التنويه حبيب علي فدعق الهامشي ، وأرجو أن لا تغضب إذا ما قلت إن قلمك يأتي نادرا ، لكنه غالي الكلمة ، رصين يخلد في الذّاكرة والوالد وأنا لا يفوتنا حرف علي فدعق الهاشمي.
سعيد بتشجيعك لاسيّما وأن كلمتك موزونة ونطقك مدروس أشكرك من أعماق القلب أخي الحبيب علوي |
||||||||
01-07-2010, 09:19 PM | #6 | ||||||||
شخصيات هامه
|
القصيدة الشعبيّة بين قارىء وقارىء وبين ناقد وناقد قارىء هاوٍ مرّ على القصيدة مرور ولم يقل شيئا وقارىء مرّ وشكر وقارىء مرّ وتذكّر وكتب ، هل يستوون؟ . ذاك استحسن القصيدة وذهب في حال سبيله والثاني أراد أن يقوم بواجب الشكر والثالث حاطت به القصيدة وأحاطا بها لأن لديه رصيد من ثقافة شعبيّة . في المجموع تراث ، والتراث قابل للإبداع والتّجديد وليس قابل للخدش عبر نصوص إستعراضيّة وأسلوب ظاهره النقد وباطنه اللسعات . سمع عن الشّعدليّة التى وردت في الجملة: " أهلنا في زمن ، تلعب بهم شعدلية "
نواصل إن شاء الله تعالى
|
||||||||
01-07-2010, 09:33 PM | #7 | |||||||
شخصيات هامه
|
ولأن الشاعر يمتلك ثقافة شعبيّة والقارىء الثالث كذلك جاء التفاعل والتّناغم ، فهل نصغي إلى تفاعل وتناغم أو إلى إلى رأي فرد أو ناقد يفتقر إلى ثقافة شعبيّة؟. جاءت مشاركته:
أما تلاحظون التعانق والتناغم والتكامل بين النثر الفصيح والشعر العامّي؟ أو ليس هذا هو المسار الصحّي والطبيعي؟ غير أن النقد العلمي الهادف سيجعل من المسار أكثر انسيابية وتألّقا بخلاف الكبوات التي نقع فيها إذا ما سلمنا من مطبّات الهوى والكيف. |
|||||||
01-07-2010, 10:32 PM | #8 | |||||||||||
شخصيات هامه
|
وقارىء شاعر كهذا الذي جاءت مشاركته قمّة في التفاعل وفي الطرب أيضا:
وشاعر آخر ذائع الصيت لم يخف إعجابه فاسترسل في التقييم ومنح الشهادة. إنه التّذوّق
وشاعر ثالث كتب مقالا قصيرا حوى: نتيجة دراسة لظواهر تعدّ صحيّة وإن بدت غير محببة ، وتاريخ وتقييم. كل ذلك من وحي أبيات من شعر شعبي ، قائله يجيد الفصيح أكثر ، لكنه الموروث الذي لا يخفي نفسه.
بين ناقد وناقد النقد الحياديّ الواعي هو الذي يثري ويحقق أهدافه ، غير أن بعض النّقّاد تغلب عليهم العواطف حين يتناولون قصائد شاعر ما برؤية نقديّة فتقرأ بعض القصور في نقدهم ، أو أنهم أساءوا استخدام النقد .إذن على الأقلام الناقدة أن تستوعب الإطار الكامل للشعر الشعبي ثمّ تدلي بدلوها ولا حساب على الهفوات القادمة من عمل حاول صاحبه الإتقان. |
|||||||||||
01-07-2010, 10:41 PM | #9 | |||||
شاعر السقيفه
|
صمت المشاعر
كلام جميل جدا اشكرك على الموضوع تقبل مروري دمتي بود |
|||||
01-08-2010, 12:05 AM | #10 | ||||||||||
مشرف سقيفة عذب القوافي
|
|
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة علي فدعق الهاشمي ; 01-08-2010 الساعة 12:18 AM |
|||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|