المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «حيدر العطاس» ينفي أنباء صحفية قالت انه عاد إلى عدن


حد من الوادي
04-01-2012, 01:13 AM
«حيدر العطاس» ينفي أنباء صحفية قالت انه عاد إلى عدن

الأحد 01 أبريل 2012 12:29 صباحاً

جدة ((عدن الغد)) خاص:

نفى القيادي البارز في حركة المعارضة الجنوبية في المنفى "حيدر أبوبكر العطاس" أنباء نشرتها مواقع الكترونية وقالت فيه انه يفترض به ان يكون قد وصل إلى مدينة عدن مساء السبت موضحا ان قرار عودته المشار إليه لا اساس له من الصحة .


وقال العطاس في تصريح خاص لـ"عدن الغد" ان مانشرته مواقع الكترونية بينها الموقع الإخباري التابع للدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن "عدن اونلاين" هي اخبار غير صحيحة موضحا في سياق تصريحه ان قرار العودة إلى عدن سيتخذه شخصيا في الوقت المناسب مطالبا وسائل الإعلام بتحري المصداقية فيما تنشر .


والعطاس هو قيادي جنوبي "مخضرم" يعيش في المنفى القسري منذ العام 1994 بعد رحيل حكومة جنوبية منتخبة اضطرت إلى مغادرة عدن بعد هزيمة قوات جنوبية على يد نظيرتها الشمالية في حرب صيف 1994.


وشغل العطاس خلال مشواره السياسي عدد من المناصب السياسية الرفيعة وترأس أول حكومة شكلت عقب اتحاد الشمال مع الجنوب في العام 1990 .


ويعيش العطاس منذ العام 1994 في المملكة العربية السعودية لكنه خلال السنوات الماضية كثف من تحركاته السياسية والتي شملت تحركا بعدد من الدول العربية والأجنبية.

adenalghad.net/news/9229.htm

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي
04-01-2012, 06:10 PM
العودة الى عدن (٢)

الأحد 01 أبريل 2012 12:48 مساءً

احمد عبداللاه

لا تمثل القيادات الحزبية السابقة أملا في صياغة إي مستقبل ينشده الجنوبيون لما تحمله نفوسهم من شروخ عميقة بينها ، كناتج طبيعي لصراعات لا نجد في التذكير بها الا تنشيط لفعل الجروح وتسميم حالة التوحد المرجوة في اللحظة هذه...


وانما فكرة العودة إلى عدن تحمل تبويب لفصل نشط وعملي من تاريخ الحراك الذي ظل وحده على مستواه الجماهيري السمة المتجذرة على بوابة المستقبل الآتي .


حراك يحمل هذا اللقب في ثقافة التغيير بمسميات صحافية باشرته منذ نشأته لتأخذ عنه صفته الحقيقية كثورة شعبيه لم تزل تعيش ربيعها ، رغم ان الربيع العربي قد دخل في دورة الفصول وفي فقه التحليل النظري عن مداه ومنتوجاته وما أحدثه في طاحونة التغيير .


وللتاريخ شأن عظيم في تفكيك وتشريح ذلك الفصل الذي حمل إسما مستوردا وفعلا شبابيا داخليا وحقيقيا.


اذآ الحراك الجنوبي مازال طليق الرأس وحرا لم تناوشه إرادات التسويات السياسية وتوزعه بين القوى التقليدية وتقسمه إلى منصات ودماء.. ولم توجهه إرشادات الفقهاء وراجمات حماة الثورات او بكائيات من افرزتهم لحظات الخلط بين الماضي الكريه والمستقبل الذي ما يزال في طور النمذجه النظرية.

الحراك الطليق لا يزال مالك حصري لإراداته الأولى ينضج ويشتد على الطريق دون ان يتواطأ مع إي من القيادات ليتوزع في اصطفافات خلف الشخصية ( التاريخية) هذه او تلك ، وعلى التاريخ ان يختار بالفعل ما إذا كان يظل لصيق أسماء للتعريف وحسب !


نقول ونردد بان الحراك الجنوبي ثورة شعبيه مفعمة بالعزم والتضحيات تضخ في مسيرتها دماء الشباب والفئات الاجتماعية الأخرى وهذه اكبر قوة امتلكها الجنوب في تاريخه المعاصر تحمل تمييزا واضحا عن منهج الثورات الأخرى (خصوصية في منبعها وقوامها وأهدافها) وكذلك عن الثورة في الشمال التي -كما قلنا - دخلت في تفريعات التسوية وانشغال النخب بالتصميم الهندسي للتغير التوافقي خارج الإملاء الجماهيري إي ان الثورة هناك خرجت من الساحات إلى المنصات - والأضواء التي ساهمت في صناعة الشخصية القيادية بشكل درامي في سياق الثورة -

ثم نحو التسوية والمبادرة الحصرية التي أخذ بها جيل القيادات السياسية والدينية والقبلية كمرجعية عقلانيه لوضع الشمال على نهج التغيير البارد الطويل باعتبار ان تقدم واحتدام الثورة ظل مفتوحا على مغامرات غير مضمونة العواقب في واقع اجتماعي وسياسي شديد التعقيد وهذا ما تعمد الكثير على إخراجه ضمن مسوغات نظريه تبرهن بان المبادرة الخليجية مرجعية عقلانيه لوضع معادلة لا غالب ولا مغلوب وتضع على كفتي ميزان شديد الحساسية قوتين سيظل الشعب رهينة لحالات الشد والجذب بينهما وسيظل كل شئ آخر مجرد أوراق بيد هتين الزعامتين اللتان تعلو قاعدة اجتماعية واسعة بجذورها وتنظيمها وتملك الأحزاب والجيوش ..

أنها صناعة تاريخيه نجحت الثورة والمبادرة إلى إظهارها بشكل جارح يكشف عن عمق التعقيد السياسي التاريخي للقضية الشمالية التي تبرز في الخطاب وفي التداولات الرسمية الداخلية والخارجية كقضية مركزية تدور حولها كل المسائل الأخرى ذات الخصائص المختلفة وهذا أمر يجب التنبه له .

ان كل شئ في مختبر التجربة ولا إفرازات حقيقية بعد تبهر الثائرين وتلوح في الأفق القريب وهذا ما يجعلنا حذرين ونحاول الابتعاد في تناولنا هذا عن ان نكون مبكرين جداً في تقييمنا واستنتاجاتنا.


لكننا أمام قضيتين في الشمال والجنوب وهذا الأهم في قراءة المشهد العام بواقعية شديدة .. ولكل منهما خصوصيات وتاريخ وجذور وصراعات وقوى وقواعد اجتماعيه وتناقضات وأيضا مصائر... ومهما حدث الخلط بفعل تجربة الوحدة الا ان الأكيد بأنه حتى الثورتين المعاصرتين شمالا وجنوبا حملتا تعريفين متباعدين بالرغم إنهما حاربا عدوا مشترك ..( وحتى هذا الأخير يختلف جنوبا حيث نصف تحالف من أسروه يتربع على أكتاف الثوار و يتمثل في قيادات سياسية قبلية ودينية بل وعسكريه ).

وحتى وان كان ما يجري هنا وهناك يتأثر سلبا وإيجابا يتقدم ويتقهقر وفقا لجدلية الترابط والجوار لكن القضيتين أصبحتا الان على طريقين :


أفق ما يساور صنعاء وأفق آخر يراود عدن.


إن اكبر أسر عرفته الشخصية العربية النمطية هو الوحدة القومية بمفهومها الكلاسيكي المتآكل لاحقا والذي تم حرثه وغرسه وزرعه وتنميته في عقول جيل الثورات الأولى التي مثلت (صحوة) قوميه بعد قرون الشتات والانضواء داخل كهوف الهيمنة الخارجية،

نقول صحوة قوميه وحسب رافقها عجز في جوانب الحياة بأبعادها الديمقراطية الحداثية المعرفية التنموية وكل مفردات التشخيص والسمات الحضارية لنهضة الأمم الحقيقية فظلت تلتهب خلف الشعار وتحرق كلما تلامسه حتى انكشف الانهيار التدريجي الشمولي يصاحبه خطر الانهيار الاجتماعي وأنتجت ثورات ( ربيعيه) ما زالت في أول طور لها و لازال للتاريخ حديث قادم حول نتائجها.


الوحدة ، الاندماج ، الانصهار ، الواحدية ، الأحدية ، المتداخلة ، المحتواة ، الفريدة ، المجيدة ، ثم القهرية القسرية : مستمدة نماذج ووقائع من تواريخ بادت وتواريخ الإمبراطوريات والمملكات التي تمضغ جغرافيا واسعة وتبتلع شعوب تحت عرش التوحد ألانصهاري المقدس.

ولا يضر ان تضع شعب تحت الاتهام المضلل بالانفصالية والردة والكفر حين يرفض الموت الميسر البطيء بإسم الوحدة ... ولا يضر ان تعمق الثورات الجديدة ( وهذه المأساة) تلك المفاهيم الفيديه الحصريه التي يأبى حتى التاريخ الدفاع عنها .. لا يهم لأنه وبكل بساطه سلوك الشخصية المعنوية لسلالة تنحدر من عقلية المنشأ القومي الغليظ غير المهادن مع إي نزعات لتقويم وتصويب معاني الشراكة الحقيقية ، او محاولات لتفكيك المفاهيم القومية العتيقة تلك كالوحدة والتوحد وتمجيدها على أشلاء المنكوبين فالفكرة عند هؤلاء تسبق الواقع والفرضية التعميمية تغطي ما يناقضها بل وتخفيه في عملية هضم سوداء لا يلتفت احد إليها حتى يفيض الكيل وتبقى السيوف حينها من يفصح عن المواقف المعاصرة قبل ان يعود الكلام إلى أفواه الحكمة.

ولكن ماذا عن العودة إلى عدن تلك المدينة الآهلة بالحلم القريبة إلى مذاق التفرد ومفردات الآتي الجديد من الزمان ؟ هل تاهت الكلمة عن السياق وتخثر السرد على مقام آخر ؟

سيتبع في حلقة قادمة .

adenalghad.net/articles/2122.htm

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012