حد من الوادي
04-03-2012, 12:51 AM
اليمن .. والرقص خمسة بلـدي
- بقلم : أنيس صالح القاضي
الإثنين, 02 نيسان/أبريل 2012 19:40
جدة – لندن " عدن برس " خاص -
(1)
((أنا حستلمهم خمسة بلدي من هان وحتى نهاية الأربع سنوات، إلا إذا وافقوا على كل المشروع السياسي وبعدها حيكون لنا رأي)) .
في العام 2006م فازت حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، فرحوا بالنصر، وفرح معهم الملايين من العرب والمسليمن، باعتبار أن ذلك النصر هو الخطوة الأولى، نحو التغيير، المتمثل في إزالة الإحتلال الصهيوني، عن أرض فلسطين.
ظنوا كما ظننا جميعا، بانه وبناء على قواعد اللعبة الديمقراطية، التي أرتضتها كل الفصائل الفلسطينة، بأنهم سوف يستلمون زمام السلطة، والمضي نحو مشروع الدولة الفلسطينية التي من أجلها ضحى ويضحي كل الفلسطينين.
فأنبرى محمد دحلان (رجل الأمن القوي الذي يمثل نموذجا مصغرا للحاكم العربي) ليطلق ثورته المضادة متوعدا بترقيص حماس خمسة بلدي وفي معنى آخر (على وحدة ونص) .. الخ ما ورد في العبارة التي افتتحنا المقال بها، وكانت ثورته المضادة أمنية بالدرجة الأولى بحكم التخصص، وفعلا بدأ يعزف إيقاعاته القذرة لأنه يملك آلات العزف من أجهزة أمنية وثروات وهبت له لمثل هذه الأغراض، فاستمر كذلك إلى أن وجدت حماس نفسها في وضع لا تحسد عليه وبلغت القلوب الحناجر، فكان لا بد مما ليس منه بد، وكان آخر العلاج الكي ولكنه كان كيا جزئيا في قطاع غزة فقط .
(2)
وقعت أحزاب اللقاء المشترك على المبادة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقال لهم صالح (دحلان اليمن) صراحة، ليس المهم التوقيع ولكن المهم هو حسن النوايا، وقبلها قالها صراحة سوف أتحول إلى المعارضة وأسقط الحكومة، إضافة إلى كثير من العبارات التي تدور حول هذا المعني، وقبل ذلك وصف نفسه بأنه راقص على رؤوس الثعابين.
وبعد أن أجبر على ترك الرقص ـ نسبيا ـ على رؤوس الثعابين، الذي مارسه لمدة ثلاثة وثلاين عاما، هاهو اليوم يقوم بترقيص تلك الثعابين عن طريق العزف على الآلات العسكرية والأمنية الكبيرة والنوعية التي لا تزال في يده، والأموال الهائلة التي جمعها من الجنوب بعد عام 1994م ويمتلك أيضاً آلة إعلامية لا بأس بها.
كل وسائل العزف تلك جعلته وبكل اقتدار يرقّص المشترك، وثوار الساحات خمسة بلدي وعلى وحدة ونص وبرع يمني بكل ألونه، بل أنه أصبح بذلك يرقص اليمن كلها شمالها وجنوبها، والأدهى والأمر أن خشبة المسرح التي يرقّص الكل عليها هي (كف عفريت).
وأظن أن ذلك الرئيس (أقول الرئيس لأنه ما زال يملك مقومات رئاسية من جيش وأمن ومال وإعلام) استطاب هذه الحالة (الترقيص) ووجد فيها ممارسة سلطات كنا نظن أنه سلمها لخلفه، لكنه ما يزال يحتفظ بها، وسوف يقارع بكل ما أوتي من قوة للإحتفاظ بها، لأنه بغيرها لن يكون له أي تأثير على الساحة السياسية، وسوف ينفض عنه من تبقى معه، والهدف من ذلك كله هو إما أن تستمروا بالرقص على إيقاعاتي بكل تداعياته، أو تسلموا بالوضع الحالي، المتمثل في كوني رئيس الرئيس، وأنني كما قال أحد الأصدقاء الأمريكان لست مواطنا عاديا.
وإذا كان هذا شأن (الرئيس) صالح، فما هو موقف وردة فعل المشترك والثوار؟ هل يقبلون بهذا الوضع؟ أم أنهم سيفعلون ما فعلته حماس، من الشر الذي لا بد منه؟ ثم يعتذرون بعد ذلك إلى الله ثم إلى الشعب عن تلك الخطوة العلاجية، أم أنه ليس بمقدورهم الإقدام على ذلك، وسوف يستجدون دول الأقليم والعالم مطالبة ذلك الرئيس بكف يده عن العزف على تلك الآلات وسحبها من بين يديه.
طال العزف والنتائج باهضة التكلفة، دماء تسفك وأرواح تزهق بالجملة، وأقتصاد يتدحرج وأمن مفقود، والخلاصة غياب كامل أو شبه كامل لمؤسسات الدولة بجميع أنواعها، لم نشهدها حتى أيام كانت الثورة الشبابية في عنفوانها.
(3)
كل مـا صفـت غيمـت يا غيث قبـل
هذي سحب ما نباها شي تطـــــــول
لما متى في الغداري ما نشوف النهار
متـى متـى با سمـع صــوت المحـول
يقـول كـل مـن مـلا حوضـه يـحــول
خائف مـن السيل يجرف أرض وديار
لما متى في الغداري ما نشوف النهار
رحم الله شاعرنا/حسين المحضار
(مستشار قانوني)
- بقلم : أنيس صالح القاضي
الإثنين, 02 نيسان/أبريل 2012 19:40
جدة – لندن " عدن برس " خاص -
(1)
((أنا حستلمهم خمسة بلدي من هان وحتى نهاية الأربع سنوات، إلا إذا وافقوا على كل المشروع السياسي وبعدها حيكون لنا رأي)) .
في العام 2006م فازت حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، فرحوا بالنصر، وفرح معهم الملايين من العرب والمسليمن، باعتبار أن ذلك النصر هو الخطوة الأولى، نحو التغيير، المتمثل في إزالة الإحتلال الصهيوني، عن أرض فلسطين.
ظنوا كما ظننا جميعا، بانه وبناء على قواعد اللعبة الديمقراطية، التي أرتضتها كل الفصائل الفلسطينة، بأنهم سوف يستلمون زمام السلطة، والمضي نحو مشروع الدولة الفلسطينية التي من أجلها ضحى ويضحي كل الفلسطينين.
فأنبرى محمد دحلان (رجل الأمن القوي الذي يمثل نموذجا مصغرا للحاكم العربي) ليطلق ثورته المضادة متوعدا بترقيص حماس خمسة بلدي وفي معنى آخر (على وحدة ونص) .. الخ ما ورد في العبارة التي افتتحنا المقال بها، وكانت ثورته المضادة أمنية بالدرجة الأولى بحكم التخصص، وفعلا بدأ يعزف إيقاعاته القذرة لأنه يملك آلات العزف من أجهزة أمنية وثروات وهبت له لمثل هذه الأغراض، فاستمر كذلك إلى أن وجدت حماس نفسها في وضع لا تحسد عليه وبلغت القلوب الحناجر، فكان لا بد مما ليس منه بد، وكان آخر العلاج الكي ولكنه كان كيا جزئيا في قطاع غزة فقط .
(2)
وقعت أحزاب اللقاء المشترك على المبادة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقال لهم صالح (دحلان اليمن) صراحة، ليس المهم التوقيع ولكن المهم هو حسن النوايا، وقبلها قالها صراحة سوف أتحول إلى المعارضة وأسقط الحكومة، إضافة إلى كثير من العبارات التي تدور حول هذا المعني، وقبل ذلك وصف نفسه بأنه راقص على رؤوس الثعابين.
وبعد أن أجبر على ترك الرقص ـ نسبيا ـ على رؤوس الثعابين، الذي مارسه لمدة ثلاثة وثلاين عاما، هاهو اليوم يقوم بترقيص تلك الثعابين عن طريق العزف على الآلات العسكرية والأمنية الكبيرة والنوعية التي لا تزال في يده، والأموال الهائلة التي جمعها من الجنوب بعد عام 1994م ويمتلك أيضاً آلة إعلامية لا بأس بها.
كل وسائل العزف تلك جعلته وبكل اقتدار يرقّص المشترك، وثوار الساحات خمسة بلدي وعلى وحدة ونص وبرع يمني بكل ألونه، بل أنه أصبح بذلك يرقص اليمن كلها شمالها وجنوبها، والأدهى والأمر أن خشبة المسرح التي يرقّص الكل عليها هي (كف عفريت).
وأظن أن ذلك الرئيس (أقول الرئيس لأنه ما زال يملك مقومات رئاسية من جيش وأمن ومال وإعلام) استطاب هذه الحالة (الترقيص) ووجد فيها ممارسة سلطات كنا نظن أنه سلمها لخلفه، لكنه ما يزال يحتفظ بها، وسوف يقارع بكل ما أوتي من قوة للإحتفاظ بها، لأنه بغيرها لن يكون له أي تأثير على الساحة السياسية، وسوف ينفض عنه من تبقى معه، والهدف من ذلك كله هو إما أن تستمروا بالرقص على إيقاعاتي بكل تداعياته، أو تسلموا بالوضع الحالي، المتمثل في كوني رئيس الرئيس، وأنني كما قال أحد الأصدقاء الأمريكان لست مواطنا عاديا.
وإذا كان هذا شأن (الرئيس) صالح، فما هو موقف وردة فعل المشترك والثوار؟ هل يقبلون بهذا الوضع؟ أم أنهم سيفعلون ما فعلته حماس، من الشر الذي لا بد منه؟ ثم يعتذرون بعد ذلك إلى الله ثم إلى الشعب عن تلك الخطوة العلاجية، أم أنه ليس بمقدورهم الإقدام على ذلك، وسوف يستجدون دول الأقليم والعالم مطالبة ذلك الرئيس بكف يده عن العزف على تلك الآلات وسحبها من بين يديه.
طال العزف والنتائج باهضة التكلفة، دماء تسفك وأرواح تزهق بالجملة، وأقتصاد يتدحرج وأمن مفقود، والخلاصة غياب كامل أو شبه كامل لمؤسسات الدولة بجميع أنواعها، لم نشهدها حتى أيام كانت الثورة الشبابية في عنفوانها.
(3)
كل مـا صفـت غيمـت يا غيث قبـل
هذي سحب ما نباها شي تطـــــــول
لما متى في الغداري ما نشوف النهار
متـى متـى با سمـع صــوت المحـول
يقـول كـل مـن مـلا حوضـه يـحــول
خائف مـن السيل يجرف أرض وديار
لما متى في الغداري ما نشوف النهار
رحم الله شاعرنا/حسين المحضار
(مستشار قانوني)