حد من الوادي
04-28-2012, 01:35 AM
27 ابريل الأسود.. نكبات مستمرة
4/27/2012 شروق الحضرمي
هذا التاريخ المشؤوم, الذي وأد أحلام الوحدة الوردية بلا رجعة.. ثمانية عشر عاماً وكأن اعلان الحرب كان البارحة.. إذ لا يمكن أن يُمحى هذا التاريخ من وجدان من عاصر وقتها الفاجعة بالوطن ومن كبُر على وقع هذة الفاجعة, من كان طفلاً بالداخل لا أعتقد أن ذكريات شبح الحرب تفارقه فضلاً عن أن تُمحى من ذاكرة من هم أكبر منه سناً. ومن كان بالخارج طفلاً قد لا يذكر مجريات الحرب لكن كبُر على أصداء مخلفات هذة الحرب الظالمة على بلدنا ولن نغفر أو نسامح ماحيينا ولن يطوي طول الزمن على هذة الحرب مأساة وطن.. ذبحته هذة الحرب من الوريد إلى الوريد.. في هذا التاريخ بدأت النكبة الحقيقية لوطن لم يُفق بعد من وقع صراعات أبناءه التي بأذن الله دُفنت بلا رجعة..
ليجد نفسه هذا الوطن بين فكي عقلية قبلية لم تعرف التمدن يوما.. وحب السيطرة والاستحواذ والنهب المشرعن بالوحدة.. هذا هو حال الوطن مع المستعمرين الجدد.. لا يمكن أن يغيب عن ذهن الجنوبيين أحداث حرب 94 والطريقة البشعة التي التي تم بها الاستيلاء على مقدرات دولتنا "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيه" على الطريقة التترية بحجة أنها تابعة للحزب الاشتراكي ! كل ما استوليتم عليه أيها الغوغائيون هو ملك الشعب الجنوبي وليس الحزب الاشتراكي ! هذا الحزب الذي يتحمل الكثير ممن حمل لوائه, نكباتنا المتتالية..
وما يشعرنا بالقهر أنهم مارسوا بشبابهم سياسة فاشلة.. ويعودون الان ليمارسوا علينا مراهقة سياسية متأخرة جداً ! يكفي قرار الوحدة الاندماجية الخاطئ الذي لم يراعي إلا أحلام يقظتهم "سراب القومية العربية" الذي لازال الشعب الجنوبي بالداخل يدفع فاتورة هذا القرار "الأحمق" بعد أن دفع مسبقاً "حماقة" هذا القرار جنوبيي الخارج ! إذ لا ينسى أحد أنه أثناء غزو العراق للكويت تم بعد توقيع وحدة " الندامة " والجنوبيين رفضوا هذا العدوان السافر على الاراضي الكويتية.. لكن لأننا ضمن دولة النكبة.. أقصد الوحدة.. انقلبت أحوال جنوبيي الخارج في الخليج من عام 90 وإلى اليوم.. بعد أن كان الجنوبيين بالخليج بأفضل أحوالهم.
هذا القرار الخاطئ بالهروب للوحدة وتسليم البلد للمستعمرين الجدد "بل المخربين الجدد" دفع الثمن جنوبيي الداخل والخارج.. وهنا سأركز على الداخل.. إذ تم الاستيلاء على كل شئ بعد الحرب.. ومحاولة ممنهجة لصب جآم غضبهم من حرب 79.. إذ أسوء ما قاموا به هو النيل والتخلص من أقوى جيش على مستوى الجزيرة العربية وعلى مستوى الجيوش العربية, حين كان من القادمين من الشمال يطأ طئ الرأس أمام قادته "هذا ما سمعته أُذني حرفياً ممن عاش بالجنوب أيام دولتنا السابقة".
التعليم.. تعرض لعملية متعمدة للتجهيل فالتعليم في الجنوب أصبح قبل وبعد.. هذا حاله بعد حرب 94.. فالفرق التعليمي والثقافي واضح جدا بين جيل دولتنا السابقة وجيل "الوحلة" بل وأصبحت منح التعليم مقتصرة على الشماليين وآخر ماوصلني من مصائب ونكبات.. هو أن عدد الطلاب الجنوبيين على مستوى دولة "الوحلة" إلى ماليزيا هو ثلاثين طالب جنوبي من أصل قرابة الف وتسعمائة !.
الصحة.. من أكبر القطاعات التي تأثرت بعد الحرب.. بعد أن كان من أهم ماتوفره الدولة سابقاً للجنوبي العلاج المجاني.. وتتكفل من تحتاج حالته للسفر للخارج للعلاج.. أصبح الجنوبي اليوم يبيع بيته أو "دكانه" لكي يستطيع السفر للقاهرة للعلاج الاضطراري ! بربكم عن أي وحدة تتحدثون ؟!.
الوظائف.. هي معدومة خصوصا للجنوبيين.. مع أن المفترض بدولة الجنوب لولا الوحدة أن تستقدم عمالة.. لا أن لا يجد أبنائها وظائف ! ولا يمكن أن نغفل الحالة النفسية المتردية التي يعيشها الشاب الجنوبي.. الذي ولد وترعرع في دولة "الوحلة" ما كتبت الان هو غيض من فيض.. لذلك أصبح الحديث عن الوحدة لدينا نحن الجنوبيين مدعاة لأن يجلب لنا "الغثيان والصداع المزمن"
ثمانية عشر عاماً والمأساة مستمرة.. والوطن يئن.. لا يريد الشماليين أن يقتنعوا أن قضيتنا هي وطن.. لا لشئ إلا خوفا أن تخرج أعينهم من محاجرها.. لا خوفا على الوحدة.. بل خوفا على أكثر من سبعين بالمائة من ميزانية دولة "الوحلة" ولأنهم يعيشون بالجنوب على حساب الجنوبيين.. إذ يعيش الشماليين على أرضنا, والجنوبيين مهجرين ومشردين في أنحاء المعمورة.
آه يا وطني.. مهما طال ليل الاحتلال.. إن موعدنا صبح الحرية.. وإنا على عهدنا باقون.. مهما عربد المحتلون.
4/27/2012 شروق الحضرمي
هذا التاريخ المشؤوم, الذي وأد أحلام الوحدة الوردية بلا رجعة.. ثمانية عشر عاماً وكأن اعلان الحرب كان البارحة.. إذ لا يمكن أن يُمحى هذا التاريخ من وجدان من عاصر وقتها الفاجعة بالوطن ومن كبُر على وقع هذة الفاجعة, من كان طفلاً بالداخل لا أعتقد أن ذكريات شبح الحرب تفارقه فضلاً عن أن تُمحى من ذاكرة من هم أكبر منه سناً. ومن كان بالخارج طفلاً قد لا يذكر مجريات الحرب لكن كبُر على أصداء مخلفات هذة الحرب الظالمة على بلدنا ولن نغفر أو نسامح ماحيينا ولن يطوي طول الزمن على هذة الحرب مأساة وطن.. ذبحته هذة الحرب من الوريد إلى الوريد.. في هذا التاريخ بدأت النكبة الحقيقية لوطن لم يُفق بعد من وقع صراعات أبناءه التي بأذن الله دُفنت بلا رجعة..
ليجد نفسه هذا الوطن بين فكي عقلية قبلية لم تعرف التمدن يوما.. وحب السيطرة والاستحواذ والنهب المشرعن بالوحدة.. هذا هو حال الوطن مع المستعمرين الجدد.. لا يمكن أن يغيب عن ذهن الجنوبيين أحداث حرب 94 والطريقة البشعة التي التي تم بها الاستيلاء على مقدرات دولتنا "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيه" على الطريقة التترية بحجة أنها تابعة للحزب الاشتراكي ! كل ما استوليتم عليه أيها الغوغائيون هو ملك الشعب الجنوبي وليس الحزب الاشتراكي ! هذا الحزب الذي يتحمل الكثير ممن حمل لوائه, نكباتنا المتتالية..
وما يشعرنا بالقهر أنهم مارسوا بشبابهم سياسة فاشلة.. ويعودون الان ليمارسوا علينا مراهقة سياسية متأخرة جداً ! يكفي قرار الوحدة الاندماجية الخاطئ الذي لم يراعي إلا أحلام يقظتهم "سراب القومية العربية" الذي لازال الشعب الجنوبي بالداخل يدفع فاتورة هذا القرار "الأحمق" بعد أن دفع مسبقاً "حماقة" هذا القرار جنوبيي الخارج ! إذ لا ينسى أحد أنه أثناء غزو العراق للكويت تم بعد توقيع وحدة " الندامة " والجنوبيين رفضوا هذا العدوان السافر على الاراضي الكويتية.. لكن لأننا ضمن دولة النكبة.. أقصد الوحدة.. انقلبت أحوال جنوبيي الخارج في الخليج من عام 90 وإلى اليوم.. بعد أن كان الجنوبيين بالخليج بأفضل أحوالهم.
هذا القرار الخاطئ بالهروب للوحدة وتسليم البلد للمستعمرين الجدد "بل المخربين الجدد" دفع الثمن جنوبيي الداخل والخارج.. وهنا سأركز على الداخل.. إذ تم الاستيلاء على كل شئ بعد الحرب.. ومحاولة ممنهجة لصب جآم غضبهم من حرب 79.. إذ أسوء ما قاموا به هو النيل والتخلص من أقوى جيش على مستوى الجزيرة العربية وعلى مستوى الجيوش العربية, حين كان من القادمين من الشمال يطأ طئ الرأس أمام قادته "هذا ما سمعته أُذني حرفياً ممن عاش بالجنوب أيام دولتنا السابقة".
التعليم.. تعرض لعملية متعمدة للتجهيل فالتعليم في الجنوب أصبح قبل وبعد.. هذا حاله بعد حرب 94.. فالفرق التعليمي والثقافي واضح جدا بين جيل دولتنا السابقة وجيل "الوحلة" بل وأصبحت منح التعليم مقتصرة على الشماليين وآخر ماوصلني من مصائب ونكبات.. هو أن عدد الطلاب الجنوبيين على مستوى دولة "الوحلة" إلى ماليزيا هو ثلاثين طالب جنوبي من أصل قرابة الف وتسعمائة !.
الصحة.. من أكبر القطاعات التي تأثرت بعد الحرب.. بعد أن كان من أهم ماتوفره الدولة سابقاً للجنوبي العلاج المجاني.. وتتكفل من تحتاج حالته للسفر للخارج للعلاج.. أصبح الجنوبي اليوم يبيع بيته أو "دكانه" لكي يستطيع السفر للقاهرة للعلاج الاضطراري ! بربكم عن أي وحدة تتحدثون ؟!.
الوظائف.. هي معدومة خصوصا للجنوبيين.. مع أن المفترض بدولة الجنوب لولا الوحدة أن تستقدم عمالة.. لا أن لا يجد أبنائها وظائف ! ولا يمكن أن نغفل الحالة النفسية المتردية التي يعيشها الشاب الجنوبي.. الذي ولد وترعرع في دولة "الوحلة" ما كتبت الان هو غيض من فيض.. لذلك أصبح الحديث عن الوحدة لدينا نحن الجنوبيين مدعاة لأن يجلب لنا "الغثيان والصداع المزمن"
ثمانية عشر عاماً والمأساة مستمرة.. والوطن يئن.. لا يريد الشماليين أن يقتنعوا أن قضيتنا هي وطن.. لا لشئ إلا خوفا أن تخرج أعينهم من محاجرها.. لا خوفا على الوحدة.. بل خوفا على أكثر من سبعين بالمائة من ميزانية دولة "الوحلة" ولأنهم يعيشون بالجنوب على حساب الجنوبيين.. إذ يعيش الشماليين على أرضنا, والجنوبيين مهجرين ومشردين في أنحاء المعمورة.
آه يا وطني.. مهما طال ليل الاحتلال.. إن موعدنا صبح الحرية.. وإنا على عهدنا باقون.. مهما عربد المحتلون.