المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بخيتة ومبخوت - قصائد بالعامية الحضرمية ديوان شعري مميز للدكتور سعيد الجريري


وادي عمر
06-13-2012, 12:28 AM
بخيتة ومبخوت - قصائد بالعامية الحضرمية ديوان شعري مميز للدكتور سعيد الجريري

6/12/2012 المكلا اليوم / خاص
صدر بمدينة المكلا ديوان شعري ضم أربعين قصيدة بالعامية الحضرمية للشاعر د. سعيد الجريري رئيس اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا وأستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة حضرموت.
استهل الديوان بثلاثة أبيات للشاعر يقول فيها:
ما فهمت الأمّـة وخلّوني فحَس
يُمْنَى على يُسْرَى، كذا في زاويةْ

يتفرّجون وبعضهم عاده رفَس
ظهري ... وخلّوا هِمّتي متهاويةْْ

حذّرت في حذّرت من ميْدَعْ ملَس
لكن ما فهْمُوا ... وهاهيْ خاويةْ

ثم اعقبها بأبيات مختارة لخمسة من شعراء العامية المميزين: بوريا، بن
سبيتي، المحضار، باوزير، باحريز:

يقول بُورَيّا على حضرموت
لولَبْ من الرحمـن مَفروت
بُوريّا

يا الهاشمي نا جرَتْ لي عبارة
في بحر والبحر لي ما تبيّن غزاره
و صبرت صَبر الخشَب عالنجارة
عاحَد بَلْطة وعا دَقّ بالمسمار
عوض عبدالله بن سبيتي

كل العرَب قالت لولَبْ عليك افترت كل العرب قالت
لا تأمن الفالت لا ما وقع له ثبَت لا تأمن الفالت
مكّنْ عقالـه واحكُمْ عليه القيود
حسين أبوبكر المحضار

ياطَمْ منيحةْ معانا ماسكين القرون وغيرنا يحلبون
كُلْما تكلمت قالوا لي سكُتْ من تكون
قبلك عرَبُ يعرفون ما قدّر الله يكون
أحمد عبود باوزير

بغيت الصّدق والواقع سبولةْ خير من مَقْلَع
ونخلةْ ماتعشّي ضيف قعرْها لاتخلّيها
سعيد فرج باحريز

ومما ورد في غلاف الديوان:
يقول بوريّا على حضرموت لولب من الرحمن مفروت
بيت شهير ذائع في المتداول الشعري الشعبي الحضرمي، للشاعر (بُو ريّا)
الذي عاش بمدينة بور بوادي حضرموت حوالي القرن العاشر الهجري، كما يقول
المؤرخ عبد القادر الصبان. ولقد ألهم بيت (بو ريّا) الشعراء من بعده
فتناصّوا معه، بكيفيات مختلفة.
وفي السياق نفسه وجدتُني ألهج باللولب المفروت، وقد رأيت حضرموت تتقلب
بها المراحل، وكأن أبا ريّا يُطلّ من نافذة غيابه، ليراها، تنوء بلولب
مازال مفروتاً منذ القرن العاشر الهجري؛ فاتخذت "بخيتة" شخصيةً شعريةً
فنسبتها إلى "بوريّا"، في إحدى قصائد هذه المجموعة، توكيداً للقدر
الموصول في الأرحام، وجعلتها أنثى مبالغةً في توليد الحال القدَرية،
الشبيهة بقدَرية سيزيف وصخرته العتيدة، كما في الأسطورة المعروفة.
على هذه الخلفية انبنت قصيدة "بخيتة بنت بوريّا"، موصولةً بإعجابي
بتائيتين تجاوب فيهما الأستاذان محمد عبدالقادر بامطرف"بوعلي" وسالم محمد
مفلح "بوراشد"، مرت عليهما عقود، ترسّب منهما في قاع الوجدان إيقاع ظل
صداه يتردد هاجساً بقصيدةٍ مقترحة، تأجلت كثيراً، حتى انتظمت كما هي في
هذه المجموعة التي لم أجد لها عنواناً يفضل عنوانها هذا اللصيق ببخيتة
بنت بو ريّا.
أما القصائد الأخرى فهي في فلك هذه القصيدة تدور، لكنها ليست تنويعاً
عليها، فلكلٍّ منها سياقُها، وجوُّها، ومزاجُها، لكنني فيها جميعاً لا
أعدّ نفسي إلا محاولاً تجريب صوتي بين أصواتٍ وأصداء من كل جانب، هامشاً
رفيعاً على متون شعرية حضرمية جميلة.

وجاء في التعريف بالشاعر:
سعيد سالم الجريري أديب وأستاذ جامعي، من مواليد 1962بالديس الشرقية،
شغف بالشعر الشعبي صغيراً فلَهَجَ به وهو فتى في أجواء الغناء والرقصات
الشعبية التي كانت تؤدى في الأفراح والمناسبات والمواسم في (وادي عمر)،
وارتبط بأصدقاء يعشقون الفن والشعر والغناء، أمثال أنور الحوثري وأحمد بن
ربيد وعبدالصبور وعوض بن ساحب، وجرّب كتابة الأغنية فلحّن له الملحن
الراحل سالم سعيد جبران أول أغنية (خاف الله يا حبّوب تزعل بلا أسباب)
التي ذاعت نهاية سبعينيات القرن الماضي. ثم لـحّن له الفنانون بن ربيد
وبن ساحب وعلي سعيد علي وسعيد برويشد و الدكتور عبد الرب إدريس عدداً من
النصوص.
كَتب عدداً من المقدمات لدواوين شعرية عامية وفصيحة، وكُتُب معنية
بالتراث والثقافة الشعبية، فضلاً عن كتابته المقالات الصحفية في سياقات
ثقافية وأدبية وسياسية، في الصحافة المحلية والعربية والمواقع
الإلكترونية.
أسهم في تحرير مجلة (آفاق التراث الشعبي) التي حرص على إصدارها مع صديقه
الشاعر الناقد د. عبدالقادر باعيسى عن اتحاد الأدباء بالمكلا الذي يديران
سكرتاريته لدورتين منذ 2005، كما أسهم في تحرير مجلة آفاق الأدبية
الثقافية، وصحيفة الاتحاد (آفاق حضرموت الثقافية).
شارك في عدد من الملتقيات والمهرجانات الأدبية والثقافية المحلية والعربية.
صدر له:
(شعر البردوني دراسة أسلوبية -2004).
(أثر السياب في الشعر العربي الحديث – 2004).
(بلا غيبوبة : مقالات عن مفارقات القات وسنينه – 2010).

يشار إلى أن ديوان ( بخيتة ومبخوت ) بغلافه المميز الذي صممه حسام سعيد
(نجل الشاعر) , مزداناً بتشكيلات خطية بريشة الشاعر الخطاط نفسه، يعد
إضافة نوعية لدواوين الشعر العامي الحضرمي المعاصر، وفيه تجارب وأدوات
فنية جديدة، ويضم قصائد مختارة متسقة في مضامينها كتبها الشاعر خلال
الأعوام 1992 و 2006، وتمت طباعته بمطابع وحدين الحديثة للأوفست وتوزعه
دار حضرموت للدراسات والنشر بالمكلا.

من قصائد الديوان: ( حكومة باحريز):

وقدّم لها الشاعر بقوله: ( استمعت في مطلع يناير 1992م عبر إذاعة المكلا
إلى شكوى (خديجة) بنت الشاعر الشعبي الكبير الراحل سعيد فرج باحريز، من
تهديد الجهات المسؤولة بإخراجهم من المبنى الحكومي الذي لجؤوا إليه
متضررين من آثار أمطار 1989م، من دون أي تقدير لعائلة باحريز. ونسجاً على
منوال رائعته الشهيرة التي ذاع منها وأصبح عنواناً لها قوله:
بغيت الصدق والواقع سبولة خير من مقلع
ونخلة ما تعشي ضيف قعرها لا تخليــها
نظمتُ هذه الأبيات متخيلاً باحريز ينتفض في قبره ويلهج بهذه الكلمات التي
أجريتها على لسانه، وضمّنتها بعضاً من كلماته منصصة.
وقد أوردت بعض هذه الأبيات في مقالة صحفية عن شكوى بنت الراحل، نشرتها
حينئذٍ في صحيفة الشرارة الصادرة بالمكلا(عدد: 8 / يناير/ 1992م)،
بعنوان:(أبوذر الذي كان.. وحكومة باحريز):

" بغيت الصدق والواقع " خديجة سمّعت لَصْقَع
و لي به صَنْ متصـــيقع، أذانه با تصفّيهـا

عجَبْ بنت الحريزي يومها تشـكي لها أربع
ولو نا عِيْش يا قهراه .. با ســرّح قوافيها:

يتامَى يا عربْ ماشي مع مرحومهم مصنع
ولا خلّف لهـم في البايكة شـحنة بما فيها

ولا خلّف لهم روشان غير الشِّـعر لي أبدع
تصـاويره ، وعلَّى عا مبانيهـــا معانيها

وفي وادي الحِكَمْ عنده "سبولة خير من مقلع "
ونخلات الكرم طورين، قُوت الضيف زاحيها

وحاسِـبها "السبولة" باتعشّي الـدار لا ودّع
وقال: اسمي ... إذا تعكّت عليكم با يبتّيـها

أنا بوسـالم وصوتي يوطّي كَمْ ، وكَمْ يرفع
إذا تحمحمت نرقلهـا.. ونعكـرها نواحيها
*
وقع لي من "حصاة الواقعة" من قبل ما توقع
على روس اليـتامَى، ما قدرت البَرْ، نجفيها

ولي هم ذُخر في وهمي تناسوا والتهوا بقطع
وتبعوا الفــانية كلّين داوي في ملاهيهـا

وحد يفقع وحد يزمِـــل ويتنصّر ويتبرّع
وضحكوا يوم قلت: ترفعوا بانت " مناشيها "
ونسـيوا بوفـرج وسـعيد ومريزوق وربيّع
وضاع الصوت في الزحمة وفي حوسة ملاويها

ولاشي بي زعَل، راضي علَيْ ربي، ولي يشفع
محمد سـيّد الكونين... "أّولهــا وتاليـها"

ولكن البنيّة صوتهـا لعلـع.. ولم أهجــع
شكت من قلّة التقدير.. هل في الأرض واليها؟
*
جملت القول يالسامع ولا لي في بشَر مطمع
" خديجة" طوّلت تشـكي ولا سمعوا شكاويها

" خديجة" بنت بُوها خشمها كالسَّيف لي يقطع
وهــامة عالية.. ما يذلّها حـد أو يوطّيهـا

تدوّر حقّها ، ماشي بها فَرْغَةْ لعِبْ وشــبع
وتشكي يا عرب من ضيمــها.. حد با يلبّيها؟

حكومة تهمل المسكين ما باها، لها مدفــع
وإن هي تنقد البــاطل طلبت الله يحميـها

وصلُّوا عالنبي المقصود لي يقصده ما يرجع
و عا آلـه، عدد ما بلغت اخديجـة أمانيها