المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكارم الاخـــــــــــــلاق ... .... ...


حسن البار
01-09-2002, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(( مكارم الاخـــــــــلاق ))

يقول المولى جل وعلا في محكم التنزيل : { وإنك لعلى خلق عظيم } [ القلم 4 ] ....
وصف رباني سامي لاخلاق نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ...

سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: (( كان خلقه القرآن )) ...

وعن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير )) ...

عن أنس بن مالك قال: (( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أفٍ قط ، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً ولا عطراً كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ...

عن عبد الله بن عمر قال: (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فحاشاً ولا متفحشاً وكان يقول: خياركم أحسنكم أخلاقاً )) ...

عن أنس بن مالك قال: (( إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت )) ...

عن أنس بن مالك (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن وجهه ، ولم ير مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له )) ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) ....


عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : قلت لعائشة : (( كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله ؟ قالت : كان أحسن الناس خلقاً ، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ، ولا سخاباً في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح )) ....

عن أنس بن مالك قال :
(( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبته ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء )) ...

عن هارون بن رئاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ألا أخبركم بأحبكم إلي واقربكم مني ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : أحاسنكم أخلاقاً الموطؤن أكنافهم ، الذين يألفون ويؤلفون ، ثم قال : ألا أخبركم بأبغضكم إلى وأبعدكم مني ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الثرثارون ، المتشدقون ، المتفيهقون ، قالوا : يا رسول الله : قد عرفنا الثرثارون المتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون )) ...


وعندما وفدت ابنة حاتم الطائي و ذكرت أخلاق أبيها و أنه لم يرد طالب حاجة قط ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( خلوا عنها فإن أباها كانا يحب مكارم الأخلاق و الله يحب مكارم الأخلاق )) ....
فقام أبي بردة بن دينار فقال : يا رسول الله . الله عز و جل يحب مكارم الأخلاق ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( و الذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق )) ...


عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : )) إن أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقاً ، الموطأون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون . وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العنت )) ...

عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن أثقل ما وضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ) ...

عن عائشة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار )) ....

بابي أنت وامي يا رسول الله .... أرشدتنا وعلمتنا ونصحتنا وأوضحت لنا طريق النجاة ، فجزاك الله عنّا أفضل الجزاء ، فلنا فيك الأسوة الحسنة .
أنت قدوتنا في أخلاقنا وفي معاملاتنا ، وفي عباداتنا ، وفي جميع أمورنا ...
وجبت علينا طاعتك في كل ما جئت به ، فما قلت الا حقاً ، وما تفوهت الا وحياً ... " وما ينطق عن الهوى ، إن هو الا وحي يوحى " [ النجم 3-4 ] ...
ما أعظمك وما أجلّ شأنك أيها النبي الهاشمي القرشي ، وما أحسن أخلاقك ، وما أحلمك على أمتك ، وما أصبرك على طاعة ربك ، أدّبك ربك فأحسن ، صلاة ربي وسلامه عليك وعلى آل بيتك الابرار وصحابتك الاخيار ما تعاقب ليل بنهار ... ... ...

من تلك الاحاديث النبوية الشريفة التي أضيئت بها سطور هذا الموضوع يتأكد لنا أن مكارم الاخلاق من الأسس الهامة التي يجب ان يتحلى بها كل مسلم وكل مؤمن ... ... ...

إذن فأين نحن من هذه الاخلاق ... ؟؟؟
ليستعرض أحدنا يوما واحدا من أيامه ....
كيف كانت أخلاقه في بيته ؟ .. وكيف كانت في عمله ؟
كيف كان يتعامل مع اصدقائه ؟ .. وكيف كان يزن أموره طيلة يومه ؟
وكيف كان ؟ .. وكيف كان ؟ .. وكيف كان ؟؟؟ ... ... ...

هل كان ذاك المسيطر على هوى نفسه ؟ ،،،
هل كان متأدبا حسن الاخلاق في معاملاته وحديثه ؟ ,,,
هل كان محبا لاخوانه المسلمين ما أحبه لنفسه ؟ ,,,
هل أحترم من يكبره سنا وحنّ وعطف على من يصغره ؟ ,,,


أسئلة وأحوال تكرر كل يوم ... فمن منّا يعيها ، ويدرك معانيها ، ويستعرض مجرياتها ، ويتدبر ملابساتها ، ويصحح اخطاءها ، ويرقى باخلاقه الى مكارمها ، ويعلو بهممه الى أعاليها ... ... ... !!!

من وقتك خذ الدقائق المعدودة وأستعرض حالك مع الحقد والحسد ومع كل أمراض النفس الخبيثة ... ...
هل تتعذب عندما ترى نعمة انعمها الله على أحد أخوانك المسلمين ؟ ...
هل أدركت مخاطر هذه الامراض التي أبتلى الله بها كثيرا من خلقه ؟ ...
هل كنت مراعيا للارشادات والتوجيهات النبوية في تنقية نفسك وتوجيهها الى طريق الرشاد ، وابعادها من هذه العاهات الخبيثة والطرق الملتوية والمنحرفة ؟؟؟ ...
هل وطّنت نفسك على الاحسان الى من كل أساء اليك ؟؟؟ ...

أما تعلم أيها المغفل أنك عندما تعوّد لسانك على فاحش القول ، وقلبك على سوء الظن ، وجوارحك على البطش بعباد الله ، ونفسك على الكبر والغطرسة ، وهواك على الزلل والخطاء حتى وان بان لك الصواب ، أتعلم أيها المسكين أنك بهذا قد أطعت عدوك الشيطان الرجيم وعصيت خالقك الرحمن الرحيم ... ... ... !!!

ألم تدرك أيها الغافل أن سلوك ذاك الدرب المهلك جناية على نفسك في المقام الأول ... !!!
أما تعلم أن الجنة لا يدخلها ولا يشم رائحتها المتكبرون ... !!!
يا سبحان الله عجبا لأمرك وأي عجب .... !!!!!

ظلمت وما إلا لنفسك يا فتى ظلمت *** وظلم النفس من أقبح الوصف

سلفنا الصالح كانوا على جانب كبير من الاخلاق الحسنة ، والكظم للغيظ والعفو والمساحمة لكل من يسيء اليهم ويخطئ في حقهم ...

واذا أردنا سرد جزء يسير من قصصهم وأحوالهم ومكارم أخلاقهم سيحتاج منا ذلك الى مؤلفات كبيرة ومجلدات كثيرة وسنشاهدها اخلاقا نبوية محمدية سامية وعالية ....
ذل وانكسار للنفس ،، اعتراف بالتقصير في الطاعات ...
الحسنة أمام السئية ،، العفو والسماح للمخطئ ،، ودواليك ... !!!!

وقد أهتم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم بالتربية والتهذيب لأنفسهم ولمريديهم ومن في معيتهم ، ذلك قبل التلقي للعلوم ، فالسلوك والتزكية وتربية النفس وتنقيتها من الشوائب لا يتقدمها عندهم شئ ...

لهذا تراهم في كل أحوالهم يعترفون بالتقصير ولا يرون لأنفسهم حقا ولا شأنا ... فهذا أمامُنا الشافعي يقول :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعه
وأكره من بضاعته المعاصي *** وان كنا سواء في البضاعه
والآخر يقول :
(( يا رب ما معنا عمل ، وكسبنا كله زلل ، لكن لنا فيك أمل ، تحيي العظام الرامة )) ...
مع إن أحوالهم وأوقاتهم كلها في طاعة وعبادة لله ، وعلم وتعليم وأرشاد لعباد الله ...

وطنّ نفسك أخي الفاضل على مكارم الأخلاق وكنْ من أحاسن الناس أخلاقا الموطؤون اكنافا ، تصبح محبوبا لنبيك المصطفى وقريبا منه عليه الصلاة والسلام ...
كن على يقين بان مقامك سيرتفع أمام ربك ونبيك وعامة المسلمين ... ومن يعتقد أن في ذلك أهانة لنفسة ولكبريائها فهذا والعياذ بالله من تحسينات الشيطان ومن علامات الكبر والتعالي على الناس وهو أمر مذموم ومستقبح أجارنا الله وإياكم منــــــه ,,, ،،، ،،،

الشبامي
01-09-2002, 01:59 AM
درر والله درر

بارك الله فيك اخي صادق المحبه

نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمز الكمال في الأخلاق صلوات ربي وسلامه عليه

الاتجاه المعاكس
02-26-2006, 08:38 PM
جزيت خير يا البار 0

إحساس حضرمية
04-18-2010, 10:48 AM
"أشكرك أستاذنا الكريم الخلوق * حسن البار*على هذا الموضوع المهم القيم العظيم "
جزاك الله كـــل الخير.
"تقبل كل شكري وتقديري واحترامي"

غالي الأثمان
04-18-2010, 11:00 AM
زدني من هذه المواضيع أخي الكريم فوالله انها مؤثرة ياشيخ ، أخوك يطلبك الدعاء بالهداية.

باحرس1970
04-18-2010, 12:08 PM
سلمت عزيزي حسن لبار ووجب التثبيت لتعم الفايده الجميع اخيك باحرس

ابن شمال المملكة
04-27-2010, 11:48 AM
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لايهدي لاحسنها الى انت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها الا انت

نفع الله بك شيخنا حسن البار وجعلها في موازين حسناتك يوم القيامة

حسن البار
04-27-2010, 01:24 PM
درر والله درر

بارك الله فيك اخي صادق المحبه

نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمز الكمال في الأخلاق صلوات ربي وسلامه عليه



وهذه وقفة مميزة أخي المشرف العام بعد مرور هذه السنوات الطوال .

فمن العام 2002م وحتى العام 2010 م وقد أطال ربنا بنا الاعمار ، لنشاهد من يعيد هذه الذكريات وتلك السويعات وهاتيك الايام من خلال تثبيت هذا الموضوع من قبل المشرفين على هذه الزاوية فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، ولعله أخي الفاضل باحرس ، شكرا لكم سيدي على ظنكم الحسن فينا وفيما خططناه في زاويتكم المشرقة بايمانياتها ونورانياتها ونقاشاتها . هنئيا لنا بكم سيدي الكريم ، واختيار ابو صالح في مشرفيه دائما موفق ... ... ...

مثلي مثل بقية إخواني تصفحت هذه العبارات وجلّها من حديث المرشد والمنقذ والهادي عليه الصلاة والسلام . وفيها ارشادات نبوية مصطفوية الى هذا الأمر الذي يغفل عنه الكثير لينشغل بطاعات وعبادات يشوبها شي من التعالي والتكبّر يفسد منها الكثير من المعاني السامية والأجر الموعود .

عرفت في بعض أهلنا ومشائخنا وإخوننا بعض هذه المكارم وعكفت على تلك المدارس والدور علّني أنال منها ما يجعلني في معيتهم وصحبتهم . ويعلم الله صدق محبتنا لهم ولاخلاقهم والمرء مع من أحب . وهذا هو أملنا في الحياة .

الصمصومة
04-28-2010, 04:30 PM
إذن فأين نحن من هذه الاخلاق ... ؟؟؟
السلام عليكم
جزاك الله خيرو يسرالله امورك على هذا الموضوع المفيد

حسن البار
05-05-2010, 12:32 PM
"أشكرك أستاذنا الكريم الخلوق * حسن البار*على هذا الموضوع المهم القيم العظيم "
جزاك الله كـــل الخير.
"تقبل كل شكري وتقديري واحترامي"

أختي الكريمة :
هذا الموضوع كما اسلفت قديم جدا ، وأخوك أول المعنيين بامره . ولا زلنا في محاولات الرقي باخلاقنا والاقتداء بسيد الاكوان وحبيب الرحمن والصالحين من سلف هذه الأمة .

عباراتك لها مكانة في نفوسنا وستكون بإذن الله المحفز القوي لتهذيب اخلاقنا وتربية نفوسنا فلتشكري أختي إحساس حضرمية على تعقيبك ...

من السادة
11-14-2010, 05:45 AM
جزاك الله خيرا ياحبيب حسن على هذاالموضوع التربوي والأخلاق هي عماد شريعتنا الاسلامية
سيدي الحبيب اذا لم تتمسك الأمة بحسن مكارم خلق نبيها فإن انهيارها وفناءها لا محـــــالة
نــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــأل الله السلامة 0
تحياتي لمقامكم الكريم0

حسن البار
11-14-2010, 12:08 PM
جزاك الله خيرا ياحبيب حسن على هذاالموضوع التربوي والأخلاق هي عماد شريعتنا الاسلامية
سيدي الحبيب اذا لم تتمسك الأمة بحسن مكارم خلق نبيها فإن انهيارها وفناءها لا محـــــالة
نــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــأل الله السلامة 0
تحياتي لمقامكم الكريم0

من السادة :

أنت من خيرة السادة وقد سدت علينا بهذه الاخلاق والمحبة وفعل الخير .

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

الموضوع قديم جدا من العام 2002م . تنشيطكم له ستثابون عليه لان المتصفح سيجد بداخله كلام لرب العالمين وحديث لسيد المرسلين

كان دوري في ذلك دور الناقل لايتعداه .