amina
12-10-2005, 03:02 AM
هلم الى الدخول على الله، ومجاورته في دار السلام، بلا نصب ولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق وأسهلها. وذلك أنك في وقت بين وقتين، وهو في الحقيقة عمرك، وهو وقتك الحاضر ما مضى ومايستقبل. فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار.وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق، انما هو عمل قلب.وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب، ومتناعك ترك وراحة، ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته، وانما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك.فما مضى تصلحه بالتوبة،ومايستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية.وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب،ولكن الشان في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين،فان أضعته أضعت سعادتك ونجاتك،وان حفظته مع اصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم.وحفظه أشق من اصلاح ما قبله وما بعده،فان حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأغظم تحصيلا لسعادتها. وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت، فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك: اما الى الجنة، واما الى النار، فان اتخذت اليها سبيلا الى ربك ـ بلغت السعادة العظمى والفوز الاكبر في هذه المدة اليسيرة التي لانسبة لها الى الابد. وان اثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب،انقضت عنك بسرعة واعقبتك الالم العظيم الدائم، الذي مقاساته ومعاناته، أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفته الهوى لاجله