احمد سعيد
12-13-2005, 02:01 AM
الخميس 08 ديسمبر 2005
شرف الويسي
تؤكد سلطتنا الوطنية - أدام الله ظلها- باستمرار تمسكها بكل ما هو وطني، وعدائها لكل ما هو أجنبي باستثناء المساعدات للنهوض بالوطن، والشراكة في محاربة الإرهاب والفتن.
ومن هذا المنطلق، وهذا التوجه المبنيين على الثوابت والإيمان الراسخ بحب الوطن فإنها ترفض التدخل الخارجي لإصلاح الأوضاع الداخلية، وتعتبر ذلك مساسا بالسيادة الوطنية، وخطاً أحمراً أو أصفراً، وأزرقاً، وتؤكد كذلك إن أي إصلاح، أو تصالح، أو مصالحة يجب أن «ينبع» من الداخل، وبناء على هذا المفهوم للإصلاح الذي يجب كما تقول سلطتنا الوطنية أن ينبع من الداخل وانطلاقاً من مسؤولياتها الآنية والمستقبلية واستشعاراً بخطورة الظروف الراهنة والتي في طريقها لأن تكون راهنة ومرتهنة «نبعت» الأحزاب المتجمعة تحت خيمة اللقاء المشترك بمشروع لخصت فيه العلل والمصائب المخيمة على البلاد والعباد - من ذكور وإناث - بسبب الاستخدام السيئ للسلطة وانتقال الفيران من سد مأرب إلى خزينة المال العام، وحددت العلاج المناسب لتلك العلل وطريقة استعماله.
ولكن ما كاد المشروع المقترح ينشر في بعض الصحف الأهلية وما تبقى من الصحف الحزبية حتى جن جنون الملتصقين بسلطتنا العزيزة - شد الله من أزرها، وعززها بالصبر على المكاره، ودفع عنها مغالاة المغالين في حبها، الواضعين غشاوة على عيونها - وانبرى هؤلاء كلاً بوسيلته وعلى شكل متوالية عددية، منهم من أطل من نافذة حزبية عبر وسائل رسمية، ومنهم من قذف بلهب مشتعل من داخل مجلس النواب عابر للحارات، ومنهم من أطلق الرصاص المطاطي والمسيل للدموع من خلال الصحف الحكومية إلى حد أن بعضها كان يصل إلى القراء وشم البارود ينبعث منها وجميعهم التقوا عند قاسم مشترك ضد أحزاب المشترك ملخصه وفحواه أن المبادرة الإصلاحية حملت في طياتها ومضامينها ومصطلحاتها وأبوابها ونوافذها سماً زعافا سيصيب الوطن في مقتل.. كل أسلحة الدمار الشامل تهون مقارنة به.
وطالب هؤلاء - ومن منطلق خوفهم على الوطن- بضرورة تشكيل محاكم مستعجلة تنعقد بصورة أكثر استعجالاً لمحاكمة الذين تبنوا مشروع الإصلاحات السياسية ولولا هجمة البرد القارس وتحذير مركز الإرصاد من حدوث موجة صقيع فضيع ستهب على البلاد خلال هذه الأيام كان هؤلاء سينظمون مسيرات تجوب شوارع المدن - طبعاً بدون ترخيص باعتبار الداعين لها "يحتلون" مواقع رفيعة وغليظة في مجلس النواب والحكومة، تطالب بسرعة إلقاء القبض على المتهمين الذين شعبوا يفعلوا مشروع إصلاحات وكأن البلاد ما بش فيها قوانين ودستور وتسليمهم إلى المحاكم لمحاكمتهم قبل أن يجف حبر مبادرتهم وضبطهم وهم متلبسون بالجرم المشهود.. وهكذا هي الديمقراطية اليمنية خلط الرسمي بالحزبي، والعام بالخاص، والغث بالسمين، والغنمي بالبقري، وعلى ضوء هذا الخلط الديمقراطي اقترح بعض المراقبين ممن يحبون الخلط بأن تخلط البقية الباقية من أحزاب المعارضة التي لم تصل إليها مكينة التفريخ (وجالسة تسوي لها فضول) تخلط مع بعضها وتعصر في خلاطة من نوع "موت ليكس" وتقدم على شكل مشروب يتناوله أعضاء المؤتمر الشعبي قبل كل دورة انتخابية بحيث يتخلصون من وجع الرأس الذي تسببه هذه الأحزاب، وسأكون من ضمن من سيتناول هذه الخلطة باعتباري أحد أعضاء المؤتمر "لكن مش فاعل فاعل" ولن أتخلى عن انتمائي إليه لأنه حزبي المفضل وقد يقول قائل كيف أكون مؤتمرياً وفي الوقت ذاته انقد المؤتمر فأقول -والله على ما أقول شهيد- إنما انقد سلوك أشخاص وممارساتهم التي شوهت بالمؤتمر وهذا الخلط في الانتماء والنقد جائز، والناس على دين أحزابهم.
والخلاصة نحن أمام وضع عجيب وسلطتنا الوطنية لا عندها استعداد تصلح الأوضاع وتتخلص من الخلط والخليط ولا هي مستعدة تقبل مقترحات لا من الداخل ولا من الخارج ولا حتى من الفضاء الخارجي، يعني ديمقراطية على طريقة:
اجلسوا جنبي ولا تلمسوني، ولا تشلوني ولا تطرحوني.
شرف الويسي
تؤكد سلطتنا الوطنية - أدام الله ظلها- باستمرار تمسكها بكل ما هو وطني، وعدائها لكل ما هو أجنبي باستثناء المساعدات للنهوض بالوطن، والشراكة في محاربة الإرهاب والفتن.
ومن هذا المنطلق، وهذا التوجه المبنيين على الثوابت والإيمان الراسخ بحب الوطن فإنها ترفض التدخل الخارجي لإصلاح الأوضاع الداخلية، وتعتبر ذلك مساسا بالسيادة الوطنية، وخطاً أحمراً أو أصفراً، وأزرقاً، وتؤكد كذلك إن أي إصلاح، أو تصالح، أو مصالحة يجب أن «ينبع» من الداخل، وبناء على هذا المفهوم للإصلاح الذي يجب كما تقول سلطتنا الوطنية أن ينبع من الداخل وانطلاقاً من مسؤولياتها الآنية والمستقبلية واستشعاراً بخطورة الظروف الراهنة والتي في طريقها لأن تكون راهنة ومرتهنة «نبعت» الأحزاب المتجمعة تحت خيمة اللقاء المشترك بمشروع لخصت فيه العلل والمصائب المخيمة على البلاد والعباد - من ذكور وإناث - بسبب الاستخدام السيئ للسلطة وانتقال الفيران من سد مأرب إلى خزينة المال العام، وحددت العلاج المناسب لتلك العلل وطريقة استعماله.
ولكن ما كاد المشروع المقترح ينشر في بعض الصحف الأهلية وما تبقى من الصحف الحزبية حتى جن جنون الملتصقين بسلطتنا العزيزة - شد الله من أزرها، وعززها بالصبر على المكاره، ودفع عنها مغالاة المغالين في حبها، الواضعين غشاوة على عيونها - وانبرى هؤلاء كلاً بوسيلته وعلى شكل متوالية عددية، منهم من أطل من نافذة حزبية عبر وسائل رسمية، ومنهم من قذف بلهب مشتعل من داخل مجلس النواب عابر للحارات، ومنهم من أطلق الرصاص المطاطي والمسيل للدموع من خلال الصحف الحكومية إلى حد أن بعضها كان يصل إلى القراء وشم البارود ينبعث منها وجميعهم التقوا عند قاسم مشترك ضد أحزاب المشترك ملخصه وفحواه أن المبادرة الإصلاحية حملت في طياتها ومضامينها ومصطلحاتها وأبوابها ونوافذها سماً زعافا سيصيب الوطن في مقتل.. كل أسلحة الدمار الشامل تهون مقارنة به.
وطالب هؤلاء - ومن منطلق خوفهم على الوطن- بضرورة تشكيل محاكم مستعجلة تنعقد بصورة أكثر استعجالاً لمحاكمة الذين تبنوا مشروع الإصلاحات السياسية ولولا هجمة البرد القارس وتحذير مركز الإرصاد من حدوث موجة صقيع فضيع ستهب على البلاد خلال هذه الأيام كان هؤلاء سينظمون مسيرات تجوب شوارع المدن - طبعاً بدون ترخيص باعتبار الداعين لها "يحتلون" مواقع رفيعة وغليظة في مجلس النواب والحكومة، تطالب بسرعة إلقاء القبض على المتهمين الذين شعبوا يفعلوا مشروع إصلاحات وكأن البلاد ما بش فيها قوانين ودستور وتسليمهم إلى المحاكم لمحاكمتهم قبل أن يجف حبر مبادرتهم وضبطهم وهم متلبسون بالجرم المشهود.. وهكذا هي الديمقراطية اليمنية خلط الرسمي بالحزبي، والعام بالخاص، والغث بالسمين، والغنمي بالبقري، وعلى ضوء هذا الخلط الديمقراطي اقترح بعض المراقبين ممن يحبون الخلط بأن تخلط البقية الباقية من أحزاب المعارضة التي لم تصل إليها مكينة التفريخ (وجالسة تسوي لها فضول) تخلط مع بعضها وتعصر في خلاطة من نوع "موت ليكس" وتقدم على شكل مشروب يتناوله أعضاء المؤتمر الشعبي قبل كل دورة انتخابية بحيث يتخلصون من وجع الرأس الذي تسببه هذه الأحزاب، وسأكون من ضمن من سيتناول هذه الخلطة باعتباري أحد أعضاء المؤتمر "لكن مش فاعل فاعل" ولن أتخلى عن انتمائي إليه لأنه حزبي المفضل وقد يقول قائل كيف أكون مؤتمرياً وفي الوقت ذاته انقد المؤتمر فأقول -والله على ما أقول شهيد- إنما انقد سلوك أشخاص وممارساتهم التي شوهت بالمؤتمر وهذا الخلط في الانتماء والنقد جائز، والناس على دين أحزابهم.
والخلاصة نحن أمام وضع عجيب وسلطتنا الوطنية لا عندها استعداد تصلح الأوضاع وتتخلص من الخلط والخليط ولا هي مستعدة تقبل مقترحات لا من الداخل ولا من الخارج ولا حتى من الفضاء الخارجي، يعني ديمقراطية على طريقة:
اجلسوا جنبي ولا تلمسوني، ولا تشلوني ولا تطرحوني.