حد من الوادي
04-10-2013, 12:55 AM
حكاية البترول في حضرموت ( الجزء الأول)
09/04/2013 08:09:18
هشام علي السقاف
هذه مقتطفات من كتاب ( محمد جبريل ) بعنوان : /مدينة المهاجرين " حضرموت"/ ، صدر مطلع ستينيات القرن الماضي عن سلسلة ( كتب قومية ) .. يقول المؤلف في فصل : حدوتة .. اسمها البترول ما يلي :
" إن تدفق البترول في أراضي حضرموت ، ليس قشة تنقذ الغريق ، ولكنه حلم أسطوري رائع عاش في أدق تفاصيله كل أبناء حضرموت .. وقد ظهر تشبث أبناء المنطقة بحلمهم الأسطوري في الالتزامات التي طالبوا بأن تفرض على أي شركة تحصل على امتياز التنقيب . هذه الالتزامات هي :
1) استخدام موظفين وعمال من جنوب الجزيرة وسائر الأقطار العربية و تراعى النسب الآتية :
أ) لا يقل عدد الموظفين والعمال من داخل حضرموت والجنوب العربي بما فيها منطقة الامتياز عن (70) في المائة .
ب) لا يقل عدد العمال والموظفين خارج الجنوب العربي وفي معامل تكرير البترول التابعة للشركة من البلاد العربية عن (30) في المائة .
ت) يتمتع الموظفون والعمال الفنيون الوطنيون علاوة على ما سبق بجميع الحقوق التي يتمتع بها موظفو الشركة الأجانب الذين لهم نفس المؤهلات والمسئوليات بما في ذلك منح تذاكر السفر في الإجازات وكذا شراء الحاجيات من مستودعات الشركة Canteen التي تباع بأسعار مخفضة وغير ذلك من حقوق الموظفين .
-خث) على الشركة ــ بعد التفاهم مع الحكومتين [ يقصد السلطنتين القعيطية و الكثيرية ] ــ إعداد برنامج لتدريب الموظفين والعمال على جميع مراحل صناعة البترول وإيفاد المتفوقين إلى الخارج لإكمال دراستهم العليا .
2) على الشركة أن تحضر ما لا يقل عن آلتي حفر تعملان بصورة متواصلة و أن تأخذ الاحتياطات اللازمة الفنية لحفظ الغاز من الضياع و أن تأخذ التدابير للطوارئ كالحريق وغيرها ومن أحدث الطرق المتبعة .
3) عندما يبلغ إنتاج الزيت ثلاثين ألف برميل يوميا عيار كل برميل 42 جالونا ويستمر ذلك لمدة 30 يوما يلزم على الشركة إنشاء معمل لتكرير البترول و مشتقاته خلال عامين في داخل منطقة الامتياز يستوعب 15 في المائة من مجموع البترول المستخرج... وإذا بلغ الإنتاج 75 ألف برميل يوميا ويستمر ذلك لمدة 60 يوما يلزم على الشركة التوسع بإنشاء معمل أو معامل تكفي لتكرير 15% من مجموع البترول المستخرج .
4) يجب أن يقيم المدير أو المديرون للشركة وكذا جميع السجلات والدفاتر وحسابات الشركة في داخل حضرموت بما في ذلك منطقة الامتياز وتعتبر المركز الرئيسي للشركة .-
5) عندما يستمر الإنتاج المذكور في المادة (3) الفقرة (أ) ويستخرج لمدة أربع سنوات تتخلى الشركة بصورة آلية عن عشرين في المائة من مجموع مساحة الأرض التي منح الامتياز فيها .
6) على الشركة أن تكيل و تقيس البترول ومشتقاته بالمكاييل و المقاييس الدقيقة المعتادة لدى الشركات العالمية للبترول وإذا رأت الشركة أن تبدل مكيالا أو ميزانا فعليها إشعار ممثلي الحكومتين قبل مدة لا تقل عن 30 يوما .. وفي جميع مراحل الوزن و الكيل لا بد من حضور ممثلي الحكومتين .
7) عند بيع الشركة منتجاتها في الجنوب العربي تعطي الأسبقية للشركات و الأفراد الوطنيين لبيع المنتجات بأسعار المثل ... إذا لم تكفِ وسائل النقل التابعة للشركة لنقل البترول وغيره فعليها نقل الفائض على شركات النقل الوطنية .
تلتزم الحكومتان بحفظ الأمن لرجال الشركة و ممتلكاتها و معداتها داخل منطقة الامتياز وخارجها بتشكيل قوة بوليسية مشتركة توزع على المراكز و المخافر والمطارات والمحطات و الأنابيب وغيرها ، وعلى الشركة إنشاء المخافر و المراكز والسكن اللازم لسكنى رجال الأمن والموظفين وكذا على الشركة تقديم رواتبهم و معاشاتهم المعتادة لمثلهم بدفع ذلك للحكومتين و بواسطتها تدفع الرواتب و يرقّى الضباط و غير ذلك من شئونهم العامة والخاصة .
9) ممنوع على الشركة و موظفيها التدخل بأي صورة مباشرة أو غير مباشرة في الشئون السياسية للحكومتين ... و ممنوع على الشركة و موظفيها استيراد الأسلحة النارية أو حيازتها على أنه في الحالات الفردية وبعد تقديم طلب كتابي إلى ممثلي الدولتين ، يمكن السماح باستعمال مسدس أو بندقية لطالبه إذا اقتنع بوجاهة الطلب ويجوز رفض الطلب بدون إبداء أي سبب .
10)
لا يجوز للشركة و لا لموظفيها القيام بأي نشاط أو دعاية دينية ( تبشيرية) أو مذهبية أو سياسية .
أ) تخضع المدارس والمعاهد التي تقيمها الشركة لإشراف مديرية معارف الدولتين .
ب) تحدد التواريخ وكل مدة الزمن المذكورة في هذه الاتفاقية بحسب التقويم الشمسي.
11) عند حدوث ظروف استثنائية بما في ذلك نشوب الحرب أو حدوث نقص في إنتاج البترول ومشتقاته فللحكومتين الحق في الاستيلاء على البترول لسد حاجة البلاد وعلى الحكومتين التعويض الكامل للشركة .
12) على الشركة أن ترفع علمي الدولتين في دوائرها ومراكزها ومطاراتها بصورة دائمة .
13) للشركة الحق إذا رغبت في التنازل عن حقوقها أو امتيازاتها ولكن ليس لها المطالبة بأي تعويض.. كما لا يجوز أن تقوم بنقل أو إتلاف أي جهاز أو بناية أو خزان مما أحضرته أو صنعته وهي المسئولة عن حدوث أي ضرر مقصود وعليها التعويض الكامل وعليها إشعار الحكومتين قبل 60 يوما في حالة التخلي عن الامتياز.
أ) إذا وصل الإنتاج إلى الدرجة التجارية المذكورة في المادة (3) الفقرة (أ) للحكومتين إذا رغبتا أن تحصلا على 16 في المائة من الزيت المستخرج و مشتقاته عينا ، ويلزم تسليم ذلك على ظهر الباخرة ( فوب) في أحد موانئ حضرموت ، كما يلزم تسليم الإسفلت و يكون معبأ في البراميل أو أوعية أخرى يتفق عليها في ميناء حضرمي تعينه الدولتان .
18) إذا حدث إشكال في تغيير مادة أو بند بين الشركة و الحكومتين ولم يتفق عليه ، يحال النزاع إلى أربعة محكمين تختار الشركة اثنين ، وتختار الحكومتان اثنين خلال 60 يوما ، و يكون ذلك داخل حضرموت .. و إذا لم يتفق الطرفان يحال النزاع خلال 120 يوما إلى محكمة العدل الدولية ، وما تصدره يلتزم الطرفان بقبوله .
كل أبناء حضرموت قد أعدوا هذه الالتزامات ، و أعلنوها .. ولم يكن ممثلو أي شركة قد وصلوا إلى حضرموت بعد .. و لم تكن الحقيقة قد اكتملت : هل البترول في حضرموت واقع تخفيه في ترابها الأرض الجدباء ؟؟ أم إنه مجرد حدوتة جميلة لا تختلف عن عشرات الحواديت التي تناقلها أبناء حضرموت عبر تاريخهم الطويل ؟؟ و رواها العالم بعدهم ، ثم كانوا هم أول من يصدقها ؟؟ "
انتهى هنا النص المقتطف من كتاب ( مدينة المهاجرين " حضرموت" ) للمؤلف محمد جبريل ، الصادر مطلع ستينيات القرن الماضي .. سأكمل في الجزء الثاني حكاية البترول في حضرموت كاشفا أسماء المفاوضين الحضارمة مع شركة ( بان أمريكان ) و تفاصيل أخرى ، ليس فقط لتعميم أو إعمام التاريخ بل للعظة و العبرة من دروس خطها آباؤنا في زمن ليس ببعيد عنّا: 1959م !!!!
09/04/2013 08:09:18
هشام علي السقاف
هذه مقتطفات من كتاب ( محمد جبريل ) بعنوان : /مدينة المهاجرين " حضرموت"/ ، صدر مطلع ستينيات القرن الماضي عن سلسلة ( كتب قومية ) .. يقول المؤلف في فصل : حدوتة .. اسمها البترول ما يلي :
" إن تدفق البترول في أراضي حضرموت ، ليس قشة تنقذ الغريق ، ولكنه حلم أسطوري رائع عاش في أدق تفاصيله كل أبناء حضرموت .. وقد ظهر تشبث أبناء المنطقة بحلمهم الأسطوري في الالتزامات التي طالبوا بأن تفرض على أي شركة تحصل على امتياز التنقيب . هذه الالتزامات هي :
1) استخدام موظفين وعمال من جنوب الجزيرة وسائر الأقطار العربية و تراعى النسب الآتية :
أ) لا يقل عدد الموظفين والعمال من داخل حضرموت والجنوب العربي بما فيها منطقة الامتياز عن (70) في المائة .
ب) لا يقل عدد العمال والموظفين خارج الجنوب العربي وفي معامل تكرير البترول التابعة للشركة من البلاد العربية عن (30) في المائة .
ت) يتمتع الموظفون والعمال الفنيون الوطنيون علاوة على ما سبق بجميع الحقوق التي يتمتع بها موظفو الشركة الأجانب الذين لهم نفس المؤهلات والمسئوليات بما في ذلك منح تذاكر السفر في الإجازات وكذا شراء الحاجيات من مستودعات الشركة Canteen التي تباع بأسعار مخفضة وغير ذلك من حقوق الموظفين .
-خث) على الشركة ــ بعد التفاهم مع الحكومتين [ يقصد السلطنتين القعيطية و الكثيرية ] ــ إعداد برنامج لتدريب الموظفين والعمال على جميع مراحل صناعة البترول وإيفاد المتفوقين إلى الخارج لإكمال دراستهم العليا .
2) على الشركة أن تحضر ما لا يقل عن آلتي حفر تعملان بصورة متواصلة و أن تأخذ الاحتياطات اللازمة الفنية لحفظ الغاز من الضياع و أن تأخذ التدابير للطوارئ كالحريق وغيرها ومن أحدث الطرق المتبعة .
3) عندما يبلغ إنتاج الزيت ثلاثين ألف برميل يوميا عيار كل برميل 42 جالونا ويستمر ذلك لمدة 30 يوما يلزم على الشركة إنشاء معمل لتكرير البترول و مشتقاته خلال عامين في داخل منطقة الامتياز يستوعب 15 في المائة من مجموع البترول المستخرج... وإذا بلغ الإنتاج 75 ألف برميل يوميا ويستمر ذلك لمدة 60 يوما يلزم على الشركة التوسع بإنشاء معمل أو معامل تكفي لتكرير 15% من مجموع البترول المستخرج .
4) يجب أن يقيم المدير أو المديرون للشركة وكذا جميع السجلات والدفاتر وحسابات الشركة في داخل حضرموت بما في ذلك منطقة الامتياز وتعتبر المركز الرئيسي للشركة .-
5) عندما يستمر الإنتاج المذكور في المادة (3) الفقرة (أ) ويستخرج لمدة أربع سنوات تتخلى الشركة بصورة آلية عن عشرين في المائة من مجموع مساحة الأرض التي منح الامتياز فيها .
6) على الشركة أن تكيل و تقيس البترول ومشتقاته بالمكاييل و المقاييس الدقيقة المعتادة لدى الشركات العالمية للبترول وإذا رأت الشركة أن تبدل مكيالا أو ميزانا فعليها إشعار ممثلي الحكومتين قبل مدة لا تقل عن 30 يوما .. وفي جميع مراحل الوزن و الكيل لا بد من حضور ممثلي الحكومتين .
7) عند بيع الشركة منتجاتها في الجنوب العربي تعطي الأسبقية للشركات و الأفراد الوطنيين لبيع المنتجات بأسعار المثل ... إذا لم تكفِ وسائل النقل التابعة للشركة لنقل البترول وغيره فعليها نقل الفائض على شركات النقل الوطنية .
تلتزم الحكومتان بحفظ الأمن لرجال الشركة و ممتلكاتها و معداتها داخل منطقة الامتياز وخارجها بتشكيل قوة بوليسية مشتركة توزع على المراكز و المخافر والمطارات والمحطات و الأنابيب وغيرها ، وعلى الشركة إنشاء المخافر و المراكز والسكن اللازم لسكنى رجال الأمن والموظفين وكذا على الشركة تقديم رواتبهم و معاشاتهم المعتادة لمثلهم بدفع ذلك للحكومتين و بواسطتها تدفع الرواتب و يرقّى الضباط و غير ذلك من شئونهم العامة والخاصة .
9) ممنوع على الشركة و موظفيها التدخل بأي صورة مباشرة أو غير مباشرة في الشئون السياسية للحكومتين ... و ممنوع على الشركة و موظفيها استيراد الأسلحة النارية أو حيازتها على أنه في الحالات الفردية وبعد تقديم طلب كتابي إلى ممثلي الدولتين ، يمكن السماح باستعمال مسدس أو بندقية لطالبه إذا اقتنع بوجاهة الطلب ويجوز رفض الطلب بدون إبداء أي سبب .
10)
لا يجوز للشركة و لا لموظفيها القيام بأي نشاط أو دعاية دينية ( تبشيرية) أو مذهبية أو سياسية .
أ) تخضع المدارس والمعاهد التي تقيمها الشركة لإشراف مديرية معارف الدولتين .
ب) تحدد التواريخ وكل مدة الزمن المذكورة في هذه الاتفاقية بحسب التقويم الشمسي.
11) عند حدوث ظروف استثنائية بما في ذلك نشوب الحرب أو حدوث نقص في إنتاج البترول ومشتقاته فللحكومتين الحق في الاستيلاء على البترول لسد حاجة البلاد وعلى الحكومتين التعويض الكامل للشركة .
12) على الشركة أن ترفع علمي الدولتين في دوائرها ومراكزها ومطاراتها بصورة دائمة .
13) للشركة الحق إذا رغبت في التنازل عن حقوقها أو امتيازاتها ولكن ليس لها المطالبة بأي تعويض.. كما لا يجوز أن تقوم بنقل أو إتلاف أي جهاز أو بناية أو خزان مما أحضرته أو صنعته وهي المسئولة عن حدوث أي ضرر مقصود وعليها التعويض الكامل وعليها إشعار الحكومتين قبل 60 يوما في حالة التخلي عن الامتياز.
أ) إذا وصل الإنتاج إلى الدرجة التجارية المذكورة في المادة (3) الفقرة (أ) للحكومتين إذا رغبتا أن تحصلا على 16 في المائة من الزيت المستخرج و مشتقاته عينا ، ويلزم تسليم ذلك على ظهر الباخرة ( فوب) في أحد موانئ حضرموت ، كما يلزم تسليم الإسفلت و يكون معبأ في البراميل أو أوعية أخرى يتفق عليها في ميناء حضرمي تعينه الدولتان .
18) إذا حدث إشكال في تغيير مادة أو بند بين الشركة و الحكومتين ولم يتفق عليه ، يحال النزاع إلى أربعة محكمين تختار الشركة اثنين ، وتختار الحكومتان اثنين خلال 60 يوما ، و يكون ذلك داخل حضرموت .. و إذا لم يتفق الطرفان يحال النزاع خلال 120 يوما إلى محكمة العدل الدولية ، وما تصدره يلتزم الطرفان بقبوله .
كل أبناء حضرموت قد أعدوا هذه الالتزامات ، و أعلنوها .. ولم يكن ممثلو أي شركة قد وصلوا إلى حضرموت بعد .. و لم تكن الحقيقة قد اكتملت : هل البترول في حضرموت واقع تخفيه في ترابها الأرض الجدباء ؟؟ أم إنه مجرد حدوتة جميلة لا تختلف عن عشرات الحواديت التي تناقلها أبناء حضرموت عبر تاريخهم الطويل ؟؟ و رواها العالم بعدهم ، ثم كانوا هم أول من يصدقها ؟؟ "
انتهى هنا النص المقتطف من كتاب ( مدينة المهاجرين " حضرموت" ) للمؤلف محمد جبريل ، الصادر مطلع ستينيات القرن الماضي .. سأكمل في الجزء الثاني حكاية البترول في حضرموت كاشفا أسماء المفاوضين الحضارمة مع شركة ( بان أمريكان ) و تفاصيل أخرى ، ليس فقط لتعميم أو إعمام التاريخ بل للعظة و العبرة من دروس خطها آباؤنا في زمن ليس ببعيد عنّا: 1959م !!!!