تحركات البيض الدبلوماسية في بيروت تثير قلق صنعاء

[حد من الوادي]

الثلاثاء 30 أبريل 2013 07:08 مساءً

تحركات البيض الدبلوماسية في بيروت تثير قلق صنعاء

خليج عدن/ محمد الديلمي

شهدت بيروت خلال الايام القليلة الماضية تحرك دبلوماسي نشط للرئيس الجنوبي علي سالم البيض بدءا بلقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور في مكتبة بوزارة الخارجية اللبنانية في 30 مارس / آذار الماضي والتي حظيت بتغطية إعلامية في التلفزة اللبنانية الرسمية.

ولحقتها سلسلة لقاءات رسمية بسفراء عرب وأجانب معتمدين لدى الجمهورية اللبنانية وفي الوقت التي حظيت بعض اللقاءات بتغطية إعلامية عند سماح بعض السفراء الا ان بعض منهم كما أفادت مصادرنا فضل عدم نشرها تجنبا لأي إحراج تواجهه دولهم لدى الحكومة اليمنية.

ولعل ابرز الزيارة الدبلوماسية التي اثارت الكثير من التساؤلات هي زيارة الرئيس البيض للسفير المصري والسفير الجزائري وسفيرة فنزويلا والسفيرة السويسرية المعتمدين لدى دولة لبنان والتي غطتها وسائل الإعلام التابعة للحراك الجنوبي ووصفتها بلقاءات رسمية ناجحة.

وقال الإعلامي أحمد الربيزي مسئول في مكتب الرئيس البيض في بيروت ((ان هذه القاءات تأتي ضمن الجهود التي يبذلها الرئيس البيض لشرح قضية شعب الجنوب وتحميل السفراء والمسئولين الذي يلتقيهم رسائل خاصة لرؤوساء دولهم تضعهم أمام آخر التطورات على الساحة الجنوبية ومعاناة الشعب الجنوبي الرافض للحلول المنقوصة التي لا تلبي حقه في تحرير أرضه من الاحتلال ,وتشرح لهم المعاناة اليومية من خلال القتل وسفك الدماء التي يرتكبها نظام صنعاء بحق شعب الجنوب بدم بارد ومطالبا دولهم بتحمل مسئوليتهم الإنسانية تجاه شعبا يرزح تحت أسواء احتلال عرفته البشرية.))

وأكد (الربيزي) ((ان هناك كثير من اللقاءات التي فضل بعض السفراء والدبلوماسيين والسياسيين (عرب وأجانب) على عدم تناولها إعلاميا وهي كثيرة وتقع ضمن الجهود المتواصلة .. مؤكدا ان هذا التحرك سيستمر خلال الفترة القادمة.))

وقال المسئولي في مكتب الرئيس البيض ((ان هذا التحرك ياتي بعد خمس مليونيات نظمها الحراك الجنوبي السلمي في عدن والتي اسمعت العالم مطالبها العادلة ونحن هنا نراها بداية لاستجابات وتحركات أكثر ستشهدها الدوبلوماسية الجنوبية في الأيام القادمة.))

وحول نتائجها قال الربيزي (( هناك نتائج ايجابية وهناك تفهم كبير حول مطالب شعب الجنوب من خلال نضالاته السلمي التي فرضت على الجميع التعامل معها بجدية سياسيا وإنسانيا))

وفي الوقت الذي قال مراقبين الى ان الرئيس البيض قد اتجه الى دول (مجموعة بريكس) الا أن لقاءه بسفراء ومسئولين من خارج هذه المجموعة قد أربكت المراقبين وأزعجت نظام صنعاء وكانت الدبلوماسية اليمنية في صنعاء قد شهدت تحركات مكثفة كانت تهدف الى تضييق الخناق على الجنوبيين في الخارج وتستهدف أغلاق منابرهم الإعلامية الا أنها كما قال مراقبون لم تفلح .

[حد من الوادي]

الجنوب:آمال وتطلعات توحيد الصفوف ورسم آفاق المستقبل

5/1/2013 صالح سعيد بامطرف


كثر الحديث وتناولت وسائل الإعلام المختلفة مسألة عقد لقاء جنوبي – جنوبي أو مؤتمر جنوبي يتم من خلاله إيجاد موقف سياسي موحد داعما لنضال الشعب الجنوبي المكافح في سبيل الحرية والاستقلال واستعادة دولته, والاتفاق على قيادة موحدة تعمل على التسريع لتحقيق هذا الهدف وتتحرك إقليميا وعربيا ودوليا. لقد طال أمد تحقيق مثل هذا الانسجام والتناغم بين تطلعات الداخل وتحركات الخارج لتلبية وإيجاد الشروط الموضوعية والذاتية وللاستفادة من كل التحركات والقرارات الدولية والمناخ الملائم لطرح قضية الجنوب كقضية شعب ودولة وهوية على كافة المحافل الدولية, حيث ان الصمت الذي كان محدقا بقضية الجنوب لفترة من الزمن منذ انطلاق ثورته وتحركه السلمي في 7/7/2007م قد اخذ يتلاشى أولا بفعل نضال الشعب في الميدان وتقديمه المثل على سلمية نضاله وصحة مطالبه والتضحيات الجسام التي أجترحها في مقاومته كافة أشكال البطش والعدوان وخاصة بعد الحرب الظالمة التي شنت عليه صيف عام 1994م واستباحة الجنوب شريك وحدة 22مايو 1990م وجعل منه فيدا وغنيمة لقوى التسلط والعنجهية في نظام الجمهورية العربية اليمنية. ..

لقد كانت ثورة الجنوب التحررية السلمية ثورة بيضاء, هي ثورة الربيع الأولى في الوطن العربي, وكان لها الأثر الفاعل في استنهاض القوى السياسية والشبابية لانطلاق ثورتها في 11 فبراير 2011م ضد النظام الأسري القبلي العسكري ومن اجل التغيير, وجاءت المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي لترسم خارطة طريق جديدة للتعامل مع الوضع باليمن. بدأت مرحلة جديدة والتي تتطلب أدوات جديدة لحلحلة وخلخلة نظام الاستبداد وإيجاد نظام جديد. ...وضعت المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي اليمن تحت دائرة الضوء والمراقبة للمجتمع الدولي, وحركت القضايا المسكوت عنها والتي كانت بعيدة عن التداول منذ قراراته الشهيرة 924-931 في صيف عام 1994م وخاصة تجاه قضية الجنوب التي بدأت تلاقي الاهتمام في تداولات جلسات مجلس الأمن الدولي, ولعب المبعوث الدولي للامين العام للأمم المتحدة د. جمال بن عمر إلى اليمن دورا طيبا يشكر عليه في إبرازها بوضوح وخاصة في اجتماع مجلس الأمن الأخير المنعقد في 4 ابريل 2013م .

لقد أوصل شعب الجنوب من خلال صوت وهدير وهتافات المليونيات رسالته, كما أن اللقاءات مع القيادات بالداخل والخارج هي الأخرى فعلت فعلها في السياق الجديد الذي أخذت تحظى به تطلعات الجنوب في الاهتمام الإقليمي والعربي الدولي. ...لقد حان الأوان لقطف ثمار هذا الواقع وللاقتناع لكل ذي بصيرة بان ما يعتمل في النطاق الوطني والإقليمي والعربي والدولي يسير في صالح عدالة قضية الجنوب, ولكن يبقى السؤال؟ما العمل لتقريب قطف ثمار هذا العمل الكبير؟ متى يتم توحيد الصفوف وإيجاد قيادة موحدة وتنظيم الجهد بالداخل والخارج ؟

وهذا لن يتم إلا من خلال : أولا: رص صفوف الجبهة الداخلية وتوحيدها في إطار سياسي جامع وبرنامج مرحلي و إستراتيجية قادمة. ثانيا: الاتفاق على إطار تنظيمي وقيادة موحدة للداخل والخارج تكون لديها القدرة على الحركة والتأثير وتحظى بالتوافق أو الإجماع الوطني. ومن وجهة نظري فان تصاعد وتيرة العمل من اجل عقد لقاء جنوبي أو مؤتمر يكتسب أهميته الفائقة اليوم قبل الغد. ومن المهم أن يحضر لانعقاده وإنجاحه من قبل لجنة تحضيرية تساهم فيها كل مكونات الطيف السياسي والفكري والجماهيري المؤيدة لخيارات الشعب الواضحة البيان, وكفاءات سياسية و أكاديمية و دبلوماسية تحظى بالإجماع أو التوافق...

ومثل هذا الجهد بدأ يتبلور في الجهود التي يبذلها تيار مثقفون من اجل جنوب جديد.. ...تتوفر لإنجاح هذا المؤتمر أو اللقاء الجنوبي عددا من المفردات التي يوجد شبه إجماع حولها ومنها: • الرؤية التي تم وضعها أثناء اللقاء للقيادات الجنوبية بالرياض مع د.عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والتي أكدت على عقد مثل هذا اللقاء. • الروية لقوى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. • الرؤية للقيادات في الداخل والخارج المنخرطة في النضال من اجل تحقيق مطالب الشعب الجنوبي. وغيرها من الأفكار التي يمكن ان توضع على اللجنة التحضيرية لتعد على ضوئها وثيقة شاملة تعبر عن مطالب الشعب الجنوبي عامة, وتحدد خطوطها العامة والخاصة. .

..ان مثل هذا العمل سيبعدنا عن التجاذبات و الرؤى الشخصية للأفراد ان كان قادة سابقون أو رؤساء حيث أن أساس العمل هو المكونات هذا من جهة ومن جهة أخرى سيجنب مثل هذا التحضير العبث وإضاعة الوقت لمناقشة رؤى متعددة للداخل والخارج, وهذا العمل أيضا سيؤذي حتما إلى التلاحم بين الداخل والخارج أن كان في صياغة الرؤية أو توحيد القيادة... وان جهود القيادة التاريخية او الرؤساء السابقون للجنوب نرى أن تصب في إنجاح عقد هذا اللقاء أو المؤتمر الجنوبي وان يكونوا صادقين في تطبيق تصريحاتهم من الآن في إيجاد القيادة الجديدة للثورة التحريرية الجنوبية ودعمها بخبراتهم وإمكانياتهم وان يكونوا عامل توحيد لكل مكونات هذه الثورة, وان يحققوا على الواقع بدء تسليم الراية للشباب من الآن, لان الجنوب الجديد القادم في حاجة إلى قيادة جديدة واعية تستوعب الماضي وتعمل من اجل مستقبل جديد لجنوب جديد يحقق من خلاله استعادة مكانته في النطاق الإقليمي والعربي والدولي, تستلهم العبرة من دروس وعظات الماضي, ولا تكررها من جديد, ترسم آفاق جديدة لوطن لكل أبنائه دون إقصاء لأحد.