المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مفيدة ..


علي ماهر
05-07-2013, 09:21 AM
في كل صباح يذهب صاحبنا لذلك الكشك الصغير ويلقي تحية الصباح على البائع
ويأخذ الصحيفه ويذهب
ولكنه لا يحظى إطلاقاً برد من البائع على تلك التحية
وكان يصادف بجواره دائماً شخص يأخذ إيضاً الصحيفه
ولكنه لا يلقي التحيه على البائع ويذهب بصمت .
وبعد عدت أيام تحدث ذلك الرجل الصامت لصاحبنا متسائلاً
لماذا تلقي التحية على هذا البائع ؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
الماضية ففي معظم الأيام نلتقي معاً عند شراء الصحيفه اليومية.
فأجاب صاحبنا : وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية ؟
فقال : وهل سمعت منه رداً طوال تلك الفترة ؟
فأجاب صاحبنا : لا
فقال : إذاً لماذا تلقي التحية على رجل لا يردها ؟
فسئله صاحبنا : وما السبب لعدم رد البائع برأيك ؟
فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب وهو لا يستحق أساساً أن تُلقى
عليه التحية فهوا ليس أصم .
فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب ؟
فقال: نعم .
فسئله صاحبنا : هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب ؟
فسكت الرجل متعجباً ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية .
فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب .
ثم تابع صاحبنا قائلاُ: يا سيدي أياً كان الدافع الذي يكمن وراء عدم ردهـ لتحيتنا فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا
يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا ولو صرت مثله
فلن ألقي التحية على من ألقاهـ وتمكن هو مني
وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى
وهو المسيطر وسينتشر بين الناس هذه السلوك الخاطئ
ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية عليه وعلى غيرهـ
أكون قد حافظت على ما أؤمن به وعاجلاً أم آجلاً سيتعلم سلوك حُسن الخلق.
ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحياناً السم أو النار
فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاهـ وإن زدنا النار ناراً أو حطباً زدناها اشتعالاً .
إن القوة يا سيدي تكمن في الحفاظ على إستقلال كل منا ونحن
حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
أدبهم كما سميته بأن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهـ فيهم وسيصبح سلوكهم
نمطاً مميزاً لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ .
تأمل ياسيدي جواب نبينا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة والسلام
على ملك الجبال حين قال له
( لو شئت يا محمد أطبق عليهم الأخشبين ؟
فرد عليه عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله )
لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه بأن يغير سلوكه والسماحه التي تملكها نفسه والإصرار على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين
سيئاً أو شنيعاً أو مجحفاُ أو جاهلاً ..
.................................................. .................




منقول ..