المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ....


علي ماهر
05-15-2013, 06:33 PM
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر‏.‏
ما أعجب أمرك يا من توقن بأمر ثم تنساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاهـ ‏،‏
وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ‏.‏ تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن‏.
‏فعجباً لسرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك‏ ,‏ تغتر بصحتك
وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم .‏
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك قبل الممات مضجعك‏ .‏
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم ترى في الباقين ما يصنع الدهر‏!‏
إن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر‏.
‏كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحدِهـِ حتى نزل‏!‏‏.‏
وكم شاهدت والي قصر وليُه عدوهـ لما عُزل‏!‏‏.‏
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ‏.‏
كيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل ،
فصِل لا تحم حول الحمى فمن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ‏.‏
فمن ادعى الصبر وكل إلى نفسه‏.‏ ورب نظرة لم تناظر ..
وأحق الأشياء بالضبط اللسان والعين‏ فإياك أن تُغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة‏ .‏
فإن الهوى مكايد‏ .. كم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن إليه يأنف النظر .. !‏
فغض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب الذل ،
فبلاء الفتى موافقة النفس وبدء الهوى طموح العين فصِل حالة القلب مع العبادة .
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة‏ وأشد من ذلك أن يقع السرور بها كالفرح
بالمال الحرام والتمكن من الذنوب‏ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة ‏.‏ ‏ ‏
عحباً لعالم يغضب إن رد عليه خطؤه وواعظ متصنع بوعظه ومتزهد منافق أو مراء‏ .‏
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق‏ , ومن خفي عنه ذلك سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد‏ .‏‏
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانِيتهم بل أحلى وهمامهم عند الثريا بل أعلى‏ .‏ فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم ملائكة السماء‏.‏ أسئل الله التوفيق لإتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم ‏.‏

.................................................. .................................................. .........................


منقول ............:lol: