مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة عن بدع شهر رجب
الصمصومة
05-19-2013, 02:52 PM
نصيحة عن بدع شهر رجب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
إلى جميع إخواننا المسلمين في كل مكان نسأل الله لنا ولهم التوفيق والرشاد.
أما بعد: فإن الله تعالى قد شرع شرائع وحدّ حدوداً، وأمرنا باتباع شرعه وتجنب
البدع في الدين، فالأمر لله وحده والطاعة له سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم،
وإذا صدر أمر الله ورسوله فليس لنا خيرة: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ
إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }(الأحزاب:36) .
ولاشك أن لشهر رجب مكانة عند الله تبارك وتعالى، فهو أحد الأشهر الحرم التي كرَّمها الله جل ذكره في كتابه ونهى الناس عن الظلم فيها
، ولايعني هذا أنه يجوز تخصيصه بعبادة معينة دون غيره من الشهور؛ لأنه لم يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم –
شيء من ذلك. وقد قرر العلماء أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لايجوز لأنه لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع.
والعبادات توقيفية؛ لا يجوز فعل شيء منها إلا إذا ورد دليل من الكتاب و صحيح السنة، ولم يصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم
– في تخصيص رجب بعبادة معينة حديث صحيح كما نصَّ على ذلك كبار العلماء قال الحافظ ابن حجر:
"لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة".
ومن البدع التي يفعلها بعض الناس: صلاة الرغائب ، صلاة أم داود في نصف رجب،
التصدق عن روح الموتى في رجب، الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة، تخصيص زيارة المقابر في رجب –
علماً أن زيارة القبور للاتعاظ والعبرة تكون في أي وقت من العام- وإننا نشاهد طوائف من الفرق المنتسبة إلى الإسلام يخصون زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم-
والبقيع شهداء بدر وأحد بالزيارة في رجب وهو من البدع المذمومة بل إن بعضهم يغلو في تلك القبور حتى يقع في الشرك الصريح عياذاً بالله .
ومن البدع: الاحتفال بليلة السابع والعشرين منه التي يزعم بعضهم أنها ليلة الإسراء والمعراج
وكل ذلك بدعة لا يجوز ، وليس له أصل في الشرع ، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم ، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها
، وحتى لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل بها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم
- ولم يحتفل بها خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليه .
والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل
: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.
أيه المسلمون: إن الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه،
وإن هذه البدع التي يلتزمها بعض الناس هي من الأصرار والأغلال التي رفعها الله عن هذه الأمة،
فلماذا يأتي الإنسان ما فيه مشقة ويترك ما هو مأمور به ميسر له فعله؟ ولماذا يترك ما يحبه الله، ويفعل ما يبغضه الله ؟!!!
إن ما يعيشه المسلمون اليوم من ضعف وتسلط الأعداء عليهم هو أحد العقوبات التي ينزلها الله على من اشتغل بالبدع والأمور التي لا ترضي الله ،
أو ترك فعل الواجب وما يحبه الله تبارك وتعالى.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين،،، آمين
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة النبوية
عناقيد الروح
05-21-2013, 10:14 PM
كل سنة وانتي طيبة غاليتي
والله يبلغنا شعبان ورمضان إن شاء الله
طرح في قمة الروعة شكرا للإفادة ايتها الغالية
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
abu iman
05-22-2013, 12:00 AM
أتفق معك أن ليس مما اعتاد الناس عمله في شهر رجب ليس من السنن في شي و إنما هي عادة، ذكر ذلك العلامة السيد/عبد الله محفوظ الحداد في إحدى خطب الجمعة.
و لكن لا يعني من أراد أن يتطوع بشي من أعمال الخيرأو يقوم بشي من العبادات طوعا فقد جانب الصواب و ارتكب ضلالة و جرما..و ليس من الصواب أيضا تجريم الناس و إسقاط الآية (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) في غير موضعها غير صائب فسبب نزول هذه الآية معروف و فيه أكثر من رواية منها :
(1) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب علي فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها قالت لست بناكحته قال بلى فانكحيه قالت : يا رسول الله أؤامر نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ) الآية ، قالت : قد رضيته لي يا رسول الله منكحا ، قال : نعم ، قالت : إذن لا أعصى رسول الله قد أنكحته نفسي . ..و الله أعلم
(2) عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لزينب إنى أريد أن أزوجك زيد بن حارثة فإني قد رضيته لك ، قالت : يا رسول الله لكنى لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل فنزلت هذه الآية (وما كان لمؤمن) يعنى زيداً ، (ولا مؤمنة) يعنى زينب ، قالت : قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها .
الصمصومة
05-22-2013, 06:39 PM
كل سنة وانتي طيبة غاليتي
والله يبلغنا شعبان ورمضان إن شاء الله
طرح في قمة الروعة شكرا للإفادة ايتها الغالية
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
اللهم امين
بارك الله فيك اختي ام يوسف..
الصمصومة
05-22-2013, 06:44 PM
أتفق معك أن ليس مما اعتاد الناس عمله في شهر رجب ليس من السنن في شي و إنما هي عادة، ذكر ذلك العلامة السيد/عبد الله محفوظ الحداد في إحدى خطب الجمعة.
و لكن لا يعني من أراد أن يتطوع بشي من أعمال الخيرأو يقوم بشي من العبادات طوعا فقد جانب الصواب و ارتكب ضلالة و جرما..و ليس من الصواب أيضا تجريم الناس و إسقاط الآية (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) في غير موضعها غير صائب فسبب نزول هذه الآية معروف و فيه أكثر من رواية منها :
(1) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب علي فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها قالت لست بناكحته قال بلى فانكحيه قالت : يا رسول الله أؤامر نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ) الآية ، قالت : قد رضيته لي يا رسول الله منكحا ، قال : نعم ، قالت : إذن لا أعصى رسول الله قد أنكحته نفسي . ..و الله أعلم
(2) عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لزينب إنى أريد أن أزوجك زيد بن حارثة فإني قد رضيته لك ، قالت : يا رسول الله لكنى لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل فنزلت هذه الآية (وما كان لمؤمن) يعنى زيداً ، (ولا مؤمنة) يعنى زينب ، قالت : قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها .
اخي الكريم ابو ايمان
جواب اسئلتك في الموضوع نفسه اللي طرحته ..
بارك الله فيك ..
abu iman
05-23-2013, 02:36 AM
أنا لم أضع أي أسئلة في المشاركة فقط و ضعت إنارات و توضيحات حول إسقاط آيات نزلت في مناسبة خاصة في مسألة صيام رجب أو العبادات في رجب
الصمصومة
05-25-2013, 03:16 PM
وجوب طاعة الله والرسول
قال الله تعالى : ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)) ، الأحزاب : 36 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ زَيْنَب بِنْت جَحْش الأَسَديّة – رضي الله عنها - , وَكَانَتْ بِنْت عَمَّته , فَظَنَّتْ أَنَّ الْخِطْبَة لِنَفْسِهِ , فَلَمَّا تَبَيَّنَ أَنَّهُ يُرِيدهَا لمولاه زَيْد بن حارثة – رضي الله عنه - , كَرِهَتْ وَأَبَتْ وَامْتَنَعَتْ , فَقَالَتْ : " لَسْت بِنَاكِحَتِهِ : أَنَا خَيْر مِنْهُ حَسَبًا " ، وَكَانَتْ اِمْرَأَة فِيهَا حِدَّة ؛ فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " بَلَى ! فَانْكِحِيهِ " ، قَالَتْ : " يَا رَسُول اللَّه ! أُؤَامَر فِي نَفْسِي ؟ " فَبَيْنَمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ أَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الآيَة عَلَى رَسُوله – عليه الصلاة والسلام - فَأَذْعَنَتْ زَيْنَب حِينَئِذٍ وَتَزَوَّجَتْهُ ، وهذا شأن جميع الصحابة – رضي الله عنهم – في طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم - . ومعنى الآية : لَيْسَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَة إِذَا أَمَرَ اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَسُوله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَمْرٍ أَنْ يَعْصِيَاهُ ، وهَذِهِ الآيَة عَامَّة فِي جَمِيع الأُمُور ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا حَكَمَ اللَّه وَرَسُوله بِشَيْءٍ فَلَيْسَ لأحَدٍ مُخَالَفَته ، وَلا اِخْتِيَار لأحَدٍ هَاهُنَا وَلا رَأْي ، ثُمَّ تَوَعَّدَ تَعَالَى وَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ يَعْصِ اللَّه وَرَسُوله فَقَدْ ضَلَّ ، وَجَارَ عَنْ قَصْد السَّبِيل , وَسَلَكَ غَيْرَ سَبِيل الْهُدَى وَالرَّشَاد .
وهذه الآية من آيات البلاء ، والامتحان ، والتمحيص ؛ حيث إنها تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من الدَّعِي ، والكيّس من العاجز ، وتكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمر الشرع مع هوى النفس ، وعندما يكون أمر الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام - في كِفة ، وحظوظ النفس وشهواتها في كفة.
اللهمَّ اجعل أهواءنا تَبعاً لما أمرت به ، وارزقنا الصدق في القول والعمل .
شادي السيّد
مرزحة تحت رأسي
05-29-2013, 04:06 PM
بارك الله فيك أخي ( abu iman ) . . فقد أجدت والله في ردّك . . وعليك أختي الصمصومة أن تذعني للحق , وقد أوردتيه بنفسك تكرارا ً لرد أخينا أبو إيمان !
ــــ ثم إن فعل الخير , من إستغفار لموتى , ودعاء , وصلاة ليل تطوّعا ً , وحتى صيام تطوّع , مطلوب في كل وقت , ما عدا ما ورد فيها من أوقات النهي ( وفي وقت الفضل آكد ! ) , و لم يرد فيه نهي سوى في رجب أو غير رجب , ولا هو بعبادة توقيف كالصلوات الخمس مثلا ً , وصيام رمضان , وحج البيت , وأن يصبه المسلم أو يفعله في أيام فاضلات ( كالشهر الحرام ) , ألا يكون أكثر فضلا ً من فضل عمله في سائر الأيام الأخرى التي ايضا ً يجتهد المسلم فيها لفعل هذا الخير ؟! , بل أن متصوفة حضرموت أهلنا الأفاضل كل ساعاتهم , وأوقاتهم أوراد ,وأذكار , وذكر لله , فهل نقول عليهم هنا أنهم يفعلون من الدين ما لم يؤمروا به أو ما لم يحض عليه الدين ألا وهوفعل الخير , وهناك حديث صريح للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه : (( . إن لربكم في أيام دهركم نفحات إلا فتعرّضوا لها . )) . وقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستكثر من الخير , فقال كما في كتاب الله عز وجل : (( . ولوكنتُ أعلم الغيب لأستكثرتُ من الخير . )) " الأعراف : 188 " , وأنظر ما نقله العلامة المحدّث علي بن يحي رحمه الله في كتابه ( تحقيق البدعة ) ما نصّه :
ويكفي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يترك الشيء ثم يفعله , أو يفعل في حضوره ولا ينكره ما دام لا يخالف إصلاح دينه ,ويكون من الخير الذي أوصى به الله جميع الرسل والمؤمنين ,كما عرفت مما سبق أن الصحابة يفعلون ما هو خير وعرفت أن النبي لم يفعل جميع المندوبات لإشتغاله بما هو أهم , وقد إستنبط الصحابة والأئمة من فقهاء السلف كثيرا ً من الفقه بطريق الإستدلال ,وهذا شيء معروف . أ , هـ
مرزحة تحت رأسي
05-29-2013, 04:16 PM
وقديما ً ولا هو بالقديم كثير كانت جداتنا في حضرموت في الساحل وخاصة في غيل باوزير , والمكلا يجتمعن طيلة ليالي شهر رجب عصرا ً يستغفرن في بيوت يتطوّع أهلها لإجتماعهن فيها يرددن إستغفار جماعي أكثر من ألف إستغفار وتسبيح , منها بصيغة : (( رب إغفر لي وإرحمني وتُب علي . )) , يرددنه مكررا ً أكثر من ألف مرّة في كل ليلة . . ولا نرى اليوم إلا من نهى عن هذا الخير في شهر حرام , فحل محله قول الزور , والغيبة والبهتان !! نسأل الله العفو والعافية ,
الصمصومة
05-30-2013, 04:39 PM
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
اللهمَّ اجعل أهواءنا تَبعاً لما أمرت به ، وارزقنا الصدق في القول والعمل .
الله يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه,,
بارك الله فيكم اخواني..
abu iman
05-30-2013, 11:42 PM
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ( لا حظي مدى وضوح هذا الحديث الذي لا يدع مجالا للجدل و الذي أراد البعض تعسفه ليعطي مدلولا يتوافق مع ما يذهب إليه و قد تكرر ترديد هذا الحديث لاتخاذه مبررا لمنع كل شيء و أي شيء و هذا ليس صحيحا ففهم الحديث بالشكل الذي فهمته أنت ربما يحرمنا من فعل الكثير من مجالات الخير الذي حثتنا عليه الآية (و ابتغوا إليه الوسيلة) أي استغلوا كل شيء مشروع للتقرب إلى الله سواء فعله الرسول أو لم يفعله ما دام داخل حدود (أمرنا) و كلمة أمرنا لا تعني (ما أمرتكم به) و لكن معناه ما نحن بصدده أو القضية التي بين أيدينا أو الشأن الذي نحن فيه أي (ديننا). مثال ذلك قوله تعالى ( و أمرهم شورى بينهم) مما يعطي مدلول أنهم يقضون أو يبتون في شؤونهم بالتشاور فيما بينهم و لا يعني بحال من الأحوال (أمرهم) بمعنى ( ما يصدر عنهم من أوامر). و نحن نقول أيضا: (فوضنا أمرنا إلى الله).. و نقصد بذلك تركنا قضيتنا أو شأننا إلى الله يقضي فيه ما يشاء. هذا لتوضيح كلمة (أمرنا)
لنسائل أنفسنا هل النوافل داخلة في قوله (أمرنا) و يجوز لنا أن نكثر منها في أي وقت؟
هل الذكر أو التسبيح داخلتان في قوله(أمرنا) يجوز لنا أن نكثر منهما في أي وقت؟
هل الصوم داخل في قوله (أمرنا) ويجوز لنا أن نكثر منه في أي وقت؟
هل تلاوة القرآن داخلة في قوله (أمرنا) و يجوز لنا أن نكثر منها في أي وقت؟
ما لا يدخل في قوله (أمرنا) هو أن نبتدع عبادة ليس لها أصل في قوله (أمرنا) على سبيل المثال أن نبتكر صلاة على هيئة مخالفة لهيئة الصلاة المعروفة و حركاتها و ما يتلى فيها. أو أن نسبح الله و نحن واقفون على رجل واحدة غلوا كما يفعل البوذيون في حركات النرفانا.
و من هذا الفهم نعود إلى القاعدة الذهبية المعروفة (الأصل في التشريع الإباحة ما لم يقضي نص بتحريمه) يعني كل شيء مباح عدا ما حرمه الله أو نهى عنه الرسول نهيا قاطعا. و هذا من سماحة هذا الدين الذي لا يخالف فطرة الإنسان بل يهذبها. و ليس العكس كما يريد البعض (كل شيء حرام ما لم يحله نص) ففي هذا تعقيد للدين السمح. فقد قال صلواته و سلامه عليه و آله: (إن الدين يسر و لا يشادّ الدين أحد إلا غلبه يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروارواه البخاري و قال عز وجل ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيد بكم العسر).
و لا نفعل كما فعل اليهود في قصة البقرة و العياذ بالله، ألا يكفي قوله تعالى (إذبحوا بقرة) لماذا صعبوها بأسئلتهم الكثيرة ما هي؟ ما لونها؟ ففي هذه القصة مثال للغلو الذي لا يجلب إلا المشقة فالدين واضح جدا فهمه البدو رعاة الإبل و الشاة. .......والله أعلم
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir