Saraya
11-13-2002, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى صحابته ومن سار على دربه ..
أخى: ناداك ربك واستحثك :" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " ، وناداك ثانية " قم الليل إلا قليلا " .. فهل تلبى؟ .. حقاً أخى : ألم يأن لنا أن نخشع لربنا ؟! ، ألم يحن الوقت بعد للوقوف بين يديه ندعوه ونرجوه ، ونستعينه ونستهديه ، ونستغفره ونستنصره ؟! ، ألم يأن لنا أن نصف أقدامنا مع الذين نصبوا أقدامهم وقوفاً لربهم فى وقت قلَّ فيه الواقفون ؟! ، ألم يأن لنا أن تلهج ألسنتنا وأفئدتنا مع المستغفرين بالأسحار ، يدعون ربهم خوفاً وطمعا ؟! ، ألم يأن لنا أن نلتحق بالمدرسة التربوية الليلية "إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلا" ؟! ، أألفت جنوبنا المضاجع ، والصالحون "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" ؟! ، أزهدت أنفسنا فى المقام المحمود الذى وعدنا الله إياه؟! "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا" ، وإنه لخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم ولكل من سار على دربه ، ألم تشتاق أنفسنا لأن يرانا ربنا حين نقوم ؟! " الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين" ، ألم تقع عينك فى كتاب الله على تلك المقارنة الربانية : "أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب" ، ثم ألم تعلم أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟! ، ألم يأتك نبأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يصلى من الليل ما شاء الله ، فإذا انتصف الليل أيقظ أهله ويتلو قول الله :" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" ، و أَوَ لمْ يخبرك ضرار بن ضمرة الكنانى أنه رأى الصحابى الجليل على بن أبى طالب رضى الله عنه ـ وقد أرخى الليل سدوله وغابت نجومه ـ واقفاً فى محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم (أى المريض) ، ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غرى غيرى ، لى تعرضت أم إلىّ تشوفت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
وإذا كان هذا حال خير القرون ، فإن التابعين لهم لم يبدلوا بعدهم شيئاً ، فقد ورثوهم وراثةً كاملة واقتفوا أثرهم وساروا على دربهم ، فهذه زائدة رضى الله عنها تخبرنا عن حال الإمام أبى حنيفة رضى الله عنه أنه صلى العشاء الآخرة فى المسجد ، ثم قام يصلى فقرأ حتى بلغ هذه الآية "فمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم" ، فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ، وكان الشافعى رضى الله عنه لا ينام من الليل إلا يسيرا ، ويسَرّب إلينا المغيرة بن حبيب خبر مالك بن دينار أنه قام إلى الصلاة ذات ليلة ، فقبض لحيته وخنقته عبرته ، فجعل يقول : اللهم حرّم شيبة مالك على النار ، اللهم قد علمتَ ساكن الجنة من ساكن النار فأى الرجلين مالك وأى الدارين مالك ؟ فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر .
وإذا كان عجب شأن الأحرار فشأن الموالى أعجب ، فهذا غلام عاش قلبه بين الشوق إلى الجنة والخوف من النار فكان يقوم الليل ، فقال له سيده : إن قيامك بالليل يؤثر على عملك بالنهار ، فقال له الغلام : ماذا أفعل؟ إذا تذكرت الجنة اشتد شوقى ، وإذا تذكرت النار طال خوفى ، فكيف أنام بين خوف يزعجنى وشوق يقلقنى . ولم يكن هذا شأن الرجال منهم فحسب بل شأن النساء كذلك ، فقد كان للحسن بن صالح جارية فباعها إلى قوم ، فلما مضى وقت من الليل أيقظتهم ، فقالوا أسفرنا؟ (أى هل طلع الفجر؟) ، فقالت ألا تتهجدوا؟! قالوا : لا نقوم إلا لصلاة الفجر ، فجاءت الحسن تبكى وتقول : ردنى ، لقد بعتنى لأناس لا يصلون إلا الفريضة. فردها.
وقد يتعلل الناس فى أيامنا هذه بكثرة المشاغل اليوم ، واختلاف نمط الحياة عن ذى قبل ، لكن الخير فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ، والصالحون المحدثون فى عصرنا أقاموا الحجة علينا ، وأولهم " ملك " ، كان من الممكن أن تشغله مملكته وتصريف شئونها عن الوقوف بين يدى ربه وقت السحر ، لكنه لم يغفل ، ذاك هو الملك الشهيد "نور الدين محمود زنكى" رحمه الله : كان كثير الصلاة بالليل ، كثير الابتهال والتضرع إلى الله عز وجل فى أموره كلها ، وكذلك كانت زوجته "عصمت" تكثر القيام فى الليل ، وذات ليلة نامت عن وردها فأصبحت غضبى فلما علم نور الدين بذلك أمر بضرب طبلخانة فى القلعة وقت السحر لتوقظ الناس لقيام الليل ، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجراً جزيلاً . وتنبع الحكمة من لسان محمد إقبال ـ رحمه الله ـ فيقول : كن مع من شئت فى العلم والحكمة ، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنَّة فى السَّحَر . وكان يدعو ربه قائلاً : خذ منى ما شئت يا رب ، ولكن لا تسلبنى اللذة بأنَّة السحر ، ولا تحرمنى نعيمها . ويأتى حسن البنا رحمه الله ليقيم الحجة علينا ثانية بأن لا مجال للتعلل بالمشاغل للتفريط فى غنيمة السحر ، حتى ولو كانت تلك المشاغل فى سبيل الله فقد ذهب رحمه الله إلى مؤتمر بالمنزلة دقهلية وبعد الفراغ من المؤتمر ، و الذهاب إلى النوم ، توجه الإمام و في صحبته الأستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ، ورقد كل على سريره . وبعد دقائق قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر ؟ قال : لا . وبعد فترة قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر؟ قال : لا . وقال الأستاذ عمر في نفسه إذا سأل فلن أرد ، وحدث بالفعل أن تكرر السؤال من الأستاذ البنا ولم يرد الأستاذ عمر فظن الأستاذ البنا أن الأخ عمر قد نام ، فتسلل على أطراف أصابعه ، وخرج من الحجرة ، وأخذ نعليه في يده ، ثم اتجه إلى آخر الصالة ، وفرش سجادة ، وأخذ يتهجد .
بهذا نجح حسن البنا فى بناء صرح الإسلام الشامخ وحَسُنَ بناءه ، ونحن لن نستعيد مجدنا السليب وننال رضا الله فى الدنيا والآخرة إلا بالسير على درب أسلافنا رضى الله عنهم أجمعين .
أخى / أختى : يا أصحاب القلوب المؤمنة ، ويا أهل الهمم الوثابة : هكذا كان أسلافنا ، وهكذا ينبغى أن نكون ، ونحن أهل لذلك إن شاء الله
فليستعن كل منا بالله ويأخذ بما يلى من أسباب:
1- حقق فى نفسك رغبة أكيدة للقيام ، وترجمها فى دعاء خاشع ، وإلحاح مستمر على مولاك أن يوقظك ويمنحك شرف الوقوف بين يديه وقت السحر.
2- بعد أن تتوضأ وقبل أن تنام : تذكر ذنوبك ، وخوّف نفسك من ربك ، واستقبل الآخرة بعد أن ترمى الدنيا وراء ظهرك ، فإن هذا مما يعينك به مولاك على نفسك ، ويقيمك بين يديه لتنهل من فضل جوده ، وتمرح فى سعة رحمته ، وتفرح بعظم مغفرته.
3- وحين يمن عليك مولاك بالاستيقاظ فى السحر : اجلس قليلاً بعد الوضوء ، وتذكر ذنوبك وحاجتك إلى مغفرة ربك ، وحين تشعر بقشعريرة القلب ووجله من الجبار ، قم وقف بين يديه ، وكبرّه تكبيرا ، ورتل القرآن ترتيلا ، واركع له ، واسجد واقترب ...
4- فى نهارك عش مع الناس بجسدك ، وحلق بروحك فى جنان الخلد ، وحادث مَنْ فيها بقلبك وفكرك ، وكن فى شوقٍ إلى ربك ، فالنظر إلى وجهه الكريم فى الجنة خير نعيم ...
سرايا الإخوان المسلمين
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى صحابته ومن سار على دربه ..
أخى: ناداك ربك واستحثك :" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " ، وناداك ثانية " قم الليل إلا قليلا " .. فهل تلبى؟ .. حقاً أخى : ألم يأن لنا أن نخشع لربنا ؟! ، ألم يحن الوقت بعد للوقوف بين يديه ندعوه ونرجوه ، ونستعينه ونستهديه ، ونستغفره ونستنصره ؟! ، ألم يأن لنا أن نصف أقدامنا مع الذين نصبوا أقدامهم وقوفاً لربهم فى وقت قلَّ فيه الواقفون ؟! ، ألم يأن لنا أن تلهج ألسنتنا وأفئدتنا مع المستغفرين بالأسحار ، يدعون ربهم خوفاً وطمعا ؟! ، ألم يأن لنا أن نلتحق بالمدرسة التربوية الليلية "إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلا" ؟! ، أألفت جنوبنا المضاجع ، والصالحون "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" ؟! ، أزهدت أنفسنا فى المقام المحمود الذى وعدنا الله إياه؟! "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا" ، وإنه لخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم ولكل من سار على دربه ، ألم تشتاق أنفسنا لأن يرانا ربنا حين نقوم ؟! " الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين" ، ألم تقع عينك فى كتاب الله على تلك المقارنة الربانية : "أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب" ، ثم ألم تعلم أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟! ، ألم يأتك نبأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يصلى من الليل ما شاء الله ، فإذا انتصف الليل أيقظ أهله ويتلو قول الله :" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" ، و أَوَ لمْ يخبرك ضرار بن ضمرة الكنانى أنه رأى الصحابى الجليل على بن أبى طالب رضى الله عنه ـ وقد أرخى الليل سدوله وغابت نجومه ـ واقفاً فى محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم (أى المريض) ، ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غرى غيرى ، لى تعرضت أم إلىّ تشوفت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
وإذا كان هذا حال خير القرون ، فإن التابعين لهم لم يبدلوا بعدهم شيئاً ، فقد ورثوهم وراثةً كاملة واقتفوا أثرهم وساروا على دربهم ، فهذه زائدة رضى الله عنها تخبرنا عن حال الإمام أبى حنيفة رضى الله عنه أنه صلى العشاء الآخرة فى المسجد ، ثم قام يصلى فقرأ حتى بلغ هذه الآية "فمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم" ، فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ، وكان الشافعى رضى الله عنه لا ينام من الليل إلا يسيرا ، ويسَرّب إلينا المغيرة بن حبيب خبر مالك بن دينار أنه قام إلى الصلاة ذات ليلة ، فقبض لحيته وخنقته عبرته ، فجعل يقول : اللهم حرّم شيبة مالك على النار ، اللهم قد علمتَ ساكن الجنة من ساكن النار فأى الرجلين مالك وأى الدارين مالك ؟ فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر .
وإذا كان عجب شأن الأحرار فشأن الموالى أعجب ، فهذا غلام عاش قلبه بين الشوق إلى الجنة والخوف من النار فكان يقوم الليل ، فقال له سيده : إن قيامك بالليل يؤثر على عملك بالنهار ، فقال له الغلام : ماذا أفعل؟ إذا تذكرت الجنة اشتد شوقى ، وإذا تذكرت النار طال خوفى ، فكيف أنام بين خوف يزعجنى وشوق يقلقنى . ولم يكن هذا شأن الرجال منهم فحسب بل شأن النساء كذلك ، فقد كان للحسن بن صالح جارية فباعها إلى قوم ، فلما مضى وقت من الليل أيقظتهم ، فقالوا أسفرنا؟ (أى هل طلع الفجر؟) ، فقالت ألا تتهجدوا؟! قالوا : لا نقوم إلا لصلاة الفجر ، فجاءت الحسن تبكى وتقول : ردنى ، لقد بعتنى لأناس لا يصلون إلا الفريضة. فردها.
وقد يتعلل الناس فى أيامنا هذه بكثرة المشاغل اليوم ، واختلاف نمط الحياة عن ذى قبل ، لكن الخير فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ، والصالحون المحدثون فى عصرنا أقاموا الحجة علينا ، وأولهم " ملك " ، كان من الممكن أن تشغله مملكته وتصريف شئونها عن الوقوف بين يدى ربه وقت السحر ، لكنه لم يغفل ، ذاك هو الملك الشهيد "نور الدين محمود زنكى" رحمه الله : كان كثير الصلاة بالليل ، كثير الابتهال والتضرع إلى الله عز وجل فى أموره كلها ، وكذلك كانت زوجته "عصمت" تكثر القيام فى الليل ، وذات ليلة نامت عن وردها فأصبحت غضبى فلما علم نور الدين بذلك أمر بضرب طبلخانة فى القلعة وقت السحر لتوقظ الناس لقيام الليل ، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجراً جزيلاً . وتنبع الحكمة من لسان محمد إقبال ـ رحمه الله ـ فيقول : كن مع من شئت فى العلم والحكمة ، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنَّة فى السَّحَر . وكان يدعو ربه قائلاً : خذ منى ما شئت يا رب ، ولكن لا تسلبنى اللذة بأنَّة السحر ، ولا تحرمنى نعيمها . ويأتى حسن البنا رحمه الله ليقيم الحجة علينا ثانية بأن لا مجال للتعلل بالمشاغل للتفريط فى غنيمة السحر ، حتى ولو كانت تلك المشاغل فى سبيل الله فقد ذهب رحمه الله إلى مؤتمر بالمنزلة دقهلية وبعد الفراغ من المؤتمر ، و الذهاب إلى النوم ، توجه الإمام و في صحبته الأستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ، ورقد كل على سريره . وبعد دقائق قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر ؟ قال : لا . وبعد فترة قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر؟ قال : لا . وقال الأستاذ عمر في نفسه إذا سأل فلن أرد ، وحدث بالفعل أن تكرر السؤال من الأستاذ البنا ولم يرد الأستاذ عمر فظن الأستاذ البنا أن الأخ عمر قد نام ، فتسلل على أطراف أصابعه ، وخرج من الحجرة ، وأخذ نعليه في يده ، ثم اتجه إلى آخر الصالة ، وفرش سجادة ، وأخذ يتهجد .
بهذا نجح حسن البنا فى بناء صرح الإسلام الشامخ وحَسُنَ بناءه ، ونحن لن نستعيد مجدنا السليب وننال رضا الله فى الدنيا والآخرة إلا بالسير على درب أسلافنا رضى الله عنهم أجمعين .
أخى / أختى : يا أصحاب القلوب المؤمنة ، ويا أهل الهمم الوثابة : هكذا كان أسلافنا ، وهكذا ينبغى أن نكون ، ونحن أهل لذلك إن شاء الله
فليستعن كل منا بالله ويأخذ بما يلى من أسباب:
1- حقق فى نفسك رغبة أكيدة للقيام ، وترجمها فى دعاء خاشع ، وإلحاح مستمر على مولاك أن يوقظك ويمنحك شرف الوقوف بين يديه وقت السحر.
2- بعد أن تتوضأ وقبل أن تنام : تذكر ذنوبك ، وخوّف نفسك من ربك ، واستقبل الآخرة بعد أن ترمى الدنيا وراء ظهرك ، فإن هذا مما يعينك به مولاك على نفسك ، ويقيمك بين يديه لتنهل من فضل جوده ، وتمرح فى سعة رحمته ، وتفرح بعظم مغفرته.
3- وحين يمن عليك مولاك بالاستيقاظ فى السحر : اجلس قليلاً بعد الوضوء ، وتذكر ذنوبك وحاجتك إلى مغفرة ربك ، وحين تشعر بقشعريرة القلب ووجله من الجبار ، قم وقف بين يديه ، وكبرّه تكبيرا ، ورتل القرآن ترتيلا ، واركع له ، واسجد واقترب ...
4- فى نهارك عش مع الناس بجسدك ، وحلق بروحك فى جنان الخلد ، وحادث مَنْ فيها بقلبك وفكرك ، وكن فى شوقٍ إلى ربك ، فالنظر إلى وجهه الكريم فى الجنة خير نعيم ...
سرايا الإخوان المسلمين