المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضرموت المحتلة " حضرموت والرسالة التي وصلت


حد من الوادي
12-31-2013, 08:43 PM
حضرموت والرسالة التي وصلت

12/31/2013 امين بن كده الكثيري


في السنوات الكالحات، وعلى مدى أكثر من اربعه عقود من الزمن، كانت الفواجع أكبر مما نتصور، اتسعت المحنة حتى ضاقت العبارة طمس للهوية وتزييف للتاريخ وتحريف .قتل وتشريد، سحل وتنكيل،نهب وتهميش ، ضنكٌ في العيش، وفسادٌ في الذمم ،وشعبٌ أصبح هائماً في الخارج وحائراً في الداخل. وبين هذا وذاك.. مازال منا من يلث باستمرار في مناصرة من فعلوا بنا كل الويلات، تسمو أحزاننا حيناً حتى تبلغ عنان السماء، ثمّ تخفت حيناً آخراً، لتنتظر حزناً جديداً يخرج من بطون التاريخ ،في هذه السنوات الكالحات، رحل عنّا أعزاء وما زالوا يرحلون من قبل أن يشهدوا اليوم الذي بنوا أعمارهم من اجله وتمنوا أن يروه

رحل عنّا الذين اغتالتهم الأيدي الآثمة في بيوت الأشباح الساحات والطرقات..رحل عنّا شباب غض، كانوا من البراءة بمكان، رحل عنا من خطف ومن اغتيل ومن سحل رحل عنّا رجالا شامخة كالطود الأشم، وما تزال في آذاننا بقايا من وصايا
وبكينا وطناً يرحل ثلثه بلا مجيب، وضحاياه بعدد الحصى والرمل والتراب..

رحل عنّا بل يرحل كل يوم عدد من الأخيار في بلادنا، وما تزال نفس الوجوه تجثم على صدورنا. مرت السنوات الخمسون وما يزالون عطشى للسلطة. لم يرتوا وقد مصَّوا ضرعها حتى جفَّ وتيبس. وما زالوا يعوثون فساداً.

وما زالوا يقتلون فينا وما زال الفقر ينهش عظام بسطاء أهل حضرموت وهم يموتون من التخمة. الأمراض تفتك بالناس، صغارهم وكبارهم، بالتلوث وغير التلوث وهم يجوبون الدنيا لمجرد صداع ألم بهم، مؤسسات التعليم في حضرموت أصبحت فارغة كجوف أم موسى، وهم يرسلون ابناءهم إلى بقاع الدنيا المختلفة دون حياء أو وازع أخلاقي. الأحوال المعيشية في حضرموت في سباق مع البؤس والتردي. بفضلهم أصبح المواطن الحضرمي مشروعاً للتخلف، إذا استبقى نفسه داخل أسوار الوطن مات كما تموت الوحوش في احواشها، وإذا خرج طأطأ رأسه في بوابات المطارات خشية أن يُتهم بما ليس فيه.

بعد كل هذا كان لا بد أن ينفجر الشعب الحضرمي فكل الذين اغتصبوا حضرموت على مدى خمسون عاما كانوا يراهنون على أننا شعب خانع ومُستسلم، أو على الأقل صبور إلى حد التلامة، وأن هذا الشعب لن يتحرك مهما فعلت به، وقد إقتنع كل من تناوب على اغتصاب هويتنا وارضنا بأنها تفعل بنا خيراً بحكمها لنا بأبنائها المتاعيس ، ولهم ألف حق أن يكون ذلك تقديرهم، فهم بالفعل - عبثوا بالوطن الحضرمي وبالشعب الحضرمي وفعلوا به كل ما فعلوا والشعب الحضرمي صامت وهو لا يتحرك ولا يقول لها ثلث الثلاثة كم، ولكن كان لا بد أن يأتي اليوم،
الذي يقول كل حضرمي كفى وألف كفى
نعم أتى اليوم الذي قال الحضارم فيه جميعهم نحن حضارم وحضارم فقط
نعم أتى اليوم الذي اجتمع فيه الحضارم على هويتهم الحضرمية
نعم أتى اليوم الذي رفع الحضارم شعارهم نحن كلنا دما حضرمي

بغض النظر عن ما ألت اليه الأمور بعد العشرين من ديسمبر فرساله اليوم ابلغ وأقوى لمن يفهمها
واختصارها أن الحضارم اليوم اصبحوا جميعا بمختلف مكوناتهم وشرائحهم مجمعون على أنهم أصحاب حق وأصحاب هويه اغتصبت وسلبت وتاريخ طمس وحرف ولابد اليوم من إعادة مجده
بقي فقط هو معرفة الطريق الأسلم والأقصر لترجمة الصحوه الحضرميه الى واقع على الارض حتى تصل الرساله بشكل اوضح لمن لا يريد اليوم أن يستوعبها وقطع الطريق على من يحاول أن يجهض هذه الصحوه في بدايتها وقطع الطريق أيضاً على أي محاولة قادمه لتفتيت البيت الحضرمي