حد من الوادي
03-08-2014, 01:46 PM
عاش ثلاثة قرون وأجاد التحدث بخمس لغات كملاح في البحار والمحيطات لأكثر من 15 عاماً
الإعلان عن وفاة محارب حضرمي قديم في الثورة الاندونيسية ضد الاحتلال الهولندي في وادي حضرموت
3/7/2014 حوطة احمد بن زين "المكلا اليوم" خاص
توفى اليوم السيد عبد الرحمن بن شيخ بن علوي الحبشي في قرية جِفِلْ احد ضواحي حوطة أحمد بن زين بوادي حضرموت المعمر الحبشي من مواليد 1314هجرية أي أنه بلغ مائة واثنتي وعشرين عاماً وأدرك ثلاث سنوات من حياة العلامة الشيخ الأبر عيدروس بن عمر الحبشي شيخ مفتي الديار الحضرمية "عبدالرحمن بن عبيدالله".
عمل معمرنا في مقتبل شبابه من سنة 1939م حتى 1955م ملاحاً يجوب البحار والمحيطات . وزار غالبية عواصم العالم الساحلية لذلك فهو يجيد جملة من اللغات منها الانجليزية والروسية والألمانية والاسبانية وكذا لغة الملايو التي عاش بها أربعين عاماً حيث عمل ضابطاً في الجيش الاندونيسي وكان من المشاركين في الثورة الاندونيسية ضد الاستعمار الهولندي.
المعمر الحبشي إلى يوم أمس كان متمتعا بقواه الجسمانية والذهنية فذاكرته كانت حديدية لذلك فهو يروي تفاصيل دقيقة لأحداث قديمة . وكما ترى في الصورة وجهه البيضاوي الذي خلا من التجاعيد يفيض بالبُشر وتتمترس عيناه بحاجبين كثيفين أشيبين حفظا لعينيه اللمعان والبريق إلى أخر أيام حياته.
درس السيد عبد الرحمن في رباط تريم الشهير في زمن مديره الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري والد المجاهد العلامة المعروف "سالم الشاطري" غير أن معمرنا لم يستمر فى تعليمه بسبب ولَعَهُ -حينها- بالتدخين ؛إذ أنه لم يترك هذه العادة إلا قبل اثنين وعشرين عاما من يومنا.
يتذكر عبد الرحمن الحرب العالمية الثانية ومآسيها في جملة من البلدان ويتذكر أحداث الثورة البلشفية التي أنهت حكم القياصرة في روسيا عام 1917 م . كتب عدد من المقالات باسم "الفيض الوافي" جمعها له السيد عبد الرحمن طه الحبشي .تزوج خمسة عشرة مرة وله من الأولاد و الأحفاد وتعداد من هم على قيد الحياة منهم (130 ) فرداً.يتوافد إلى منزل المعمر عبد الرحمن الحبشي جملة من الزوار من طلبة العلم الشرعي من طالبي الإجازات في (الحديث).
كان الحبشي يمارس التجارة؛ إلى أخر ايامه ففي احد زوايا غرفته - كما تبينه الصورة - توجد كمية من "الأندومي" وعلب البطاطس المحمصة والحلويات والألعاب التي يبيعها على أطفال حَيه . فطريقة البيع في هذا المتجر الصغير طريقة تربوية فالأطفال يضعون بأنفسهم النقود في العلبة المخصصة لذلك ويأخذون حاجتهم ؛ فهذه الطريقة تُنمي في الأطفال حب الأمانة وتحمل مسؤوليتها ؛ كما تغرس فيهم الثقة بالذات ؛ إذ لا يوجد خلل أو تفاوت بين المبيع والعائد للمتجر إلا الربح اليسير. أما بالنسبة لمعمرنا فيعتبرُ البيع رياضة ذهنية تحافظ على ذاكرته فهي أيضاً تمنحه ذلك الشعور بأنه مازال فاعلاً وقادراً على العطاء.
ينسب معمرنا طول عمره إلى أن ذلك منحة من الله يختص بها من يشاء من خلقه، ثم انه ويُعزي ذلك إلى أنه لم يحمل قط في قلبه ضغينة على أحد حتى اؤلئك الذين أذوه فهو يقول: بأن الدنيا أهون من أن نُحمِّل قلوبنا همومها ؛ والهمُ بشان مجريات الأمور وتقلباتها يأتي من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وأن خيره وشره من الله تعالى .
ثمة وصفة الطبية لمعمرنا لمن أراد أن يستمتع بعمر طويل وسعيد وهي (أن يكون متسامحاً ومحباً للغير مستمتعاً بخدمة الآخرين ما استطاع إلى ذلك سبيلا ؛ باعتبار أن خدمة الناس هي العبادة التي خلقنا الله من أجلها، والأعمَار في نهاية المطاف بيد الله سبحانه وتعالى. تغمد الله الحبشي بواسع مغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه.
الإعلان عن وفاة محارب حضرمي قديم في الثورة الاندونيسية ضد الاحتلال الهولندي في وادي حضرموت
3/7/2014 حوطة احمد بن زين "المكلا اليوم" خاص
توفى اليوم السيد عبد الرحمن بن شيخ بن علوي الحبشي في قرية جِفِلْ احد ضواحي حوطة أحمد بن زين بوادي حضرموت المعمر الحبشي من مواليد 1314هجرية أي أنه بلغ مائة واثنتي وعشرين عاماً وأدرك ثلاث سنوات من حياة العلامة الشيخ الأبر عيدروس بن عمر الحبشي شيخ مفتي الديار الحضرمية "عبدالرحمن بن عبيدالله".
عمل معمرنا في مقتبل شبابه من سنة 1939م حتى 1955م ملاحاً يجوب البحار والمحيطات . وزار غالبية عواصم العالم الساحلية لذلك فهو يجيد جملة من اللغات منها الانجليزية والروسية والألمانية والاسبانية وكذا لغة الملايو التي عاش بها أربعين عاماً حيث عمل ضابطاً في الجيش الاندونيسي وكان من المشاركين في الثورة الاندونيسية ضد الاستعمار الهولندي.
المعمر الحبشي إلى يوم أمس كان متمتعا بقواه الجسمانية والذهنية فذاكرته كانت حديدية لذلك فهو يروي تفاصيل دقيقة لأحداث قديمة . وكما ترى في الصورة وجهه البيضاوي الذي خلا من التجاعيد يفيض بالبُشر وتتمترس عيناه بحاجبين كثيفين أشيبين حفظا لعينيه اللمعان والبريق إلى أخر أيام حياته.
درس السيد عبد الرحمن في رباط تريم الشهير في زمن مديره الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري والد المجاهد العلامة المعروف "سالم الشاطري" غير أن معمرنا لم يستمر فى تعليمه بسبب ولَعَهُ -حينها- بالتدخين ؛إذ أنه لم يترك هذه العادة إلا قبل اثنين وعشرين عاما من يومنا.
يتذكر عبد الرحمن الحرب العالمية الثانية ومآسيها في جملة من البلدان ويتذكر أحداث الثورة البلشفية التي أنهت حكم القياصرة في روسيا عام 1917 م . كتب عدد من المقالات باسم "الفيض الوافي" جمعها له السيد عبد الرحمن طه الحبشي .تزوج خمسة عشرة مرة وله من الأولاد و الأحفاد وتعداد من هم على قيد الحياة منهم (130 ) فرداً.يتوافد إلى منزل المعمر عبد الرحمن الحبشي جملة من الزوار من طلبة العلم الشرعي من طالبي الإجازات في (الحديث).
كان الحبشي يمارس التجارة؛ إلى أخر ايامه ففي احد زوايا غرفته - كما تبينه الصورة - توجد كمية من "الأندومي" وعلب البطاطس المحمصة والحلويات والألعاب التي يبيعها على أطفال حَيه . فطريقة البيع في هذا المتجر الصغير طريقة تربوية فالأطفال يضعون بأنفسهم النقود في العلبة المخصصة لذلك ويأخذون حاجتهم ؛ فهذه الطريقة تُنمي في الأطفال حب الأمانة وتحمل مسؤوليتها ؛ كما تغرس فيهم الثقة بالذات ؛ إذ لا يوجد خلل أو تفاوت بين المبيع والعائد للمتجر إلا الربح اليسير. أما بالنسبة لمعمرنا فيعتبرُ البيع رياضة ذهنية تحافظ على ذاكرته فهي أيضاً تمنحه ذلك الشعور بأنه مازال فاعلاً وقادراً على العطاء.
ينسب معمرنا طول عمره إلى أن ذلك منحة من الله يختص بها من يشاء من خلقه، ثم انه ويُعزي ذلك إلى أنه لم يحمل قط في قلبه ضغينة على أحد حتى اؤلئك الذين أذوه فهو يقول: بأن الدنيا أهون من أن نُحمِّل قلوبنا همومها ؛ والهمُ بشان مجريات الأمور وتقلباتها يأتي من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وأن خيره وشره من الله تعالى .
ثمة وصفة الطبية لمعمرنا لمن أراد أن يستمتع بعمر طويل وسعيد وهي (أن يكون متسامحاً ومحباً للغير مستمتعاً بخدمة الآخرين ما استطاع إلى ذلك سبيلا ؛ باعتبار أن خدمة الناس هي العبادة التي خلقنا الله من أجلها، والأعمَار في نهاية المطاف بيد الله سبحانه وتعالى. تغمد الله الحبشي بواسع مغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه.