المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن " فتيات يحترفن بيع الهوى وأمهات يلجأن إلى الرصيف لتوفير احتياجات اطفالهن


حد من الوادي
10-05-2014, 01:02 PM
فتيات يحترفن بيع الهوى وأمهات يلجأن إلى الرصيف لتوفير احتياجات اطفالهن

الأحد 5 اكتوبر 2014 الساعة 12:30


المستقلة خاص ليمنات

عن الجوع في اليمن حدث ولا حرج هذه الكارثة التي يعرفها العالم وتجهلها الحكومة لأن النار لا تحرق إلا رجل داعسها , فمن أقروا الجرعة لا يعرفون الجوع ولا ماذا فعل بالناس وكيف أثر على مشاعرهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وغير من تفكيرهم , حقيقة الجوع وتأثيره على الناس تلمسونه من قرب طي التحقيق التالي .

تحقيق / آمنه هندي

أم تجبر ابنتها على البغاء

أمتنان 23سنة قالت عن مأساة صديقتها : ما سأقوله ليس من الخيال بل هو حقيقة وصاحبة هذه القصة مختفية ولم أرها منذ فترة لا أدري ما الذي حدث لها هي شابة عمرها 20سنة أجبرتها أمها بعد موت والدها على أن تكون بنت هوى لأجل إخوتها وإلا ماتوا من الجوع وقد قالت لي هذه الفتاة أنها فقدت عذريتها مبكراً وعمرها 15سنة كما أعترفت لي أنها تحصل في الليلة الواحدة على 10 آلاف ريال وأخبرتني أنها ملت هذه الحياة المقززة وكلما نظرت لنفسها في المرآة تتحسر على جمالها الذي أصبح سلعة تؤجر لمن يدفع فخلال خمس سنوات باعت نفسها لمئات الرجال الذين لا يستحقون نظرة واحدة منها.. ما أريد أن أقوله قد لا يتعاطف المجتمع مع هذه الفتاة لأنه يراها زانية لكنني أتعاطف معها لأنها كانت كل يوم تبكي عندي حتى تحمر عيناها ومثل هذه القصص تجعلني أخاف من الفقر والجرع التي تتوالى علينا تباعاً حتى أنهكتنا وكلما أردنا أن نبتعد عن خط الفقر خسفت بنا تحته أميالاً فتلك الأرملة التي باعت طفلتها وهان عليها أن تراها في الوحل هي لم تفعل هذا إلا بعد أن فقدت عائلها فنسأل الله أن يرحمنا برحمته .

أسرة ينتظرها الشارع وزوج يهدد بالاختفاء

أم مهند ربة بيت شكت كيف أثر الجوع على حياتها قائلة: لقد كرهت الحياة وكرهت نفسي وزوجي ومشكلتي ليست الفقر ولكن ما هو أشد طلقني زوجي مرات كثيرة وما زلت أعيش معه حلالاً أم حراماً لا أدري معنا خمسة أطفال إذا ذهبت بهم عند أهلي يرفضون بقاءهم معي وإذا تركتهم أخاف عليهم لان والدهم لا يجلس في البيت وللأمانة زوجي طيب ولكنه عندما لا يكون معه ثمن وجبة لنا يصبح عنيفاً جداُ وكذلك أنا عندما يقرص الجوع بطون أطفالي وأراهم يتلوون وهو لا يفعل شيئاً أثور عليه فيضربني.. الآن البنت الكبرى عمرها 11سنة تركت المدرسة وإخوانها الباقون بدون تعليم فأي مستقبل سينتظرهم وأين سنعيش خصوصاً وأن صاحب البيت هدد بأنه سيخرجنا منه بعد أن أمهلنا ثلاثة أشهر والمدة قد انتهت تقريباً ولم ندفع له الإيجار.. وامرأة مثلي بالله عليك ماذا يمكن أن تفعل؟ أهلي يرفضون أطفالي وزوجي يهدد بأن يتركنا ويختفي للأبد .

أب يفرح لموت طفله وأم تقرر قطع الإنجاب

مريم 19سنة قالت : تزوجت وليتني لم أتزوج فزوجي عاطل بدون عمل وأهلي هم الذين ينفقون علينا والحقيقة هذا الوضع المخزي جعلني أفكر بالطلاق فما ذنب أهلي لكي يتحملوا مصاريفي ومصاريف زوجي الذي حملت منه وعندما أقترب موعد ولادتي طرحني عند أهلي وهرب من تكاليف الولادة ولم يأتِ لزيارتي ألا بعد أن سمع أنني قد ولدت وتوفي المولود بعد ثلاثة أشهر فجلست أبكي بحرقة وفي مرة بينما كنت أبكي وجدت زوجي يقول لي المفروض تفرحي لأن هذا الطفل كان سيتعذب أكثر لو عاش لقد كرهته عندما قال هذا الكلام وقررت ألا أنجب مرة أخرى وأن أستخدم حبوب منع الحمل.

تركنا الرومانسية وتفرغنا للبطون

أم شهد قالت : أعمل أنا ويعمل زوجي وراتبي مع راتبه يا الله يمشينا هذا ونحن معنا بنت واحدة كيف لو كانوا ثلاثة أو أربعة وهذا الوضع الاقتصادي الضاغط جعل الكثير من النساء يبتعدن عن الرومانسية لأنها تخسر ففي مرة أحضر لي زوجي ثلاثاً من الورد الطبيعي فسألته على الفور بكم اشتريتهن فقال بألف وخمسمائة فصرخت في وجهه لماذا تشتريهن لو كان جبت لنا حبة دجاج على الفحم وطبق حمص كان أفضل فنظر لي زوجي وقال بعصبية (همك على بطنك بس) فقلت له ونحن- اليمنيين- عاد لنا هم غير البطون .

زوجات على الورق وأطفال لا يعرفون أباءهم

أم جواد ربة بيت قالت : بسبب الوضع الاقتصادي أصبحنا وغيرنا الكثير مجرد زوجات على الورق فنحن في اليمن وأزواجنا في السعودية طلباً للقمة العيش والله أنني أكون مشتاقة لزوجي وأتمنى رؤيته لكنني أقول له اجلس اطلب الله وأحاول أن أصبر نفسي على فراقه من اجل مستقبل أولادنا وحياتهم هل يصدق أحد أن بنتي وعمرها الآن سنتان لم تر وجه والدها ولا مرة إلا من خلال الصور فهل بعد هذا العذاب عذاب وهل بعد هذه المعاناة معاناة.

جرع الموت المتلاحق

نبأ 21سنة قالت: يبدو أن اقتصاد اليمن لن يصلح مهما تجرعنا من جرع لان النوايا غير صالحة ولان هذه الجرع لم تحقق أي شيء لاقتصاد البلد بل على العكس فنحن من سيئ إلى أسوأ والدليل السرقات التي تتعرض لها الفتيات ونزع الحقائب من أبديهن في وضح النهار وتأخر سن الزواج عند الشباب وارتفاع نسبة حالات الطلاق .

بين خيارين : الجوع أو الحرب

أم هويدا 36سنة قالت : عندما نزلوا الجرعة السابقة أطلق عليها الناس الجرعة القاتلة وحتى نتمكن من مقاومتها قسمنا البيت قسمين قسماً قمنا بتأجيره لكي نستفيد من إيجاره والقسم الأخر تكدسنا فيه ألان مع هذه الجرعة نفكر هل نؤجر القسم الثاني أيضاً ونسكن في الشارع أم ماذا نفعل ؟ زوجي لن يتحمل مزيداً من الضغوط فهو يعاني من الاكتئاب ومع أحداث صنعاء الأخيرة وخوفه من أن تحدث حرب في اليمن تعب نفسياً وكذلك نحن فالخيار ألان الجوع أو الحرب وفي نظري الجوع أرحم من الحرب.

مصالح وعلاقات (مشي حالك)

أثار 25سنة قالت: دفع الفقر بعض الفتيات لإقامة علاقات بهدف الحصول على المال وشراء ما يحتجن إليه من أغراض وهناك فتيات تقيم الواحدة منهن أكثر من علاقة لتحصل في النهاية على ما يغطي احتياجاتها التي عجزت أسرتها عن توفيرها لها ومن لا تستطيع أن تقيم علاقات مع الرجال تقيم علاقة مع فتاة مثلها وبطريقة ما تأخذ منها ما تحتاج إليه فكثير من الفتيات ألفقيرات يحاولن اقتناص البنات الثريات ليحصلن منهن على بعض الهدايا والهبات ولهذا أصبحت العلاقات في معظمها قائمة على المصالح والماديات والابتزاز العاطفي .

شعب مخسوف به سابع أرض

محمد جابر 41سنة مغترب قال: الشعب اليمني فقد كل شيء تقريباً بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الذي أثر علينا نفسياً وجعل كل واحد فينا يريد أن يأكل الأخر وفي بلاد الناس يعامل اليمني معاملة قاسية ويهان ويذل لان حكومتنا لم تعمل لنا قيمة فهي مشغولة ببرنامج الجرع الذي خسف باليمنيين إلى سابع أرض.. فأنا- حقيقة- أولادي عندما أحضرهم إلى اليمن بسبب انقطاع الكهرباء يقولون لي وبالحرف الواحد « يا بابا ما نبغا نجلس في اليمن يا الله نسافر أوف اليمن رطوبة وتعب وأنا صراحة أنزعج من هذا الكلام لأني أريد أولادي أن يحبوا بلادهم ويرتبطوا بها لكن الوضع الموجود ينفر ولا يشجع واذا كنا نحن- الكبار- مرتبطين باليمن فهذا لأننا من جيل شعاره بلادي وإن جارت عليها عزيزة ولكن للأسف هذا الجيل متمرد ولن يرضى بما رضينا به .

جرعة لنا وجرعة لأصحاب الزلاجع

أم إسماعيل 41سنة قالت :منذ جئت إلى هذه البلاد لم أذق طعم اللحمة وبعد هذه الجرعة قد لا أذوق طعم الرز.. أصبحت أضع الاكل ونأكل حتى تصبح الصحون تلمع من مسحنا لها ونقوم جياع قالوا دبة الغاز بـ 1200 ونحن نأخذها بـ 2000 يرضي من هذا؟ أتحدي واحداً في هذه الحكومة يستطيع أن يعيش يوماً واحداً وهو جنب خط الفقر والله أن المسئول الذي هو أكبر من جدي يبان أصغر من أبني نحن نكبر ونعجز من الهم والجوع وهم يصغرون ويحلون وتنتفخ زلاجعهم يا ليت هذى الجرع جرعة لنا وجرعة لهم لا رحم الله من أخترعها.

بلاد الجوع والدبور

بيان 21سنة قالت: ما هذه البلاد التي وقعنا فيها كلما تعرفت على شاب يريدني أن أتزوجه بالمجان وكلما تعرفت على أحد معرفة مصلحة لا أحصل منه على شيء بل بالعكس أجده يريد مني وإذا تحدثت مع أحد أجده يئن و يشتكي والمشكلة كلما تعودنا على جرعة ورتبنا أوضاعنا عليها جابوا لنا جرعة جديدة والمفترض كان يجب على الدولة قبل أن تنزل هذه الجرعة أن تبني لنا مزيداً من مستشفيات المجانين ومزيداً من دور العجزة لأننا مع هذه الجرعة سنكون يا أما مجانين أو عجزة من شدة الجوع .

بلوى وستين عيب

بنان 20سنة قالت: كلما زاد المجتمع فقراً زاد سوءا هذه الحقيقة أراها ألان في مجتمعنا فنحن قبل عشر سنوات لم نكن هكذا.. أخلاقنا تغيرت أصبحنا ماديين أكثر مصلحين أكثر نبتز أقرب الناس وأحب الناس يبتزنا كان الرجل مستحيل يأخذ من مال زوجته ألان يأخذ مالها غصباً عنها وكان يرفض أن تعمل زوجته الآن يخرجها تعمل وهو ممدد في البيت ويأخذ منها مصروفه اليومي ولا ننسى حوادث غريبة تحدث أبن يسرق ذهب أمه أخ يسرق مال أخته وهكذا عندما كان الناس بسطاء متحابين كانوا يقولون الفقر ليس عيباً اليوم أصبح عيباً وستين عيباً .

الطفر وعنف الأزواج

سمية 28سنة قالت : زاد العنف ضد الزوجات مع زيادة تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر فأنا أرى زوجي عندما يكون معه زلط يكون مبتسماً وهادئاً ويتعامل معي بلطف وحب لكن إذا حيرف يكون عصبياً جداً وقد يضربني ويشتمني ويطلب منى أن أذهب لأهلي ولهذا أعتقد أن ظاهرة العنف هذه ستزداد في حال بقيت هذه الجرعة وأرجو ألا يفهم كلامي هذا بأنني حوثية.

إحصائيات :

تتصدر محافظة الحديدة معدلات سوء التغذية في اليمن وقد - بلغ معدل التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة (55 ) % في العام 2011م بإجمالي ( 227,493 ) طفلاً ( وهي نسبة تعتبر عالية جداً مقارنة ببقية المحافظات ) , ويعيش حوالي ثلث سكانها تحت خط الفقر بإجمالي ( 864,267 ) نسمة ، وبلغ إجمالي الأطفال فيها دون سن الخامسة ( 505,660 ) طفل ونسبة معدل سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال ما دون سن الخامسة (18.2 ) % في العام 2014م حسب نتائج المسح الذي نفذته منظمة اليونيسيف في النصف الأول من العام 2014م .