المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن ومجلس التعاون .. من يحتاج أكثر إلى الآخر ؟


الدكتور أحمد باذيب
03-04-2006, 01:09 AM
يتكرر الحديث وباستمرار عن مسألة تأهيل اليمن للاندماج في مجلس التعاون الخليجي اقتصادياً، ويؤكد المسئولون في بلادنا دوماً على تحديد ماهية ونوعية هذا التأهيل حتى تكون الصورة واضحة وليس كما يطرحها البعض من باب التقليل من شأن الوضع اليمني والإيحاء إلى أن هناك حالة جمود أو سلبية تعتري الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن.
وما يؤسف له أن هناك رؤى لا زالت تطرح من قبل أكاديميين ومثقفين وإعلاميين وغيرهم ممن يتعاملون في الشأن السياسي في بلدان المجلس ما زالت تنظر إلى أن اليمن بلد يعيش وضعاً متخلفاً ويعاني من الفقر وشحة الإمكانات ويواجه صعوبات اقتصادية جمة تدفعه إلى اللهاث وراء عضوية مجلس التعاون.
هؤلاء الذين تنطلق تصوراتهم وكلماتهم من وحي الفوارق المادية ومفارقات الإمكانيات التي تعود إلى أن البلدان الأعضاء في المجلس تحتل مواقع متقدمة في سلم الدول المصدرة للنفط في حين أن اليمن تكاد تسد حاجتها وتصدر القليل من هذه الثروة. لا أريد أن أكون متجنياً على أطروحاتهم ونظرتهم لليمن بلداً وشعباً وإنما أذكر بحقائق تجعل حاجة مجلس التعاون ودوله إلى اليمن كبلد استراتيجي وهام أمنياً وسياسياً واقتصادياً تفوق التي يمكن أن تعود على اليمن.
استشهد بداية بكيفية تعاطي الاتحاد الأوروبي مع بلدان كانت خارج عضويته وتعد فقيرة بالنظر إلى كثير من بلدان غرب أوروبا، ومع ذلك وانطلاقاً من المصلحة العليا للاتحاد، ومن أجل أوروبا قوية موحدة تم تجاوز الكثير من المعوقات على الرغم من وجود ثقافات ولغات متعددة في البلدان الأوروبية.
مثل هذه الاختلافات تكاد تكون غير موجودة بالنسبة لطبيعة الروابط التي تجمع بلدان الجزيرة والخليج، والجميع يعرف أن اليمن في الماضي والحاضر، وحتى في المستقبل هي الجزء الأكثر أهمية والعمق الاستراتيجي والأمني لهذه المنطقة.
وخلال ما تلا تأسيس مجلس التعاون من أحداث جسام شهدتها المنطقة أثبتت الوقائع وبشهادة المفكر الخليجي المعروف الدكتور عبدالله النفيسي الذي سجل استثناء في أطروحاته القومية والعروبية أن تلك الحوادث والمنعطفات ما كانت لتحدث لو كان اليمن والعراق في إطار ذلك التكتل.
وأن مسألة تأجيل انضمام اليمن إلى مجلس التعاون انعكس سلباً في جوانب أمنية واقتصادية واجتماعية كثيرة.
ويتضح من ذلك أن بلدان المجلس خسرت أكثر مما خسرته اليمن، فعلى الصعيد الاقتصادي يعرف الجميع ويعترف الواقعيون في هذه البلدان أن مئات المليارات من الدولارات جرى استثمارها في بلدان خارج المنطقة أصبحت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في حكم المصير المجهول"!!.
هذه الأموال الطائلة ألم يكن الأحرى استثمارها في المنطقة العربية إجمالاً وأقربها اليمن.. ليس من باب الواجب الديني، والأخلاقي فذلك شأن يقرره صاحب الشأن متى ما كان لديه هو الدافع ، ولكن من باب مصلحة رؤوس الأموال سواءً كانت عامة أو خاصة التي مصلحتها الحقيقية في اليمن وغيرها من البلدان العربية.
وإذا ما أوردنا إحصاءات حجم التبادل التجاري والتي تشير إلى أن حجم واردات اليمن من السلع الخليجية تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة تقترب من مليار ونصف المليار دولار خلال العام الماضي مقابل أقل من (50) مليون دولار قيمة الصادرات اليمنية إلى دول المجلس فإن بلدان المجلس هي صاحبة الحاجة الحقيقية إلى السوق اليمنية وهي صاحبة المصلحة في أن تكون هناك قوة شرائية مقبولة في هذا البلد.
ومثلما أن المصنفين يعترفون بفضل رؤوس الأموال اليمنية التي هاجرت إلى بلدان المنطقة من قبل أن تظهر الطفرة النفطية لديها ووضعت بصمات لا تمحى في مسيرة البناء والنهوض والإعمار في البلدان الخليجية.. فإنهم في الوقت ذاته يؤكدون على حقيقة أن العمالة اليمنية بحكم ثقافتها وتكوينها الاجتماعي وتقاليدها القبلية والدينية مثلت سياجاً منيعاً وحصناً ساعد واضعي السياسيات في هذا البلد على الحفاظ على النسيج الاجتماعي والهوية والعادات والتقاليد الأخلاقية والدينية.
واستشهد في هذا السياق على ما تضمنته تقارير وتوصيات القمة الخليجية التي عقدت في المنامة في ديسمبر 2004م، والتي تناولت بشكل مستفيض موضوع العمالة الأجنبية الوافدة من خارج المنطقة العربية وما أنتجته خلال الفترة الماضية وتحديداً منذ أن حلت مع مطلع تسعينيات القرن الماضي محل العمالة العربية من اليمن وغيرها حيث اعترفت القيادات الخليجية بخطورة استمرار الظاهرة وآثارها السلبية على النسيج الاجتماعي والمكونات السلوكية والأخلاقية والهوية العربية والثقافة الإسلامية لبلدان مجلس التعاون. من هذا الاستدلال لبعض هذه الملامح يبدو جلياً حاجة هذه البلدان الملحة ومصلحتها الكبيرة من اليمن أكثر من مصلحة اليمن وحاجتها إليها..
الأربعاء, 01-مارس-2006
كتب: عبدالعزيز الهياجم -

سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
03-04-2006, 06:14 AM
جزاك الله خير اخي الدكتور على الموضوع ,
بالنسبة لموضوع اليمن وانضمامه الى مجلس التعاون اتصور اننا كلنا نكمل بعض معااااااا0

كم استبشرنا خير حين رأينا الاخ وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي مشارك في الاجتماع الاخير لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي , كذلك اثلج صدورنا البيان الختامي لهذا الاجتماع الوزاري ونتمنى ان تتكرر مثل هذه
المشاركات من قبل اليمن للمجلس , وكذلك التركيز على الناحية الاقتصادية افضل كون هذه النقطه هي التي تهم
المواطنين في الطرفين وبها تتوحد الشعوب التي تجمعها ايضا صلاة اخرى معروفه وتكتمل الحاجه للطرفين والمصالح المشتركه وبعد هذا تصبح قرارات قادتنا السياسيين في صالح الشعوب بعد ان زالت النقاط التي كانت تثير الحساسيات وهي حل مسألة الحدود التي اقامها لنا الاستعمار لاسباب معروفة للجميع0

وفي الاخير انضممنا للمجلس ام لم ننضم فاننا وهم سنظل اشقاء وسنظل ايضا لهم الحضن الدافىء سندا وظهر وقت الشدائد , اما في وقت الرخاء هنا يتم اختبار المعدن الاصيل من الغث 0

لان اليمن وشعبها مدرسة بل اكاديمية في تعلم وتعليم الصبر ونسيان الماضي والسمو على الجراح , كذلك العطاء بلا حدووووووووووووووووووووود0

بدر لجهر
03-04-2006, 02:13 PM
شكرا د /أحمد باذيب على طرح موضوع كهذا وخاصة في الوقت الراهن ،الذي يشهد تكتلات أقليمية وعالمية
فاليمن يعتبر البعد الاستراتيجي لدول التعاون والعكس الصحيح .
اعتقد ان كلاهما محتاج للآخر بالاهمية نفسها ، ولا بد من انظمام اليمن لمجلس التعاون عاجلا أم آجلا .
وما الرؤى التي أرسلت من القيادة اليمنية الى قادة التعاون مؤخرا ، وما تلاها من أجتماع في الرياض لوزراء التعاون مع وزير خارجية اليمن كلها تصب في هذا الاتجاه

الدكتور أحمد باذيب
05-11-2006, 04:58 PM
عندما قال اليمنيون قبل عشر سنين انهم يريدون الانضمام لمجلس التعاون الخليجي اعتبرها الكثيرون مزحة، فاليمن لمن يعرف الجغرافيا ليست بلدا خليجيا. لكن قمة الرياض لدول المجلس ناقشت الطلب، والمفاجأة ان هناك قبولا مبدئيا يحتاج الى تأهيل.

الحقيقة انها مفاجأة سارة، لأن العضوية ليست مسألة مكانية فقط بقدر ما هي تكاملية وفق مفهوم النادي الذي صممه اعضاؤه الاساسيون. واليمن لا يطل على الخليج لكنه يطل على دولتين تطلان على الخليج، السعودية وعمان، بحدود طويلة تبلغ الفا وسبعمائة كيلومتر.

ولعل اشكالات ادخال اليمن في النادي الخليجي عديدة، الجغرافيا اهونها، فهو بلد يعاني من ضعف الأمن وضعف الاقتصاد أيضا. فبلد بعشرين مليون نسمة ترعاه الحكومة بميزانية بسيطة تبلغ خمسة مليارات دولار فقط سيعاني كثيرا، يعني انه قد ينقل احماله الاقتصادية الى بلدان لا تريد اعباء اضافية. لكننا نتذكر ان الاتحاد الاوروبي اوقف اسبانيا والبرتغال على الباب لسنوات، وساعد البلدين على تصحيح اقتصاداتهما قبل السماح لهما بالعضوية الكاملة. وهذا يحدث الآن مع دول اوروبا الشرقية التي طلبت الالتحاق بالنادي الاوروبي، ولا تزال تنتظر وقد انخرطت في اصلاحات اقتصادية كبيرة قبلتها الحكومات الشرقية، وبعضها كانت قوانين مرة تجرعتها قسرا. وهنا السؤال المحير، كيف سيكون بالامكان معالجة التفاوت الهائل بين معدل الدخل بين مواطن يمني وآخر كويتي او إماراتي، مثلا.

نتذكر ان اليمنيين عملوا لسنين طويلة في دول شبه الجزيرة العربية، وعرفوا بجديتهم وصبرهم ورضاهم بالاجور الدنيا نظرا لاشتغالهم بالاعمال البسيطة، لندرة العمالة الماهرة وضعف المستوى التعليمي. لكن اليمن سيكون في حال ادخاله المجلس وفتح الحدود امام مواطنيه اضافة جيدة الى اقتصادات هذه البلدان التي تستورد عمالتها من أقصى العالم، وعليها ان تساعده.

اما المعضلة الثانية في العلاقة مع اليمن فهي أمنية نظرا لعجز الدولة عن منع التسلح، وضعف السيطرة على بعض المناطق ذات التضاريس الوعرة. وهذه في الواقع مشكلة مستمرة سواء صار اليمن عضوا ام لا، نظرا لمجاورته دول المجلس. والذي نراه ان التعاون الأمني يسير بشكل جيد، بدليل ان صنعاء في الاسبوع الماضي سلمت الرياض 16 سعوديا مطلوبا، والعاصمة السعودية بادرت بدورها بتسليم 11 يمنيا مطلوبا الى صنعاء.

هناك الكثير مما ينبغي على الحكومة اليمنية فعله من اجل دخول المجلس. وهي خطوات اساسية لصالح اليمن، حتى بدون انضمامه، مثل تحسين قوانينه واداء الحكومة وضبط الأمن. مطالب لا تماثل مطالب الغرب الصعبة التي تصر على انتخابات نزيهة وحريات سياسية.

حتى ينمو، ويلحق بدول شبه الجزيرة العربية النفطية، عليه تشجيع الاستثمار وحمايته أيضا. وللاحاطة فإن اليمن بلد نفطي ينتج نحو اربعمائة برميل بترول يوميا معظمها تذهب للتصدير. وقد اكتشفت شركة نرويجية في الاسبوع الماضي بئر نفط جديدة في شرق اليمن، ومن المحتمل انه يرقد على جزء من بحيرة النفط الخليجية.

[email protected]