المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قالوعن عفاش " إبليس عندما يدعو إلى التقوى!


حد من الوادي
04-28-2015, 02:50 PM
إبليس عندما يدعو إلى التقوى!

28 - أبريل - 2015 , الثلاثاء 09:55 صباحا (GMT)

ان آخر ما تفتقت عنه عبقرية (الزعيم الرمز) ذلك النداء الذي قيل أنه نشره على حسابه في الفيس بوك والذي قال فيه إن الدم اليمني سال بدون وجه حق وبلا سبب، ودعا فيه (المليشيات ) المختلفة الى وقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار، ولم يفته أن يدعو حلفاءه الحوثيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وكان أطرف ما ختم به حديثه الدعوة إلى تسليم المدن وخاصة مدينة عدن إلى الجيش والأمن بإشراف السلطة المحلية.

لا بد أولا أن نعرف أن الرجل لم يكن يوجه رسالته هذه إلى مقاتليه في مختلف الجبهات المشتعلة في الشمال والجنوب ولا إلى الداخل اليمني في الشمال والجنوب، بل إن الرجل بحديثه هذا إنما يخاطب الخارج القريب والبعيد، بيد إن الكثير من وسائل الأعلام العربية اعتبرت حديث صالح هذا يمثل اعترافا بخطيئة الحرب وتراجعا عنها باعتباره اللاعب الرئيسي فيها، لكن الرجل لم يكن يقصد هذا في حديثه عن الدم الذي سال بدون مبرر، بل أنه يريد أن يقول لمن بعث لهم بالرسالة في الخارج الدولي والعربي ما يلي:

١. إن القتال يدور بين ميليشيات القاعدة والحوثيين وهادي، وإنه (أي صالح) ليس طرفا في تلك الحروب بل هو متفرج عليها من بعيد وهو ضدها بدليل دعوته إلى وقف القتال والعودة إلى الحوار.

٢. إن الرئيس هادي هو زعيم مليشيا مثله مثل القاعدة وجماعة الحوثي، وليس رئيس جمهورية تعرض للانقلاب وفرض الإقامة الجبرية عليه مما اضطره إلى البحث عن عاصمة بديلة بل واللجوء إلى خارج الوطن.
٣. إنه ليس حليفا للحوثيين بدليل إنه يدعوهم إلى إيقاف الحرب والعودة للحوار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ بشأن اليمن.
٤. إنه لا يعارض قرارات مجلس الأمن بل يدعو إلى تنفيذها.

هذه الرسائل موجهة للذين لا يعرفون علي عبد الله صالح ولا يدركون قدرته على التمثيل والادعاء والتصنع والخداع والتزييف، أما الداخل اليمني فالكل يعرف أن صالح لا يعني ما يقول، بل إن الكثير من أنصاره إنما يسارعون لتنفيذ توجيهات بالطريقة التي يريدها هو ويفهمونها هم فهو عندما يدعو إلى وقف الحرب إنما يوجه أوامر معاكسة لهذه الدعوة لأصحابه بدليل إن أشرس الهجمات وأعنفها قد أقدم عليها أنصاره في عدن والضالع وتعز ومأرب في اليوم التالي لمنشوره هذا؛ وهو عندما يدعو إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن إنما يحرض على رفض هذا القرار بدليل أن الحوثيين لم يصرحوا برفضهم لقرار مجلس الأمن إلا بعد منشوره هذا؛ وهو عندما يتباكى على الدم اليمني الذي سال بلا معنى وبلا مبرر إنما يحاول تبرئة نفسه من جرائم ثلث قرت من الحروب والعدوان والقتل كان هو سببا رئيسيا في إسالة دماء عشرات الآلاف من اليمنيين فيها؛ أما عندما يدعو إلى تسليم عدن وبقية المدن اليمنية للجيش والأمن فإن المسألة لا تحتاج إلى كثير من الذكاء والفطنة لمعرفة القصد، فتسليم المدن للجيش والأمن يعني تسليمها للمليشيا الأكثر عدوانية والأشد إجراما وفتكا والأكثر قدرة على الهيمنة والقمع والتنكيل، والأهم من كل هذا الأكثر إخلاصا (لسيادته) وبذلك يكون قد حقق كل ما يريده دونما حاجة إلى حرب وخسائر وتضحيات بعدما تكبدت قواته أفدح الخسائر على أيدي رجال المقارمة الأبطال.

تباكي صالح على دماء اليمنيين ودعوته للتصالح والتسامح، ومناداته بالعودة إلى الحوار وادعاؤه الصفح عمن أساؤوا إليه ومطالبته بوقف الحروب وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، كل ذلك من تصنع السلوك المستقيم زورا، والتظاهر بالحصافة والمسؤولية افتراء، إنما يشبه قيام إبليس بدعوة الناس إلى التقوى والورع والفضيلة والخوف من الله، وهذا هو ما قال الناس عنه "من سابع المستحيلات".
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com