المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي .. بين أكف السماسرة


حد من الوادي
05-03-2015, 07:49 PM
الا حد 03 مايو 2015 03:50 مساءً
الجنوب العربي .. بين أكف السماسرة

قاسم محمد برمان
صفحة الكاتب
ضربة حظ .. انتهت بضربة معلم
وإذا لم يكن من الموت بُدُّ .. فمِن العار أن تموتَ جبانا
يا ابن الجنوب الحُر قُم لبّ النّداء ..
أحسنَتِ الظنَّ "عَدن ".. فتجرّعت المُر أقداحاً
الوحدة اليمنية .. تستحضر هابيل وقابيل !

منذ استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر 67م وهو رهن التجاذبات الدولية ، فبعد أن فتح اليمنيون المزاد بالعزف على وتر الوحدة بهدف حيازة الجنوب ، تكالبت الأطماع الدولية : فإيران تطمع في تحويله إلى قاعدة بحرية تسيطر من خلالها على عصب الملاحة الدولية ، والسعودية ترى فيه رقعة أرض يمكن أن تتحول في لحظة ما إلى بؤرة تهديد لأمنها القومي ، وتسعى جاهدةً إلى تقليم أظافره ، وما عاصفة الحزم عنا ببعيد ، أما القاعدة وهي تنظيم دولي ليس له هوية فحضوره في هذا البلد يكاد يُرى بالعين المجردة ، ونشاطه محسوسٌ وملموس مثلما لداعش الذي يرى إمكانية ضم هذا الجنوب السائب إلى مملكة الدولة الإسلامية ، الكل يتبارى في أن يكون له الحظ الأوفر في هذه الغنيمة التي غفل عنها أهلها ، والبعض منهم ذهب في دوامة المقايضات التي سال لعائدها لعابه .



وفي هذا الخضم الموبوء بكل معنى للفساد هنالك ثلة من الشرفاء يجوسون خلال الديار حاملين على كواهلهم همّ هذا الوطن وتحريره وعودة السيادة إلى أهله وبنيه ، ويقرعون أجراس الخطر في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة ، وهم المعوّل عليهم في إعادة الأمور إلى نصابها بما يكفل استقلال الأرض وتحرير الإنسان ، فمن بين أزيز الطائرات وفرقعة المتفجرات ورائحة الدم ينتفض المارد الجنوبي ، سلاحه الحق المسلوب ، وذخيرته الإيمان بعدالة قضيته ، لا شيء يحول دون سماع صوته ، الكل يتلمس طريقه لمعرفة الموقف الجنوبي الذي بلوره ثوار المدينة الباسلة ، عدن الصمود والتصدي ، لم ترهبهم الجموع المتدافعة بغرض الفيد ، ولا رصاص القناصة سفلة المحتل ، وسطروا في شوارع عاصمتهم أروع البطولات ، وكان ذلك هو الرد الأمثل لكل جنوبي مفصول الضمير أو بحاجة إلى إعادة شحن .



اضحك كما شئت وأنت ترى بعضاً من الجنوبيين يحرصون بحماس على ما يسمى واحدية اليمن أكثر من اليمنيين أنفسهم ، تتوالى أمام أعينهم مشاهد العبث بكل مقدس على قشرة الأرض بما فيها آدمية الإنسان الذي كرمه الله فأهانه عتاولة القهر ، لكل جنوبيينا لا تعنيهم عذابات الأسر الجنوبية ، ويتلذذون بسماع أنات المكلومين لأنهم في نظرهم هكذا وببساطة " إنفصاليون " .



إن أكثر ما أضر بقضية شعب الجنوب هم الجنوبيون المتمسحون بكعبة المحتل ، فهم يمنحونه الشرعية في نظر العالم مقابل أثمانٍ زهيدة ، ويبالغون في التزمت بمواقفهم عكس التيار المطالب بالتحرير والإستقلال في محاولة منهم لاجتذاب الأضواء ، والتأكيد لخصوم هذا التيار بثقلهم في ميزان الحدث ، وبالتالي المراهنة على مواقفهم بما يحقق ارتفاعاً في منسوب الدفع لشراء هذه المواقف باستمرار .



أيها المناضلون الصامدون في مواجهة آلة الغزو وفلول المرتزقة ، إنكم لصادقون مع الله ومع أنفسكم ومبادئكم ومع شعبكم ، لا يغرنكم العاملون في أسواق النخاسة ، ولا سماسرة البيع للذمم ، لأنهم خارج دائرة القيم ، استساغوا الإهانة ، واستسهلوا الهَوان ولم يطرق مسامعهم المتنبي وقوله : مَن يَهُن يَسهُلُ الهَوانُ عليهِ .. ما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ " ولا الزبيري وقوله : " لِنَمُت أو نعِش على الدرب أحراراً ، فلا عاشَ مَن يَستسيغُ الإهانه .. وحياةٌ تُصانُ بالهَونِ والإذلال ليست خليقةً بالصيانة "







همسة :



إنفصاليٌّ نعم هذا أنا .. لستُ من صنعا ولكن من عدن



عَبَسَ التاريخُ في وَجهِ الدّنا .. وتولّى حين أسمونا يَمَن