نهلول
05-05-2015, 08:21 AM
الكاتب احمد عبداللاه
كل الموفمبيك الصنعاني موجود في الرياض، يتقدم الصفوف "الكورال" العتيد لصالح و"جوقة" إخوان اليدومي و"العتاونة" الناصريون وشخصيات ومشائخ وتابعيهم ، ثم في آخر الصفحة ملحقات "جنوبية" بلا عناوين.
أما ماذا سيفعلون جميعاً وعلامَ تقاطرهم الى بلاد الحرمين الشريفين خارج أوقات مناسك الحج، فإنه أمرٌ بات معروفاً. سيؤكدون على الشرعية ويقرّون ما أقرّه الموفمبيك الصنعاني ويعتمدون الوثائق الخطابية للزعامات الرسمية والحزبية تتخلل ذلك ضيافات وابتسامات على طريقة اخوتنا في الشمال فلديهم ابتسامات غليظة في وقت المصائب.
الفرق الوحيد أن وفد المؤتمر الشعبي يحضر بصفته الانشقاقية، فلقد انشقت ظاهرياً (وصدّق من أراد أن يمرر الكذبة) نخبة النخبة في المؤتمر عن رئيسه، ولم يبق سوى أن ينشق علي عبد الله صالح عن نفسه حتى تتجسد الكوميدياء السوداء في أبرع مشاهدها التاريخية.
ما أشبه الليلة بليال سود فالوجوه هي هي والخطاب هو هو، ولعل الرياض تدرك بأن التركيبة البنيوية للنخب الشمالية بأشكالها مصمَّمَة على الصراع المتجدد على السلطة وأن هناك ثنائيات متضادة دائماً تم أعدادها وتنميتها منذ عقود وإن تحاورت وتبسمت فإنها ليست مؤهلة للتعايش والإتفاق على أسس وطنية حقيقية، خاصة وقد دخلت بين تلك الثنائيات تناحرات طائفية عصبوية لن تهمد أبداً، واكتسبت بعداً عقدياً عميقاً، وتبعية خارجياً قوية .
لكن الأمر الأهم أن المشهد أصبح جنوبياً دموي بشكل لم يعرفه التاريخ المحلي وتاريخ المنطقة، ومدن الجنوب معتدى عليها مجتاحة مذبوحة متروكة
لإرادة تذروها رياح غامضة جارحة، بينما الجنوب ليس له جذور ولا أغصان في كل تلك الصراعات وما ستخلفه، بل أنه يدفع ثمناً باهضاً لأنهم اغتصبوه وجهزوه ساحةً لحروبهم، ولا يربط الجنوب بهذا الواقع، البعيد عن نبض الزمن ودلالاته، سوى قيادات سياسية ضئيلة أعطت وتعطي رسم بياني مشوّش للعالم بأن الجنوب حاضر وفاعل في هذا النسيج المعقد.
هل هناك فعلُ تكْتكَة ما لإلصاق الملف الجنوبي أسفل الطاولة أو إخفاؤه خلف الزجاج الفاحم لموكب الساسة الجنوبيين العابرين في شوارع عاصمة المملكة، حتى لا يلمحه أحد من أهل الموسم الحواري فتتعطل فريضتهم ؟
لا احد يعلم! لكن السؤال الرئيس هل القضية الجنوبية بالنسبة للرياض مرهقة حتى يتعمد الكل الى الإبتعاد عنها وربما كبت أنفاسها بمنطق الحرص على الإجماع؟
مهما يكن... لكن الجميع يعلم بأن الجنوب لو كان خضع للاجتياح وسلّم أمره مثلما فعلت المدن الشقيقة في الشمال منذ ٢١ سبتمبر الماضي، لما كان هناك جدوى للعاصفة أصلاً، ولولا صمود الجنوب لما تحركت المدن الأخرى أصلاً.
لكن باعتقادنا يظل السؤال المحوري هو لماذا صمد ويصمد الجنوب وسيصمد؟ أمن أجل عودة الشرعية وتنفيذ مخرجات الموفمبيك والأقاليم الستة ؟
لا نعتقد أن الإقليم ومعه العالم قد أُصيب بالغباء والعمى لأنه إن اعتقد ذلك وعمل على أساسه بإصرار فانه سيؤسس لمستقبل قريب يحتاج لعواصف "أثخن" من هذه.
الجنوب يقاوم ولديه صبر ولكن هذه المرة ينبغي ان يكون واضحاً بتقديرنا بأن العودة إلى خطاب أمراء الحرب الفارضين وحدتهم بالقوة لن يكون أمراً سهلا، لأن الجبهات القتالية الحاضرة فوق تراب الجنوب قد أنجبت جيلاً يتسع ويكبر ولن يسلم أمره، وأن مدن الجنوب وقُراه المدمرة بشهدائها وجرحاها وطفولتها لن تستطيع احتمال ساعة تتعايش فيها مع قاتليها.
الجنوب لا ينبغي أن يكون تحت الطاوله وهناك
"ينبغيات" كثيرة يجب الأخذ بها من قبل الأخوة في مجلس التعاون لإعداد تسويات دائمة ومستدامة بما يرضاه شعب الجنوب الصابر، وأولها أن يكون مؤتمر الرياض محطة في الحرب للإصطفاف ضد مشعليها لكنه لن يكون مطلقاً آخر المطاف، بل سيكون له ما بعده بالنسبة لقضية الجنوب.
كلمة ليست أخيرة:
الجنوبيون ليسوا أضحية تُقَدَّم للحجيج السياسي المتواتر الى الرياض.
بقلم : احمد عبداللاه
كل الموفمبيك الصنعاني موجود في الرياض، يتقدم الصفوف "الكورال" العتيد لصالح و"جوقة" إخوان اليدومي و"العتاونة" الناصريون وشخصيات ومشائخ وتابعيهم ، ثم في آخر الصفحة ملحقات "جنوبية" بلا عناوين.
أما ماذا سيفعلون جميعاً وعلامَ تقاطرهم الى بلاد الحرمين الشريفين خارج أوقات مناسك الحج، فإنه أمرٌ بات معروفاً. سيؤكدون على الشرعية ويقرّون ما أقرّه الموفمبيك الصنعاني ويعتمدون الوثائق الخطابية للزعامات الرسمية والحزبية تتخلل ذلك ضيافات وابتسامات على طريقة اخوتنا في الشمال فلديهم ابتسامات غليظة في وقت المصائب.
الفرق الوحيد أن وفد المؤتمر الشعبي يحضر بصفته الانشقاقية، فلقد انشقت ظاهرياً (وصدّق من أراد أن يمرر الكذبة) نخبة النخبة في المؤتمر عن رئيسه، ولم يبق سوى أن ينشق علي عبد الله صالح عن نفسه حتى تتجسد الكوميدياء السوداء في أبرع مشاهدها التاريخية.
ما أشبه الليلة بليال سود فالوجوه هي هي والخطاب هو هو، ولعل الرياض تدرك بأن التركيبة البنيوية للنخب الشمالية بأشكالها مصمَّمَة على الصراع المتجدد على السلطة وأن هناك ثنائيات متضادة دائماً تم أعدادها وتنميتها منذ عقود وإن تحاورت وتبسمت فإنها ليست مؤهلة للتعايش والإتفاق على أسس وطنية حقيقية، خاصة وقد دخلت بين تلك الثنائيات تناحرات طائفية عصبوية لن تهمد أبداً، واكتسبت بعداً عقدياً عميقاً، وتبعية خارجياً قوية .
لكن الأمر الأهم أن المشهد أصبح جنوبياً دموي بشكل لم يعرفه التاريخ المحلي وتاريخ المنطقة، ومدن الجنوب معتدى عليها مجتاحة مذبوحة متروكة
لإرادة تذروها رياح غامضة جارحة، بينما الجنوب ليس له جذور ولا أغصان في كل تلك الصراعات وما ستخلفه، بل أنه يدفع ثمناً باهضاً لأنهم اغتصبوه وجهزوه ساحةً لحروبهم، ولا يربط الجنوب بهذا الواقع، البعيد عن نبض الزمن ودلالاته، سوى قيادات سياسية ضئيلة أعطت وتعطي رسم بياني مشوّش للعالم بأن الجنوب حاضر وفاعل في هذا النسيج المعقد.
هل هناك فعلُ تكْتكَة ما لإلصاق الملف الجنوبي أسفل الطاولة أو إخفاؤه خلف الزجاج الفاحم لموكب الساسة الجنوبيين العابرين في شوارع عاصمة المملكة، حتى لا يلمحه أحد من أهل الموسم الحواري فتتعطل فريضتهم ؟
لا احد يعلم! لكن السؤال الرئيس هل القضية الجنوبية بالنسبة للرياض مرهقة حتى يتعمد الكل الى الإبتعاد عنها وربما كبت أنفاسها بمنطق الحرص على الإجماع؟
مهما يكن... لكن الجميع يعلم بأن الجنوب لو كان خضع للاجتياح وسلّم أمره مثلما فعلت المدن الشقيقة في الشمال منذ ٢١ سبتمبر الماضي، لما كان هناك جدوى للعاصفة أصلاً، ولولا صمود الجنوب لما تحركت المدن الأخرى أصلاً.
لكن باعتقادنا يظل السؤال المحوري هو لماذا صمد ويصمد الجنوب وسيصمد؟ أمن أجل عودة الشرعية وتنفيذ مخرجات الموفمبيك والأقاليم الستة ؟
لا نعتقد أن الإقليم ومعه العالم قد أُصيب بالغباء والعمى لأنه إن اعتقد ذلك وعمل على أساسه بإصرار فانه سيؤسس لمستقبل قريب يحتاج لعواصف "أثخن" من هذه.
الجنوب يقاوم ولديه صبر ولكن هذه المرة ينبغي ان يكون واضحاً بتقديرنا بأن العودة إلى خطاب أمراء الحرب الفارضين وحدتهم بالقوة لن يكون أمراً سهلا، لأن الجبهات القتالية الحاضرة فوق تراب الجنوب قد أنجبت جيلاً يتسع ويكبر ولن يسلم أمره، وأن مدن الجنوب وقُراه المدمرة بشهدائها وجرحاها وطفولتها لن تستطيع احتمال ساعة تتعايش فيها مع قاتليها.
الجنوب لا ينبغي أن يكون تحت الطاوله وهناك
"ينبغيات" كثيرة يجب الأخذ بها من قبل الأخوة في مجلس التعاون لإعداد تسويات دائمة ومستدامة بما يرضاه شعب الجنوب الصابر، وأولها أن يكون مؤتمر الرياض محطة في الحرب للإصطفاف ضد مشعليها لكنه لن يكون مطلقاً آخر المطاف، بل سيكون له ما بعده بالنسبة لقضية الجنوب.
كلمة ليست أخيرة:
الجنوبيون ليسوا أضحية تُقَدَّم للحجيج السياسي المتواتر الى الرياض.
بقلم : احمد عبداللاه