المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العربية الشقية" مؤتمر جنيف بين أوهام السياسة ويأس اليمنيين / مصطفى النعمان


حد من الوادي
06-10-2015, 01:35 AM
مؤتمر جنيف بين أوهام السياسة ويأس اليمنيين

09/06/2015 21:40:20

صحيفة الوسط



مصطفى النعمان

بعد أسابيع من اللغط والتصريحات المتناقضة من أطراف الحرب الأهلية اليمنية أفلحت الضغوط الدولية في إجبار الحكومة الشرعية الموجودة في الرياض، وكذا المتمردين الاستعداد للقاء التفاوضي الأول بينهما منذ فرار الرئيس هادي ورئيس وزرائه ثم ظهورهما في منفاهما الذي أتمنى الا يطول مع عدد كبير من مستشاريهما ووزرائهما. ويضع أغلب اليمنيين الذين لا يكترثون بمبررات صراع الطرفين الدموي والمدمر، ولكنهم يدفعون ثمنه دماً ودموعاً، أملهم بأن تتمكن الأمم المتحدة من كبح جماح المتقاتلين.

ولست هنا بصدد البحث عن إلقاء الاتهامات والغوص في ما كان واجباً فعله من الذين أداروا البلاد وأوصلوها الى هذا المنزلق البشع منذ انتقال الرئاسة من صالح الى هادي، ولكني سأكرر حقيقة ثابتة لن أحيد عنها وهي ان كل القائمين على المشهد السياسي اليمني الحالي ساهموا، وإن بدرجات مختلفة، في تحويل الوطن الى كتل متصاعدة من الأحقاد والانفصام الاجتماعي وجعلوا مدن اليمن بقايا اطلال. لم تكن مقنعة الطريقة التي أديرت بها البلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية ولم تكن مختلفة في جوهرها عن سنوات حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكانت خاتمة السوء الصمت على سقوط عمران ثم صنعاء وبعدها قدوم ما سمي «حكومة الكفاءات» التي لم تفعل شئياً أكثر من التركيز على الجانب الإعلامي، ولا بد ان تكون محصلة عوامل مجتمعة كهذه،

كارثة سيظل اليمنيون يحصدون آثارها ويصبون سيل لعناتهم على كل الذين كانوا في السلطة منذ 38 سنة. بعد أيام سيلتقي ممثلو طرفي الحرب الأهلية، أحدهما باسم الحكومة الشرعية والطرف الآخر باعتباره متمرداً عليها. والواقع أن التوصيف طبيعي باعتبار أن الرئيس هادي وما يمثّله حتى الآن من رمزية يصبح حكماً ممثلاً شرعياً للسلطة، وعليه فإن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق سيصبحون الطرف المتمرد عليها. وعلى رغم إدراكي أن الأمر ليس أكثر من تصنيفات قانونية لا تمتلك قوة الإلزام لأن الواقع له قواعده وله أيضاً ترتيباته ومترتباته.

سيجلس طرفان يمنيان يمتلئان حقداً وضغينة تجاه بعضهما البعض في غرفة تظلل جدرانها شعارات السلام والأمن الدوليين. طرف داخل البلاد مسيطر على أغلب الأرض يستخدم بقايا مقدرات الجيش ويستند الى قوة عابثة، وآخر يحتشد الإقليم والمجتمع الدولي خلفه لإعادته الى الداخل. بين الطرفين تبدو قليلة حظوظ النجاح في التوصل الى تسوية تقود الى هدنة إنسانية طويلة تعيد دورة الحياة الطبيعية الى نقطة انطلاق التقاط الانفاس والبدء في تأمين اقل القليل من أساسيات الحياة اليومية والبحث تحت الأنقاض عن جثث القتلى من الجانبين.

ان أي تفاوض سيكون مستنداً الى حقائق صنعتها الحرب المجنونة. والحقيقة الأولى الواجب التعامل معها هي ان المتمردين يحكمون الخناق الظالم على اغلب المدن الرئيسية ما يجعلهم متحكمين في الجانب الكبير من قرار وقف الحرب وهم حتماً يدركون غلبتهم الميدانية وعليه فهم مطالبون أخلاقياً ووطنياً الإعلان الصريح عن استعدادهم التفاوض على الانسحاب الآمن لقواتهم من مدن عدن وتعز والضالع بداية والبحث في تفاصيل جهة محايدة تتولى استلام ما لديهم من أسلحة ثقيلة وفي المقابل فعلى الأمم المتحدة تأمين خروجهم الى مناطق محددة. الحقيقة الثانية:

هي ان الحرب الأهلية تدور في بؤر محددة جنوب جبل سمارة الذي يحدد الخط المذهبي الفاصل بين أبناء المناطق الشافعية واشقائهم من سكان المناطق الزيدية. وهذه الحقيقة تبعث قلقاً لدى الكثيرين بترسخ حرب مذهبية كان اليمنيون يتمنون ان زمن ما بعد 26 أيلول (سبتمبر) 1962 قد طواها، ولكن حجم الدمار النفسي الذي أحدثته حرب الأشهر الأخيرة بعثها من تحت الرماد وجعلها تتصدر المشهد الدامي، وسيكون من السذاجة اغفال هذا العامل المقيت الذي يعيد الى الذاكرة احداثاً تسكن أعماق المواطنين الشوافع الذين عاصروها او تناقلوها عن اجدادهم وربما آبائهم. الحقيقة الثالثة:

ان مناطق شمال جبل سمارة التي تسكنها الكتلة القبلية المقاتلة والمسلحة تاريخياً، لا تشهد الآن حرباً وإن كانت تتعرض لضربات مركزة من قوات التحالف نالت من البنية العسكرية الأساسية التي استخدمت ضد مدن جنوب الجبل، ومن الطبيعي انها أثرت بقوة على حياة الناس اليومية، ولكن لا يمكن مقارنتها بحال من الأحوال بما حدث لمدن تعز وعدن والضالع. وليس ذلك تجاهلاً او تغاضياً عن معاناة صنعاء وصعدة بالذات. الحقيقة الرابعة:

الحديث عن يمن موحد يجب تجاوزه والانتقال بالتفكير العقيم الى مرحلة أكثر نضجاً، إذ إنني لا أتصور كيف تعود الأمور الى ما كانت عليه قبل حرب 1994 التي كانت شرارة الانفصال النفسي الحقيقي بين أبناء جنوب اليمن وشماله، وأُضيف الى ان أبناء تعز ارتفع سقف مطالباتهم بإعادة التفكير في طبيعة العلاقات بين شمال الجبل وجنوبه، وتزايدت أصوات ناقمة وحانقة على ما طاول مدينتهم من دمار كارثي وخسائر بشرية مذهلة، ولا يمكنني ان أبرّئ كل من ساهم في الدفع بتعز الى هذا المآل المأسوي، سواء الذين تلحفوا برداء الدفاع عنها او الذين قدموا من خارجها للتحكم في مصيرها.

ان مدينتي تعز التي نالها السوء تحت شعار محاربة «التكفيريين» و «الدواعش» تدفع ثمناً باهظاً ولن يقبل أبناؤها بأقل من تخفيف يد «صنعاء السياسية والقبلية» الثقيلة عن حاضر حياتها ومستقبله، وهذا في المقابل يوجب على الفريق المقاتل من أبنائها ادراك مسؤوليتهم بنفس القدر، للعمل على تجنيبها المزيد من إراقة الدماء في حروب الوكالة عن تيارات سياسية وتحت أي مبرر.

في جنيف سيجري «تفاوض» يبحث في عموميات تقود الى الدخول في تفاصيل يجب ان يكون مبتدأها وقف الحرب وإعادة ترتيب الخطوط الجغرافية، لأن من غير المعقول ولا المقبول استبعاد الكراهية التي كرّستها الحرب، ثم سيكون ممكناً بعد فترة هدوء تتوقف خلالها نهائياً كل الأعمال العسكرية تحت رقابة أممية، تشكيل إدارة انتقالية بعيداً من سفسطة الساسة والمستشارين والنظر الى الواقع بجدية بعيداً من هوس الأضواء، كما يجب التوقف عن هذا السيل من القرارات غير المجدية والتعيينات الصورية لأنها تعقّد الأمور.

اليمن ينزلق سريعاً نحو نموذج ليبي مفزع ستكون كل منطقة فيه خاضعة لفصيل لا يرتبط بسلطة، وسيتكرّس نفوذ داخلها لحملة السلاح الذين لا يؤمنون بالدولة أياً كان شكلها، ولن يكون منتظراً وصول العون الخارجي سريعاً إلى بلد تتحكّم فيه صراعات وأهواء ساسة باعوه الأوهام واستغلوه لمصالح ذاتية، وهم يصرخون حباً وولاءً له ويطلقون المبادرات البلهاء، بينما البسطاء الأبرياء يرزحون تحت النيران وقسوة العيش.

ما زلت مؤمناً ان الملك سلمان بن عبدالعزيز بما عرفتُهُ من والدي عنه، يمثّل الحكمة وقوة الإرادة مقرونتين بالحزم، وهو الأقدر على جمع شمل اليمنيين على نية صادقة تعيد الصفاء الى النفوس وتلملم الجراح وتتسامى فوق الأخطاء اليمنية وحتى الخطايا. * كاتب ودبلوماسي يمني نقلا عن صحيفة الحياة

حد من الوادي
06-11-2015, 02:29 PM
إيران تدفع بالحوثيين لتغيير موقفهم بشأن المشاركة في جنيف


الأربعاء 10 يونيو 2015 11:29 مساءً
صنعاء (عدن الغد) خاص:

قال الناطق الرسمي لجماعة الحوثي في اليمن ، محمد عبد السلام أن المشاورات حول حوار جنيف لم تكتمل حول التمثيل بين المكونات السياسية التي يجب أن تشارك في الحوار، جاء تغيير موقف الجماعة عقب إعلان خارجية إيران أنها لم تتسلم رسالة مشاركة من الأمم المتحدة في المحادثات التي من المقرر ان تنطلق بعد 4 أيام.

وقال عبد السلام في تصريح على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ” تعقيبا على موقفنا السابق فيما يخص ترحيبنا بأي دعوة للامين العام للامم المتحدة لدعوة المكونات السياسية اليمنية للمشاركة في مؤتمر جنيف بدون وضع شروط مسبقة فإننا ننوه إلى أن المشاروات لم تكتمل بعد حول التمثيل بين المكونات السياسية التي يجب أن تشارك في حوار جنيف”.

وأضاف ” كما أننا لم نستلم بعد توضيحات من الأمم المتحدة حول الترتيبات اللازمة لإجراء هذا المؤتمر”.

وجاء تغير موقف الحوثيين بعد تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأربعاء، التي أكدت استعداد طهران لدعم الحوار اليمني.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرصية أفخم، “مستعدون لتقديم أي دعم ممكن في هذا المسار”، مشيرة إلى أنه لم تتم دعوة أي بلد إلى اجتماع جنيف.

وأوضحت المتحدثة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجرى محادثات جيدة في العاصمة العمانية مسقط حول اليمن الاثنين الماضي.

حد من الوادي
06-13-2015, 01:22 PM
السبت 13 يونيو 2015 01:19 صباحاً
اليمن.. ومؤتمر «جنيف»

علي العنزي
صفحة الكاتب

انتهت المشاورات واللقاءات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية حول اليمن إلى إعلان الأمم المتحدة وتأكيدها عقد مؤتمر السلام الخاص باليمن في جنيف بسويسرا في 14 حزيران (يونيو) الجاري، وكان ذلك الإعلان قد جرى بعد مفاوضات ولقاءات بين مختلف الأطراف الأساسية في المنطقة، مع استبعاد الطرف الإيراني حول تلك المشاورات، وقد كان المؤتمر قد تأجل الشهر الماضي؛ بسبب اعتراضات من الحكومة اليمنية التي طالبت بانسحاب الحوثيين أولاً من المدن الرئيسة، والاعتراف بسلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما اشترط الحوثيون وقف إطلاق النار كشرط لإجراء محادثات سلام، لكن يبدو أن الطرفين قد توصلا إلى صيغة معينة؛ للبدء في هذه المحادثات التي تُجرى في ظل تصعيد من مليشيا الحوثيين وعلي عبدالله صالح، ظناً منهما أن هذا التصعيد سيكسبهما أوراقاً في المحدثات في جنيف، لذلك لا بد من تحليل الموقف السياسي والعسكري في اليمن؛ لمعرفة ما ستُفضي إليه محادثات جنيف.

بالنسبة إلى الموقف العسكري من الواضح أن مليشيا الحوثي وعلي عبدالله صالح خسرت وتخسر الكثير من مواقعها ومحاربيها، في ظل تنامي وتمرس المقاومة الشعبية في اليمن، وتحت مظلة جوية للتحالف العربي تسيطر على سماء اليمن بالكامل وتمنع أي نشاط جوي يستهدف الوصول إلى اليمن أو الخروج منه، إلا من خلال قيادة التحالف العربي، إضافة إلى حصار بحري يطوق اليمن ويغلق موانئه، ولا يسمح بالعبور إلى مياهه الإقليمية باستثناء المساعدات الإنسانية، ولذلك في ظل هذا الموقف لابد لمليشيا الحوثي من التراجع والهزيمة، حتى لو أظهرت مقاومة قوية هنا وهناك، أو إرسال قوات إلى الحدود لكسب موقف إعلامي، وهذا ما حصل عندما أُرسلت قوات من مليشيا صالح الأسبوع الماضي، وهي قوات النخبة في الحرس الجمهوري لمهاجمة الحدود السعودية، ولقيت هزيمة كبيرة، وكذلك إرسال صاروخ سكود لضرب قاعدة خميس مشيط، من هنا أصبح الموقف العسكري واضح، وهو أن مليشيا الحوثي وصالح في تراجع مستمر، وفقدانٍ للعديد من مواقعها في مقابل تنامي القوة المقابلة الموالية للشرعية.

أما الموقف السياسي، فمن الواضح تراجع جماعة الحوثي عن شروطها ومواقفها السابقة؛ بعدم الجلوس من الرئيس عبدربه منصور هادي، وعدم قبولها بالمبادرة الخليجية وغيرها من المبادرات السياسية لحل الأزمة اليمنية، لكن يبدو أن الموقف العسكري الميداني، والغارات الجوية من التحالف العربي على مواقعها، قد أجبرها على تغيير موقفها. في الجانب الآخر: الحكومة اليمنية تشدد على أن حضورها ومشاركتها في مؤتمر جنيف هو ليس للمفاوضات، بل لوضع آليات لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وكذلك مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ كذلك بنود المبادرة الخليجية، وهو ما يجعل هذه القرارات الثلاثة هي مرجعية للمشاورات في جنيف، وليس التفاوض، لكن يعتقد بعض المراقبين بأن مؤتمر جنيف يأتي في محاولة لتكريس هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن، ووقف غارات طيران التحالف العربي على مواقع الحوثيين وقوات صالح، ويبقى الوضع على ما هو عليه، من كر وفر، وهذا ما تسعى له جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح، من أجل تجميع قواهم العسكرية والسياسية، وإفساح المجال لداعميهم للتدخل سياسياً وإن أمكن الدعم عسكرياً، لكن هذه المحاولات من قبلهم لن تمر على قيادة التحالف العربي والحكومة اليمنية، فالعمل العسكري لن يتوقف، وبحسب المعطيات المتوافرة، إلا في حال التزام مليشيا الحوثي وصالح بقرار مجلس الأمن 2116 والمبادرة الخليجية وعودة الشرعية وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة.

لكن يعتقد العديد من المراقبين والمحللين بأن الحوثي وصالح لن يحترما وقف إطلاق النار ولن يلتزما بأي مقررات، لا في جنيف ولا غيرها، ومؤتمر جنيف ما هو إلا فرصة لالتقاط الأنفاس، والدليل أنهم لم يطبقوا قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى انسحابهم من المدن والعاصمة وتسليم السلاح للدولة؛ اعتقاداً منهم أنهم بمراوغتهم سيمددون فترة بقائهم في السلطة، لكن هناك مصادر ديبلوماسية يمنية وأجنبية تؤكد الحصول على وعود حوثية بالالتزام بتطبيق القرار الأممي 2216، والانسحاب من بعض المدن كعدن وتعز وغيرهما مع انعقاد مؤتمر جنيف، في مقابل الحصول على مكاسب سياسية عدة، كعفو رئاسي عن قياداتها والقوات المشاركة بالانقلاب، والبدء في مصالحة وطنية لا تقصي أياً من الأطراف، وهو رأي أعتقد بأنه لا يزال بعيداً عن التحقيق لأسباب عدة.

إن عدم مشاركة وفد يمثل حزب علي عبدالله صالح في مؤتمر جنيف، هي ضربة قاصمة له من الحوثيين، إذ أظهرت عمق الخلاف وعدم الثقة بين الطرفين، فمفاوضات مسقط التي رعتها عُمان والإدارة الأميركية، ووافق الحوثيون بموجبها على الذهاب إلى مؤتمر جنيف من دون شروط ومن دون أي شخص يمثل حزب علي عبدالله صالح، وهو ما يبين لنا أن الخلاف بينهما عميق، والشك قائم، ويمكن أن تكون المواجهة العسكرية بين الطرفين هي قادمة، ولم يؤجلها إلا اتفاقهم على إقصاء الشرعية اليمنية واختطافهم للشعب اليمني، لذلك الموقف السياسي بالنسبة إلى جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح ضعيف، زاد من ضعفه المواقف الدولية تجاه الأزمة، فإعلان الاتحاد الأوروبي ضم زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، وأحمد علي عبدالله صالح، إلى قائمة العقوبات، إذ يحظر دخولهما تراب الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تجميد أرصدتهما، هو ضربة قوية، كونه يأتي قبل المؤتمر بأيام عدة، إضافة إلى بقية المواقف الدولية الأخرى.

إن موقف الإدارة الأميركية تجاه الأزمة لا يزال ضبابياً، زاد من غموضه دخول الإدارة الأميركية في مفاوضات مسقط التي ترعاها عُمان، إذ شارك ديبلوماسيون أميركيون في تلك اللقاءات التي أسفرت عن موافقة جماعة الحوثي المشاركة وحضور مؤتمر جنيف من دون شروط، وهو حضور يبرز العلاقة بين الطرفين، فجماعة الحوثي تحمل شعار الموت لأميركا، وفي الوقت نفسه تلتقي بالأميركان، والأميركان ينتقدون جماعة الحوثي ويعتبرونهم معتدين على الدولة، وفي الوقت نفسه يلتقون بهم، لذلك يبدو أن الأزمة اليمنية هي أحد أوراق مفاوضات الملف النووي الإيراني.

لا نريد لليمن أن يصبح ملف مفاوضات دولية وإقليمية في جنيف، فاليمن دولة عربية وموقعها مهم جداً، لذلك لا بد من الحيطة والحذر من مفاوضات جنيف وغيرها.

*الحياه