المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوبيون .. حالة الشتات التي لا تسر !


حد من الوادي
06-16-2015, 08:32 PM
الثلاثاء 16 يونيو 2015 12:48 مساءً
الجنوبيون .. حالة الشتات التي لا تسر !

أحمد عمر بن فريد
صفحة الكاتب
حينما تتنفس الضالع حريتها .. يتحرر الجنوب !
رئيس الأركان اليمني ... ووالد شهداء الجنوب !! قضية للتأمل
اقتسمنا كسرة الخبز معا !!
رسائل قصيرة في أيام حرب " عاصفة الحزم "( 8 )
رسائل قصيرة في أيام حرب " عاصفة الحزم "( 7 )
--------------------------------------------------

سوف تبقى " قضية الجنوب " في مهب الريح , وفي متناول اي مغامر سياسي او باحث عن شهرة او مال او سلطان طالما وبقي حالنا على هذا الحال التي يسر العدو ولا يعني الصديق كثيرا . وستفتح الدول الفاعلة في المنطقة والعالم أبوابها لكل من يريد ان يتحدث باسم قضية الجنوب بالكيفية التي تريدها هي والتي تتماشى مع مصالحها او على الأقل التي لا ترى في كيفية اخرى اكثر كلفة لها, وفي هذه الحالة وعطفا على ما مر من مراحل نستطيع القول بأن سوق القضية رائج وابابها مفتوح لكل متطوع قليل حيلة او ذمة او ضمير .

وبموجب هذه الوضعية ايضا ستبقى " المقاومة الوطنية الجنوبية " التي تقاتل فعليا على الأرض , الأقل حظا في التعامل الرسمي معها من قبل مختلف الأطراف الخارجية , وسوف تبقى الكثير من الاسئلة الكبيرة الخاصة بتطورات الحرب عبارة عن الغاز لا يملك فك شفراتها الا القابعون في غرف عمليات التحالف ليلال ونهارا من القيادات العسكرية الشمالية التي احتلت الجنوب عام 1994 م, والتي لا تريد له الا ان يبقى كذلك وهذا امر منطقي وطبيعي جدا ولا يجدر بنا ان نلوم انفسنا او نلوم الجنرال العجوز ومن يلتف حوله هناك حيال هذه البديهية التي لا تعيبه بقدر ما تعيبنا نحن , وسوف تحاول ( كاميرات ) المصورين لمختلف القنوات الفضائية الذائعة الصيت بمراسليها من غير الجنوبيين ان تتحاشى عدساتها " علم الجنوب " وهو يرفرف فوق دبابة غنمتها المقاومة , او على مبنى حكومي او فوق منطقة عسكرية تسيطر عليها مقاومتنا الباسلة... ذلك لأنهم جميعا لا يريدون ان يكون لنا صوتا قويا يليق بحجم الحق المشروع الذي نمتلكه والذي نقاتل من اجله طالما واننا نحن بانفسنا لا نحسن " ترتيب " صفوفنا ولا تنظيم قدراتنا بالنسق الذي يستطيع ان يفرض نفسه على من يشاء ان يسمع صوتنا ومن لا يشاء .

اعتقد ان الوقت قد حان لهذا الشتات الجنوبي المبعثر ان " يلم نفسه " وان يستحي قليلا من كل هذا الاخفاق المخجل الذي يحيط بنا جميعا جهة الوقوف بجدية امام هذا الاستحقاق الوطني الذي لم يعد يحتمل اي تأخير , فنحن بحاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى للوقوف بجدية امام هذه المعضلة المعيبة على اربعة مسارات هي المال والاعلام والسياسية والسلاح ..!!

نحن بحاجة ولو مؤقتا في ظل هذه المرحلة الخطيرة ان نتحدث معا بجدية منتجة لفعل مسؤل قادر على تقديم اجابات وافية وكافية جهة الانتهاء الى تشكيل " قيادة سياسية " موحدة تتمثل فيها بالتساوي جميع محافظات الجنوب في الداخل والخارج , ومثلها على الجانب العسكري النضالي ثم على المسارين الاعلامي والمالي .

وفي تقديري الشخصي ان من يقول باستحالة ان نصل الى نتيجة ممكنه في هذا الاتجاه الملح هو تماما كمن يقول انه من الاستحالة ان يتحرر الجنوب ويحقق هذا الشعب العظيم استقلاله ويبني دولته الوطنية الحرة المستقلة..! او هو كمن يريد لهذه الحالة ان تستمر على هذه الوضعية حتى تنتهي قضيتنا الى وضعية اكثر صعوبة وتعقيدا بفعل مساهمات اخرى في الاطار الجنوبي نفسه او من خارجه تقبل وتريد لهذه القضية ان تنتهي الى الوضعية والكيفية التي تريد .

ايها السادة الأحرار من ابناء الجنوب ...نحن بحاجة ماسة الى الضغط في هذا المسار حتى وان قدمنا في سبيل ذلك الكثير من التنازلات التي اعتقد انها لن تكون الا تنازلات ذاتية من قبيل اين سيكون موقعي وماهو منصبي القيادي ..!! هذا ان سلمنا جدلا ان ما تحدثت عنه يستحق ان يوصف من قبل صاحبه بانه تنازلات !! لأننا في حقيقية الامر لا نتنازل عن حق بل نسرق ما هو ليس اصلا من حقنا , كما انه ليس من باب الاخلاق ولا من الوطنية ان يدعي احد ايا كان انه حق له تحت اي مبرر او ذريعة , ولكننا نضطر وقد فهمنا " عجزنا " ان نسمي ذلك تنازلات ..! فهل يمكننا ان نقدم لهذا الوطن المعطاء ولهذ الشعب الجبار قليلا من " التنازلات " مما هو اساسا ليس من حقنا ؟!!