المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي عدن .. يوما من الدهر


حد من الوادي
07-16-2015, 02:05 AM
الخميس 16 يوليو 2015 12:04 صباحاً

عدن .. يوما من الدهر

فهد علي البرشاء
صفحة الكاتب
للرئيس هادي.. ماذا بعد ؟
في زمن الخنوع.. تجلت ذكرى العراسي!!
ويبقى حبك ياعدن!
ويبقى حبك ياعدن!
شذرات جنوبية مؤلمة !!
-------------------------

قبل أن ينحني قلمي على اسطر مذكراتي, وينساب حبره ويسطر كلماته عن مدينة الحب والسلام وقبلة العاشقين (عدن), كانت دموعي قد خضبت (وجنتيّ) تتسابق في إنبجاسها فرحة وغبطة وسرور بذلك النصر الذي أثلج الصدور, ورسم الإبتسامة على المحيا وأسعد القلوب والأرواح والثنايا, لتخلده الحنايا أبد الدهر وتتغنى به كلما تتالت الأيام والسنين..



يوما من الدهر سيظل خالدا يحكي بطولات وامجاد الشرفاء ممن لم تشترى (مبادئهم) ولم تبلد إنسانيتهم,ولم تباع (ضمائرهم) في سوق الخيانة والعمالة, ولم تطمس هويتهم (الجنوبية) التي لاتقدر (بثمن) ,بطولات من حملوا أكفانهم على أكفهم, وأرواحهم على أكتافهم يتهافتون صوب الموت وميادين الشرف والبطولة, ليذودوا عن هويتهم ودينهم ووطنهم وعرضهم ويعلمون (الخونة) معنى حب الأوطان..



يوما لم يكن عاديا أو تقليديا كسائر الأيام, بل يوما صنعته دماء طفل سالت في شوارع عدن العتيقة, وأشلاء شيخ تناثرت في أزقتها الجميلة, وروح (فدائي) لم يحمل السلاح قط إلا أنه حمله لأجل (معشوقته) عدن, وصرخة أثنى حال الموت بينها وبين طفلها ونزعه من أحضانها, وأبتهالات أم سلبت الحرب منها كل شيء وحرمتها من كل شيء, فكان حريا بالنصر أن يكون حليفهم كي لايذهب كل ذلك سدى وهباء منثور..



يوما أختزل معاناة شهور من الألم والحسرة والحرمان والجوع والفقر والخوف والتشرد والتنكيل ومواجهة عدو غاشم, ظالم, عدائي, همجي , بربري, لايعرف سوى لغة الرصاص, ولغة الدم,ولايجيد سوى دك المنازل وإزهاق الأرواح والعبث بكل شيء, ولايحمل بين جوانحه سوى (الحقد) والغل والبغض والعداء لكل ماله صلة بالجنوب أرضا وإنسان..



يوما ستتعلم منه (عدن) بل والجنوب قاطبة أن الحرية لاتوهب إلا لمن يسعى لها, ولمن يبذل في سبيلها الغالي والنفيس, ويقدم من أجلها والمال والنفس, لاتوهب إلا للأحرار ممن لايرضون بالعبودية والرق والديكتاتورية, وممن لايهادنون أو يساومون في شعوبهم واوطانهم, ولايقبلون لها ان تداس بالأقدام أو تظل مكبلة بالأغلال وسلاسل الأحتلال والغاصبون والأنتهازيون المتسلطون..



يوما ستعلم منه الهلاميون والأصنام أن من صنع النصر والتحرر ليست شاشات التلفزة أو المنصات أو الفنادق أو الريالات الهزيلة أو التبعية الضيقة أو الولاءات المقيتة, بل صنعه بسطاء وأحرار يعشقون وطنهم حد الثمالة, ويحبونه حد النخاع..