المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انفصال سلمي أنبل من وحدة دموية


حد من الوادي
08-19-2015, 03:24 PM
الثلاثاء 18 أغسطس 2015 10:47 مساءً

انفصال سلمي أنبل من وحدة دموية

عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
لم ولن ندفع الردى بمذلة
المقاومة الجنوبية حماة إرادة الشعب الجنوبي
رسالة إلى المقاومة قبل الوقوع بيد النخاسين
الحرب الأهلية تدل على قذارة فكر الدولة
الحرب الأهلية تدل على قذارة فكر الدولة
--------------------------------------


في ٢٠٠٧ قرر مجموعة من الجنوبيين أن الوحدة اليمنية كارثة على الجنوب ، وأنَّها أصبحت استعمار استيطاني ، ولا بد من تحرير الجنوب واستقلاله عن هذه الدولة المتسلطة والفاسدة . . . في ذلك الحين لم يتقبل الكثير من الجنوبيين هذا الطرح ، ولكن مع مرور الزمن تكشفت الحقائق أمامهم ، واللتحقوا بمسيرات الشعب الجنوبي السلمية المطالبة بالتحرير والاستقلال .



القضايا العادلة لاتحتاج إلى حملات دعائية ، ولا لمتحدثين يشرحون عدالتها . . . الواقع يتحدث عنها ، وفساد وسوء الطرف الآخر هو الذي يقود الحملة الدعائية . ولذلك وضع الجنوبيون فلسفتهم "سلمية نضالهم" . . . قد يكون لارتباط عدن بالهند ردحاً من الزمان أثره في الفلسفة السلمية الجنوبية ، اقتبسوها من الشعب الهندي بقيادة غاندي" . . . قد يكون ذلك .



كثير من أصحاب الرأي كتبوا في سلمية الحراك ، وأنا كتبت كذلك ، ولابأس أن نكتب مرات أخرى في هذا الموضوع ؛ هو موضوع مهم وإثرائه بالأفكار والأطروحات يجعله مستقبلاً عمود رئيسي في الفكر السياسي-الاجتماعي للبلاد ؛ أو لنقل يصبح منافس قوي لفكر الانقلابات والعنف الذي سيطر على البيئة السياسية لعقود في الدولتين "الجنوب والشمال" قبل الوحدة ، وفي دولة الوحدة منذ إعلانها .



أنا من المؤمنين أنَّ الدم لايأتي بأمن ؛ العنف والدماء يُرد عليها بعنف ودماء . حتى لو انتصر طرف "انتصار فرض الإرادة المطلقة" واستتب له الأمر ، ففي المستقبل سيكون الدم والعنف في انتظاره ، طال الزمان أو قصر ، المسألة مسألة ثقافة مجتمعية .



وفي رأيي "كشخص بدأ مع الحراك منذ اليوم الأول" أنَّ الجنوبيين اختاروا أن يكون استقلالهم سلمياً ، لأنَّهم يريدون التخلص من الوحدة السياسية التسلطية الفاشلة ، التي أضرَّت بالدولتين "الجنوب والشمال" ، وفي نفس الوقت يحافظون على ماتبقى من الوحدة الشعبية ، واستعادة ماأفسدته سلطة دولة الوحدة .



وتحقيق الاستقلال بشكل سلمي يطوِّق أي تداعيات سلبية بين الدولتين بعد الانفصال ، ويحفظ للأجيال القادمة خياراتهم الاستراتيجية في التعاون بين الدولتين . . . فقد يقررون إعادة الوحدة من جديد ، بطرق تناسب زمانهم ، وبشروط وطنية تضمن استمراريتها ، ويخرج الجميع رابح من الوحدة وليس كما حدث في وحدة ١٩٩٠ طرف تسلط وربح كل شيء وطرف خسر كل شيء .



أمَّا إذا فرض الشماليون على الجنوبيين الاستقلال بالقوة والعنف والدم ؛ فلن تجف الدماء بين الشعبين لمئات السنين . . . وكل ثورة استخدمت العنف في تحقيق استقلال بلادها لم تأتي بعدها أنظمة ديمقراطية ، ولذلك ستقع الدولتين "الجنوب والشمال" بعد الانفصال تحت سيطرة أنظمة استبدادية ، تقتل من يعارضها في إطارها القطري ، كما قتلت من عارض رأيها بخصوص الوحدة .



قد يقول قائل ؛ أنَّ الجنوبيين ضعفاء ولايملكون سلاح ولذلك انتهجوا النهج السلمي إرغاماً وليس اختيارا..؟ .. قد يكون هذا الرأي مقبول في بداية الثورة الجنوبية -٢٠٠٧- ولكن مع مرور السنين سقطت هذه الحجة ، ففي أي موضع فُرض القتال على الحراك قاتلوا بشراسة وشجاعة وتضحية .



والحرب الشاملة -٢٠١٥- أكبر شاهد يؤكد قوة وصلابة الحراك في القتال ؛ فالحراك أول من أعلن الترحيب ب"عاصفة الحزم" ، وشباب الحراك (سواءً كانوا عناصر مدربة في المقاومة الجنوبية أو لا) أول من حمل السلاح منذ اليوم الأول للغزو ، وأول من نظم فصائل المقاومة الشعبية ، وقوائم الشهداء والجرحى تؤكد هذه الحقيقة .



اتمنى أن يفهم الأخوة الشماليون الفلسفة السلمية للحراك ومنافعها للدولتين ؛ يكفي أن يتذكروا أنَّ "سلمية الحراك" حافظت على البلاد من أي تدمير منذ ٢٠٠٧ . . . حتى العصيان المدني الذي كان الحراك يقوم به بين الحين والحين ؛ ناله الكثير من المعارضة والانتقاد في داخل الحراك نفسه بسبب ؛ أنَّه كان يؤدي إلى تكسير بعض الأرصفة وأعمدة الإنارة .



هكذا فعل "الانفصاليون" كما يسمونهم خلال أكثر من ثمان سنوات ،،،،،،



بينما الوحدويون ومنذ ٢٠٠٤ وهم يتقاتلون فيما بينهم ، ويتصالحون ، ويتقاتلون . . . وفي كل جولة قتال يسقط الآلاف بين قتيل وجريح ، وتخسر اليمن مليارات الدولارات . . . وعندما قرروا نهج الفلسفة السلمية في ٢٠١١ ؛ لم يطبقوها كما طبقتها كل الأمم ، بل خاضوا معارك جزئية كان ضحيتها أكثر من (٤٠٠٠) أربعة ألف قتيل ، وآلاف الجرحى . . .



وبعد جولات حوار طويلة أقدموا على الحرب الشاملة -٢٠١٥- التي نعاني منها اليوم . . . قُتِل الآلاف ، وجرح عشرات الآلاف ، وهُجِّر مئات الآلاف ، وتدمَّرت عشرات آلاف المساكن والمدارس والمشافي . . . وهجموا على الجنوب بوحشية نازية ؛ دمَّروا ثلاث محافظات تدمير شامل...!.!.!.!!!! ..



فهل بعد هذا من يجرؤ على الحديث عن الوحدة ومنجزاتها وفائدتها ، أو من يجرؤ على مدح الوحدة فيرفع كعبها ويعلي قدرها عربياً وإسلامياً..؟؟؟؟

لا أظن أنَّ هناك من يجرؤ على ذلك .

ولكن إذا حدث ذلك ؛ وتحدث سياسي سفيه ، أو كاتب مرتزق ، أو إعلامي أو قناة إعلامية الدفع المسبق بذلك ؛ فلا ألوم من يرد عليهم بنفس الوضاعة التي تحدثوا بها ؛ فيقول لهم (نعم كما قلتم ، ولكن عظمة الوحدة لاتستقيم بتدمير عدن لوحدها ، ويجب تدمير صنعاء بنفس الشكل ، وحينها سنقول ماتقولون)



ختاماً أقول ؛ سيبقى الحراك الجنوبي متمسكاً بفلسفته السلمية حتى يحقق الاستقلال التام . وسوف يناضل الجميع -سياسيون ومفكرون وشعب- حتى يتخلص الجنوب من ثقافة العنف والدماء والانقلابات إلى الأبد ، وتترسخ ثقافة المعارضة والمعالجة السلمية ، وتصبح جزء لايتجزأ من الوعي الجمعي الجنوبي ، يدخلون به مرحلة بناء الدولة الجنوبية المستقلة .



فإذا لم يستفد الشماليون من الفلسفة السلمية في خلافاتهم ، وفي مستقبل دولتهم فهذا شأنهم ، ويكفينا أن يستفيد الجنوبيون . . . ولكننا نضل على أمل ورجاء أن يتم الاستقلال بتسوية سلمية جنوبية-شمالية ، وأن لا تُجر البلاد إلى استقلال دامي ، قد لاتجف دمائه لمئات السنين .



حمى الله الجنوب من كل شر

حد من الوادي
08-23-2015, 01:51 PM
لسبت 22 أغسطس 2015 07:24 مساءً

استراتيجية الاستقلال الناعم

عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
انفصال سلمي أنبل من وحدة دموية
لم ولن ندفع الردى بمذلة
المقاومة الجنوبية حماة إرادة الشعب الجنوبي
رسالة إلى المقاومة قبل الوقوع بيد النخاسين
الحرب الأهلية تدل على قذارة فكر الدولة
--------------------------------------

لم يعد خافياً على المراقب للمشهد اليمني بماذا يفكر الجنوبيون؟ بكل توجهاتهم السياسية والأيدلوجية ، بكل مستوياتهم الثقافية والعلمية . . . هي مشيئة الله ولا راد لها ؛ وحَّدت الجنوبيين على خيار التحرير والاستقلال ، ولم تدع للوحدويين "جنوبيي السلطة" من طريق للعودة إلى صنعاء .

وهي مشيئة الله جعلت معركة التحرير ليست بين أنصار التحرير وأنصار الوحدة ؛ لو كانت كذلك ؛ كانت ستفسك دماء جنوبية بأيدي جنوبية ، وتفتح جروح ماكان لها أن تلتئم بسهولة . ولكن جعلها الله معركة من أجل سلطة الوحدة بين الوحدويين ، وفرضوها على الجنوبيين . فخضناها مع الخائضين ، وجعلنا الله على عدونا ظاهرين .

ووضع الله الحق على ألسنة المحب والكاره ؛ فقال المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ "إنَّ الجنوبيين جميعهم يريدون الانفصال حتى نائب الرئيس بحاح" لم يفشِ سراً ، بل كان يضع النقاط على الحروف ، ويضع العربة على سكة القطار ، وكأنه ينصح العالم أن لايقف في طريقها .

وهنا أذكر مقولة للوالد الشيخ صالح أحمد بن عاطف جابر في مؤتمر القاهرة نقلها لي أحد من حضروا المؤتمر (يا أبنائي لاتختلفوا ، ولاتستعجلوا ، وانتظروا تخرُّج الدفعة الجنوبية الأخيرة ، وحينها سوف نعود جميعنا إلى الجنوب)
فسأله المحامي بدر العيسائي ؛ من أي دفعة أنت ياعم صالح؟ قال ؛ أنا من الدفعة الثانية "جبهة التحرير" وقد كنت في استقبال كل الدفعات التي تخرَّجت إلى تعز . صدق تاج راسي وتخرَّجت الدفعة الأخيرة إلى الرياض .

وبتخرِّج الدفعة الأخيرة يصبح الحراك الجنوبي ملزما بوضع استراتيجية جديدة للاستقلال ؛ استراتيجية تجمع الجنوبيين ولاتفرِّقهم ؛ استراتيجية تتناسب مع المعطيات على الأرض ، وتضع في حساباتها أن لاتوقع دول التحالف العربي في حرج ؛ استراتيجية نصل بها إلى الاستقلال "الناعم" . . . استقلال ليس مطلوب جنوبياً فحسب ، بل مطلوب ومدعوم دولياً وإقليمياً .

وفي رأيي الشخصي ؛ أن العنوان المناسب للاستراتيجية الجديدة يفترض أن يكون "استقلال وتنمية" استقلال الجنوب ، وتنمية للجنوب والشمال إذا أراد الشماليون الحفاظ على ماتبقى من الوحدة الشعبية بين الدولتين .

وهذه الاستراتيجية تقضي بأن يلتحق كل شباب التحرير والاستقلال بأجهزة السلطة ، تحت سقف السلطة الشرعية . فليس أمامهم من طريق آمن ومشرعن إقليمياً ودولياً غير هذا ، وبه يحافظون ولا يفرِّطون بمغانم تضحياتهم في هذه المعركة . . .

ومن العبث بل الخطيئة التاريخية ترك الوظائف للعدو المتستر بعباءة السلطة الشرعية "حزب الإصلاح والجماعات التابعة له" أو تركها للأخ الجنوبي الضعيف -جنوبيي السلطة- والعاجز عن خوض معركة الإرادة والدفاع عن الجنوب بمفرده . . . والضعف ليس عيباً ، العيب هو التخلي عن الواجب .

ولا استبعد أن تظهر أصوات قذرة ، تقول للشباب : أن التوظف في أجهزة السلطة المدنية والعسكرية تحت علم الوحدة خيانة لدماء الشهداء . . . إنَّ هذه الأصوات الشيطانية مصدرها سيكون العدو الثاني بعد الرئيس المخلوع ، وهو حزب الإصلاح .
هذا الحزب الشيطاني يزين للناس الجهالة والخطيئة كما يفعل الشيطان بالإنسان . . . فالحذر الحذر أن يلق في وعاء الحرية ، فلعابه كلعاب الكلب الطهور منه بمشقة ، ولن يكون طريق الاستقلال طاهراً من الدماء الجنوبية إذا ولق الاصلاح فيه .

أيُّها الجنوبيون ؛ أسألوا أنفسكم ؛ ماهو التحرير والاستقلال...؟
الحرية حققتها المقاومته الباسلة لشعبنا بالانتصار في هذه الحرب ، ويبقى الاستقلال لم يحقق ، لأنَّ عموده الأساسي أن يصبح موظفو السلطة من شباب الاستقلال . . . ابتداءً بوظيفة مهندس نظافة الشوارع الذي يحمل المكنسة وانتهاءً بوظيفة خادم الوطن "رئيس الحمهورية" .

لقد بدأت مسيرة التحرير والاستقلال باستقرار مبدأ الحرية في القلوب ، ثم انتقلت إلى الشارع ؛ بالمسيرات والاعتصام ، وكانت كلها عرق ودموع وألم ، سقانا العدو فيها موت الكرام . . . وقد انتهت تلك المراحل بمعركة الكرامة الجنوبية -٢٠١٥- التي سقينا فيها العدو "موت اللئام" .

لقد خاض شعبنا معركة الكرامة الجنوبية ، ودفع ضريبتها من أطهر الدماء ، من أشرف الرجال ، من أنبل الأقيال . . . أراد العدو أن يفرضها علينا قبل أن نستعد لها الاستعداد المناسب فيهزمنا ، فقسمه الله إلى فريقين يقتلون بعضهم بعضا ، ثمَّ أهلكم بجنودٍ من السماء ، ترميهم بحجارةٍ من سجيل ، وبأيدينا من الأرض ، فبادوا وجعلنا الله عليهم ظاهرين .

وبمعركة الكرامة الجنوبية تمت الحرية ، وأعلن شباب الجنوب للعالم أنَّهم قادرون على حماية إرادة شعبهم ، متى حدد تاريخ معين ليكون اليوم الوطني الجنوبي ، ولايكون ذلك إلَّا إذا أصبح في أيديكم أيُّها الشباب مفاتيح الحسم "الوظائف المدنية والعسكرية في السلطة" . فلا تتركوها .

حمى الله الجنوب من شرٍ قد اقترب


اقرأ المزيد من عدن الغد