حد من الوادي
09-07-2015, 01:08 AM
الأحد 06 سبتمبر 2015 10:00 مساءً
استعمار ناعم أو استقلال دموي
عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
التحالف واستراتيجية وضع الأفاعي في جيبه
جمعيات التوظيف إحدى تكتيكات الاستقلال الناعم
استراتيجية الاستقلال الناعم
انفصال سلمي أنبل من وحدة دموية
لم ولن ندفع الردى بمذلة
----------------------------
"المعذبون في الأرض" رواية للأديب الكبير طه حسين . قال فيها متحدثاً عن أحد شخصيات الرواية "أمين" (لو أنَّه لم يحدث أمه عن ذلك الثوب البالي الذي كان صالح "صديقه الفقير" يلبسه لما أهدت أمه إلى صالح ذلك الثوب الجديد . . . ولمضت أمور صالح على ذلك البؤس الهادئ المطّرد ؛ فهو إذن أراد أن يحسن إلى رفيقه فأساء إليه)
طبعاً الثوب الجديد أخذته زوجة أبي صالح من صالح وألبسته أبنها ، يعني حتى رحمة الناس بصالح حرمته منها هذه الخالة اللعينة . . . والكاتب العظيم يريد أن يقول لنا ؛ في بعض الأحيان ترك البائس على بؤسه رحمةً به إذا لم تكن قادر على حماية الثوب .
كذلك أحدث نفسي ؛ هل ظلمنا الشعب الجنوبي عندما قاتلنا وحققنا النصر على النصف الأول من سلطة الاستعمار "الحوثي والمخلوع" وأخرجناه من البؤس المطّرد تحت عصاه ، وعجزنا عن حماية النصر والإمساك بالسلطة...؟ ففي زخم الفرحة بالنصر والخروج من البؤس أتى النصف الثاني للاستعمار بأدوات جنوبية ، سياسية ودينية وعسكرية ، فأخذ النصر ، وتسلط على شعبنا عبر جهاز السلطة الشرعية....؟
ومع الأيام سيكتشف شعبنا الحقيقة شيئاً فشيئاً فيصيبه الكرب والهم إلى جانب البؤس ، فيمرض وتكون نهايته إمَّا كالشعب السوري ، أو كنهاية صالح في رواية "المعذبون في الأرض" .
والوجه الثاني للاستعمار أعني به الجزء الشرعي في سلطة صنعاء الاستعمارية ؛ ويتمثل بحزب الإصلاح وعلي محسن لحمر وحميد الأحمر والجماعات المتأسلمة التابعة لهم ، ومن لف لفيفهم من الجنوبيين ، وبعض المرتزقة الجدد .
في قناعتي الشخصية المبنية على إيماني بقدرة الشعوب على صنع المعجزات أقول ؛ لن ينجح الوجه الثاني للاستعمار في بلوغ مبتغاه ؛ فالجنوب بيئة طاردة لهذه الأفاعي ، وسيسعى في طريق هدفه سواءً كان استقلال ناعم أو دموي .
ولكن المعطيات على الأرض تقول أنَّه استطاع تحقيق نجاحات كبيرة عبر استخدامه أدواته الجنوبية ، الذين دفع بهم إلى المناصب العليا في السلطة ؛ وهؤلاء استطاعوا خلق رموز جديدة للمقاومة ، وتخلصوا من المقاومة الحقيقية ، رموا بها على قارعة الطريق ، لاتجد القوت ولا تجد من يلتفت إليها . . . فتفككت الفصائل ومضى كل شخص في حال سبيله .
والمعطى الثاني والأخطر ، هو ؛ أن قيادات المقاومة الجنوبية التي كانت الناس تعوِّل عليها ، بدت للناس باهتة ، أقرب إلى السلطة من قربها إلى الشعب ، واستطاعت السلطة الحاكمة اليوم احتوائهم بمناصب ومزايا ، وابتعدوا عن شركائهم في الفضية الوطنية منذ سنوات . بمعنى آخر ؛ أصبح رموز السلطة أقرب لهم من مقاومة عدن .
عندما جاءت هذه القيادات الكبيرة إلى عدن من المناطق الريفية التي كانوا فيها ؛ كان الواجب عليهم جمع فصائل المقاومة الحقيقية التي قاتلت في عدن والالتحام بها ، وبعد ذلك يتجهوا للالتحام بالسلطة الحاكمة . . . لكنَّ هذا لم يحدث ..!!. فقد اللتحموا بالسلطة وتجاهلوا فصائل المقاومة في عدن كما تجاهلتهم السلطة...!!!
وهذا يعني أن هذه القيادات أصبحت بعيدة من بيئتها الشعبية الآمنة لها ، وأصبحت حركتها مرصودة للعدو ، وبذلك تصبح عرضة للاغتيال بسهولة متى ماقرر العدو فعل ذلك . وهذا سيشكل خسارة كبيرة على الجنوب ، خسارة تقصم الظهر لأقدر الله .
والمعطى الثالث ؛ أن عدد من المتقفزين في صفوف المقاومة ، نفذوا تعليمات سرية من بعض رموز السلطة "لها رائحة مناطقية" ، تقضي التعليمات بإقصاء شرائح معينة من المقاومة ، إقصاء قبائل معينة من صفوف المقاومة ، وتشكيل "لجان" ؛ المهمة المعلنة لها "وضع خطة دمج المقاومة بالجيش والأمن" ولكن المهمة الحقيقية هي تسويف الدمج والتلاعب به ، والقيام بالدمج الانتقائي حسب رغبة السلطة .
هذه المعطيات الثلاثة ؛ تقول أن نهاية آمال شعبنا قد تكون قريبة من نهاية بطل رواية المعذبون في الأرض "صالح" . . .
ولكن الأمور بخواتمها ؛ ولذلك ننتظر ونراقب ونتابع ، ونرى ؛ هل يتحقق إيماني بقوة الإرادة الشعبية على صنع المعجزات ، ويتحقق "الاستقلال الناعم" أو حتى الاستقلال الدامي . . . أم تتحقق الخطة المحكمة للوجه الثاني للاستعمار وينجح تجديد الاستعمار بطريقة ناعمة...؟؟؟
استعمار ناعم أو استقلال دموي
عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
التحالف واستراتيجية وضع الأفاعي في جيبه
جمعيات التوظيف إحدى تكتيكات الاستقلال الناعم
استراتيجية الاستقلال الناعم
انفصال سلمي أنبل من وحدة دموية
لم ولن ندفع الردى بمذلة
----------------------------
"المعذبون في الأرض" رواية للأديب الكبير طه حسين . قال فيها متحدثاً عن أحد شخصيات الرواية "أمين" (لو أنَّه لم يحدث أمه عن ذلك الثوب البالي الذي كان صالح "صديقه الفقير" يلبسه لما أهدت أمه إلى صالح ذلك الثوب الجديد . . . ولمضت أمور صالح على ذلك البؤس الهادئ المطّرد ؛ فهو إذن أراد أن يحسن إلى رفيقه فأساء إليه)
طبعاً الثوب الجديد أخذته زوجة أبي صالح من صالح وألبسته أبنها ، يعني حتى رحمة الناس بصالح حرمته منها هذه الخالة اللعينة . . . والكاتب العظيم يريد أن يقول لنا ؛ في بعض الأحيان ترك البائس على بؤسه رحمةً به إذا لم تكن قادر على حماية الثوب .
كذلك أحدث نفسي ؛ هل ظلمنا الشعب الجنوبي عندما قاتلنا وحققنا النصر على النصف الأول من سلطة الاستعمار "الحوثي والمخلوع" وأخرجناه من البؤس المطّرد تحت عصاه ، وعجزنا عن حماية النصر والإمساك بالسلطة...؟ ففي زخم الفرحة بالنصر والخروج من البؤس أتى النصف الثاني للاستعمار بأدوات جنوبية ، سياسية ودينية وعسكرية ، فأخذ النصر ، وتسلط على شعبنا عبر جهاز السلطة الشرعية....؟
ومع الأيام سيكتشف شعبنا الحقيقة شيئاً فشيئاً فيصيبه الكرب والهم إلى جانب البؤس ، فيمرض وتكون نهايته إمَّا كالشعب السوري ، أو كنهاية صالح في رواية "المعذبون في الأرض" .
والوجه الثاني للاستعمار أعني به الجزء الشرعي في سلطة صنعاء الاستعمارية ؛ ويتمثل بحزب الإصلاح وعلي محسن لحمر وحميد الأحمر والجماعات المتأسلمة التابعة لهم ، ومن لف لفيفهم من الجنوبيين ، وبعض المرتزقة الجدد .
في قناعتي الشخصية المبنية على إيماني بقدرة الشعوب على صنع المعجزات أقول ؛ لن ينجح الوجه الثاني للاستعمار في بلوغ مبتغاه ؛ فالجنوب بيئة طاردة لهذه الأفاعي ، وسيسعى في طريق هدفه سواءً كان استقلال ناعم أو دموي .
ولكن المعطيات على الأرض تقول أنَّه استطاع تحقيق نجاحات كبيرة عبر استخدامه أدواته الجنوبية ، الذين دفع بهم إلى المناصب العليا في السلطة ؛ وهؤلاء استطاعوا خلق رموز جديدة للمقاومة ، وتخلصوا من المقاومة الحقيقية ، رموا بها على قارعة الطريق ، لاتجد القوت ولا تجد من يلتفت إليها . . . فتفككت الفصائل ومضى كل شخص في حال سبيله .
والمعطى الثاني والأخطر ، هو ؛ أن قيادات المقاومة الجنوبية التي كانت الناس تعوِّل عليها ، بدت للناس باهتة ، أقرب إلى السلطة من قربها إلى الشعب ، واستطاعت السلطة الحاكمة اليوم احتوائهم بمناصب ومزايا ، وابتعدوا عن شركائهم في الفضية الوطنية منذ سنوات . بمعنى آخر ؛ أصبح رموز السلطة أقرب لهم من مقاومة عدن .
عندما جاءت هذه القيادات الكبيرة إلى عدن من المناطق الريفية التي كانوا فيها ؛ كان الواجب عليهم جمع فصائل المقاومة الحقيقية التي قاتلت في عدن والالتحام بها ، وبعد ذلك يتجهوا للالتحام بالسلطة الحاكمة . . . لكنَّ هذا لم يحدث ..!!. فقد اللتحموا بالسلطة وتجاهلوا فصائل المقاومة في عدن كما تجاهلتهم السلطة...!!!
وهذا يعني أن هذه القيادات أصبحت بعيدة من بيئتها الشعبية الآمنة لها ، وأصبحت حركتها مرصودة للعدو ، وبذلك تصبح عرضة للاغتيال بسهولة متى ماقرر العدو فعل ذلك . وهذا سيشكل خسارة كبيرة على الجنوب ، خسارة تقصم الظهر لأقدر الله .
والمعطى الثالث ؛ أن عدد من المتقفزين في صفوف المقاومة ، نفذوا تعليمات سرية من بعض رموز السلطة "لها رائحة مناطقية" ، تقضي التعليمات بإقصاء شرائح معينة من المقاومة ، إقصاء قبائل معينة من صفوف المقاومة ، وتشكيل "لجان" ؛ المهمة المعلنة لها "وضع خطة دمج المقاومة بالجيش والأمن" ولكن المهمة الحقيقية هي تسويف الدمج والتلاعب به ، والقيام بالدمج الانتقائي حسب رغبة السلطة .
هذه المعطيات الثلاثة ؛ تقول أن نهاية آمال شعبنا قد تكون قريبة من نهاية بطل رواية المعذبون في الأرض "صالح" . . .
ولكن الأمور بخواتمها ؛ ولذلك ننتظر ونراقب ونتابع ، ونرى ؛ هل يتحقق إيماني بقوة الإرادة الشعبية على صنع المعجزات ، ويتحقق "الاستقلال الناعم" أو حتى الاستقلال الدامي . . . أم تتحقق الخطة المحكمة للوجه الثاني للاستعمار وينجح تجديد الاستعمار بطريقة ناعمة...؟؟؟