الدكتور أحمد باذيب
03-25-2006, 01:27 AM
بقلم/ دكتور/ عبدالعزيز المقالح
- لم يكن أكثر المنظِّرين السياسيين تفاؤلاً بانحسار الظل الأمريكي عن صدر العالم يصلون بأحلامهم إلى أن هذا الانحسار سوف يتم بمثل هذه السرعة التي بدأ يتم بها.. فقد كانت تصورات المنظرين المتفائلين بهذا الانحسار تشير إلى أن وضع العالم استتب أو كاد لمصلحة الولايات المتحدة وإلى زمن غير منظور، إلاَّ أن عصر السرعة فاجأهم وأثبت أن سرعته لا تتجسد في حركة تطور العلوم والمخترعات، وإنما تتجسد كذلك في سرعة نهوض الإمبراطوريات وسقوطها، وربما زاد من وتيرة هذه السرعة ظهور إدارة متعصبة دخلت البيت الأبيض على حين غره من دون أن يكون لها خبرة تذكر بشؤون السياسة ومتى وكيف تستخدم القوة لذلك فقد عملت هذه الإدارة المتعصبة والجاهلة على تقريب زمن سقوط إمبراطورية القطب الواحد. صحيح أن غالبية الرأي العام في العالم كانت ترفض الأحادية القطبية وتتمنى سرعة انحسارها إلاَّ أن فاعلية التعجيل بهذا الانحسار كان بفضل هذه الإدارة التي أتضح بجلاء أنها كانت على قدر عالٍ من الجهل بالمشكلات العالمية وباتخاذ الحلول الرامية إلى مواجهة التحولات العاصفة التي تمر بها البشرية في كل أقطار العالم دون استثناء.. ويمكن القول إن أشياء كثيرة تغيرت في العالم منذ استيلاء هذه الإدارة على البيت الأبيض ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001م، على وجه الخصوص، فقد ضاقت مساحة الحرية في بلد الديمقراطية الأول الولايات المتحدة وتصاعدت موجات العنف المتبادل في كثير من الشعوب التي كانت تحلم بالنموذج الديمقراطي الأمريكي بعد أن أظهر هذا النموذج عدم كفاءته في بلد المنشأ ذاته. لقد وضعت أحداث سبتمبر 2001م الإدارة الأمريكية في امتحان عسير اختارت معه من المواقف ما رأت أنه سيكون الأسهل والأبسط وهو الحرب بكل تبعاتها المؤلمة والمدمرة اعتماداً على أنها تمتلك أقوى قوة ضاربة في العالم وكان الاختيار صعباً ومريراً ولم يكن سهلاً كما تصورت تلك الإدارة التي لم يكن يعنيها كثيراً أو قليلاً أمر أنهار الدماء التي من شأنها أن تستدعي المزيد من الدماء والمزيد من الخسائر العالية إلى ما لانهاية.. والحق، أن صوت العقل لم يكن غائباً داخل الولايات المتحدة ولا خارجها وكان للأمم المتحدة ولمجلس الأمن- برغم وقوعهما في قبضة البيت الأبيض- موقف حكيم يعبر عن منطق الرأي العام العالمي ومنطق الشرعية الدولية إلاَّ أن الإدارة التي كانت قد ركبِتْ رأسها واختارت جانب الحرب لم تستجب لمنطق العقل ولا لمنطق الشرعية، فكان ما كان وبدأ زمن الغروب، غروب الإمبراطورية الأمريكية قبل الأوان. ويبدو أنه أمام الصعوبات الجمة التي تزداد تكاثراً وتشتد عنفاً لم يعد أمام إدارة الحرب إلاَّ المضي في طريق الدم وما يترتب على ذلك من وضع العالم على حافة الهاوية واللجوء إلى الاستعانة بالصرخة الشمشونية المعروفة مع تعديل تقتضيه الظروف »عليّ وعلى أعدائي وأصدقائي يارب«!! وما كان أغنى الولايات المتحدة بتقاليدها الديمقراطية وبما تمتلكه من إمكانات بشرية ومادية عن سلوك هذا الطريق الذي لايؤدي إلى سقوطها وسقوط نموذجها وحسب، وإنما يؤدي كذلك إلى سقوط الاستقرار ومعنى التعايش في العالم الذي لم يعد قديماً ولن يصير جديداً.
- لم يكن أكثر المنظِّرين السياسيين تفاؤلاً بانحسار الظل الأمريكي عن صدر العالم يصلون بأحلامهم إلى أن هذا الانحسار سوف يتم بمثل هذه السرعة التي بدأ يتم بها.. فقد كانت تصورات المنظرين المتفائلين بهذا الانحسار تشير إلى أن وضع العالم استتب أو كاد لمصلحة الولايات المتحدة وإلى زمن غير منظور، إلاَّ أن عصر السرعة فاجأهم وأثبت أن سرعته لا تتجسد في حركة تطور العلوم والمخترعات، وإنما تتجسد كذلك في سرعة نهوض الإمبراطوريات وسقوطها، وربما زاد من وتيرة هذه السرعة ظهور إدارة متعصبة دخلت البيت الأبيض على حين غره من دون أن يكون لها خبرة تذكر بشؤون السياسة ومتى وكيف تستخدم القوة لذلك فقد عملت هذه الإدارة المتعصبة والجاهلة على تقريب زمن سقوط إمبراطورية القطب الواحد. صحيح أن غالبية الرأي العام في العالم كانت ترفض الأحادية القطبية وتتمنى سرعة انحسارها إلاَّ أن فاعلية التعجيل بهذا الانحسار كان بفضل هذه الإدارة التي أتضح بجلاء أنها كانت على قدر عالٍ من الجهل بالمشكلات العالمية وباتخاذ الحلول الرامية إلى مواجهة التحولات العاصفة التي تمر بها البشرية في كل أقطار العالم دون استثناء.. ويمكن القول إن أشياء كثيرة تغيرت في العالم منذ استيلاء هذه الإدارة على البيت الأبيض ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001م، على وجه الخصوص، فقد ضاقت مساحة الحرية في بلد الديمقراطية الأول الولايات المتحدة وتصاعدت موجات العنف المتبادل في كثير من الشعوب التي كانت تحلم بالنموذج الديمقراطي الأمريكي بعد أن أظهر هذا النموذج عدم كفاءته في بلد المنشأ ذاته. لقد وضعت أحداث سبتمبر 2001م الإدارة الأمريكية في امتحان عسير اختارت معه من المواقف ما رأت أنه سيكون الأسهل والأبسط وهو الحرب بكل تبعاتها المؤلمة والمدمرة اعتماداً على أنها تمتلك أقوى قوة ضاربة في العالم وكان الاختيار صعباً ومريراً ولم يكن سهلاً كما تصورت تلك الإدارة التي لم يكن يعنيها كثيراً أو قليلاً أمر أنهار الدماء التي من شأنها أن تستدعي المزيد من الدماء والمزيد من الخسائر العالية إلى ما لانهاية.. والحق، أن صوت العقل لم يكن غائباً داخل الولايات المتحدة ولا خارجها وكان للأمم المتحدة ولمجلس الأمن- برغم وقوعهما في قبضة البيت الأبيض- موقف حكيم يعبر عن منطق الرأي العام العالمي ومنطق الشرعية الدولية إلاَّ أن الإدارة التي كانت قد ركبِتْ رأسها واختارت جانب الحرب لم تستجب لمنطق العقل ولا لمنطق الشرعية، فكان ما كان وبدأ زمن الغروب، غروب الإمبراطورية الأمريكية قبل الأوان. ويبدو أنه أمام الصعوبات الجمة التي تزداد تكاثراً وتشتد عنفاً لم يعد أمام إدارة الحرب إلاَّ المضي في طريق الدم وما يترتب على ذلك من وضع العالم على حافة الهاوية واللجوء إلى الاستعانة بالصرخة الشمشونية المعروفة مع تعديل تقتضيه الظروف »عليّ وعلى أعدائي وأصدقائي يارب«!! وما كان أغنى الولايات المتحدة بتقاليدها الديمقراطية وبما تمتلكه من إمكانات بشرية ومادية عن سلوك هذا الطريق الذي لايؤدي إلى سقوطها وسقوط نموذجها وحسب، وإنما يؤدي كذلك إلى سقوط الاستقرار ومعنى التعايش في العالم الذي لم يعد قديماً ولن يصير جديداً.