المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي الشباب وإعلان عدن منطقة حرة


حد من الوادي
10-03-2015, 01:22 PM
السبت 03 أكتوبر 2015 08:33 صباحاً

الشباب وإعلان عدن منطقة حرة

حافظ مصطفى عوبلي
صفحة الكاتب
والشعب ذا من فين انتبش؟
ياقناة اليمن ، ليس –ببساطة- اعلن الرئيس البيض قيام الجمهورية في الجنوب
من اجل استقلال الجنوب الثاني:لا للإرتهان لدوائر الصراعات الاسلامية
المواطن (كرة) في صالة الاصدار الآلي
رمزية الحزن لمقتل الحسين


ان نزوحنا القسري من بيوتنا هو نزوح من عهد إلى عهد آخر ، فمثلما نفضنا الغبار عن منازلنا حين العودة إليها ؛ رأينا الشباب يبادرون في أكثر من منظمة شبابية في تنظيف الشوارع وإغاثة الناس . حتى أولئك الذين لم يغادروا منازلهم نزحوا بالمعنى النفسي؛ في بحثهم عن الاستقرار والأمن والحياة . ان ما بعد الحرب لايشبه ماقبل الحرب ، وقد بدأت ملامح هذا التغيير الجذري منذ وقت مبكر من إعلان الوحدة ، وأدركت عدن - حاضرة الجنوب - ان الوحدة خيار خاسر اثبت فشله– مع الأسف الشديد – ، منذ اغتيالات صنعاء للكوادر الجنوبية ، تارة بالرصاص ،وتارة أخرى بالإقصاء ،والتهميش، بما يعرف شعبيا ب(خليك بالبيت).



إن الحرب المستمرة من جهة الجمهورية العربية اليمنية، وما سميت الجمهورية اليمنية ضد الجنوب، أسفرت عن ثورة حقيقية بكل المقاييس ،هذه الثورة مرت بمنعطفات خطيرة ولكنها تماسكت، وانحازت إلى خيار وإرادة الشعب في الجنوب ،وكان آخر تلك الانعطافات المبادرة الخليجية ، ومؤتمر الحوار في صنعاء ؛الذي أكد بما لايدع مجالا للشك للمجتمع الإقليمي، والدولي، ان فتح باب للحوار السياسي مع صنعاء لن يجدي نفعا . رغم قناعة الجنوب بعدم جدوى الذهاب إلى باب اليمن للحصول على حل ، مضى المجتمع الدولي ممثلا بالإقليم في خيارات الحل السياسي ،إلى ان أفضى ذلك الخيار إلى حرب صنعاء – المستمرة – على الجنوب ، بعد أن أقر مؤتمر الحوار مشروع الفيدرالية كمخرج للحرب المستمرة .

أن الثورة الجنوبية التي تقابل الحرب المستمرة حققت إنتصارا تاريخي على حرب صنعاء؛ التي لم تتوقف على الجنوب ، قبل وبعد الوحدة وأثناءها . ولأن الحرب مستمرة وربما ستستمر – لاسمح الله- ؛ لهذا أضع بين أيديكم مشروع ؛هو في الأساس نافذة ، تستطيع الثورة الجنوبية من خلاله ،غلق الباب على أي محاولة لتسلل نظام صنعاء السياسي المتعفن، إلى الجنوب ، وهو مشروع البناء الاقتصادي الشامل ،من بوابة المشروع الثقافي ؛لإعادة تكريس فكر خلاق للجنوب الجديد في إطار الحرب المستمرة .

يتلخص هذا المشروع بفتح حوار جاد، في هذا الوقت المبكر – قبل تأسيس دولة الجنوب – ، حول إعلان عدن منطقة حرة ، بقوانين تراعي مصلحة الشعب الجنوبي، وتحقق أهداف الثورة الجنوبية المستمرة ، عبر المقاومة ، ونحن نعلم ان المقاومة العسكرية في إطار مشروع الثورة وحده لايكفي للإنتصار. مع العلم ان هناك شعوب انهزمت عسكريا ،وانتصرت على الصعيد الاقتصادي مثل اليابان والمانيا .

ونحن في الجنوب العربي لدينا كل مقومات النجاح الاقتصادي ؛لإنشاء مناطق حرة على طول ساحل بحر العرب ،وباب المندب وبوابة البحر الأحمر؛ خاصة وان منطق التاريخ يؤكد ؛ أن مايحدث من تهديد إيراني على الخليج ،بالاضافة إلى إضطرابات عارمة تحدث الآن في بلاد الرافدين، والشام، تجعل القرار الاقتصادي الدولي يتجه نحو خطوط تجارة أكثر أمانا ، وهو الخط التجاري الدولي باب المندب – الهند – مصر – ، ثم الأبيض المتوسط ، وأوروبا ، ناهيك عن الخطوط الدولية المتفرعة نحو أسيا، وإفريقيا عبر بحر العرب والمحيط الهندي ، خاصة بعد حفر قناة السويس الجديدة ، وتأسيس منطقة حرة فيها بمساحة تقدر بأكثر من400 كيلومترمربع . ان الظروف اليوم أكثر من مهيأة للنهوض بـالإقتصاد ، من بين ركام الحروب المستمرة ،مع نظام صنعاء المتخلف .

هل سأل أحدكم عن القراصنة الصوماليين، ولماذا اختفوا مع نظام الرئيس صالح حين غادر السلطة مباشرة ،ولماذا سمح للقراصنة الوصول إلى سواحل أبين ،وخطف القوارب دون ان يحرك خفر السواحل التابع لنظام صنعاء ساكنا ، والممنوح عدد من الزوارق من الولايات المتحدة مع تأهيل متقدم في النظام الخفري الساحلي ؟؟ الإجابة تكمن في منهجية سلطة صنعاء ،وهي الحرب المستمرة على عدن حاضرة الجنوب المدني ،وتعكير صفو مياه خليج عدن؛ لعرقلة الملاحة الدولية ؛ حتى يضطر العالم للخضوع لإيران ، وهي تهدد الخليج العربي بقصف منصات النفط وخط الملاحة فيه .

ومن إشكال الحروب النهب الإداري لأهم منطقة في خليج عدن ، وهي منطقة باب المندب التي يروج لها بالأخص من قناة السعيدة؛ أنها ضمن إدارة مدينة تعز، وكالعادة لم نسمع انتقادا من قبل ثوريي ،أو مثقفي تعز؛ الذين يشاركون بهذا الصمت؛ في الحرب ضد عدن ،كما شاركت تعز من قبل بالرجال ضمن الحرب المستمرة ، هذه المدينة المجاورة ؛التي ينحدر كثير من سكان عدن من قراها ، لم تراع حسن الجوار ، ومضت بإعتداءات ليس لها من تفسير سوى خضوعها المستمر لسلطة صنعاء رغم ثقافة أبناءها .



ندعو تعز لرفض قرار ضم باب المندب إليها إداريا ، خاصة وان الأخ شوقي هائل سعيد انعم من مواليد عدن - كما يشاع - كما إننا مازلنا نحتفظ بحقنا – كمثقفين- ، في رفع دعوى إلى قضاء عادل ، ضد مؤسسة هائل سعيد الخيرية ؛ التي قامت بإصرار متعمد بهدم عدد من مساجد عدن ، ومنها مسجد ابان التاريخي؛ في محاولة لطمس هوية عدن ،وسرقة محراب المسجد ،وبابه وبيعه في الخارج ،لأن ذلك يندرج ضمن الأعمال الحربية المستمرة ضد الجنوب، نريد ان نسمع أصوات أهل تعز ،وسياسيها المدنيين وهم ينادون ،ويستنكرون إشراك تعز في الحرب على عدن؛ بإسقاط هذا القرار الإداري، وإدانة السلوك المشين بهدم مساجدها التاريخية الذي يدخل في باب فرق تسد .

نعود إلى الفكرة الام في هذا الموضوع ، وهو التحدي الاقتصادي؛ والذي وصفناه بأنه نقاش مبكر، لماذا مبكر؟ ؛لان السياسي والأمني لم يتقدما الصفوف بعد، ولن يتحقق ذلك إلا بإقامة كيان سياسي لدولة الجنوب ،– قد يكون في إطار فيدرالي مؤقت – المهم يكون للجنوب قراره السياسي المنفصل عن صنعاء، القرار السياسي الجنوبي سوف يخلق الأمن ،والاستقرار، وهذا هو المناخ المنشود لإقامة اقتصاد، ومناطق حرة في الجنوب فاعلة ،وبمستوى دولي؛ يتماهى مع دبي ،وسنغافورة وغيرها . مالمطلوب منا الآن ؟ المطلوب هو وحدة القرار السياسي ، وعدم الانجرار إلى مهاترات جنوبية – جنوبية ، والارتفاع إلى مستوى التضحيات، والألم، وطموح الشعب في الجنوب .



الاختلاف في حدوده الدنيا لايعكر صفو الحياة العامة، بل هو مطلوب ديمقراطيا ،لهذا ينادي البعض بأهمية وجود سلطة مقاومة راشدة ،حازمة ، تحظى باحترام الشعب، وتأييده ،والتعامل مع السلطة الحالية اقرب إلى كونها حكومة تسيير أعمال . وعدم التعارض معها فيما يخص حقوق الناس ؛ لان المرحلة اليوم تتطلب تجاوز بعض الأبجديات الثورية ، من اجل الناس ، والتخفيف عنهم . وفي ظل إصطلاحنا الجديد ،– الاستعداد المبكر حتى تأتي الدولة الجنوبية - ،لابد ان تكون ملفاتنا جاهزة ، وتحت هذا العنوان نشط شباب، وشابات (مبادرة جنة عدن ) بجمع عدد من القوانين الخاصة بالمناطق الحرة،

ويعكفون الآن بجمع عدد من عناوين المهرجانات الشعبية ، في أنحاء الجنوب كافة ، أن تشبع الشباب بالفكرة ،– الخيار الاقتصادي – ودور الجانب الثقافي الرسمي ، والشعبي مهم في إذكاء مفاهيم كانت سائدة، في أقدم منطقة حرة في جزيرة العرب (عدن) ،ناهيك عن مواسم الافتتاح المهرجاني السنوي ؛ الذي يترافق مع مواعيد إقامة مهرجانات التسوق . إلا ان الإعداد المبكر هو اقرب إلى إشعال شمعة ، بدلا من ان نلعن العتمة ، يجب ان يدرك الجميع ان الظروف نحن من نساهم بخلقها جميعا .

فلنستلهم من الضالع عبرة الإرادة في المقاومة كنموذج جنوبي حي ، ونستثمر هذه الروح الجديدة في أبناء عدن المبادرة ،والمقاومة ، أنهم ينجزون على الأرض ولايتكلمون كثيرا ، كما أنهم مستعدون نظريا بكل الوثائق، بما في ذلك فكرة مهرجان صهاريج عدن الدولي ،المرافق لتدشين إعلان المنطقة الحرة ،مع قدوم أول مركب تجاري بعد الإعلان إلى ميناء عدن. ولا أذيع سرا ان قلت لكم ان لقاء ضمّني مع الموسيقار احمد بن غودل ،لاعترف من خلاله اننا نملك ثروة من الابداع ، لقداسمعني موسيقى تجمع بين التراث ، والعالمية، وهو الخبير بالمهرجانات الكبرى ، العمل الثقافي هو الأساس في المشاريع الاقتصادية ، بما في ذلك السياحة والربط بالتسوق؛ ينتظرنا مستقبل جميل ومشرق، وما علينا إلا نبذ التطرف، واللجوء إلى الحكمة ،والحزم في بعد المواقف خاصة واننا في حالة حرب مستمرة .

اقرأ المزيد من عدن الغد