المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اني لكم من الناصحين


حد من الوادي
10-10-2015, 12:30 AM
الجمعة 09 أكتوبر 2015 04:15 مساءً
اني لكم من الناصحين

علي محمد جارالله
صفحة الكاتب
كيف نهزم إيران؟

في اواخر الخمسينات و بداية الستينات، كان لنا جيران في حينا في مدينة الشيخ عثمان، اسرة طيبة محترمة، فجأة اختفت، و عرفت و انا الولد الصغير بأن الاسرة الطيبة هاجرت الى الخليج.
لم نكن نعرف ايامها ما هو الخليج، و اين يقع .. بقت ذكرى هذه الاسرة الطيبة، و في السبعينات شاءت ظروفي ان اصل الى ابوظبي، و كنت ابحث عن وظيفة، و وجدت صديقي ابن هذه الاسرة و كان يكبرني بسنتين ... للأمانة هو عرفني، و سألني هل انت علي جارالله؟ قلت له نعم .. و بمزاح ابناء عدن كان يمزح معي، انت الوليد الزنقل؟ انت ابن خالة فلانة .. انت ... انت... انت و أخذني بالاحضان ... و انا مستغرب من يكون هذا الرجل؟

و فجأة ذكّرني بنفسه و اسرته و اشقائه و والده ... يا سلام، صار لكم زمان من يوم هاجرتم عدن... فقال لي : لا، نحن لم نهاجر من عدن ... نحن هاجرنا زمان الى عدن .. و الدي ذهب الى عدن و استقر بها، و الان عدنا الى ارضنا الامارات، و صدقني انني ازور عدن كل سنة، انني اشعر و كأنها ارضي و الامارات بلاد الاغتراب.
عندها بدأت أفكر كيف صنع رب العباد هذا التقارب و الحب بين اهل عدن و اهل الامارات منذ قديم الزمن .. كان الكثير من اهل الامارات في عدن ايام الخير.. و كان الحب بين الناس حب صنعه رب العالمين حب بلا مصلحة .. كيمياء ربانية بين ابن عدن و ابن الامارات، لهذا كنا نلاحظ دائما ان ابناء عدن بصفة خاصة محبوبون في الامارات.
في الجانب الآخر و على المستوى الدولي، كان يتم معاملة الجمهورية العربية اليمنية - دولة و انسان، بكثير من الأهمال و الدونية و كان يساعدهم في ذلك نظام على عبدالله صالح من خلال قوله و تأكيده و ترديده بان التنظيمات الارهابية تستوطن بلاده .
باختصار شديد، كانت الجمهورية اليمنية خارج شاشات العالم سياسيا و انسانيا، و ان جاءت سيرتها فتأتي للأسف ضمن خبر يرتبط بعمل ارهابي او في ذيل القائمة الخاصة بمؤشرات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في إحصاءات المؤسسات الدولية ذات العلاقة أو في أول القائمة في مؤشرات الفساد والأمية.
هكذا صنع منها المخلوع علي صالح دولة ممقوتة، و جعل من أهلها شعب ممقوت لدى العالم بتصرفاتهم الغير مسؤولة، و مسنودة بتعالي و غرور الحوثيين و أنانية و سوء تقدير في حسابات علي عبدالله صالح، للمدى الذي سيذهب إليه الخليجيين.
شاءت الأقدار ان قامت العمليات العسكرية لعاصفة الحزم و أنتهت الأمور حتى الساعة إلى تواجد قوات التحالف و وجود الهلال الأحمر الإماراتي في عدن على وجهه الخصوص يقدمون العون الحمائي و الإنمائي و الانساني بكل تضحية و حب و سخاء.
بما ان دولة الإمارات أعلنت بوضوح مصحوبا بعمل حقيقي يمكن مشاهدته واضحا في شوارع عدن من خلال العمل على تأهيل المدارس والمؤسسات العامة وتوفير الخدمات الأساسية والانسانية .
و نظرا لان دولة الإمارات مشهودا لها بانها تأتي في المركز الأول على المستوى الدولي في مجال تحقيق تنمية شاملة في زمن قياسي .
ومن خلال الالتزام الذي قدمته دولة الإمارات في المساهمة بالنهوض بمدينة عدن، فانني انصح كل فرد في عدن ان لا يضيع من بين يديه فرصة تطوير مدينة عدن وذلك من خلال عدم العبث بالنظام و الابتعاد عن كل من شأنه إشاعة الفوضى أو المساهمة في تعقيد المشهد بل على العكس من ذلك، العمل على مساعدة جهات الاختصاص بالابلاغ عن كل ما يعكر الأمن والسكينة .
أنا على يقين ان دولة الإمارات لديها من الخطط و الخبرات و الموارد و الحب لمدينة عدن ما يجعل مدينة عدن نموذج يحتذى به لتطوير مدن اخرى في الجنوب العربي.
ان شواهد التاريخ تقول ان الغير لا يساعد أولئك الذين لا يساعدون أنفسهم.
خبرتي في الحياة تقول انه ليس خلف الفرصة، فرصة أخرى.
الفرص الكبيرة حتما لا تكرر، و الأمر متروك لكم.
و الله من وراء القصد ...



اقرأ المزيد من عدن الغد