حد من الوادي
10-10-2015, 02:55 PM
السبت 10 أكتوبر 2015 12:21 مساءً
استقرار الخليج مرهون باستقرار الجنوب
د. يحيى شائف الشعيبي
صفحة الكاتب
الثورة الجنوبية قبل العاصفة وبعدها
استقرار العالم مرهون باستقرار الجنوب
من أجل الاستقلال سنسامح العالم كله
أبعاد احتلال المنصورة وكيفية تحريرها
حوار الحرب اليمني وسلام المقاومة الجنوبية
(قراءة في أسرار الاحتلال الإرهابي للجنوب)
من فضائل ثورة الجنوب السلمية كشفها للكثير من الأسرار الخفية التي مارسها نظام الاحتلال اليمني الإرهابي ضد الجنوب منذ العام 1994م إلى اليوم من أبرزها : 1 - كشف الأسرار الخفية لاحتلال الجنوب صيف 1994م 2- كشف الأسرار الخفية لاستمرار الاحتلال في تدمير الجنوب 3 - كشف الأسرار الخفية لمحاولات الاحتلال في تفكيك الجنوب ومن هذه المعطيات نطرح التساؤلات التالية: 1 - ما هي الأسرار الخفية لاحتلال صنعاء للجنوب ؟ ولماذا تجاهلت دول الخليج ذلك 2 - ما هي الأسرار الخفية وراء إصرار صنعاء على تدمير الجنوب ؟ وما هي ردود أفعال دول الخليج إزاء ذلك 3 - ما هي الأسرار الخفية من محاولات صنعاء لتفكيك الجنوب ؟ وكيف تقيم دول الخليج ذلك ؟ ووفقا وهذه التساؤلات سنخضع الموضوع للدراسة بحثا عن مقاربة معقولة للإجابات المحتملة .
أجمع الكثير من الدارسين العرب والغرب بأن استقرار الخليج مرهون باستقرار الجنوب لعدة أسباب أبرزها التالي : 1- تموضع الجنوب في قلب العالم وارتباطه بالمحيط الهندي شرقا والهادي غربا 2 - احتضانه لعدة بحار فريدة كـ(البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي) مجتمعة بمضيق باب المندب المتميز بمرور أكثر من نصف الطاقة الدولية منه 3- موقع الجنوب الحساس بفعل وجوده في خاصرة شبه الجزيرة العربية الغنية بالثروات وحساسية المقدسات ولا سيما المملكة العربية السعودية 4 - فضاء الجنوب المطل على منظومة الدول الخليجية إلى البصرة 5 - تموضع أضخم قاعدة عسكرية في قاعدة العند الجنوبية محصنة بأقوى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط وتتحكم في أهم البحار والمحيطات الحساسة في العالم 6- وجود مطار دولي في عدن يتفرد بمجاورته لثالث ميناء في العالم وغيرها من المميزات الغنية كل هذه الأسباب وغيرها جعلت من استقرار الجنوب مفتاحا ليس لاستقرار الخليج فحسب وإنما لاستقرار العالم كله وهو الأمر الذي أدركه نظام صنعاء الإرهابي منذ العام 1994م واشتغل عليه وفقا وخطة محكمة من عدة فصول تمثل الأسرار الخفية التي كشفتها الثورة الجنوبية أبرزها التالي :
أولا : احتلال الجنوب الخطوة الأولى لاحتلال الخليج :
تزامن نظام صالح الأسري القبلي المتعدد في بداية الثمانينات مع النظام العالمي الجديد الهادف إلى الهيمنة على العالم بحجة تفكيكه وإعادة بنائه من جديد ، إذ رأت القوى العالمية الجديدة في نظام صنعاء القبلي أفضل نموذج لتمرير مشروعها التفكيكي بفعل قربه من الموقع الاستراتيجي للدولة الجنوبية المنظمة والممالك الخليجية المتماسكة والمالكة لثروات هائلة فرصة لتطبيق فلسفتها التفكيكية الهدامة بوساطة هذا النظام القبلي ، فعقدت معه صفقات سرية كثيرة أبرزها 1 - تفكيك الدولة الجنوبية المنظمة وتدميرها واحتلال الجنوب بالكامل عبر آلية الوحدة بهدف تمكينها من الهيمنة على الموقع الاستراتيجي للجنوب والهيمنة من خلاله على الخليج 2- محاولة الوصول إلى الخليج وتفكيك ممالكه وتدميرها بحجة محاربة الإرهاب ثم تعميم هذه التجربة على الدول العربية المضطربة وصولا إلى دول القرن الأفريقي بحجة مكافحة الإرهاب ، وبناء عليه تحرك نظام صالح مع شريكه الإصلاح وحلفائهما فنجحوا بتفكيك دولة الجنوب وتدميرها واحتلال الجنوب بالكامل ثم عملوا على تجهيز أكبر ترسانة عسكرية بهدف الوصول إلى الخليج بحجة محاربة الإرهاب وهو السر الذي اكتشفته الثورة الجنوبية ، وحذرت منه دول الخليج في وقت مبكر لكنها لم تستوعب ذلك إلا بعد أن وصلت النار إلى معطفها وخاصة عندما شعرت بأن نظام صنعاء يقايض بأي شيء في سبيل بقائه في الجنوب حينها أدْرَكَتْ دول الخليج بأن هناك سراً أكبر من الجنوب بكثير وخاصة عندما قرر الاحتلال إعادة انتشار قواته في الجنوب بوساطة الشراكة الجديدة مع الحوثي وحلفائهما فغيرت من استراتيجيتها داخلياً وخارجياً الأمر الذي أجبر أمريكا والغرب على مراجعة سياساتها مع نظام صالح التدميري ، إلا أن صالح سرعان ما حول بوصلته باتجاه دول الشرق بعد أن أعجبته اللعبة وهو ما تعمل دول الخليج اليوم وشعب الجنوب الثائر على تدمير هذا المشروع التفكيكي الهدام للجنوب والخليج معا .
ثانيا : تدمير الجنوب بهدف تدمير الخليج :
بعد أن تمكنت الثورة الجنوبية من تفكيك قوى الاحتلال السياسية طوال ثمان سنوات وتعطيل مصالحه الاقتصادية وتدمير مكانته الإقليمية والدولية وكشف مشروعه الخفي والهادف إلى احتلال الخليج عبر الجنوب بحجة مكافحة الارهاب ثم إفشاله ، اتجه نحو تدمير الجنوب بحجة محاربة القاعدة والدواعش وصولا إلى دول الخليج ذاتها ، ولهذا الدور الإيجابي تعاطفت الدول الخليجية مع الثورة الجنوبية بحذر منذُ اللحظات الأولى ؛ تلك الثورة التي استطاعت أن توقع الاحتلال في عدة أزمات قاتلة إلا أنه سرعان ما يتخلص منها من خلال تصدير الإرهاب إلى الجنوب كخطوة أولى لتصديره إلى الخليج ، وهو الأمر الذي لم تدركه دول الخليج إلا بعد استيعابها للمنهج الذي تتبعه صنعاء في تصدير أزماتها بوساطة الإرهاب إلى الجنوب والخليج معا ؛ ففي الأزمة الدستورية الأولى لنظام صنعاء عام 2009م وخاصة عندما فشلت في تنفيذ الانتخابات سارعت صنعاء إلى إرباك الوضع في الجنوب من خلال تحريكها لورقة القاعدة الارهابية في حضرموت وعدن كخطوة أولى لإرباك الوضع الخليجي نفسه ، حينها تصدى لها تحرك خليجي مباشر أدّى إلى إدراج نظام صنعاء تحت الرقابة الدولية ، وفي الأزمة الدستورية الثانية لنظام صنعاء عندما اصطدم بالثورة التغييرية عام 2011م صدّرت صنعاء أزمتها بوساطة الإرهاب إلى الجنوب كخطوة أولى لتصديره إلى الخليج عندما كلفت قاعدتها الإرهابية بالهيمنة على أبين لإرباك الوضع الجنوبي كخطوة اولى لإرباك الخليج ، مما جعل دول الخليج تتبنى مبادرة سياسية لحصر الأزمة في صنعاء بهدف الحفاظ على استقرار الجنوب كضمان لاستقرار الخليج وفي الأزمة الدستورية الثالثة لنظام صنعاء عندما انفجر الصراع بين طرفي سلطة الاحتلال عام 2014م سارعت صنعاء في تصدير أزمتها إلى الجنوب عندما أعلنت إعادة انتشار قواتها في الجنوب المحتل والتحرك صوب عدن وصولا إلى الخليج بحجة محاربة الدواعش ، وهو الأمر الذي لم تستوعبه دول الخليج بالمطلق مما جعلها تتخذ قراراً مفصلياً لتأمين الخليج والجنوب معا عندما تبنت مشروع العاصفة وفي الأزمة الرابعة لنظام صنعاء عندما أصبحت صنعاء ذاتها قاب قوسين من قبل قوات التحالف بقيادة الدول الخليجية في العام 2015م سارعت صنعاء في تصدير أزمتها إلى عدن من خلال تكليفها لخلاياها الإرهابية بضرب قوات التحالف وحلفائهم باسم داعش لإرباك الوضع المستقر فيها بهدف إقلاق الوضع الخليجي بشكل عام وهو الأمر الذي سيدفع بدول التحالف العربي والمقاومة الجنوبية إلى اتخاذ قرارات مصيرية ضد نظام صنعاء الإرهابي بهدف حماية استقرار الجنوب كخطوة أساسية لحماية الدول الخليجية .
ثالثا : تفكيك الجنوب تمهيدا لتفكيك الخليج :
عمل الاحتلال وحلفاؤه في الداخل والخارج على تحديد عدة بدائل للنيل من الجنوب والخليج معا ، فبعد أن تعطلت وظيفة الاحتلال في الجنوب بفعل الثورة الجنوبية لجاء إلى سياسة التدمير المزلزل للجنوب وعندما فشل ولا زال بفعل الدور المتعاظم للمقاومة الجنوبية والتفاف الثورة الجنوبية حولها والتلاحم مع دول التحالف العربي لجاء الآن إلى وسيلة أكثر خطورة من سابقاتها ترمي إلى تفكيك الجنوب بهدف تفكيك الخليج ولتحقيق ذلك يعمل جاهدا على محاولة استدراج قوى الصراع العالمي إلى الجنوب كخطوة أولى لاستدراجها إلى منطقة الخليج برمتها بحجة محاربة عدو الجميع داعش ضناً منه بأن مشاركة القوى الكبرى في هذه المنطقة الحساسة من العالم سوف تمنحه الفرصة للحياة من جديد حتى يتمكن من اللعب على المتناقضات ومعتقدا بأن صراع الدول الكبرى لن يفضي في الأخير إلى حرب عالمية بقدر ما سيسفر إلى تفكيك الجنوب والخليج معا مما سيمنحه تمثيل بعض حلفائه في الحيز الجغرافي المفكك متناسيا بأن المشروع الكبير الذي تتبناه دول التحالف العربي في ظل تخبط النظام العالمي وانشغالها خارج المنطقة العربية سيقطع الطريق عليه وعلى حلفائه في الداخل والخارج بفعل زوال دورهم الإرهابي في المنطقة ، كما أن شعب الجنوب الثائر لن يتنازل عما قدمته ثورته الباسلة من تضحيات طيلة ثمان سنوات ومقاومته الباسلة وما حققته من إنجازات على الأرض لن تتراجع عنها بل ستستمر حتى اكتمال التحرير الشامل لكل التراب الجنوبي مما يعني نهاية وزوال الاحتلال مهما كلف الثمن وهذا منطق التاريخ الذي لا رجعة عنه .
د يحيى شايف الشعيبي / مشرف المركز العلمي لصيانة الثورة وعضو المقاومة الجنوبية
عدن / 8 /10 / 2015م
اقرأ المزيد من عدن الغد
استقرار الخليج مرهون باستقرار الجنوب
د. يحيى شائف الشعيبي
صفحة الكاتب
الثورة الجنوبية قبل العاصفة وبعدها
استقرار العالم مرهون باستقرار الجنوب
من أجل الاستقلال سنسامح العالم كله
أبعاد احتلال المنصورة وكيفية تحريرها
حوار الحرب اليمني وسلام المقاومة الجنوبية
(قراءة في أسرار الاحتلال الإرهابي للجنوب)
من فضائل ثورة الجنوب السلمية كشفها للكثير من الأسرار الخفية التي مارسها نظام الاحتلال اليمني الإرهابي ضد الجنوب منذ العام 1994م إلى اليوم من أبرزها : 1 - كشف الأسرار الخفية لاحتلال الجنوب صيف 1994م 2- كشف الأسرار الخفية لاستمرار الاحتلال في تدمير الجنوب 3 - كشف الأسرار الخفية لمحاولات الاحتلال في تفكيك الجنوب ومن هذه المعطيات نطرح التساؤلات التالية: 1 - ما هي الأسرار الخفية لاحتلال صنعاء للجنوب ؟ ولماذا تجاهلت دول الخليج ذلك 2 - ما هي الأسرار الخفية وراء إصرار صنعاء على تدمير الجنوب ؟ وما هي ردود أفعال دول الخليج إزاء ذلك 3 - ما هي الأسرار الخفية من محاولات صنعاء لتفكيك الجنوب ؟ وكيف تقيم دول الخليج ذلك ؟ ووفقا وهذه التساؤلات سنخضع الموضوع للدراسة بحثا عن مقاربة معقولة للإجابات المحتملة .
أجمع الكثير من الدارسين العرب والغرب بأن استقرار الخليج مرهون باستقرار الجنوب لعدة أسباب أبرزها التالي : 1- تموضع الجنوب في قلب العالم وارتباطه بالمحيط الهندي شرقا والهادي غربا 2 - احتضانه لعدة بحار فريدة كـ(البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي) مجتمعة بمضيق باب المندب المتميز بمرور أكثر من نصف الطاقة الدولية منه 3- موقع الجنوب الحساس بفعل وجوده في خاصرة شبه الجزيرة العربية الغنية بالثروات وحساسية المقدسات ولا سيما المملكة العربية السعودية 4 - فضاء الجنوب المطل على منظومة الدول الخليجية إلى البصرة 5 - تموضع أضخم قاعدة عسكرية في قاعدة العند الجنوبية محصنة بأقوى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط وتتحكم في أهم البحار والمحيطات الحساسة في العالم 6- وجود مطار دولي في عدن يتفرد بمجاورته لثالث ميناء في العالم وغيرها من المميزات الغنية كل هذه الأسباب وغيرها جعلت من استقرار الجنوب مفتاحا ليس لاستقرار الخليج فحسب وإنما لاستقرار العالم كله وهو الأمر الذي أدركه نظام صنعاء الإرهابي منذ العام 1994م واشتغل عليه وفقا وخطة محكمة من عدة فصول تمثل الأسرار الخفية التي كشفتها الثورة الجنوبية أبرزها التالي :
أولا : احتلال الجنوب الخطوة الأولى لاحتلال الخليج :
تزامن نظام صالح الأسري القبلي المتعدد في بداية الثمانينات مع النظام العالمي الجديد الهادف إلى الهيمنة على العالم بحجة تفكيكه وإعادة بنائه من جديد ، إذ رأت القوى العالمية الجديدة في نظام صنعاء القبلي أفضل نموذج لتمرير مشروعها التفكيكي بفعل قربه من الموقع الاستراتيجي للدولة الجنوبية المنظمة والممالك الخليجية المتماسكة والمالكة لثروات هائلة فرصة لتطبيق فلسفتها التفكيكية الهدامة بوساطة هذا النظام القبلي ، فعقدت معه صفقات سرية كثيرة أبرزها 1 - تفكيك الدولة الجنوبية المنظمة وتدميرها واحتلال الجنوب بالكامل عبر آلية الوحدة بهدف تمكينها من الهيمنة على الموقع الاستراتيجي للجنوب والهيمنة من خلاله على الخليج 2- محاولة الوصول إلى الخليج وتفكيك ممالكه وتدميرها بحجة محاربة الإرهاب ثم تعميم هذه التجربة على الدول العربية المضطربة وصولا إلى دول القرن الأفريقي بحجة مكافحة الإرهاب ، وبناء عليه تحرك نظام صالح مع شريكه الإصلاح وحلفائهما فنجحوا بتفكيك دولة الجنوب وتدميرها واحتلال الجنوب بالكامل ثم عملوا على تجهيز أكبر ترسانة عسكرية بهدف الوصول إلى الخليج بحجة محاربة الإرهاب وهو السر الذي اكتشفته الثورة الجنوبية ، وحذرت منه دول الخليج في وقت مبكر لكنها لم تستوعب ذلك إلا بعد أن وصلت النار إلى معطفها وخاصة عندما شعرت بأن نظام صنعاء يقايض بأي شيء في سبيل بقائه في الجنوب حينها أدْرَكَتْ دول الخليج بأن هناك سراً أكبر من الجنوب بكثير وخاصة عندما قرر الاحتلال إعادة انتشار قواته في الجنوب بوساطة الشراكة الجديدة مع الحوثي وحلفائهما فغيرت من استراتيجيتها داخلياً وخارجياً الأمر الذي أجبر أمريكا والغرب على مراجعة سياساتها مع نظام صالح التدميري ، إلا أن صالح سرعان ما حول بوصلته باتجاه دول الشرق بعد أن أعجبته اللعبة وهو ما تعمل دول الخليج اليوم وشعب الجنوب الثائر على تدمير هذا المشروع التفكيكي الهدام للجنوب والخليج معا .
ثانيا : تدمير الجنوب بهدف تدمير الخليج :
بعد أن تمكنت الثورة الجنوبية من تفكيك قوى الاحتلال السياسية طوال ثمان سنوات وتعطيل مصالحه الاقتصادية وتدمير مكانته الإقليمية والدولية وكشف مشروعه الخفي والهادف إلى احتلال الخليج عبر الجنوب بحجة مكافحة الارهاب ثم إفشاله ، اتجه نحو تدمير الجنوب بحجة محاربة القاعدة والدواعش وصولا إلى دول الخليج ذاتها ، ولهذا الدور الإيجابي تعاطفت الدول الخليجية مع الثورة الجنوبية بحذر منذُ اللحظات الأولى ؛ تلك الثورة التي استطاعت أن توقع الاحتلال في عدة أزمات قاتلة إلا أنه سرعان ما يتخلص منها من خلال تصدير الإرهاب إلى الجنوب كخطوة أولى لتصديره إلى الخليج ، وهو الأمر الذي لم تدركه دول الخليج إلا بعد استيعابها للمنهج الذي تتبعه صنعاء في تصدير أزماتها بوساطة الإرهاب إلى الجنوب والخليج معا ؛ ففي الأزمة الدستورية الأولى لنظام صنعاء عام 2009م وخاصة عندما فشلت في تنفيذ الانتخابات سارعت صنعاء إلى إرباك الوضع في الجنوب من خلال تحريكها لورقة القاعدة الارهابية في حضرموت وعدن كخطوة أولى لإرباك الوضع الخليجي نفسه ، حينها تصدى لها تحرك خليجي مباشر أدّى إلى إدراج نظام صنعاء تحت الرقابة الدولية ، وفي الأزمة الدستورية الثانية لنظام صنعاء عندما اصطدم بالثورة التغييرية عام 2011م صدّرت صنعاء أزمتها بوساطة الإرهاب إلى الجنوب كخطوة أولى لتصديره إلى الخليج عندما كلفت قاعدتها الإرهابية بالهيمنة على أبين لإرباك الوضع الجنوبي كخطوة اولى لإرباك الخليج ، مما جعل دول الخليج تتبنى مبادرة سياسية لحصر الأزمة في صنعاء بهدف الحفاظ على استقرار الجنوب كضمان لاستقرار الخليج وفي الأزمة الدستورية الثالثة لنظام صنعاء عندما انفجر الصراع بين طرفي سلطة الاحتلال عام 2014م سارعت صنعاء في تصدير أزمتها إلى الجنوب عندما أعلنت إعادة انتشار قواتها في الجنوب المحتل والتحرك صوب عدن وصولا إلى الخليج بحجة محاربة الدواعش ، وهو الأمر الذي لم تستوعبه دول الخليج بالمطلق مما جعلها تتخذ قراراً مفصلياً لتأمين الخليج والجنوب معا عندما تبنت مشروع العاصفة وفي الأزمة الرابعة لنظام صنعاء عندما أصبحت صنعاء ذاتها قاب قوسين من قبل قوات التحالف بقيادة الدول الخليجية في العام 2015م سارعت صنعاء في تصدير أزمتها إلى عدن من خلال تكليفها لخلاياها الإرهابية بضرب قوات التحالف وحلفائهم باسم داعش لإرباك الوضع المستقر فيها بهدف إقلاق الوضع الخليجي بشكل عام وهو الأمر الذي سيدفع بدول التحالف العربي والمقاومة الجنوبية إلى اتخاذ قرارات مصيرية ضد نظام صنعاء الإرهابي بهدف حماية استقرار الجنوب كخطوة أساسية لحماية الدول الخليجية .
ثالثا : تفكيك الجنوب تمهيدا لتفكيك الخليج :
عمل الاحتلال وحلفاؤه في الداخل والخارج على تحديد عدة بدائل للنيل من الجنوب والخليج معا ، فبعد أن تعطلت وظيفة الاحتلال في الجنوب بفعل الثورة الجنوبية لجاء إلى سياسة التدمير المزلزل للجنوب وعندما فشل ولا زال بفعل الدور المتعاظم للمقاومة الجنوبية والتفاف الثورة الجنوبية حولها والتلاحم مع دول التحالف العربي لجاء الآن إلى وسيلة أكثر خطورة من سابقاتها ترمي إلى تفكيك الجنوب بهدف تفكيك الخليج ولتحقيق ذلك يعمل جاهدا على محاولة استدراج قوى الصراع العالمي إلى الجنوب كخطوة أولى لاستدراجها إلى منطقة الخليج برمتها بحجة محاربة عدو الجميع داعش ضناً منه بأن مشاركة القوى الكبرى في هذه المنطقة الحساسة من العالم سوف تمنحه الفرصة للحياة من جديد حتى يتمكن من اللعب على المتناقضات ومعتقدا بأن صراع الدول الكبرى لن يفضي في الأخير إلى حرب عالمية بقدر ما سيسفر إلى تفكيك الجنوب والخليج معا مما سيمنحه تمثيل بعض حلفائه في الحيز الجغرافي المفكك متناسيا بأن المشروع الكبير الذي تتبناه دول التحالف العربي في ظل تخبط النظام العالمي وانشغالها خارج المنطقة العربية سيقطع الطريق عليه وعلى حلفائه في الداخل والخارج بفعل زوال دورهم الإرهابي في المنطقة ، كما أن شعب الجنوب الثائر لن يتنازل عما قدمته ثورته الباسلة من تضحيات طيلة ثمان سنوات ومقاومته الباسلة وما حققته من إنجازات على الأرض لن تتراجع عنها بل ستستمر حتى اكتمال التحرير الشامل لكل التراب الجنوبي مما يعني نهاية وزوال الاحتلال مهما كلف الثمن وهذا منطق التاريخ الذي لا رجعة عنه .
د يحيى شايف الشعيبي / مشرف المركز العلمي لصيانة الثورة وعضو المقاومة الجنوبية
عدن / 8 /10 / 2015م
اقرأ المزيد من عدن الغد