حد من الوادي
11-08-2015, 12:06 AM
السبت 07 نوفمبر 2015 09:02 مساءً
عسى بعد الصبر نشرب من الحالي !
حسن يافعي
صفحة الكاتب
رسالة إلينا (نحن- أبناء الحوطة)
خوفٌ منّا، أم خوفٌ علينا!!
هل كان المستعمرون البريطانيون أحرص على مصلحتنا منّا؟
لو أن ...!!!
من تاريخ لحج في النصف الأول من القرن العشرين
كم كانت موجعة ومحزنة تلك الكلمات التي قالها واحد من الذين جرت سرقة سياراتهم في حوطة لحج ( المحروسة بالله من الغرباء، أما من أبنائها فهي خارج نطاق التغطية). قال: انه لم يكن يتوقع ، ولم يخطر على باله أن أبناء من علموه وأناروا الطريق أمامه بالعلم والمعرفة والتربية الحسنة، يخرج من أصلابهم من يرتكب أعمالاً مشينة مثل هذه وغيرها.
فعلاً، لقد قام أبناء هذه المدينة الطيبة والمسالمة بدور تنويري في بعض مناطق الجنوب وغيرها منذ ماقبل الاستقلال عن بريطانيا، وتخرج من مدارسها الكثير من أبناء الجنوب وغيرهم. حفظ لها البعض منهم ذلك الجميل، بينما قلب لها آخرون منهم ظهر المجن.
قد يستغرب البعض من ذلك التغيير المقلق في سلوك وفكر بعض أبناء هذه المدينة التي أشعت بنورها على الآخرين، وبددت ظلمة كانوا يعيشون فيها. لكن الحقيقة التي تقف خلف تلك الأعمال (وهنا لا أريد أن يفهم من كلامي على أنني أنتحل الأعذار لمن يقومون بتلك الأعمال، المرفوضة أصلاً من الغالبية العظمى من أبناء الحوطة)، والتي ربما لا يدركها الكثيرون هي أن هذا الجيل من أبناء لحج خاصة، وأبناء الجنوب عامة تعرض لأسوأ أنواع الاستهداف الشرير من قبل سلطات الاحتلال اليمني منذ ما بعد حرب صيف عام 94م.
كانت لحج، وحوطتها، على وجه الخصوص، من أوائل المدن الجنوبية الرافضة لسياسة الاحتلال اليمني الإقصائية ونهبه لأرض وخيرات الجنوب، بل وساهمت في كشفت عورات نظامهم الظالم والمتخلف عن ركب العصر. كانت حينها شعلة الحراك الجنوبي السلمي وهاجة فيها. فما كان من نظام الاحتلال اليمني إلا أن يعطيها أولوية في نهب أرضها وتخريب منشآتها وتدمير تعليمها وإفساد وتجهيل وتضليل شبابها. وللأسف أن من أوكلت إليهم تنفيذ سياستها تلك تجاه هذه المدينة وأهلها كان أغلبهم من أبنائها.
لم تعرف الحوطة ولا باقي المدن الجنوبية ثقافة الفيد والغنيمة والقتل والبلطجة وسرقة المال العام والخاص والبسط على أراضي الدولة إلا بعد حرب صيف عام 94م.
في أحداث 13 يناير 86م التي دائماً ما يعير بها نظام الاحتلال اليمني الجنوبيين ونظامهم السابق، بل ويعتبرها زلة لا تغتفر لهم، والتي كان ومايزال يستغلها لتفريق صف الجنوبيين، رغم أن تاريخ بلادهم يعج بالمذابح والمفاسد والشرور. . في تلك الأحداث ظلت البلاد (الجنوب) لأكثر من شهر ودور الدولة غائب تقريباً في عموم الجنوب. لكن لم يجرؤ أحد على نهب مرفق حكومي أو يقطع طريق أويسرق مالاً عاماً أو خاصاً.
إن ماتعانيه مدينة الحوطة الآن هو، لاشك، من صنع أبنائها. كما أن مسؤولية انتشالها من هذا الوضع السيئ والمقلق، ووضع حد لتلك الظواهر القبيحة والدخيلة، والعمل على إعادة ألقها ورونقها إليها . . تقع أيضاً على عاتق أبنائها الشرفاء والخيرين، لتعود، كما كانت في زمنها الجميل. ولعل خير ما يمكن أن أختتم به موضوعي هذا هو البيت الشعري الجميل والمعبر الذي قاله الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني:
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا إن السماء ترجى حين تحتجب
وعسى بعد الصبر يشرب أبناء الحوطة والجنوب من الحالي.
اقرأ المزيد من عدن الغد
عسى بعد الصبر نشرب من الحالي !
حسن يافعي
صفحة الكاتب
رسالة إلينا (نحن- أبناء الحوطة)
خوفٌ منّا، أم خوفٌ علينا!!
هل كان المستعمرون البريطانيون أحرص على مصلحتنا منّا؟
لو أن ...!!!
من تاريخ لحج في النصف الأول من القرن العشرين
كم كانت موجعة ومحزنة تلك الكلمات التي قالها واحد من الذين جرت سرقة سياراتهم في حوطة لحج ( المحروسة بالله من الغرباء، أما من أبنائها فهي خارج نطاق التغطية). قال: انه لم يكن يتوقع ، ولم يخطر على باله أن أبناء من علموه وأناروا الطريق أمامه بالعلم والمعرفة والتربية الحسنة، يخرج من أصلابهم من يرتكب أعمالاً مشينة مثل هذه وغيرها.
فعلاً، لقد قام أبناء هذه المدينة الطيبة والمسالمة بدور تنويري في بعض مناطق الجنوب وغيرها منذ ماقبل الاستقلال عن بريطانيا، وتخرج من مدارسها الكثير من أبناء الجنوب وغيرهم. حفظ لها البعض منهم ذلك الجميل، بينما قلب لها آخرون منهم ظهر المجن.
قد يستغرب البعض من ذلك التغيير المقلق في سلوك وفكر بعض أبناء هذه المدينة التي أشعت بنورها على الآخرين، وبددت ظلمة كانوا يعيشون فيها. لكن الحقيقة التي تقف خلف تلك الأعمال (وهنا لا أريد أن يفهم من كلامي على أنني أنتحل الأعذار لمن يقومون بتلك الأعمال، المرفوضة أصلاً من الغالبية العظمى من أبناء الحوطة)، والتي ربما لا يدركها الكثيرون هي أن هذا الجيل من أبناء لحج خاصة، وأبناء الجنوب عامة تعرض لأسوأ أنواع الاستهداف الشرير من قبل سلطات الاحتلال اليمني منذ ما بعد حرب صيف عام 94م.
كانت لحج، وحوطتها، على وجه الخصوص، من أوائل المدن الجنوبية الرافضة لسياسة الاحتلال اليمني الإقصائية ونهبه لأرض وخيرات الجنوب، بل وساهمت في كشفت عورات نظامهم الظالم والمتخلف عن ركب العصر. كانت حينها شعلة الحراك الجنوبي السلمي وهاجة فيها. فما كان من نظام الاحتلال اليمني إلا أن يعطيها أولوية في نهب أرضها وتخريب منشآتها وتدمير تعليمها وإفساد وتجهيل وتضليل شبابها. وللأسف أن من أوكلت إليهم تنفيذ سياستها تلك تجاه هذه المدينة وأهلها كان أغلبهم من أبنائها.
لم تعرف الحوطة ولا باقي المدن الجنوبية ثقافة الفيد والغنيمة والقتل والبلطجة وسرقة المال العام والخاص والبسط على أراضي الدولة إلا بعد حرب صيف عام 94م.
في أحداث 13 يناير 86م التي دائماً ما يعير بها نظام الاحتلال اليمني الجنوبيين ونظامهم السابق، بل ويعتبرها زلة لا تغتفر لهم، والتي كان ومايزال يستغلها لتفريق صف الجنوبيين، رغم أن تاريخ بلادهم يعج بالمذابح والمفاسد والشرور. . في تلك الأحداث ظلت البلاد (الجنوب) لأكثر من شهر ودور الدولة غائب تقريباً في عموم الجنوب. لكن لم يجرؤ أحد على نهب مرفق حكومي أو يقطع طريق أويسرق مالاً عاماً أو خاصاً.
إن ماتعانيه مدينة الحوطة الآن هو، لاشك، من صنع أبنائها. كما أن مسؤولية انتشالها من هذا الوضع السيئ والمقلق، ووضع حد لتلك الظواهر القبيحة والدخيلة، والعمل على إعادة ألقها ورونقها إليها . . تقع أيضاً على عاتق أبنائها الشرفاء والخيرين، لتعود، كما كانت في زمنها الجميل. ولعل خير ما يمكن أن أختتم به موضوعي هذا هو البيت الشعري الجميل والمعبر الذي قاله الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني:
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا إن السماء ترجى حين تحتجب
وعسى بعد الصبر يشرب أبناء الحوطة والجنوب من الحالي.
اقرأ المزيد من عدن الغد