المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل: هل تدفع " الامارات " و " الجنوب " ثمن ما يخطط له الاصلاح !


حد من الوادي
11-13-2015, 12:12 AM
تحليل: هل تدفع " الامارات " و " الجنوب " ثمن ما يخطط له الاصلاح !


من الصفحة الاولى لصحيفة عدن الغد الصادرة صباح الخميس والمتضمنة الموضوع
الخميس 12 نوفمبر 2015 03:04 مساءً
(عدن الغد) كتب/ احمد عمر بن فريد:

على الامارات العربية المتحدة ان تعي بشكل واضح ودقيق ان جماعات الاسلام السياسي بكل فروعها وتسمياتها وتوجهاتها " المعتدلة والمتطرفة " والتي يقودها ويخطط لها بخبث ودهاء قيادة التجمع اليمني للاصلاح تستهدف تصفية التواجد الاماراتي في " الجنوب العربي " بصورة شاملة , لأن هذه الجماعات تعي تماما ان التواجد والدور الامارتي في الجنوب يتناقض جذريا مع ما تخطط له هذ الجماعات من هيمنة على الجنوب والشمال معا , ولهذا لم يتفاجأ هذا " الطرح " مع مجموعة الحوادث الارهابية التي ضربت عدن مؤخرا والتي سالت جراء نيرانها دماء اماراتية طاهرة زكية الى جانب الدماء الجنوبية بطبيعة الحال .

ولأن الامارات العربية المتحدة هي الدولة الخليجية التي تتواجد بقواتها المسلحة وكوادرها المدنية داخل مدينة عدن بشكل خاص , ولأن هذه الدولة في حالة مواجهة صريحة وواضحة ترقى الى مرتبة " العداء " مع هذه الجماعات بموجب خطابها الرسمي , فان تواجدها في الجنوب سيبقى المكان الملائم لهذه الجماعات جهة " تصفية " حساباتها مع هذه الدولة ! وهي في تقديري سوف تتمكن من ذلك في حالة واحدة فقط , وهي ان تستمر الامارات العربية المتحدة بعيدة – كما هي حاليا - عن التحالف الحقيقي " الاستراتيجي " مع الجنوب العربي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني استراتيجية تشمل التحالف " السياسي " و" العسكري " و " الامني " و " التنموي " المبني على خطط وبرامج عالية المستوى وذات كفاءة عالية في فرض واقع جديد على الأرض .

وانا اجزم وبشكل قاطع ... انه من مصلحة التجمع اليمني للاصلاح ان تحقق مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح انتصارات عسكرية في كل شبر من تراب الجنوب مجددا , بل يمكن ان اذهب الى حد " امكانية " ان تتواطئ هذه الجماعات مع الحوثي وصالح في مخططات عسكرية لا تبدو علينة بحيث يمكن فهمها ورصدها بوضوح من قبل التحالف ! ولكنني على يقين تام ان " الاصلاح " الذي ذهب ذات يوم بقياداته الى صعده للتفاهم مع الحوثي سوف لن يتردد من " الاحتفال " بهكذا انتصارات , فيما لو قدر لهذه القوات الغازية ان تعود مجددا الى اي منطقة جنوبية محررة , وكل هذا " نكاية " بالجنوب وبالامارات وبمشروع الاستقلال ...وما سقوط " مدينة دمت " الشمالية المتاخمة للضالع الباسلة بذلك السيناريو الغامض الا دليل آخر على هذا التوجه الشيطاني لهذه الجماعات .كما ان الاحتفال والاستقبال الشعبي الذي قوبلت به مليشيات الحوثي لدى دخولها مدينة دمت الشمالية من قبل الأهالي يختصر بالمفيد اهم معادلة سياسية ينغبي الاعتراف بها,وهي معادلة يمكن فهم مضونها السياسي جيدا فيما سيكون حال هذه المليشيات فيما لو تقدمت الى الضالع وهي منطقة لا تبعد عن دمت سوى كيلو مترات قليلة فقط ... هناك في " دمت " نثرت عليهم الهتفات المرحبة ورددت صرختهم ذات النغم " المالكي " .. وفي " الضالع " سينثر عليهم رصاص الموت الحارق ... فهل هناك ما يمكن ان يشرح مضمون هذه المعادلة السياسية اكثر من ذلك ؟

ان الدفع بالمقاومة الجنوبية الى القتال في المناطق الشمالية لتحريرها وهي التي تعتبر خزان سكاني كبير في الشمال يتجاوز الستة ملايين نسمه يصب بكل تأكيد في هذا المخطط الشيطاني الذي يهدف في الاساس الى اضعاف المقاومة الجنوبية وضرب قوتها وانهاكها عبر الدفع بها الى تلك المناطق التي يفترض ان يكون لهذا " الاصلاح " وحلفائه عناصرهم التي يمكن ان تقوم بدورها في القتال والمقاومة ضد قوات صالح والحوثي ! فمن هو الذي يمكن ان يسأل علي محسن الاحمر وقيادات الاصلاح اين ذهبت عناصر فرقته الاولى مدرع التي كانت في يوم من الأيام اقرب ما تكون الى " وكالة عسكرية " تخص الجنرال العجوز وحده !! ... هل ياترى اتت كائنات فضائية مثلا واختطفت " عشرات الالاف " من جنوده الى خارج الارض مثلا حتى لا يجد علي محسن منهم احدا بعد ذلك لكي يستعين به في معركته الحالية مع صنعاء ! .. واين هي عناصر شيوخ الاصلاح الجهاديين من معارك اليوم وناخبيهم ؟ ولماذا لم يستطيعوا ان يحرروا شبر واحد من مساحة اليمن الشمالي كما فعلت المقاومة الجنوبية في الضالع على سبيل المثال ؟!!

المقاومة الجنوبية التي " بيضت " وجه هادي والتحالف العربي تشكو عناصرها اليوم مر الشكوى من حالة الخذلان والعوز التي تعاني منها عناصرها ! ولا نعلم في حقيقة الأمر لمصلحة من ان تصل الحالة بهذه " المقاومة " الى هذه الدرجة البائسة , الا ان تكون لمصلحة جماعة الاخوان واتباعها ! والحقيقة الأخرى التي نعلمها جميعا ان الامارات العربية المتحدة لم تدفع بابنائها الى جبهات القتال في الجنوب بشكل خاص من اجل خاطر عيوننا في الجنوب , وانما من اجل مصالح استراتيجية تخص الامن القومي العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص ,ولأن المسألة هي هكذا فهل يمكن لهذه " المصلحة الاستراتيجية " ان تتحقق بتسليم " الاخوان المسلمين " مقاليد الحكم في اليمن ؟! ... بكل تأكيد لا . وهل من مصلحة هذه الاستراتجية ايضا ان تبقى في حالة مراوحة غير واضحة الجدولة " زمنيا " في معاركها مع قوات الحوثي وصالح ..؟!! بكل تأكيد ايضا لا ! ... اذا من هو الطرف الاكثر تطابقا مع هذه المصالحة او مع هذا الهدف الاستراتيجي العربي ؟!! اليس الجنوب بمعناه الشامل ...؟؟ ... اعتقد ان المنطق السياسي يقول ( نعم ) .

واذا كان المنطق السياسي بجميع حسابته يصل بنا الى هذه النتيجة التي لا تستحق اصلا عناء كبير في الاجهاد الذهني , فلماذا اذا كل هذا " الخذلان " لهذا الجنوب الذي تؤكد كل المعادلات السياسية انه " هو " وليس " غيره " من يستحق ان تبنى معه شراكة استراتيجية حقيقية لحفظ الأمن القومي العربي في المنطقة , لماذا لا تبدأ الامارات العربية المتحدة من الآن العمل على بناء " أدوات " هذا التحالف الضرورة خاصة وانها هي المعنية بملف الجنوب بالنظر لتواجدها الفعلي على الأرض , وبالنظر الى كونها هي ايضا من تدفع " دم ابنائها " عى ارض الجنوب !!

وفي هذا السياق المرير ايضا لا بد من توجيه رسالة واضحة وقوية الى " شلة الجنوبيين " الذين يشتغلون مع هذه الجماعات سواء في اطر سياسية واضحة كالقيادات " الاصلاحية " و " النهضوية " الجنوبية او غيرها , مفادها ان قوتكم وهيمنتكم وعلاقاتكم وركونكم الى معطيات " الخارج " وخنوعكم لقيادات المركز " الشمالية " لا يمكن في اي حال من الأحوال ان تصل بكم الى تلك الدرجة من القوة والهيمنة وامتلاك كل مقدرات الدولة التي كان عليها في يوم من الأيام / علي عبدالله صالح !! .. فلن تصلوا ايها السادة الأماجد حتى الى ربع الامكانيات التي كان يملكها هذا الرجل في يوم من الأيام في الجنوب . وهي قوة كبيرة لم تثني او تمنع " شعب الجنوب " ان يجابهها بثورته السلمية التي هزت اركان النظام وفضحت نواياه وحقيقة تواجده في الجنوب , فما بالكم اليوم والجنوب خالي من تلك القوات الغازية .. والجنوب يملك قوات من المقاومة لا يستهان بها .. والجنوب قد وصل الى ذروة تحشيده الشعبي حول قضيته .. هل يمكن لكم وفقا لهذه المعطيات " فرض " خياراتكم السياسية - التي اجزم انها مع الوحدة - على هذا الشعب الجبار ؟!!



أحمد عمر بن فريد

اقرأ المزيد من عدن الغد