تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة : باحث جنوبي يقدم ورقة سياسية لحل القضية الجنوبية


حد من الوادي
11-22-2015, 12:13 AM
دراسة : باحث جنوبي يقدم ورقة سياسية لحل القضية الجنوبية


الباحث الجنوبي علي نعمان المصفري
السبت 21 نوفمبر 2015 03:20 مساءً
((عدن الغد)) خاص:
قدم الباحث علي نعمان المصفري ورقة سياسية خلال ورشة عمل جاء فيها :

تجربتي في مناقشه قضية استقلال الجنوب واستعادة دولته في معهد رسم السياسات الاستراتيجية الخارجية البريطانية Chatham House



نظم المعهد البريطاني للدراسات الأستراتيجية للسياسات الخارجية البريطانية ( Chatham house) وهي مؤسسة حكومية رسمية، ورشة عمل بعنوان:

اللاعبون الأساسيون في أقرار السلام في اليمن( the key players for peace in Yemen)، على مدى يومي ١٧ و ١٨ نوفمبر ٢٠١٥، والتي شارك فيها العديد من الخبراء والمختصين والباحثين من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة ودوّل الخليج والأمم المتحدة ومكتب مندوبها الى اليمن وجمع غفير من المهتمين بشئون اليمن والجنوب العربي.



تمت دعوتي من قبل المعهد لأتحدث عن الجانب المخصص لمناقشة القضية الجنوبية، وهي المرة الأولى، التي تناقش فيها القضية الجنوبية في هذا الصرح الدبلوماسي السياسي الهام، وفيها قدمت دراسة مستفيضة شملت كل أسباب وتعقيدات قضية شعب الجنوب وأبعادها الأجتماعية والسياسية والعصبوية ومحطات تطور أحداثها المختلفة منذ ماقبل الاستقلال وما بعده وحتى اعلان مشروع التوحد مع اليمن الشقيق و الحربين الأخيرين ١٩٩٤ و ٢٠١٥ و الظروف الغامضة التي تبلورت في هذه القضية بشفافية بالغة حاولت ان أظهر فيها الواقع الذي يعيشه ابناء الجنوب حاليا بشكل واقعي بعيدا عن التزييف حتى اعطي صناع القرار خلفية واضحة لمعالجة وضع الجنوب اليوم وفق معطيات التطورات التي صاحبت القضية والعمل على الاستجابة الواضحة الى تضحيات شعب الجنوب الضخمة التي لا تقارن مع اوضاع بلدان اخرى وقعت في محن الحروب والمصائب و بعد معاناة لا توصف الا بالكارثة من حيث ليس فقط طمس الهوية وتدمير الدولة والعبث بالأرض والثروة والإنسان ولكن عن ما تحول اليه الجنوب اليوم من وضع كارثي معقد يصعب وصفة بتدمير الانسان وإغراقه في مستنقع اليمن وماقبل الدولة ولسيادة عقلية الدولة الزيدية اليمنية بمفهومها المتخلف وتعدد جوانبه السلبية و ارتكاب جرائم ضد الانسانية التي لابد من تقديم مخططيها ومنفذيها الى محكمة الجنايات الدولية.



على الرغم من تعدد جوانب الدراسة، أكتفي بالإشارة الى اهم الجوانب التي تحدث فيها باختصار شديد والتي تركزت حول مايلي:



1- أن أستقلال الجنوب يعيد التوازن للاختلالات التي حصلت بغياب دولته ليرفع معاناة شعب الجنوب و سيسهم في ايجاد الاستقرار في الجنوب و دوله اليمن الشقيقة وباقي دول الجوار ودول العالم بأكمله , بل يؤسس استقرار شامل في محو كل مخلفات وضع الاحتلال اليمني وتجاربه المريرة ويوطد علاقات استقرار حضارية للجنوب بهويته العربية الاسلامية ويسهم في عودته الى التطور الانساني بعد هذا الانحلال في ركود تطوره منذ 1967 واحتلاله في 7 يوليو 1990 بعد تجربة توحد فاشلة انتهت بكل هذة الماسي من الاف الشهداء والجرحى والمعوقين والمشردين وتهديم ودمار بنية الجنوب الاساسية وحرمان شعبه من الحياة والاستقرار حيث اليوم لايوجد اي تواصل لإمكانية ايجاد شكل من اشكال التعايش او التوحد بين اليمن و الجنوب مهما كانت نوعية واشكال الضغط ، ومن يقدم على ذلك فهو نوع من الانتحار السياسي عليه.



2- عبدربه منصور هادي ليس الا صورة أخرى للأحتلال اليمني ولم يستجب لإرادة شعب الجنوب و بالنسبة لحكومته فحدث ولا حرج وهم شكل أخر للأحتلال اليمني في الجنوب وضد حرية شعب الجنوب بل ويعملوا على عرقلة تحرره واستقلاله وفق منظومة طاحونة فساد متكاملة الأبعاد والمصالح مع بقية الجهاز الإداري والعسكري والامني والسياسي للاحتلال اليمني في الجنوب.



3- ان دول التحالف غائبه عن الاعتراف بقضية الجنوب ولم توجد معها خريطة طريق وتفاهمات لالتزام التحالف بتحقيق استقلال الجنوب و لذلك بقى الجنوب مسجون في باب اليمن دون احترام أرادة شعبة. دور الأمارات كان أكثر نضوجا وعقلانية ولكنة محارب من قبل كل المكونات اليمنية بما فيها هادي في حين انها وجدت نفسها رديف للجنوب ولكن أعداء الجنوب اليمنيون كثر حدوا ولازالوا من دورها مع المقاومة الجنوبية خصوصا وأن الإصلاح لازال يغني عبر أسطوانة السلفيين والأخوان المسلمين المضادة لحرية واستقلال الجنوب.



3- ظل التحالف العربي يربط الجنوب بحزب الاصلاح في تحرير الجنوب مع العلم ان الاصلاح ضد الجنوب واستقلاله مع كل المكونات السياسية والقبلية اليمنية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار المتشبعة بالفساد والدمار و التي تعتبر الجنوب منطقة فيد من حيث الثروة والأرض عبر 25 سنة من الأحتلال.



4- المقاومة الجنوبية وجدت نفسها في خضم هذه الظروف مضطرة لحمل السلاح والدفاع عن نفسها بعد أن تم أعادة وفرض احتلال الجنوب منذ يوم 26 مارس 2015 .

عندما التهم اليمن الجنوب وفرض قوه السلاح عليه .



5- صمدت المقاومة الجنوبية واستبسلت واستطاعت أن تحرر مناطق شاسعة بتعاون التحالف العربي ولكن ما حدث هو ان التحالف العربي استجاب لرؤية حزب الاصلاح والقوى اليمنية الاخرى التي تظهر تعاطفها مع التحالف ولكنها تكيد في ذاتها على التحالف والتي تسببت في هذا الوضع القائم وعملت على وضع العراقيل في عدم استكمال تحرير الجنوب وبقى الجنوب حتى اللحظة تحت الفوضى بالرغم من محاولات المقاومة الجنوبية وضع حل لتطبيع الأوضاع.



6- المقاومة تم استثناءها من وضع يدها على المناطق المحررة و وضعوا حد من نشاطها وقلصوا من منافذ الحلول نحو الدولة الجنوبية.



7- دور المقاومة في الجنوب فاعل ومؤثر حيث استطاعوا تحقيق مكاسب عظيمة لا تقدر دول تحقيقه بالإمكانيات البسيطة ودون مساعدة تذكر في بداياتها , مع الإشادة فقط للأمارات والسعودية في المساعدة مؤخرا.



8- المشكلة أن التحالف العربي لم يكن واضح في تعامله مع الجنوب ولازال يربط الجنوب باستراتيجيته في تحرير صنعاء خوفا من المشروع الإيراني وفوبيا أنفصال الجنوب والعقدة اليمنية التي سيطرت عليه. يبدوا بأن التحالف بدا يعيد تكتيكاته واستراتيجية عملة لأستيعاب قضية الجنوب في ضوء تجربتهم مع التحالفات الشكلية اليمنية التي تكيد للتحالف كما للجنوب، وهو ما سنرى نتائجه على الارض قريبا لتغطية ظهر التحالف العربي في الجنوب و تثبيت الانتصارات وتطبيع اوضاع الجنوب ببناء مؤسسات دولته المدمرة.



9- أن المقاومة الجنوبية اليوم أنتجت قيادة شابة وموحدة استطاعت تستوعب استراتيجية الاستقلال والتكتيك المناسب، لكن توحدها مطلوب لأبعاد شبح التمزق الذي حدث في الحراك و لاستمرارية تحقيق الأهداف الاستراتيجية حتى لا نضيع الانتصارات من بين أيدينا مرة اخرى، وهي قضية ضمير واخلاق، ووجدان وطني بالولاء والانتماء الى الهوية والوطن والمبادئ العظيمة لشعبنا في حريته واستقلاله وهو الوضع الذي عزز دور المقاومة في الصمود بالدفاع عن عدن وبقية المحافظات المحررة وأسقطت رهان ميليشيات القاعدة والدواعش والخلايا النائمة التابعة للأصلاح وبقايا نظام الأحتلال اليمني وتفضحهم جملة وتفصيلا.



هذا الوضع تم تعميمه في الضالع النموذج وبقية المحافظات وتسعى المقاومة لتعميمه في المناطق الغير محررة.



10- اشرت ايضا في حديثي بأن المجموعات المسلحة والميليشيات هي أنتاج لنظام الأحتلال ودوائر الفساد التابعة لهادي التي وفي جانب آخر تناولت الدراسة الاٍرهاب وأدواته ابتداء من ميليشيات المخلوع صالح والحوث وكذا القاعدة واخواتها داعش وانصار الشريعة، وبينت ان كل هذه التخريجات يمنية بامتياز تستهدف الجنوب واستقلاله وخروجه من وحلة اليمن الشقيق و مدربيها المخلوع صالح وعلي محسن الأحمر وحزب الاصلاح وكلهم مجتمعون ضد الجنوب وهي عمق أهداف الدولة الزيدية و ملحقاتها الضعيفة في اليمن الأسفل وهي القوى ذاتها التي لا تمتلك على أرادة سياسية وموقف واضح نحو الجنوب وأستقلالة وبذلك تظل الأمور معقدة للغاية في حالة الاعتراف بقضية استقلال الجنوب وبناء دولته الحرة المستقلة.



11- نظرة الحراك ومقاومته الباسلة تكمن في الاستقلال وبناء دولة الجنوب و هو الحل الوحيد لشعب الجنوب للذهاب بالمنطقة والأمن القومي العربي والخليجي الى المستقبل وهو الهاجس الذي يورق عيون الناس في كل لحظة تفضي الى الاستقلال بترقب شديد. الاستقلال هو لغة الجنوب بالعودة الى الهوية الجنوبية العربية و الطريق الوحيد لإعادة الاعتبار لشعب الجنوب و يكون السند لمساعدة ومؤازرة اليمن الشقيق في تحرره وبناء دولته المدنية الحديثة .



12- ما يطلبه شعب الجنوب العربي اليوم من المجتمع الأقليمي والدولي هو الأعتراف بدولته وإقرار حقوقه الوطنية . الجدير بالإشارة , أن المجتمع الدولي غاب تماما عن أقرار حقوق شعب الجنوب العربي و على الأمم المتحدة ان تقوم بواجبها نحو تأمين حقوق الأنسان بتحقيق أرادة شعب الجنوب وعلى بريطانيا تحديدا التزامات أخلاقية وإنسانية وقانونية في مؤازرة شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته, لوضع حد لوضع اليوم في اليمن والجنوب ورفع معاناة شعب الجنوب ، ووضع حد لمأساته التي بدأت منذ 30 نوفمبر 1967 وحتى اليوم لم تنتهي بعد.



وفي الختام طلبت من جميع الأطراف الأقليمية والدولية الفاعلة على العمل سريعا لإنتاج آليات مناسبة تنهض بالوضع القائم وتؤسس مرحلة جديدة تصيغ الواقع وفق معطياته ونتائج الحرب وتخلص الى أستقلال الجنوب وقيام دولته المستقلة كاملة السيادة وان العامل الحقيقي لتطور الجنوب لإخراجه من محنته وضمان حاضرة ومستقبل أجياله لخلق التوازن الحقيقي للبيئة السياسية المدمرة و لقطع الطريق على المشاريع الأقليمية والدولية الأخرى المستهدفة .



حضر ورشة العمل في اليوم الثاني الزميل "عبدة النقيب" السياسي الجنوبي المعروف ، والذي تقدم ببعض الملاحظات القيٌمة ساهمت في أحداث تكامل رائع مع الدراسة التي قُدمتها في اليوم الاول وأغنت جوانب رئيسة في تغطية واقع الاحداث برؤية واقعيه عملت على تعميق وترسيخ مفاهيم متعددة كانت غائبة لدى الباحثين.



اقرأ المزيد من عدن الغد