المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإصلاح .. أدوار تآمرية مستمرة (1 من 3)


حد من الوادي
11-27-2015, 12:18 AM
الخميس 26 نوفمبر 2015 03:09 مساءً

الإصلاح .. أدوار تآمرية مستمرة (1 من 3)

د. بدر السعيدي
صفحة الكاتب
جامعة عدنوالانحدار الكبير(1)
ماذا بعد؟
عدن تستغيث!


المؤتمر الشعبي العام والإصلاح وجهان لعملة واحدة، اشتركا في سحق الجنوب وتدميره وإذلال شعبه. المؤتمر كحزب ودولة وقوة هو من يحتل الجنوب ويمعن في قمع أهله، ولكني أخص بهذا المقال حزب الإصلاح لخطورة الأدوار التآمرية التي يمارسها ضد الجنوب، وخصوصاً في الوقت الراهن. (فهل يرضي الأخوة الجنوبيين المنتمين لهذين الحزبين كل ما ألحقه حزباهما بالجنوب أرضاً وشعباً؟)

نشأته كانت نتيجة اتفاق حيك بليل بين صالح والشيخ عبدالله الأحمر قضى أن يترك الأخير المؤتمر الذي كان أحد قيادييه، وتشكيله لحزب الإصلاح لكي يلعب دور المعطل والمعرقل والمعارض لأي اتفاقات وحدوية قد تمس بمصالحهم أو تؤثر على مخططاتهم المستقبلية (وهذا ما تؤكده مذكرات الأحمر نفسه). صوت الإصلاح ضد دستور الوحدة، كما وقف بقوة ضد الوحدة وضد كل الإجراءات التي اتخذت بعد الوحدة، كما اتهم بأنه كان وراء الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طالت العشرات من القيادات والشخصيات الوطنية البارزة، وخاصة من الحزب الاشتراكي، بهدف بث الرعب وتعتيم المشهد وخلط الأوراق لتعطيل تنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه.

في حرب 94 يغير الإصلاح موقفه من العداء للوحدة إلى الدفاع عنها، فيقف مع صالح بكل ثقله القبلي والديني والحزبي في الحرب على الجنوب تحت شعار "الدفاع عن الوحدة"، ليعلن عبدالله الأحمر بعدها من عدن أنه قد أصبح "وحدوياً حتى العظم" عندما اطمأن تماماً أنه لم يعد لهما (هو وصالح) من شريك أو منافس في تقاسم السلطة والثروة والنفوذ هما وحزباهما.

بعد حرب 94 تقاسم صالح والأحمر وحزباهما "الفيد"، كما كانا شركاء في الحكم لفترة يعلن بعدها الإصلاح فض تلك الشراكة والانضمام للمعارضة لهدف مختلف هذه المرة وهو احتواء المعارضة والسيطرة عليها وكبحها من التمادي في معارضتها، فتحالف مع الاشتراكي (الشيوعي والملحد والكافر) في تكتل ضم معظم الاحزاب المؤثرة. ولا أعتقد أن تحول الإصلاح من الحكم إلى المعارضة قد تم دون التنسيق والتفاهم مع صالح؛ فقد ظل الشيخ عبدالله رئيساً لمجلس النواب حتى وفاته، كما رفض صالح تسليم الزنداني وعلي محسن لأمريكا على خلفية حادثة المدمرة كول وارتباطهما بالقاعدة.

عندما قامت الثورة الشبابية في 2011 ، التحق بها حزب الإصلاح بكل ثقله وقياداته القبلية والدينية والحزبية وكذلك العسكرية بهدف احتوائها وحرفها عن أهدافها و"مصادرتها" بحسب بعض الثوار. صحيح انهم وظفوا هذا الحدث (الثورة) في صراعهم مع صالح الذي بلغ ذروته، لكنهم لولم يفعلوا ذلك لطلب منهم صالح القيام به، فتم اخماد لهيب الثورة، فكانت برداً وسلاماً عليهم وعليه. وقد رد لهم صالح "الجميل" بتحالفه مع الحوثي؛ ولو لم يفعل صالح ذلك لطلب منه الإصلاح فعله، وخاصة أولاد الشيخ عبدالله، رغم الأذى الذي لحق بهم. وهذا يندرج ضمن سلسلة التآمرات التي ظل يرسمها هؤلاء والتي تتم في سياق المحافظة على سيادة العنصر الزيدي.

يتبع.



اقرأ المزيد من عدن الغد