حد من الوادي
12-05-2015, 02:10 PM
السبت 05 ديسمبر 2015 12:55 مساءً
منغصات الحياة وتقرير المصير
احمد الدثني
صفحة الكاتب
احياء مكارم الأخلاق
لعبة الكبار
خيبة الأمل
اليمن وازمة التبنّي
من وحي الواقع
يعيش اليمنيين حياة منغصه في وطنهم الكبير الذي ضاق بهم ذرعاً بسبب التباينات التي حالت وتحول دون وقف نزيف الدم اليمني وتزيد من اتساع فجوة الخلاف وتعقّد الحلول. فلم يعد للمنطق في خلافاتنا أثر يُذكَر ولا للعقل أي تدخل بعد ان اصبحنا نختلف حتى على صيغة الخلاف نفسه، بل ويحاول بعضنا إحتكار الخلاف لمنطقته الجغرافية دون غيرها. فهل لعنة التباين والخلاف قد كُتبت علينا منذ الأزل؟ ام ان الجهل والتخلف الذي بلغ ذروته هو المسؤول عن غياب الافئدة واعمى الابصار؟
لقد اثارت التعيينات الوزارية الأخيرة التي اعلنها هادي كثيراً من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد مشيداً بها وبين معارض يتهم هادي بالتملق أو التبعية للشمال والشماليين، الا ان ذلك النقد بشقيه المؤيد والمعارض ليس الا كمطيّة الانفصال التي يمتطيها كل من تعثر به الخيل من الجنوبيين أو ايقن بقرب شيخوخته منذ العام ٢٠١١ الى اليوم. ولكن ومهما تباينت المواقف تجاه الرئيس هادي وتعييناته الأخيره، ينبغي على من يختلف معه على اساس مناطقي ان يتحسس الزاوية التي ينظر منها ان كان جاداً في نقده وراغباً في تقدير الموقف، فلابد انه يقف في المكان الخطاء حيث لا يستطيع رؤية المشهد بكامل جوانبه.
لا غبار على حجم الظلم الذي وقع على الجنوب والجنوبيين منذ توقيع اتفاقية الوحدة عام ٩٠ ولا يمكن تقليله أو تجاهله، ونضال الجنوبيين المتواصل للحد من ذلك الظلم والتهميش لا يخف على أحد ولا ينكره الا جاحد. وقد ادّى تجاهل المتنفذين للمطالب الجنوبية المشروعة وتماديهم في غيهم واستغلالهم السيئ لمؤسسات الدولة الى إستحالة امكانية تصحيح مسار الوحدة في نظر غالبية الجنوبيين وخلق فجوة اجتماعية كبيرة بين شعبي الشمال والجنوب.
ولكن هذا لا يمنع ان نقيّم الوضع بموضوعية وحكمة ونعيد ترتيب الاولويات وفقاً للمعطيات المتاحة داخلياً وخارجياً. فمن ينظر للرئيس هادي بمنظار الريبة والشكوك أو يرى في تشبثه بالوحدة اليمنية حماقة وغباء فأنه قد ظلمه وظلم نفسه لان حقيقة ما يبدو لنا مريباً من سلوك هادي لا يرق الى مرتبة إدراجه ضمن قائمة ناهبي الجنوب وليس ذلك الا نتيجة رؤيته وتقديره الجيد لما حوله ومعرفته بقدر نفسه . فهل آن لمن هُيّئت لهم الظروف اختبار امكانياتهم وبانت لهم نتائجها واضحة ان يعرفوا قدر أنفسهم؟
ان منغصات الحياة كثيرة ويتحتم علينا احياناً التكيّف معها أو على الأقل اعادة ترتيبها وتزمينها، ومن اهون تلك المنغصات وأكثرها زيارةٌ عندما نطلق لمخيلاتنا العنان فتغور بنا في عوالم نطمح ان نعيشها وفجأة تقطع عوارض الحياة تلك التأملات الممتعة لنجد انفسنا لم نبرح مكاننا الحقيقي. ومن أشد وطئة وأكثر ألماً على النفس هو حين نستيقظ فنكتشف ان ما سعينا طويلاً للوصول اليه وتحقيقه قد بات أكثر بعداً. لذلك لابد لكل ذي عقل عند مواجهة العقبات التي تعيق آماله ان يحرر عقله من قيود العاطفة اولاً ثم يجرد نفسه من التحيّز لكي يتسنى له رؤية حقيقة المشهد بوضوح وبالتالي يصبح تحديد الاولويات ميسوراً.
اقرأ المزيد من عدن الغد
منغصات الحياة وتقرير المصير
احمد الدثني
صفحة الكاتب
احياء مكارم الأخلاق
لعبة الكبار
خيبة الأمل
اليمن وازمة التبنّي
من وحي الواقع
يعيش اليمنيين حياة منغصه في وطنهم الكبير الذي ضاق بهم ذرعاً بسبب التباينات التي حالت وتحول دون وقف نزيف الدم اليمني وتزيد من اتساع فجوة الخلاف وتعقّد الحلول. فلم يعد للمنطق في خلافاتنا أثر يُذكَر ولا للعقل أي تدخل بعد ان اصبحنا نختلف حتى على صيغة الخلاف نفسه، بل ويحاول بعضنا إحتكار الخلاف لمنطقته الجغرافية دون غيرها. فهل لعنة التباين والخلاف قد كُتبت علينا منذ الأزل؟ ام ان الجهل والتخلف الذي بلغ ذروته هو المسؤول عن غياب الافئدة واعمى الابصار؟
لقد اثارت التعيينات الوزارية الأخيرة التي اعلنها هادي كثيراً من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد مشيداً بها وبين معارض يتهم هادي بالتملق أو التبعية للشمال والشماليين، الا ان ذلك النقد بشقيه المؤيد والمعارض ليس الا كمطيّة الانفصال التي يمتطيها كل من تعثر به الخيل من الجنوبيين أو ايقن بقرب شيخوخته منذ العام ٢٠١١ الى اليوم. ولكن ومهما تباينت المواقف تجاه الرئيس هادي وتعييناته الأخيره، ينبغي على من يختلف معه على اساس مناطقي ان يتحسس الزاوية التي ينظر منها ان كان جاداً في نقده وراغباً في تقدير الموقف، فلابد انه يقف في المكان الخطاء حيث لا يستطيع رؤية المشهد بكامل جوانبه.
لا غبار على حجم الظلم الذي وقع على الجنوب والجنوبيين منذ توقيع اتفاقية الوحدة عام ٩٠ ولا يمكن تقليله أو تجاهله، ونضال الجنوبيين المتواصل للحد من ذلك الظلم والتهميش لا يخف على أحد ولا ينكره الا جاحد. وقد ادّى تجاهل المتنفذين للمطالب الجنوبية المشروعة وتماديهم في غيهم واستغلالهم السيئ لمؤسسات الدولة الى إستحالة امكانية تصحيح مسار الوحدة في نظر غالبية الجنوبيين وخلق فجوة اجتماعية كبيرة بين شعبي الشمال والجنوب.
ولكن هذا لا يمنع ان نقيّم الوضع بموضوعية وحكمة ونعيد ترتيب الاولويات وفقاً للمعطيات المتاحة داخلياً وخارجياً. فمن ينظر للرئيس هادي بمنظار الريبة والشكوك أو يرى في تشبثه بالوحدة اليمنية حماقة وغباء فأنه قد ظلمه وظلم نفسه لان حقيقة ما يبدو لنا مريباً من سلوك هادي لا يرق الى مرتبة إدراجه ضمن قائمة ناهبي الجنوب وليس ذلك الا نتيجة رؤيته وتقديره الجيد لما حوله ومعرفته بقدر نفسه . فهل آن لمن هُيّئت لهم الظروف اختبار امكانياتهم وبانت لهم نتائجها واضحة ان يعرفوا قدر أنفسهم؟
ان منغصات الحياة كثيرة ويتحتم علينا احياناً التكيّف معها أو على الأقل اعادة ترتيبها وتزمينها، ومن اهون تلك المنغصات وأكثرها زيارةٌ عندما نطلق لمخيلاتنا العنان فتغور بنا في عوالم نطمح ان نعيشها وفجأة تقطع عوارض الحياة تلك التأملات الممتعة لنجد انفسنا لم نبرح مكاننا الحقيقي. ومن أشد وطئة وأكثر ألماً على النفس هو حين نستيقظ فنكتشف ان ما سعينا طويلاً للوصول اليه وتحقيقه قد بات أكثر بعداً. لذلك لابد لكل ذي عقل عند مواجهة العقبات التي تعيق آماله ان يحرر عقله من قيود العاطفة اولاً ثم يجرد نفسه من التحيّز لكي يتسنى له رؤية حقيقة المشهد بوضوح وبالتالي يصبح تحديد الاولويات ميسوراً.
اقرأ المزيد من عدن الغد