المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اين العرب في ذكرى احتلال العراق؟


الدكتور أحمد باذيب
03-30-2006, 09:12 AM
بقلم/دكتور/ عبدالعزيز المقالح

مرت الذكرى الثالثة لاحتلال العراق واغتصاب ثروته النفطية والسعي الحثيث إلى تمزيق أوصاله، وبقية الوطن العربي من الخليج إلى المحيط في حالة من السبات تشبه سبات الموتى.. العواصم التي خرج منها الاحتلال تقود التظاهرات الصاخبة وأبناؤها يستنكرون وينددون ويطالبون بإنهاء الاحتلال ووضع حد للعدوان غير المبرر بينما الشعب العربي يجتر الهوان في صمت، ولايجرؤ أحد من أبناء عاصمة عربية واحدة على تنظيم مظاهرة تعكس الشعور العام وتعبر عن الغضب المكبوت في الصدور تجاه ماحدث ويحدث للعراق الذي دخل بفعل الاحتلال في مرحلة جديدة من حرب أهلية تساعد على بقاء الاحتلال وتأبيده. وأغرب ما صرنا نسمعه أو نقرؤه من بعض من يسمَّون قيادات سياسية و(فكرية)- أن مايحدث في العراق ما هو إلاَّ شان داخلي يخص العراقيين أنفسهم، وهو قول قبيح سمعت مثله يتردد على أفواه بعض العراقيين الموالين للاحتلال والذين يوجهون سهام الكلمات إلى صدور أشقائهم العرب المهتمين بأمر العراق ناسين ومتناسين أن الاحتلال متعدد الجنسيات ماهو إلاَّ تدخل أجنبي سافر يثير حفيظة شعوب أخرى في العالم لايربطها بالعراق رابط من لغة أو عقيدة أو جوار، فكيف لايثير حنق وغضب الأشقاء الذين يمسكون بأيديهم على قلوبهم خوفاً على العراق أولاً، وخوفاً من امتداد الاحتلال إلى قلب ديارهم ثانياً. إن مايحدث في العراق المحتل ليس شأناً داخلياً وكذلك مايحدث في فلسطين المحتلة، والاحتلال نفسه ثم عملاؤه في هذين البلدين العربيين هم الذين يروجون لفكرة الشأن الخاص.. ولو كان مايحدث في العراق بين العراقيين أنفسهم دونما تدخل أجنبي لكان من حق أبناء العراق أن يقولوا لبقية أشقائهم دعونا فهذا شأننا الخاص.. ونحن أدرى بظروف بلادنا ومشكلاتها.. وكذلك الأمر في فلسطين لو كان مايجري يتم بين الفلسطينيين أنفسهم دونما احتلال وتدخل خارجي لكان شأناً خاصاً بهم، لكن مايحدث هنا وهناك احتلال أجنبي سافر يهدد وجوده الأمة بأكملها ويترتب على هذا الوجود الغريب خطورة تهدد حاضر العرب ومستقبلهم، وأن الحياد أو الفرجة واللامبالاة خيانة لا حدود لها. وأعود إلى الذكرى المشئومة والصمت المريب من قبل الأنظمة العربية وجماهير الأمة وأتساءل كيف كانت جماهير عواصم الاحتلال أسرع في النزول إلى الشوارع لا للتعبير عن ردود أفعالها ضدالجريمة فحسب، وإنما لاستنكار المبررات الكاذبة التي تم بموجبها الغزو والاحتلال مع ما رافق ذلك من فضح الأوضاع المأساوية التي ترتبت على العدوان؟ أين كانت جماهير الأمة العربية عشية الذكرى؟ وهل كانت تنتظر الموافقة من أصحاب الحل والعقد أم أن الإحباط وصل إلى ذروته ولم تعد تؤمن بجدوى التعبير عن مشاعرها الغاضبة تجاه ما حدث ويحدث؟ ومهما كان الأمر فإن موقف أبناء الأمة العربية في ذكرى احتلال قطر عربي يبعث على الخجل وربما الغثيان مما وصل إليه الحال وما يقود إليه من تواصل الانهيار وربما الاندثار.